في ظل التقدم التكنولوجي الكبير الذي نشهده في الآونة الأخيرة، والذي بات محل اهتمام شريحة كبيرة من الجمهور خاصة الذكاء الاصطناعي، ليثير تطبيق «ديب سيك» الذي تفوق بشكل مرعب على منافسه تشات جي بي تي، ليصبح التطبيق المجاني والأعلى تصنيفاً على متجر «أبل» في الولايات المتحدة، علاوة على تسببه في خسائر هائلة لكثير من شركات التكنولوجيا فكم وصلت؟

تطبيق Deeb Seek يتسبب في خسائر مليارات الدولارات

انتشرت الساعات الماضية حالة من الذعر بسبب تطبيق Deeb Seek نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني، والذي تسبب بدوره في كبد نحو 5 شركات تكنولوجية أمريكية خسائر مأهولة، وصلت إلى نحو 900 مليار دولار في غضون 24 ساعة فقط.

كان نموذج الذكاء الاصطناعي «ديب سيك» الذي تصدر عمليات البحث، قد تسبب في خسارة أكبر شركات التكنولوجيا على رأسهم شركة Nvidia التي تراجعت إلى المركز الثالث وخسرت أسهم تقدر قيمتها بنحو 600 مليار دولار، بينما شركة Alphabet فقد فقدت قرابة ال100 مليار دولار من أسهم السوقية وذلك بحسب ما أشار إليه موقع «CNBC» عربية.

لم يقتصر الأمر على هذا الحد فحسب، بل قد تراجعت أسهم العديد من شركات الذكاء الاصطناعي بشكل مخيف في تداولات الأمس، إذ انخفضت أسهم شركة Nvidia بنسبة 15%، بينما خسرت شركة مايكروسوفت «Microsoft» نحو 7%، كما أن شركة Palantir خسرت نحو 8%، علاوة على بعض أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل Amazon وMeta Platforms، والتي تراجعت بأكثر من 4% لكل منهما.

كما تراجعت أسهم الذكاء الاصطناعي مثل Micron وArm Holdings بنحو أكثر من 8% و9% على التوالي.

ما هو تطبيق Deeb seek؟

- يساعد هذا النموذج على إنشاء صور ويتفوق على DALL-E 3 وStable Diffusion من OpenAI عبر معايير متعددة.

- من قبل أطلقت شركة Deeb seek الصينية تطبيقًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي، والذي أشارت أنه مشابه للتطبيقات المعروفة والمتفوقة في الولايات المتحدة أو ربما يكون الأفضل.

- حرصت الشركة على تطوير التطبيق بتكلفة قليلة مقارنة بغيره، لأنها كانت تري أنه يحدث تغييرًا واسعًا في قطاع التكنولوجيا العالمي، لينطلق من رحلة كونه نموذج ناشئ إلى تهديد عمالقة الـ AI.

- كتبت الشركة الصينية ورقة بحثية قبل 30 يومًا، أشارت فيها إلى أنها تحتاج طاقة حوسبة تقل كلفتها عن ستة ملايين دولار باستخدام شرائح «إتش-800» من إنفيديا أندريا لتدريب التطبيق على العمل. 

- بالفعل بدأت رحلة «ديب سيك» بإصدار DeepSeek Coder بعد أشهر قليلة من تأسيسها وتحديدًا في شهر نوفمبر تشرين الثاني من العام 2023، وهو أحد النماذج المستخدمة والمصممة لمهام الترميز

- من ثم أطلقت الشركة الصينية نموذج آخر يعرف بـDeepSeek LLM، وهو يستهدف التعامل مع نماذج اللغات الكبيرة الأخرى.

- في شهر مايو من العام الماضي أطلقت الشركة نموذجها DeepSeek-V2، والذي اكتسب اهتمامًا واسعًا بأدائه القوي وتكلفته المنخفضة، ما أدى إلى إثارة حالة من الفزع في سوق نماذج الـ AI الصينية، ودفع شركات مثل ByteDance وTencent وBaidu وAlibaba، إلى محاولة خفض أسعار نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها حتى تكون قادرة على المنافسة. 

- لم تستطع الشركة فعل ذلك وبحلول أمس، أصبح «ديب سيك» أعلى التطبيقات المجانية تصنيفًا على متجر أبل على الإنترنت في الولايات المتحدة؛ ليتجاوز منافسه الأميركي ChatGPT.

مزايا تطبيق Deeb seek

أهم ما يميز تطبيق Deeb seek عن غيره من تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأخرى، أنه يقدم أداءً ينافس ويتفوق على أحدث إصدارات open Ai، ما يجعله خيارا مثاليا للاستخدام

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ديب سيك الذکاء الاصطناعی دیب سیک

إقرأ أيضاً:

قيادة المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي

 

د. علي بن حمدان بن محمد البلوشي

تطوَّر مفهوم القيادة بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، فلم يعد القائد هو ذلك الشخص الذي يعتمد فقط على الكاريزما أو السلطة الرسمية؛ بل أصبح الدور أكثر شمولًا وتعقيدًا.

القيادة الحديثة تقوم على مزيج من المهارات الإنسانية والتقنية، وعلى قدرة القائد على التأثير في الآخرين والإلهام واتخاذ القرارات ضمن بيئات سريعة التغيّر. وبعض القادة يولدون بسمات تساعدهم مثل الحزم أو الذكاء العاطفي، لكن النجاح الحقيقي يعتمد بشكل أساسي على مهارات مكتسبة عبر التجربة والتعلم المستمر؛ مثل القدرة على التواصل، التفكير الاستراتيجي، إدارة فرق متنوعة، فهم البيانات، والتعامل مع التقنية.

وفي عصر العولمة والذكاء الاصطناعي، يواجه القادة تحديات لم يشهدوها من قبل. أولى هذه التحديات هو تسارع التغيير التقني الذي يفرض على القائد مواكبة الابتكار دون فقدان البوصلة الإنسانية. إضافة إلى ذلك، فإن تنوع ثقافات ومهارات المرؤوسين يجعل إدارة التوقعات وبناء فرق متجانسة أكثر تعقيدًا. كما تُعد حماية البيانات والالتزام بالأخلاقيات الرقمية من أبرز التحديات، في وقت أصبحت فيه القرارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي جزءًا من العمليات اليومية. كذلك تواجه المؤسسات ضغوطًا عالمية تتعلق بالاستدامة والمسؤولية المجتمعية، ما يتطلب من القادة فهم البيئة الدولية واتخاذ قرارات مبنية على قيم واضحة.

ولمواجهة هذه التحديات، يحتاج القائد إلى مجموعة من الاستراتيجيات والأدوات. من أهمها تعزيز ثقافة الابتكار داخل الفريق وتشجيع التعلم المستمر، بما في ذلك تعلّم مهارات العمل جنبًا إلى جنب مع أنظمة الذكاء الاصطناعي. كما يجب على القائد بناء جسور للثقة عبر الشفافية في القرارات، والإفصاح عن كيفية استخدام البيانات والتقنيات. ويُعد الالتزام بالأخلاقيات- سواء في استخدام التكنولوجيا أو إدارة الأفراد- ركيزة أساسية للحفاظ على سمعة المؤسسة ومتانة بيئتها الداخلية. كما ينبغي استخدام أدوات التحليل الرقمي لأخذ قرارات دقيقة، دون إغفال البعد الإنساني في قيادة الأفراد وفهم دوافعهم الثقافية والاجتماعية.

وفي الختام.. فإن قادة المستقبل بحاجة إلى مزيج فريد من البُعد الإنساني والرؤية التقنية. عليهم أن يعزّزوا الثقة داخل منظوماتهم، ويجعلوا الأخلاق معيارًا أساسيًا في كل خطوة، وأن يبنوا ثقافة عمل تتقبّل التغيير وتحتفي بالابتكار. والمستقبل سيكافئ القادة القادرين على التوازن بين العقل والآلة، وبين التقنية والقيم، وبين الطموح والمسؤولية؛ فهؤلاء وحدهم سيقودون التغيير في عصر الذكاء الاصطناعي.

** مستشار اكاديمي

مقالات مشابهة

  • جني أرباح يضغط على وول ستريت ويضرب أسهم الذكاء الاصطناعي الأميركية
  • بقيادة ترمب.. تشكيل تحالف دولي لمواجهة الهيمنة الصينية في الذكاء الاصطناعي
  • قراصنة يستغلون الذكاء الاصطناعي.. هجمات خفية عبر جوجل وبرمجيات الدردشة
  • سايمون شيمانسكي رئيس قسم النمو في شركة إكس تي بي العالمية: الذكاء الاصطناعي شريك ومساعد في الرحلة المالية وعملية الاستثمار
  • دونالد ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لمنع الولايات الأميركية من تطبيق لوائحها الخاصة بالذكاء الاصطناعي
  • تحذير من ضعف دقة الذكاء الاصطناعي لقياس النبض عند ارتفاعه
  • أسهم أوروبا تنخفض والآسيوية تتباين بضغط من تراجع أسهم شركات التكنولوجيا
  • شركات إماراتية وعالمية تقدم حلولاً مبتكرة بالذكاء الاصطناعي
  • قيادة المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي
  • هل روبوتات الذكاء الاصطناعي مجرّد ضجيج أم أمل حقيقي؟