بختام دافوس 2025.. الإمارات تحقق مشاركة ناجحة في المنتدى الاقتصادي العالمي
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
اختتمت دولة الإمارات مشاركتها الناجحة في أعمال الدورة الـ55 لاجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي 2025، في دافوس، بسويسرا، والذي عُقد خلال الفترة من 20 إلى 24 يناير(كانون الثاني) الجاري، ويعد منصّة عالمية تجمع سنوياً أكثر من 3000 شخصية من القادة وصُناع القرار وكبار الشخصيات في القطاعين الحكومي والخاص بمختلف أنحاء العالم.
وشارك وفد دولة الإمارات برئاسة الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي" دبي للثقافة"، الذي يعد واحداً من أكبر الوفود الدولية المشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس 2025، في مناقشة العديد من التحديات والمتغيرات العالمية واستعراض الحلول والتطورات وبناء الشراكات، في مختلف القطاعات الاقتصادية والتنموية، وذلك ضمن أعمال المنتدى الذي تسهم مخرجاته وحواراته وشراكاته المثمرة، في دعم التنمية المستدامة، وصياغة أنجع الحلول لأبرز التحديات التي تعترض الجهود التنموية على الصعيد الدولي.
وجاءت مشاركة الإمارات في المنتدى، الذي أقيم تحت شعار "التعاون من أجل عصر ذكي"، داعمة لأهدافه وأجندة أعماله، حيث ركزت مشاركة الدولة بأعمال منتدى الاقتصاد العالمي هذا العام على إثراء نقاشات عديدة حظيت بأولوية في أجندته الأحدث، منها سد الفجوات التي تعيق الجهود التنموية العالمية، وتعزيز النمو المستدام، وتسخير التكنولوجيا المتقدمة لخلق حلول تحولية داعمة للتنمية.
وضم وفد الدولة المشارك بالمنتدى أكثر من 100 شخصية من رؤساء الشركات والقطاع الخاص والمسؤولين الحكوميين، ما شكل استمراراً للاهتمام الذي توليه الإمارات للتعاون الدولي وبناء الشراكات الدولية الداعمة لكافة الجهود التنموية على الصعيدين الإقليمي والدولي في القطاعات كافة، لا سيما من خلال منصة المنتدى الاقتصادي العالمي.
جلسات ونقاشات
وإلى جانب رئاسة الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد، للوفد الإماراتي، شاركت في العديد من الجلسات والنقاشات المهمة، التي مثلت منصة رئيسية لاستعراض العديد من المنجزات التنموية، وإبراز وتبادل الخبرات والتجارب الوطنية، والاطلاع على نظيرتها الدولية، في العديد من المجالات ذات الأولوية الوطنية.
والتقت خلال أعمال المنتدى كلاً من.. محمد يونس، الحائز على جائزة نوبل، رئيس الحكومة المؤقتة في بنجلاديش، وبيتونجتارن شيناواترا، رئيسة وزراء تايلاند، أول امرأة تشغل هذا المنصب في بلادها، وهيلدا شواب، المؤسس المشارك- رئيسة مؤسسة شواب لريادة الأعمال الاجتماعية، والعديد من الشخصيات القيادية ونخبة من أبرز المسؤولين والشخصيات القيادية والملهمة.
كما قامت بجولة في معارض الفنون والثقافة، التي أقيمت ضمن فعاليات المنتدى، وسلطت الضوء على دور الاتجاهات الناشئة في تقاطع الفنون والثقافة مع التكنولوجيا، ودور هذه المجالات في مواجهة التحديات العالمية وتعزيز الابتكار والتنمية المستدامة.
ترسخ الشراكات
وقال محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء: "بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، واصلت دولة الإمارات مشاركاتها الناجحة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، مرسخة نهجها الفاعل في بناء وتعزيز الشراكات الدولية الفاعلة، وتبادل الخبرات التي تسهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة محلياً وعالمياً".
وأضاف: "في كل نسخة جديدة من دورات المنتدى الاقتصادي العالمي، نبني على ما تحقق من ثمار التعاون المشترك مع الدول والجهات والمؤسسات الدولية المشاركة، فيما يرسخ نمو مشاركة كبرى الشركات الوطنية والقطاع الخاص بالدولة، الشراكة الحقيقية لهذا القطاع في تحقيق الاستراتيجيات والمستهدفات الوطنية، ويعكس البيئة النموذجية التي توفرها الإمارات لنمو وازدهار الأعمال في كافة القطاعات".
آفاق دولية
وواصلت حكومة دولة الإمارات فتح مزيد من الآفاق الدولية للشركات الوطنية والقطاع الخاص في الدولة، وذلك من خلال تعزيز تمثيلها ضمن الوفود المشاركة في الفعاليات والأحداث الكبرى، حيث حظيت كبرى الشركات الوطنية والقطاع الخاص، بمشاركة كبيرة ضمن وفد الإمارات في منتدى الاقتصاد العالمي "دافوس 2025"، وزخم متزايد بتمثيل شكل النسبة الأكبر من وفد الدولة.
وشهدت الأجندة النوعية الحافلة لوفد الدولة، والتي شارك من ضمنها القطاع الخاص بجلسات وفعاليات ثرية التعريف برؤية شركات القطاع الخاص في الدولة، وفرص هذا القطاع الذي يمثل ركيزة أساسية في استدامة نمو الاقتصاد الوطني، وهو ما شكل منصة فاعلة لتعزيز الشراكات الدولية والفرص الاقتصادية؛ أمام شركات القطاع الخاص الإماراتية تسهم في فتح آفاق أوسع لنموها، وتعزيز نجاحاتها على كافة الأصعدة.
دعم مشاريع الأمم المتحدة
وتعهدت مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بتقديم نحو 36.7 مليون درهم (10 ملايين دولار)، لدعم برامج ومشاريع مستدامة للمجتمعات النازحة قسراً من خلال المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يصل بموجبه إجمالي التعهدات المقدمة من المؤسسة لدعم برامج ومشاريع المفوضية في العالم إلى 163.6 مليون درهم منذ العام 2021.
وتمثل الشراكة الاستراتيجية والتعاون المتواصل بين المفوضية ومؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، عنصراً أساسياً في استدامة المشاريع والبرامج الموجهة لدعم النازحين قسراً حول العالم، في ظل التزايد المستمر في أعداد النازحين قسراً والحاجة الملحّة لتعزيز الاستجابة لاحتياجاتهم الأساسية، سواء كانت غذائية أو طبية أو غيرها من الاحتياجات المؤثرة على جودة الحياة.
المنصة العالمية للابتكار التشريعي
ووقعت حكومة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، مذكرة تفاهم لإنشاء وإطلاق المنصة العالمية للابتكار التشريعي (GRIP)، لتطوير وإطلاق مؤشر الجاهزية المستقبلية للتشريعات، وإطلاق الدليل العالمي للابتكار التشريعي، وإنشاء شبكـة دولية من الخبراء وصانعي السياسات والمشرعين، وبناء قدرات المشرعين وإنشاء منصة معرفية تشريعية عالمية، وتنظيم حوارات الابتكار التشريعي والملتقى العالمي للتشريعات، وبما يعزز مكانة الدولة كمركز عالمي لجذب المنظمات والشركات ومؤسسات الأعمال الدولية التي تتطلع لممارسة أعمالها في بيئة تشريعية مرنة وداعمة، ومركز معرفي ومنصة لتبادل الخبرات والتجارب في أحدث المجالات المتعلقة بالتشريعات.
دعم الأفكار الإبداعية
ووقعت حكومة الإمارات، خلال الدورة الـ55 للمنتدى، اتفاقية شراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي لدعم تعزيز تبني مختلف التقنيات المستقبلية على الصعيد المحلي والعالمي عبر مركز الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات، والذي تشرف عليه مؤسسة دبي للمستقبل، ويواصل بموجب هذه الاتفاقية، مركز الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات دوره في تفعيل التعاون الدولي، وتبادل الخبرات ودعم الأفكار الإبداعية وتمكين التقنيات الناشئة، وبما يعزز موقع دولة الإمارات كمركز عالمي ريادي لتسريع ابتكارات وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة وتطوير تقنيات المستقبل.
كما وقعت مؤسسة دبي للمستقبل اتفاقية تعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، لتطوير مؤشر عالمي لتقييم جاهزية المؤسسات الحكومية والخاصة للمستقبل، وقدرتها على مواكبة تغيراته، واستعدادها للاستفادة من فرصه.
وتشارك مؤسسة دبي للمستقبل في هذه المبادرة العالمية بالاستفادة من خبراتها الواسعة وشراكاتها ومعرفتها البحثية التي اكتسبتها في مجال تقييم استعداد الجهات الحكومية للتحولات المستقبلية منذ إطلاق "مؤشر دبي للجاهزية للمستقبل" قبل عامين.
ووقّعت دائرة الصحة – أبوظبي، خطاب نوايا مع منتدى الاقتصاد العالمي، بهدف العمل من أجل تعزيز النظم الصحية الذكية عالمياً من خلال مبادرة التحول الرقمي في الرعاية الصحية التابعة للمنتدى.
وتعد المبادرة مشروعاً رائداً يسعى إلى إعادة تصور مفهوم النظم الصحية الرقمية لتحقيق أعلى مستويات الكفاءة، وإتاحة أفضل الخدمات الصحية لأفراد المجتمع، وتعزيز مخرجات الرعاية الصحية، وتحسين جودة الحياة، حيث تعتمد المبادرة على الشراكات بين القطاعين العام والخاص لدفع عجلة التكنولوجيا الرقمية والبيانات والذكاء الاصطناعي في مجال الصحة. وتساهم دائرة الصحة – أبوظبي من خلال الانضمام إلى شبكة من المؤسسات الرائدة المسؤولة عن تسريع التحول الرقمي في الرعاية الصحية عالمياً وتفعيل أهدافه، في تحقيق تغييرات جوهرية في النظم الصحية العالمية بالتنسيق مع الاستراتيجيات الصحية المحلية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الإمارات المنتدى الاقتصادی العالمی محمد بن راشد آل مکتوم والقطاع الخاص دولة الإمارات القطاع الخاص النظم الصحیة العدید من من خلال
إقرأ أيضاً:
بنكيران يثير جدلاً واسعاً بسبب رفضه مشاركة جيش الاحتلال في مناورات بالمغرب
شهد المغرب في السنوات الأخيرة تسارعًا في وتيرة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، في إطار ما وصفته الجهات الرسمية بأنه “قرار سيادي” يخدم مصلحة الدولة في حماية وحدتها الترابية وتعزيز موقعها الإقليمي.
إلا أن هذا المسار لم يخلُ من انتقادات واسعة في الأوساط السياسية والدينية، خاصة في ظل تزايد وتيرة التعاون العسكري، الذي بلغ ذروته بمشاركة وحدات من جيش الاحتلال، بينها “لواء غولاني”، في مناورات “الأسد الإفريقي” فوق الأراضي المغربية، بينما كانت غزة تشهد مجازر دموية.
موقف بنكيران.. كسر للصمت السياسي
أثار الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، عاصفة من الجدل بعد تصريحه الرافض للمشاركة الإسرائيلية في مناورات عسكرية بالمغرب.
وخلال كلمة له في لقاء حزبي مؤخرا، قال إن وجود جيش “يحارب أمة الإسلام” فوق التراب المغربي “لا يجوز شرعاً ولا ديمقراطياً”، داعياً الدولة لوقف أي تعاون عسكري مع “هذه الدولة المارقة”، على حد تعبيره.
ورغم أن بنكيران لم يوجّه أي انتقاد مباشر للمؤسسة العسكرية المغربية، إلا أن الهجوم الإعلامي والسياسي عليه جاء عنيفاً، ووُجهت له اتهامات بـ”التطاول على المؤسسات”، في حين شدد حزبه على أن كلامه لم يمس القوات المسلحة الملكية، التي تحظى بالتقدير.
الريسوني يدافع: "لا يصح إلا الصحيح"
في خضم الهجمة على بنكيران، خرج الدكتور أحمد الريسوني، الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بموقف داعم بشدة، معتبراً أن بنكيران هو السياسي الوحيد الذي "قال كلمة الحق، ونصح دولته، وأبرأ ذمته".
وأشاد الريسوني بموقفه الرافض لاستضافة جنود الاحتلال، واصفاً إياه بأنه يعكس ضمير المغاربة الرافضين للتطبيع.
وأكد أن صمت الأحزاب السياسية عن هذا الحدث الخطير يُعدّ تقصيراً، مشدداً على أنه "كان ينبغي اعتقال جنود الاحتلال ومحاكمتهم بدل تدريبهم". كما اعتبر أن الهجوم الإعلامي على بنكيران أشبه بـ”النباح” الذي لا يغيّر من الحقيقة شيئاً: “لا يصح إلا الصحيح”، ختم الريسوني.
محمد يتيم: "غرفة الفار" وتضخم بلا شرعية
في خضم هذا الجدل، برز موقف محمد يتيم، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، الذي وجّه انتقادات لاذعة لما أسماه "غرفة الفار"، في إشارة إلى الأصوات الإعلامية التي هاجمت بنكيران، معتبراً أنها لا تمثل موقف الدولة الرسمي، بل تحاول لعب دور "المناديب على الحكم" دون اختصاص أو أهلية. وأكد يتيم أن تصريحات من يرفعون شعار "كلنا إسرائيليون" لا تجد صدى لدى عموم المغاربة، بل تزيد من تعاطفهم مع مواقف بنكيران المدافعة عن القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن الدولة، بدستورها واختصاصات رأسها، لم تُبدِ أي انزعاج من التعبيرات الشعبية المنددة بالتطبيع، ولا من النقد السياسي الذي يعبّر عنه فاعلون وطنيون. وختم يتيم بالإشادة بأمثال أحمد ويحمان وعزيز هناوي، معتبراً أنهم يشكلون امتداداً وطنياً صادقاً للنضال من أجل فلسطين.
حميد زيد: بنكيران ضرورة لاستمرار النقاش السياسي
من جهته، كتب الصحافي حميد زيد مقالة ساخرة ـ لاذعة في الآن ذاته ـ شدد فيها على أن وجود بنكيران في الحياة السياسية هو "تعويض جماعي" لكل المغاربة، في ظل انعدام النقاش الحقيقي داخل المؤسسات. وقال زيد: "لولا بنكيران لتوقفت مواقع، لاختفت أحزاب، ولصمت الإعلام"، مضيفاً أن الرجل يمنح "التوازن النفسي والسياسي في بلد كل شيء فيه أصبح يأتي من الدولة".
واعتبر أن مهاجمة بنكيران تحوّلت إلى رياضة جماعية، تُخفي في طياتها غياب أي بديل سياسي أو معارض فعلي، مشيراً إلى أن كل الأحزاب تسير في فلك “برنامج واحد للدولة”، مما يجعل من بنكيران حالة استثنائية.
يونس مسكين: هل أصبح الرأي جريمة؟
بدوره، أبدى الإعلامي والكاتب يونس مسكين دهشته من حجم الحملة ضد بنكيران، مؤكداً أن الرجل عبّر عن رأي سياسي معارض ضمن الإطار الدستوري، دون أن يمس الجيش أو يحرض عليه. وكتب مسكين: "جيشنا ليس جيشاً من ورق ولا يحتاج لحماة افتراضيين"، معتبراً أن المشكلة ليست فيما قاله بنكيران، بل في "من قاله" وفي رمزية موقعه السياسي.
وأضاف: "تحويل الرأي إلى جريمة، والرأي المخالف إلى مؤامرة، لا يفضي إلا إلى تعميم الخوف، وإلى مجتمع يخرس فيه الجميع". وأكد أن أحد مؤشرات الديمقراطية هو خضوع المؤسسات العسكرية للرقابة المدنية والنقاش العمومي، وهو ما يجب أن يتوسع لا أن يُقمع.
بين السيادة الوطنية واستحقاقات التحالفات الإقليمية
في خضم هذا السجال، تبرز أصوات تحذر من أن الاندفاع في التطبيع، خصوصاً في الشق العسكري، قد يؤدي إلى اهتزاز العلاقة بين الدولة والمجتمع.
ويرى أحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أن هذه التطورات تضع المغرب أمام معادلة دقيقة بين الحفاظ على مصالحه الاستراتيجية في مواجهة تحديات إقليمية، أبرزها ملف الصحراء، وبين الحفاظ على وحدة الموقف الداخلي واحترام الرموز الوطنية الجامعة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
كما يُنبه ويحمان إلى أن اختراق الجيش الإسرائيلي للتراب المغربي ـ ولو في إطار مناورات ـ هو تجاوز لخطوط رمزية تتعلق بالذاكرة والسيادة، لا يمكن تبريرها بالمكاسب السياسية.