«تريندز» يطلق دراسة بعنوان «مستقبل الطاقة المتجدّدة»
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أطلق مركز تريندز للبحوث والاستشارات دراسة شاملة بعنوان «مستقبل الطاقة المتجدّدة.. تحديات التمويل وفرص الازدهار»، وذلك ضمن مشاركته الثانية في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، وفي خطوة استراتيجية تعكس التزامه بالبحث العلمي واستشراف المستقبل.
وتناولت الدراسة، التي تُعد واحدة من أبرز إصدارات المركز، القضايا الحيوية المتعلقة بالطاقة المتجدّدة، بما في ذلك التحديات التمويلية والفرص الواعدة، بهدف تعزيز النقاش حول الحلول العملية لدفع عجلة التحول العالمي للطاقة المستدامة.
وقدّمت الدراسة تحليلاً شاملاً يتناول واقع ومستقبل الطاقة المتجدّدة، وجاءت مقسمة إلى أربعة فصول رئيسة، وقد سلّط الفصل الأول الضوء على مكونات الطاقة المتجدّدة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مع استعراض التوزيع الجغرافي لمشاريع الطاقة المتجدّدة حول العالم.
كما يناقش التحديات الكبرى، من بينها التكاليف المرتفعة والتحديات التكنولوجية المتعلقة بتخزين الطاقة وتحسين الكفاءة، فيما ركّز الفصل الثاني على الاتجاهات العالمية والإقليمية، التي تؤثر على الطاقة المتجدّدة، مشيراً إلى أن الابتكار التكنولوجي وتطور الأسواق يلعبان دوراً رئيساً في تشكيل مستقبل هذا القطاع. كما ناقش دور الطاقة المتجددة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة عالمياً، مع التركيز على أهمية التمويل المستدام لدعم المشاريع المستقبلية.
وتناول الفصل الثالث الأدوات المالية المتاحة لدعم مشروعات الطاقة المتجددة، مثل القروض الاستثمارية والاستثمارات المباشرة، كما استعرض أبرز التحديات، مثل المخاطر الاقتصادية والسياسية، التي قد تعيق تحقيق التمويل المستدام، مشيراً إلى فرص جديدة للنهوض بهذا القطاع.
واستعرض الفصل الأخير الدور المحوري، الذي تلعبه صناديق المناخ والبنوك الدولية والاستثمارات الأجنبية المباشرة في سد الفجوة التمويلية لقطاع الطاقة المتجددة. كما قدمت الدراسة توصيات عملية لتعزيز الاستثمار في هذا المجال، مع التركيز على أهمية التعاون الدولي لدفع عجلة الابتكار وتحقيق التحول المستدام.
حلقة نقاشية
على هامش إطلاق الدراسة، نظّم مركز «تريندز» حلقة نقاشية شارك فيها نخبة من الخبراء والباحثين وصُنّاع القرار. تمحورت النقاشات حول أهمية تمويل الطاقة المتجددة، ودورها في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والمناخي. كما تضمّنت الحلقة استعراض تجارب ناجحة لدول استثمرت بفاعلية في قطاع الطاقة المتجددة، مما أدى إلى خلق فرص عمل جديدة وتعزيز النمو الاقتصادي.
وافتتح الجلسة الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز «تريندز»، بكلمة أكد فيها أهمية البحث العلمي في رسم ملامح مستقبل أكثر استدامة. وقال: «إن التحول نحو الطاقة المتجددة لم يعد خياراً بل ضرورة لتحقيق الأهداف العالمية في مواجهة تغير المناخ وتعزيز التنمية المستدامة. وتهدف دراستنا هذه إلى تقديم حلول مبتكرة للتغلب على التحديات التمويلية والفنية، التي تواجه هذا القطاع، بالإضافة إلى استشراف آفاق التعاون الدولي في مجال الطاقة النظيفة».
وأضاف الدكتور العلي: «إن مركز (تريندز) يسعى من خلال هذه الدراسة، إلى تقديم رؤى عملية لصُناع القرار والباحثين حول كيفية تحقيق تحول متوازن ومستدام في قطاع الطاقة»، مشيراً إلى أن هذا الإصدار يأتي ضمن سلسلة طويلة من إصدارات المركز، التي تستهدف تعزيز الحوار العالمي حول القضايا الاقتصادية المُلحة.
تحديات رئيسية
بدورهم، أكد المُتّحدثون أن أبرز نتائج الدراسة تؤكد أن الوقود الأحفوري لا يزال يحتفظ بدور مهم في سوق الطاقة العالمي لعقود مقبلة، رغم النمو المتسارع في مشاريع الطاقة المتجدّدة، وأنه من المتوقع أن تشهد الطاقات المتجدّدة نمواً ملحوظاً في إنتاج الكهرباء عالمياً، خاصة مع التوجه العالمي نحو تحقيق الأهداف البيئية والتنموية.
كما أشاروا إلى أن القطاع يواجه تحديات رئيسية مثل ارتفاع التكاليف، وتقادم البنية التحتية، والقيود التنظيمية التي تستوجب حلولاً مبتكرة لمواجهتها، وأن الاستثمار في الطاقة المتجدّدة يُعزز التنمية المستدامة، ويوفر فرصاً جديدة للتعاون الإقليمي والدولي.
وأوصت الحلقة بضرورة تعزيز التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص لتمويل مشاريع الطاقة المتجدّدة، وزيادة الاستثمار في البحث والتطوير لتعزيز الابتكار التكنولوجي، ودعم الأطر التنظيمية والسياسية التي تشجع على اعتماد الطاقة المتجدّدة، والتركيز على الشراكات الدولية لضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقالوا: «إن دراسة مركز (تريندز) تعد خطوة أساسية لفهم أعمق للتحديات والفرص، التي تواجه قطاع الطاقة المتجددة، وتشكل دعوة مفتوحة للجهات الدولية والمحلية لتبني سياسات فعّالة تحقق التحول المستدام».
فرص التعاون
من جانبه، واصل وفد «تريندز» البحثي في دافوس لقاءاته على هامش المنتدى العالمي، والتقى عدداً من الوزراء والمسؤولين في جناح «إيس فيليج»، المخصّص لكبار الزوار، واستعرض معهم عدداً من القضايا ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي والاقتصاد والدراسات البحثية المستقبلة، كما تم استعراض سُبل بناء شراكات بحثية وتفعيل القائم منها.
وقد تم تقليد عدد منهم ميدالية «تريندز» البحثية؛ تقديراً لدعمهم وجهودهم المعرفية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الطاقة المتجددة دافوس منتدى دافوس الاقتصادي منتدى دافوس منتدى الاقتصاد العالمي المنتدى الاقتصادي العالمي المنتدى الاقتصادي محمد العلي تريندز مركز تريندز للبحوث والاستشارات مركز تريندز الطاقة المستدامة التنمیة المستدامة الطاقة المتجددة
إقرأ أيضاً:
مع تصاعد الغش الأكاديمي..تشات جي بي تي يطلق ميزة وضع الدراسة لدعم الاستخدام المسؤول
قدّم "تشات جي بي تي" وضع الدراسة كأداة جديدة تهدف إلى تشجيع التعلم التفاعلي والمسؤول، في ظل تنامي ظاهرة الغش الأكاديمي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. اعلان
أعلن مطوّرو "تشات جي بي تي" عن إطلاق ميزة جديدة تحمل اسم "وضع الدراسة" (Study Mode)، بهدف تعزيز الاستخدام الأكاديمي المسؤول للأداة، في ظل تزايد حالات إساءة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الجامعات.
الميزة الجديدة، التي باتت متاحة من خلال زر "الأدوات" داخل المنصة، تتيح للمستخدمين التعلم بأسلوب تفاعلي تدريجي، يُشبه الحصص الدراسية، عوضًا عن تقديم الأجوبة والملخصات الجاهزة.
وفي مثال نشرته شركة "OpenAI" المطوّرة لـ"تشات جي بي تي"، استجاب الروبوت لطلب مساعدة في فهم مبرهنة بايز، عبر طرح أسئلة على المستخدم حول مستوى إلمامه بالرياضيات وهدفه من التعلم، قبل الشروع في الشرح خطوة بخطوة.
تصاعد الغش يدفع لتدخل تقنيإطلاق هذه الميزة يتزامن مع تنامي القلق داخل الأوساط الأكاديمية من الاستخدام غير المشروع للأدوات الذكية. فقد كشفت صحيفة "ذا غارديان" في استطلاع حول انتهاكات النزاهة الأكاديمية في المملكة المتحدة عن تسجيل نحو 7,000 حالة غش مثبتة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي خلال عام 2023-2024، بمعدل 5.1 حالة لكل ألف طالب، مقارنة بـ1.6 حالة في العام السابق.
وأشارت "OpenAI" إلى أن أكثر من ثلث الشباب في سن الدراسة الجامعية في الولايات المتحدة يستخدمون "تشات جي بي تي"، فيما تُظهر بيانات الشركة أن نحو ربع الرسائل المرسلة إلى الروبوت ترتبط بالتعلّم أو التدريس أو الواجبات المدرسية.
Related أصدقاء افتراضيون.. هكذا يؤثر الذكاء الاصطناعي على عواطف الأطفال والمراهقين"طقوس دم واستحضار شيطان".. تحقيق يوثّق استجابات صادمة من "تشات جي بي تي"هواوي تطلق بيورا 80 من دبي: هواتف بكاميرات احترافية وتقنيات تصوير مدعومة بالذكاء الاصطناعي تشجيع الفهم بدل الحلول الجاهزةووفقًا للمطوّرين، فإن "وضع الدراسة" لا يكتفي بتقديم الإجابات، بل يسعى إلى مساعدة الطلاب في فهم المادة وتحليلها، مما يشجع على التفاعل مع المشكلات والمواضيع بدلًا من الاعتماد على حلول جاهزة. ومع ذلك، لا يمنع النظام المستخدمين من تجاهل هذا الوضع وطلب إجابات مباشرة.
وقالت جاينا ديفاني، المسؤولة عن شؤون التعليم الدولي في "OpenAI"، إن الميزة الجديدة تشكّل خطوة نحو توجيه الطلاب إلى استخدام "تشات جي بي تي" كأداة تعليمية مفيدة، مؤكدة أن الشركة لا ترغب في أن يُساء استخدام التكنولوجيا في السياقات الأكاديمية.
وأضافت ديفاني: "نسعى لإبراز الطرق المسؤولة للتعامل مع تشات جي بي تي بما يخدم العملية التعليمية. نحن لا نؤمن باستخدام هذه الأدوات في الغش، وهذه خطوة نحو الحد من ذلك".
كما شددت على أن معالجة ظاهرة الغش الأكاديمي تتطلب "نقاشًا واسعًا داخل القطاع التعليمي" لإعادة النظر في آليات التقييم، ووضع إرشادات واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة.
وأوضحت "OpenAI" أن "وضع الدراسة"، الذي يظهر أيضًا باسم "Study and Learn"، صُمم خصيصًا لمساعدة الطلاب على أداء الفروض المنزلية، والاستعداد للامتحانات، وتعلم مواضيع جديدة. ويتميّز بقدرته على التفاعل مع الصور، ما يتيح للمستخدمين تحميل أوراق امتحانات سابقة والعمل على حلّها بالتعاون مع الأداة.
وأكدت الشركة أن تطوير هذه الميزة تم بالتعاون مع معلمين وعلماء وخبراء تربويين، لكنها حذّرت من احتمال حدوث "سلوك غير متسق وأخطاء في بعض المحادثات".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة