صدى البلد:
2025-10-15@03:37:35 GMT

نجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي ( 45 )

تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT

يجب أن نعي تماما أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بشأن تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار مصر والأردن، الذي يسعى جاهدا لإشعال الفتيل وسكب الزيت على النار المشتعلة، حسب طبيعة شخصيته الموتورة، لكسب تأييد اليهود المهيمنين على الكونجرس و مراكز القيادة بالولايات المتحدة الأمريكية، في إطار تصريحاته الغريبه منذ حفل تنصيبه ليظهر لمن يحيطون به و يرفضونه انه أفضل من منافسته كامالا هاريس، ماهي إلا استكمالا لخطوات تنفيذ المؤامرة الصهيوأمريكية التي تسعى لتمرير مخطط جيورا إيلاند الذي سبق و تحدثت عنه مرارا و تكرارا.

وللتذكرة ذلك المخطط يهدف إلى استعادة ملك سيدنا سليمان عليه السلام كمزاعم غير حقيقية لبني صهيون و إعلان شهادة وفاة الدولة الفلسطينية للأبد، ذلك المخطط الشيطاني الذي يسعى بني صهيون لتمريره يهدف الى توطين الإخوة الفلسطينين بسيناء المصرية، خلال عام 2009 قدم الجنرال «جيورا إيلاند» -الرئيس السابق لمجلس الأمن القومى الإسرائيلي و أحد الأذرع التي تسعى جاهدة لتحقيق خرافة و مزاعم أستعادة ملك سيدنا سليمان، مقترحا يقضي بإقامة الدولة الفلسطينية ب مضاعفة مساحة غزة ثلاث أضعاف بضم 600 كيلو متر مربع من سيناء المصرية التي فشلت العصابات الصهيونية في الاستيلاء عليها و تم طردهم شر طرده بنصر السادس من أكتوبر عام 1973 إلى قطاع غزة لبناء ميناء بحري و مطار دُوَليّ و مدن جديدة للفلسطينيين.

استنادا للخرافة التي يضحكون بها على أتباعهم من اليهود الغير متصهينين و شعوب العالم الرافضة لمجازرهم، و يؤمن في الوقت ذاته بأهمية أرض الميعاد أو أرض إسرائيل الكاملة أو مملكة اليهود الكبرى أو دولة إسرائيل العظمى ארץ ישראל השלמה تلك العبارة توضح حدود إسرائيل حسب التفسير الصهيوني للتوراة حسبما ورد بسفر التكوين 15-18-21 حيث ورد عهد الله عز جلاله مع سيدنا إبراهيم عليه السلام :

18 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَقَدَ اللهُ مِيثَاقاً مَعْ أَبْرَامَ قَائِلاً: «سَأُعْطِي نَسْلَكَ هَذِهِ الأَرْضَ مِنْ وَادِي الْعَرِيشِ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ.
19 أَرْضَ الْقَيْنِيِّينَ وَالْقَنِزِّيِّينَ، وَالْقَدْمُونِيِّينَ
20 وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالرَّفَائِيِّينَ
21 وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ».
وفي سفر التكوين 15: 18 في ذلك اليوم قطع رب أبعده جل جلاله مع سيدنا إبراهيم ميثاقا قائلا: لنسلك أعطي هذا الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير المقصود بنهر الفرات بالعراق، و طبقا لهذا الادعاء، تجمع حدود أرض إسرائيل كافة الأراضي المحتلة منذ عام 1948والضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان.


وطِبْقاً لـِ التعريف الأول الوارد بسفر التكوين 15: 18-21 يحدد الأرض التي أعطيت لجميع أبناء سيدنا إبراهيم، بما في ذلك سيدنا إسماعيل وزمران و يفشان و مديان.

وبالعودة للحديث حول ملامح مشروع جيورا ايلاند الذي سبق و سردت تفصيله باستفاضة شديدة خلال عدة مقالات سابقة حملت عناوين من طرف خفي و مخطط جيورا ايلاند 1،2 و سجل السفير الفلسطيني دياب اللوح رفضه لهذا المخطط الشيطاني، و كذلك ذكرت الدلائل التي تؤكد تقديم المعزول محمد مرسي و جماعته تنازلات و التزامات، كانت تتفق مع وثيقة «جيورا إيلاند» في أثناء اعتلائه و جماعته السلطة بمصر، لولا تدخل الجيش المصري حينها و تصدى لتمرير تلك التنازلات للحفاظ على السيادة المصرية خلال عام 2012-2013، و كانت أحد أهم أسباب الثورة عليه و الإطاحة به في 30 يونيه عام 2013، وأذكر بعضا منها للتذكرة، في عام 2010 قبيل اندلاع ثورات الربيع العبري بعدة اشهر قليلة، اقترحت الإدارة الأمريكية على دول الشرق الأوسط التي شهدت بعضها أعمال التخريب خلال الأحداث تغير تعاملاتها مع الجانب الإسرائيلي للأفضل مقابل استعدادها للتنازل عن جزء من الأراضٍ.

الأمر الوحيد الذى تملكه الدول العربية بكثرة و يحتاج إليه الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني.

الوثيقة تضمنت وضع أسس للاتفاق تلزم مصر بمنح غزة مناطق مساحتها تبلغ 720 كيلومترا، وتشمل جزءاً من الشريط المبنى الممتد على طول 24 كيلومتراً على طول شاطئ البحر المتوسط من رفح غربا حتى العريش، إضافة إلى شريط يقع غرب «كرم سالم» جنوبا، ويمتد على طول الحدود بين إسرائيل ومصر، بناء على ذلك سيتضاعف حجم قطاع غزة من  365 كيلومتر لأكثر من ألف كيلو متر.

وعززت الوثيقة سبل الإغراء لتمريرها بأن تحصل مصر من إسرائيل على جنوب غرب النقب مقابل السماح للفلسطينيين بضم سيناء لغزة
بالإضافة بالسماح بارتباط برى، بحفر قناة تربط بين الأردن ومصر وستمر القناة التي يبلغ طولها نحو عشرة كيلومترات من الشرق إلى الغرب على بعد خمسة كيلومترات من إيلات وتكون خاضعة للسيادة المصرية الكاملة. بحيث لا يحتاج الانتقال من مصر إلى الأردن إلى موافقة إسرائيلية.

كما عززت الوثيقة فكرة إنشاء المطار الجديد في غزة الكبرى بعد ضم سيناء المصرية والمرفأ البحري الجديد على شاطئ البحر المتوسط، والقناة التي تربط مصر بالأردن، سيتم إنشاء شبكة طرق سريعة للسيارات و إنشاء خط أنابيب للنفط مسار هذه الخطوط سيكون بمثابة حدود أردنية مصرية، على أن تمتد تلك الخطوط الثلاثة من القناة إلى الأردن، و تتوزع شمالاً في اتجاه الشمال الشرقى نحو العراق والأردن، وجنوباً في اتجاه السعودية ودول الخليج. وسيؤدى هذا الربط إلى فوائد اقتصادية ضخمة حسب مزاعم جيورا ايلاند لتمرير مخططة الشيطاني.

و انتهجت إسرائيل كل السبل من أجل تحقيق هذا الكابوس، تارة بالتعزيز و المكر و الدهاء وتاره بالتهديد، مثلما فعلوا مع الإمبراطورية الرومانية في عهد كلاوديوس عام 41 ق.م عندما حاولوا خداعه لتحقيق مزاعمهم الكاذبة بضرورة استعادة ملك سليمان عليه السلام فاستوطنوا بالإسكندرية و أشاعوا بها الفوضى و قاموا بالتحريض على الإضرابات فقام كلاوديوس بطردهم من روما مدة قصيرة خلال فترة حكمه الأولي لتسببهم في الاضطرابات المستمرة بالرغْم انه كان متسامحا معهم في الإسكندرية و أعاد لهم امتيازاتهم و ناشد الإسكندريين إظهار روح الود لليهود و اشترط عليهم عدم استقدام يهود آخرين من سوريا أو كافة أنحاء القطر المصري و عدم السعى لكسب المزيد من الامتيازات إلا إنهم خالفوا عهدهم معه و لجاؤا لتشويه صورته و الادعاء بأنه معاقا ذهنيا لعدم قدرته على التحدث بطلاقه، رغم إنجازاته و تاريخه الحافل بالأمجاد و دسو له السم بالطعام عام 54 ق.م عن طريق زوجته والدة نيرون الذي تولى الحكم من بعده و أشعل النيران بروما، من أجل سيطرتهم و فرض سطوتهم لتحقيق حلمهم المزعوم بالتكاثر و التمدد من أوروبا للشرق.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المزيد

إقرأ أيضاً:

لماذا غابت الفيديوهات التي توثق ما يجري في الأقصى؟

مع دخول المسجد الأقصى المبارك في موسم الاقتحامات الأطول والأعتى خلال العام، والذي بدأ برأس السنة العبرية، مرورا بيوم الغفران وانتهاء بالموسم الأخطر، وهو عيد العُرش (المظال)، كان لا بد من بسط قضية التغطية الإعلامية لما يجري في المسجد على طاولة البحث والدراسة.

فالمتابع لأحوال المسجد الأقصى لا يخفى عليه التراجع الشديد مؤخرا لعدد الصور والفيديوهات التي توثق الاقتحامات، وما يقوم به أفراد جماعات المعبد المتطرفة داخل المسجد يوميا.

حتى وصل الأمر إلى أن جميع الصور والفيديوهات التي وثقت اقتحامات رأس السنة العبرية في 23 من سبتمبر/أيلول الماضي واقتحامات يوم الغفران مطلع أكتوبر/تشرين الأول الحالي، كانت من خارج المسجد، بل من خارج البلدة القديمة كلها.

وكان عدد لا بأس به من الصور التي بثتها صفحات إخبارية ووسائل إعلام عربية لتغطية الحدث قد التقطت من فوق جبل الزيتون الذي يبعد مسافة حوالي 500 متر هوائي عن أسوار المسجد الأقصى الشرقية.

وهذه الزاوية بدورها لا تغطي إلا مساحة صغيرة من المسجد الأقصى أمام الجامع القبلي، ولا يمكن منها مراقبة ما كان يجري خلال تجمع المستوطنين في المنطقة الشرقية للمسجد، أو خلال أدائهم طقوسهم الدينية في الجهة الشمالية أو الغربية من المسجد الأقصى.

أما الصور والفيديوهات التي أظهرت أفعال هذه الجماعات فكان مصدرها للأسف هو صفحات هذه الجماعات نفسها على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بعد نشرها صورا وفيديوهات تبين ما فعله أفرادها في المسجد من باب التفاخر بإنجازاتها خلال الاقتحامات.

ولعل أحد أهم النماذج التي بينت خطورة ما يجري هو مسألة نفخ بوق رأس السنة العبري داخل المسجد، حيث غاب هذا الحدث عن التغطيات بشكل كامل، حتى ادعت جماعة "بيدينو" المتطرفة أن المستوطنين نفخوا البوق داخل المسجد خمس مرات في ذلك اليوم، بينما أظهرت شهادات المقدسيين الذين تمكنوا من الوصول إلى الأقصى في تلك الفترة سماعَ صوت البوق مرة أو مرتين خلال اليوم دون تصوير.

إعلان

ولم يكن بالإمكان تأكيد ذلك أو نفيه، إلى أن نشرت نفس الجماعة المتطرفة فيديو لأحد المستوطنين ينفخ البوق داخل المسجد قبل أن يتم إخراجه من المسجد على يد شرطة الاحتلال.

فيما يحتفي الحاخام المتطرف يهودا غليك عراب اقتحامات المسجد الأقصى المبارك بهذه العملية، ويسوقها كـ"انتصار رمزي" في معركة السيطرة الدينية على المكان.

خلال العام الأخير، شددت قوات الاحتلال قبضتها على المسجد الأقصى المبارك بشكل غير مسبوق، حيث وصل الأمر إلى تدخلها في كل صغيرة وكبيرة داخل المسجد، وحتى التدخل في عمل دائرة الأوقاف الإسلامية كمنع ذكر غزة في خطب الجمعة، أو حتى الإشارة إليها وإن من بعيد، تحت طائلة الإبعاد عن المسجد دون النظر إلى طبيعة شخصية الخطيب ومركزه الديني والاجتماعي والرسمي، كما فعلت مع الشيخ محمد سرندح خطيب المسجد الأقصى، والشيخ عكرمة صبري خطيب الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، والشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية، وغيرهم.

وقد ترافق ذلك مع تضييق ممنهج على الصحفيين المقدسيين والمصورين الذين يشكلون عين الناس على ما يجري داخل المسجد، إذ أصبح كثير منهم عرضة للاستدعاء، أو الإبعاد، أو مصادرة الهواتف والكاميرات عند محاولتهم توثيق أي حدث، بل وبلغ الأمر بشرطة الاحتلال، تفتيش هواتف المصلين المسلمين أثناء وجودهم داخل المسجد الأقصى؛ للتأكد من أنهم لم يلتقطوا صورا أو فيديوهات للمستوطنين خلال الاقتحامات، الأمر الذي جعل من عملية نقل الصورة من داخل المسجد شبه مستحيلة في كثير من الأوقات.

وتشير شهادات عدد من الصحفيين والناشطين المحليين، إلى أن قوات الاحتلال لم تكتفِ بإغلاق الأبواب في وجوههم، بل قامت في أحيان كثيرة بإخراجهم من باحات المسجد قبل بدء الاقتحامات بدقائق، أو منعهم من دخول المسجد أصلا تحت ادعاءات مختلفة؛ ليبقى الميدان خاليا إلا من المستوطنين والشرطة.

وهذا الإخلاء المسبق للمكان من الإعلاميين والمرابطين يأتي ضمن خطة واضحة لتغييب الصورة الحقيقية لما يحدث، بحيث لا تصل الصورة إلا بعد انتهاء الحدث عبر الرواية الإسرائيلية الجاهزة التي تُقدَم بصفاقة على أنها "صلاة محدودة" أو "زيارة جماعية منظمة" لباحات عامة مفتوحة حسب التعريف الإسرائيلي للمسجد الأقصى.

ومع غياب العدسة الميدانية، تضعف قدرة الرأي العام العربي والإسلامي على متابعة ما يجري في المسجد، لتتحول القدس إلى مجرد عنوان عابر في نشرات الأخبار، بينما تتواصل في داخلها عمليات فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى بهدوء وصمت تام.

فالمشهد الذي كان قبل سنوات يملأ الشاشات بأصوات التكبير والاحتجاج، أصبح اليوم صامتا إلا من بيانات مقتضبة تصدر عن دائرة الأوقاف الإسلامية، أو وزارة الخارجية الأردنية، أو عن بعض المؤسسات المختصة والمهتمة.

إن ما يجري ليس مجرد صدفة ظرفية، بل هو نتاج سياسة طويلة المدى تهدف إلى سلخ المسجد الأقصى عن حضوره الإعلامي، وهو جزء من هندسة الوعي العام بإلغاء المسجد منه.

فالمعركة على المسجد ليست معركة حجارة ومبانٍ فقط، بل معركة رواية وصورة وذاكرة، إذ إن المشهد المرئي هو واحد من أبرز أدوات تحفيز الوعي القادرة على خلق التعاطف لدى الناس، ومن يمتلكُ القدرة على نقل الصورة، يملك القدرة على تشكيل الرواية، ومن يحتكرُ الرواية، يستطيع أن يبرر الفعل ويطمس الحقيقة.

إعلان

ولأن الاحتلال أدرك مبكرا أن صورة الجندي وهو يقتحم المسجد أو صورة المستوطن وهو يرفع علمه في باحات الأقصى كفيلة بإشعال غضب عالمي واسع، فقد قرر أن يمنع الكاميرات من الدخول، وأن يفتح المجال بالمقابل لعدسات إسرائيلية مختارة تلتقط المشهد بالطريقة التي يريدها هو، ثم تُوزع لاحقا في وسائل التواصل الاجتماعي لجماعات المعبد المتطرفة مصحوبة برؤيتها وتبريراتها للحدث.

ما يزيد خطورة المشهد أن منصات التواصل الاجتماعي التي شكلت على الدوام أداة مهمة لنشر ما يجري في الأقصى، ومقاومة التعتيم الإسرائيلي، أصبحت هي الأخرى ساحة للرقابة الصامتة.

فبمجرد أن تنتشر مقاطع توثق أي اقتحامات، أو اعتداءات على المسجد الأقصى أو المصلين فيه، تُحجب أو تُخفض درجة ظهورها؛ بحجة "مخالفة معايير المجتمع"، وهو ما يجعل التعتيم اليوم أكثر إحكاما وتطورا، إذ لم يعد بحاجة إلى جنود يمنعون الكاميرات عند الأبواب بالضرورة، بل يكفي أن تعمل خوارزميات الشركات الكبرى لحجب الصورة في لحظة.

بالمقابل، فإن المرابطين والناشطين المقدسيين الذين يوثقون لحظات الاقتحام والاعتداء، ولو من بعيد وينشرونها بسرعة قبل أن يقبض عليهم الاحتلال، أصبحوا اليوم خط الدفاع الأول عن الذاكرة البصرية للمسجد، ولولاهم لانقطعت الصلة بين العالم وبين ما يجري فعلا في باحاته. لكن هذه الجهود الفردية، مهما بلغت شجاعتها، تفتقد اليوم إلى منظومة دعم إعلامي ومؤسسي تحميها للأسف.

إذن، فالتعتيم الإعلامي لم يعد مجرد عَرَض جانبي للصراع على المسجد الأقصى، بل أصبح أداة رئيسة في إدارة المشهد. فحين لا تُرى الانتهاكات، لا يُحاسَب أحد، وحين تغيب الصورة، يغيب معها الإحساس بخطورة ما يجري. ولهذا يبدو الاحتلال أكثر حرصا على إغلاق العدسات من حرصه على إغلاق الأبواب.

هذا يفتح الباب للسؤال عن كيفية التعامل مع ما يجري، وهنا لا بد من الإشارة مباشرة إلى الجهات الرسمية في المسجد الأقصى، وتحديدا دائرة الأوقاف الإسلامية التي تتبع وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الأردنية، التي بات الاحتلال يتعامل معها باعتبارها تدير الوجود الإسلامي داخل المسجد الأقصى فقط، ولا تدير المسجد نفسه، وهذا الأمر ينبغي عدم السكوت عنه وعدم التهاون معه.

إن المطلوب من الأردن الرسمي أن يمارس حقه القانوني والسياسي الكامل في إدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك حتى لو أدى ذلك إلى تأزيم الموقف مع إسرائيل، فالتأزيم وإن كان يبدو سلبيا للوهلة الأولى إلا أن نتائجه على المستويين؛ المتوسط والبعيد إيجابية، فالاحتلال الذي يحاول أن يظهر اليوم قويا بإطلاق جنونه في غزة والضفة الغربية في الحقيقة لا يمكنه في هذا الوقت المغامرة بفتح جبهات أكثر من اللازم.

ومغامرة التصعيد والتأزيم مع بلد مثل الأردن، ستعمق الشرخ في المجتمع السياسي الإسرائيلي المنقسم على نفسه أصلا، خاصة بالنظر إلى أن الأردن يقع على أطول خط حدود برية مع إسرائيل.

ملف المسجد الأقصى بالنسبة للأردن يعتبر مسألة وجودية لا يمكن ولا يجوز التهاون فيها مهما كانت النتائج. ولذلك، فإن أقل ما يمكن للأردن أن يفعله هو ممارسة حقه المكفول بموجب القانون الدولي باعتباره يمثل السلطة الدينية صاحبة الحق الحصري في إدارة الأقصى وصيانته وإعماره بما في ذلك مراقبة كافة أرجاء المسجد الأقصى ونشر حراسه فيها لتوثيق ونشر ما يحدث فيه من عدوان لا يمكن السكوت عنه؛ وإلا فإن هذا التعتيم المقصود يمكن أن يكون مدخلا لطمس هوية الأقصى والتأسيس للمعبد معنويا وماديا تحت ستار الحصار والتعتيم، وعند ذلك لن ينفع الندم.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • نجاة ركاب قطار سوهاج من كارثة بعد انحراف عربتين قبل دخوله المحطة
  • ترأس اجتماع لجنة الحج والعمرة.. نائب أمير مكة: مضاعفة الجهود لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن
  • نائب أمير مكة يؤكد ضرورة مضاعفة الجهود لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن
  • معاريف: إسرائيل ترفض مشاركة تركيا بـالقوة الإقليمية التي ستدخل غزة
  • هاشم: الرسالة التي أرادت إسرائيل إيصالها وصلت
  • انطلاق احتفالات مولد سيدنا الحسين.. غدا
  • خلال 24 ساعة... إليكم عدد المهام التي نفذها الدفاع المدني
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: مصر.. هندسة السلام من قلب النار
  • شاهد.. نجاة منتخب نيجيريا من كارثة محققة
  • لماذا غابت الفيديوهات التي توثق ما يجري في الأقصى؟