في ذكرى وفاته.. ياسر رزق فارس الكلمة الذي وقف ضد التيار
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
ياسر رزق فارس الكلمة.. تحل اليوم 26 يناير ذكرى وفاة الكاتب ياسر رزق، الذي يعد واحدا من أبرز الصحفيين في مصر والعالم العربي، وهو من الكتاب المتميزين الذين حفروا أسماءهم بشكل كبير في الكتابة السياسية، وذلك من خلال كتاباته الجريئة التي اشتبكت مع الواقع بصورة يومية، وعبرت عن آراء الناس بشكل دائم.
جمع ياسر رزق بين موهبة الكتابة، والإدارة، تاركا وراءه بصمة خالدة وتأثيرا كبيرا في المهنة التي أحبها وأخلص لها، وكذلك حرص على إدارة المؤسسة الصحفية بمهنية واقتدار من خلال جميع المنصب التي تولاها في مسيرته الصحفية.
بداية ياسر رزق في الكتابة
أحب ياسر رزق الكتابة منذ الصغر، ومنحه القدر قدرا كبيرا من الذكاء، الذي جعله يحدد هدفه مبكرا ويجتهد من أجله.
تمنى رزق، أن يعمل صحفيا، ولذا حصل على مجموع مرتفع في الثانوية العامة، والتحق بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وأثناء دراسته بالجامعة حصل على فرصة للتدريب على فنون الصحافة داخل دار أخبار اليوم القومية.
تعلم ياسر رزق من كبار الكتاب، وتخرج في كلية الإعلام في عام 1986، ولم يجد صعوبة في العمل، لأنه كان قد حجز مكانه في دار أخبار اليوم، وبالفعل عقب التخرج تم تعيينه في أخبار اليوم، وتنقل بين الكثير من الأقسام الصحفية، وفي كل مكان يذهب إليه كان يكتسب خبرة كبيرة ويترك بصمة، ومع مرور الأيام أصبح نجما لامعا في عالم الكتابة.
اختارته صحيفة أخبار اليوم ليكون محررا عسكريا، وحقق نجاحا كبيرا في ذلك الوقت، ثم بعدها في عام 2005 بالتحديد تم اختياره مندوبا للصحيفة في رئاسة الجمهورية.
ياسر رزق رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون الحكوميةوبعد شهور من تغطية أخبار الرئاسة، تولى ياسر رزق منصب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون الحكومية، وبمهارة رائعة نهض بمستوى المجلة وارتقى بمحتواها.
ترك ياسر رزق مجلة الإذاعة والتلفزيون، وعاد لدار أخبار اليوم، ليشغل منصب رئيس تحرير الصحيفة اليومية، في 18 يناير 2011.
وتولى رزق المهمة في ظروف صعبة للغاية، إذ اندلعت ثورة 25 يناير 2011 بعد أيام من توليه المنصب، ليجد نفسه في مهمة وطنية وسياسية خطيرة.
تمكن رزق من رفع توزيع الصحيفة، وسطع نجم أخبار اليوم مجددا، بفضل رؤيته وبراعته في قراءة شفرة القارئ الجديد، الذي يعتمد على الكلمات الرشيقة، والجمل المختصرة.
لم يسلم رزق من عناصر جماعة الإخوان المسلمين، الذين نجحوا في الإطاحة به من منصبه عبر المؤامرات والدسائس التي اشتهرت بها الجماعة المحظورة.
ترك رزق دار أخبار اليوم، عمل في الصحافة الخاصة، حيث تولى منصب رئيس تحرير جريدة المصري اليوم المستقلة لمدة سنة و3 شهور.
مرت الأيام وعاد رزق إلى أخبار اليوم، رئيسا لمجلس الإدارة، ولم يسمح لمهام العمل الإداري أن تقتل عشقه للكتابة.
يحتوي أرشيف ياسر رزق الصحفي على العديد من الانفرادات الصحفية، التي وضعته في قائمة الموهوبين في عالم الكتابة، ومن أبرز هذه الانفرادات قيامه بإجراء أول حوار مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي في مصر آنذاك وبعد ثورة 30 يونيو، التي أزاحت حكم جماعة الإخوان المسلمين من حكم مصر.
تمكن رزق خلال هذا الحوار من كشف الكثير من الوقائع، التي سبقت عزل محمد مرسي في موجة غاضبة تحمل النقمة على الرئيس الإخواني وجماعته، بخلاف الكشف عن جوانب أخرى إنسانية في حياة السيسي.
وقبل وفاته بأيام كان قد احتفل بصدور كتابه «سنوات الخماسين.. بين يناير الغضب ويونيو الخلاص»، والذي يتضمن رصدا دقيقا وموضوعيا لمرحلة صعبة في تاريخ مصر الحديث، منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011 وحتى ثورة 30 يونيو 2013، ومعلومات ومواقف يكشف عنها للمرة الأولى ويرويها الكاتب من موقع الشاهد بحكم عمله الصحفي وقربه وصلاته الوثيقة بدوائر صناعة القرار إبان تلك الفترة الحرجة من تاريخ مصر.
رحل ياسر رزق عن عالمنا في 26 يناير 2022، بعد صراع مرير مع مرض القلب.
اقرأ أيضاً«قيمة وطنية وإنسانية عظيمة».. مصطفى بكري يحيي الذكرى الثانية لوفاة ياسر رزق
عبد المنعم سعيد: ياسر رزق معنا بفكره الذي لا يموت
نقابة الصحفيين تُحيي الذكرى الأولى لرحيل الكاتب الكبير ياسر رزق.. السبت
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ياسر رزق فارس الكلمة صحيفة أخبار اليوم أخبار الیوم رئیس تحریر رزق من
إقرأ أيضاً:
ضغوط أوروبية لإنقاذ الكاتب بوعلام صنصال.. الجزائر في مرمى الانتقادات
تصاعدت الضغوط الأوروبية على الجزائر في الأيام الأخيرة مع تفاقم قضية الروائي الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، الذي يقضي حكمًا بالسجن لمدة خمس سنوات، فقد لجأت مجموعة الدعم الخاصة بصنصال إلى الاتحاد الأوروبي، مطالبة بتحرك سياسي وحقوقي للضغط على السلطات الجزائرية من أجل الإفراج عنه. اعلان
تقدمت مجموعة الدعم الخاصة بالروائي بوعلام صنصال، التي ترأسها وزيرة فرنسية سابقة نوال لونوار، بشكوى رسمية إلى وسيط الاتحاد الأوروبي، مستندة إلى بند "الشرطية الحقوقية" الوارد في اتفاقية الشراكة التجارية بين الجزائر وبروكسل.
وتقول لونوار: "على أوروبا أن تستيقظ الآن، الاتفاقية تنص بوضوح على احترام الحقوق الأساسية، والوقت قد حان لاستخدام هذا النفوذ السياسي والاقتصادي".
وتزامن هذا التحرك مع قرار البرلمان الأوروبي، الصادر في يناير الماضي، الذي دعا فيه التكتّل بمختلف مؤسساته إلى مطالبة الجزائر بالإفراج عن صنصال فورًا، ورغم هذه الدعوات، لم تُصدر الدائرة الدبلوماسية للاتحاد، برئاسة كايا كالاس، أي بيان علني حتى الآن، ما أثار انتقادات من منظمات ثقافية وحقوقية تطالب بموقف أكثر صرامة.
Relatedمن بوعلام صنصال إلى ترحيل مؤثرين واتهامات بمحاولة إذلال باريس.. بين الجزائر وفرنسا ما صنع الحداّدمسلسل بوعلام صنصال.. تبون يطعن في نسب الكاتب المثير للجدل ودبلوماسي فرنسي سابق "جاء ليكحّلها فعماها"أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد للإسلام وماكرون قلق على مصيرهالجزائر تتهم الاتحاد الأوروبي بممارسة التضليل السياسي في قضية الكاتب بوعلام صنصال
تعود جذور الأزمة إلى نوفمبر الماضي، حين اعتقلت السلطات الجزائرية الكاتب صنصال، البالغ من العمر 80 عامًا، فور وصوله إلى مطار الجزائر العاصمة، وقد وُجّهت إليه تهمة "تقويض الوحدة الوطنية"، قبل أن يصدر حكم بسجنه خمس سنوات، في خطوة أثارت غضبًا واسعًا في فرنسا والعالم.
وتُشير مصادر مقربة من عائلته إلى أن حالته الصحية متدهورة نظرا لإصابته بالسرطان، وتم نقله أكثر من مرة إلى المستشفى منذ اعتقاله. وتخشى مجموعة الدعم من أن يكون محتجزًا في عزلة، محرومًا من الاتصال ومحروماً من الرعاية الطبية الكافية.
وقالت لونوار في تصريحاتها الأخيرة: "لا نملك معلومات دقيقة عن وضعه.. نخشى أن يكون في عزلة تامة، وهذا أمر مقلق للغاية بالنظر إلى حالته الصحية الحرجة".
رغم دعوات فرنسا المتكررة للإفراج عن صنصال، إلا أن مراقبين يرون أن تأثير باريس بات محدودًا في ظل التوتر المتزايد مع الجزائر، خصوصًا بعد اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية في صيف العام الماضي — وهي الخطوة التي وصفتها الجزائر بـ"الخيانة".
فجّرت القضية موجة تضامن غير مسبوقة في الأوساط الثقافية العالمية، فقد دعا الحائزان على جائزة نوبل للآداب، الفرنسية آني إرنو والتركي أورهان باموق، إلى إطلاق سراح صنصال، كما انضم إليهما الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي في دعوة علنية لإنهاء ما وصفه بـ"الاعتداء على حرية التعبير".
وكان صنصال قد نال عام 2015 "الجائزة الكبرى للرواية" من الأكاديمية الفرنسية، تكريمًا لمسيرته الأدبية التي تمحورت حول نقد السلطة ومناهضة الاستبداد. وتحوّلت قضيته إلى ما يشبه الرمز لصراع أوسع حول حرية الكلمة في العالم العربي.
ومن المقرر أن تُعاد محاكمة صنصال في 24 يونيو بعد استئنافه الحكم الصادر بحقه، ورغم أن فرص تبرئته تبدو ضئيلة في ظل الظروف السياسية الحالية، يعلّق أنصاره آمالهم على إمكانية إصدار الرئيس عبد المجيد تبون عفوًا رئاسيًا، كحل يجنّب الجزائر المزيد من الضغوط الدولية.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة