نجاة عبد الرحمن تكتب: مصر.. هندسة السلام من قلب النار
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
لم يكن الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة من مدينة شرم الشيخ حدثًا عابرًا في سجل المنطقة، بل محطة مفصلية تؤكد أن مصر رغم كل التحولات والتقلبات الدولية ما زالت تمسك بخيوط اللعبة في أكثر ملفات الشرق الأوسط تعقيدًا. فبعد عامين من حرب أنهكت البشر واستنزفت الجغرافيا، استطاعت القاهرة أن تُعيد ضبط الإيقاع، وأن تضع الجميع أمام خيار واحد: لا بديل عن السلام.
منذ اللحظة الأولى لتصاعد الصراع، لم تتعامل مصر مع الأزمة باعتبارها نزاعًا محدودًا بين طرفين، بل كجرح مفتوح في جسد الأمة، يمتد أثره إلى الأمن القومي المصري ذاته. فمصر تعرف أن غزة ليست مجرد جارٍ مضطرب، بل شريان يلامس حدودها، وأن أي اشتعال فيه يعني تهديدًا مباشرًا لاستقرار سيناء والمنطقة كلها. ولهذا تحركت القاهرة ببراغماتية محسوبة، لا بدافع العاطفة، بل بمنطق الدولة العارفة بموازين القوة وحدود التأثير.
على مدى عامين، ظلّ الدور المصري حاضرًا وإن بدا في الخلفية. قادت القاهرة قنوات اتصال غير معلنة مع أطراف النزاع، وتولت مهمة الوسيط الصامت بين حماس وإسرائيل، في وقت فشلت فيه قوى إقليمية ودولية في تحقيق اختراق حقيقي. لكنّ صمت مصر لم يكن سكونًا، بل كان عملاً دبلوماسيًا دؤوبًا، يستند إلى خبرة تراكمت منذ اتفاقية كامب ديفيد وحتى اتفاق القاهرة بين الفصائل الفلسطينية.
جاءت اللحظة الفاصلة في شرم الشيخ، حين اجتمعت الإرادات المتناقضة حول طاولة واحدة. برعاية مصر وقطر والولايات المتحدة، ووفقًا لخطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تم التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب. غير أن جوهر الحدث لا يكمن في بنود الاتفاق، بل في من استطاع أن يجمع المتنافرين ويكسر حلقة الدم التي بدت أبدية. هنا تحديدًا، برزت مصر لا كوسيط فقط، بل كصانعة للتوازن، وضامنة لواقعية التسوية.
لقد أعادت القاهرة من خلال هذا الاتفاق تثبيت دورها التاريخي كقلب العالم العربي ومركز الثقل في معادلات الإقليم. فحين سكتت العواصم العربية، وارتبكت المواقف الدولية، كانت مصر وحدها قادرة على إدارة الخيوط المعقدة بين واشنطن وتل أبيب وغزة والدوحة، من دون أن تفقد اتزانها أو تُفرّط في ثوابتها. إنها براعة الدبلوماسية المصرية التي تجمع بين الحزم والمرونة، وبين الواقعية والمبدأ.
ومن المهم إدراك أن هذا النجاح لم يأتِ من فراغ، بل من رؤية مصرية متكاملة تعتبر أن الأمن الإقليمي لا يمكن فصله عن الأمن القومي. فالقاهرة تعلم أن بقاء غزة في حالة اضطراب دائم يعني بقاء سيناء مهددة، وأن أي تصعيد على الحدود يفتح الباب أمام التدخلات الأجنبية في خاصرتها الشرقية. ومن ثمّ، فإن تحقيق التهدئة ليس هدفًا إنسانيًا فحسب، بل ضرورة استراتيجية.
لقد واجهت مصر تحديات هائلة في طريقها إلى هذا الاتفاق. فهناك قوى كانت تراهن على فشل الوساطة المصرية من أجل تكريس نفوذها في الملف الفلسطيني، وأطراف حاولت فرض أجنداتها عبر التصعيد الإعلامي أو العسكري. ومع ذلك، نجحت القاهرة في الحفاظ على خيوط التواصل مع الجميع، دون أن تنجر إلى الاستقطاب، مستفيدة من شبكة علاقاتها المتوازنة مع كل الأطراف من واشنطن إلى الدوحة، ومن تل أبيب إلى رام الله.
في الوقت ذاته، لم تكتفِ مصر بالدبلوماسية التقليدية، بل اعتمدت مقاربة شاملة تمزج بين السياسة والإنسانية. فبينما كانت المفاوضات تدور في القاعات المغلقة، كانت شاحنات الإغاثة المصرية تعبر إلى غزة، حاملة الدواء والغذاء، ورسائل التضامن التي تخاطب الوجدان قبل المصالح. هذه الصورة المزدوجة الدولة القادرة على الردع، والرحيمة بالشعوب هي التي منحت القاهرة شرعية الوساطة وثقة المتنازعين في آنٍ واحد.
ولعلّ ما يميز اللحظة الراهنة أن مصر لم تُقدّم نفسها كراعٍ لمشروع أمريكي جديد، بل كضامن لتوازن حقيقي بين متطلبات الأمن وضرورات العدالة. فالاتفاق، وإن وُلد في ظل مبادرة ترامب، إلا أنه أعيد تشكيله برؤية مصرية تحفظ ماء وجه الجميع، وتمنح الفلسطينيين متنفسًا بعد سنوات من العزلة والحصار. وبذلك، استطاعت القاهرة أن تُفرغ المشروع الأمريكي من شُحنته السياسية المنحازة، وتحوّله إلى إطار عملي قابل للحياة.
إن ما حدث في شرم الشيخ ليس نهاية الطريق، بل بداية مرحلة جديدة تتطلب يقظة ومتابعة دقيقة. فوقف إطلاق النار لا يعني بالضرورة حلول السلام، بل يمنح الأطراف فرصة لإعادة التفكير، وإعادة ترتيب الأوراق. ومصر — بحكم موقعها ودورها — ستكون الطرف الأكثر انخراطًا في ضمان تنفيذ الاتفاق، ومنع عودته إلى دائرة الفشل.
وليس سرًّا أن مصر تتعامل مع هذا الملف بعقل الدولة التي تدرك أن الاستقرار لا يُشترى، بل يُبنى بالتراكم. لذلك ستواصل القاهرة دورها في إعادة إعمار غزة، بالتعاون مع شركائها العرب والدوليين، وفي الوقت ذاته ستعمل على منع أي محاولات لتسييس المساعدات أو تحويلها إلى أوراق ضغط. فالقضية بالنسبة لمصر ليست مجرد هدنة مؤقتة، بل استحقاق إنساني واستراتيجي طويل الأمد.
إن جوهر الدور المصري في هذا الاتفاق يمكن تلخيصه في ثلاث كلمات: القدرة على الممكن. ففي عالم يزدحم بالتناقضات، نجحت مصر في أن تجعل من السلام خيارًا واقعيًا، لا شعارًا أخلاقيًا. أعادت التذكير بأن النفوذ الحقيقي لا يُقاس بعدد الطائرات، بل بعدد الأزمات التي تستطيع أن تُنهيها دون دماء.
وفي الوقت الذي انشغلت فيه بعض القوى بتسجيل النقاط الإعلامية، كانت القاهرة تكتب على أرض الواقع سطرًا جديدًا في سجلها الطويل من صناعة التوازن. شرم الشيخ لم تكن فقط مسرحًا للمفاوضات، بل مرآة تُظهر للعالم أن مصر رغم كل شيء ما زالت الرقم الصعب، والضامن الوحيد لأن لا تتحول فلسطين إلى ساحة صراع دائم.
لقد قدّمت مصر للعالم درسًا في السياسة الهادئة: لا صراخ، لا استعراض، لا بيانات انفعالية. فقط عمل منظم، وحوار صبور، وثقة متراكمة. وحين حانت اللحظة، كانت القاهرة هي الوحيدة القادرة على جمع كل الخيوط، وعلى تحويل النزاع من مأساة إلى فرصة.
في النهاية، يمكن القول إن اتفاق شرم الشيخ لم يُنهِ الحرب فحسب، بل أعاد تعريف مفهوم القوة في المنطقة. فالقوة اليوم ليست من يضغط على الزناد، بل من يملك الشجاعة ليكفّ يده عنه. ومصر، مرة أخرى، أثبتت أنها حين تتحدث باسم السلام، فإن صوتها لا يعلو عليه صوت.
ومن شرم الشيخ، المدينة التي شهدت عبر عقودٍ وجوهًا كثيرة للسلام، خرجت مصر هذه المرة لا لتعلن انتصارًا سياسيًا، بل لتُذكّر العالم بأن إرادة الحياة أقوى من أي آلة حرب. لم تكن الكلمات التي نُطقت هناك مجرد دبلوماسية باردة، بل كانت صدى لوجعٍ عربيٍّ طويل، واعترافًا بأن السلام ليس ضعفًا، بل شجاعة من نوعٍ آخر.
في تلك اللحظة، حين أُطفئت النيران وبدأت الأرواح تستعيد أنفاسها، بدت مصر كما كانت دائمًا: أمًّا كبيرة تتقدم الصفوف، تحتضن أبناءها رغم خلافهم، وتُصرّ على أن تبقى الجغرافيا العربية جسدًا واحدًا مهما تكالبت عليه الجراح.
ربما لا يدرك العالم أن هذا البلد الذي يزرع في كل مرة شجرة سلام، إنما يفعل ذلك لأنه يؤمن بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة.
ومهما تغيّرت الوجوه والعناوين، ستبقى مصر بتاريخها، وحكمتها، وصبرها هي صوت العاقل في زمن الجنون، وصاحبة الكلمة الأخيرة حين يختلف الجميع على معنى الوطن.
ولعل القدر شاء أن يتزامن هذا الاتفاق التاريخي مع ذكرى نصر أكتوبر المجيد، وكأن الزمن يكتمل دورته ليقول إن مصر لا تعرف إلا الانتصار، سواء بالسلاح أو بالسلام.
ففي أكتوبر 1973 عبرت مصر خط النار لتستعيد أرضها وكرامتها، واليوم تعبر من جديد ولكن هذه المرة نحو سلامٍ يحفظ الدماء ويصون المستقبل.
هو عبور من نوعٍ آخر، عبور من ميادين القتال إلى ساحات الدبلوماسية، من صوت المدفع إلى صوت العقل، من الحرب التي حرّرت الأرض إلى السلام الذي يحمي الإنسان.
وهكذا، تظل مصر التي انتصرت بالأمس بسواعد أبنائها تنتصر اليوم بحكمتها، وتثبت أن قوتها لم تكن يومًا في السلاح وحده، بل في وعيها بدورها ومسؤوليتها التاريخية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار غزة شرم الشيخ إطلاق النار هذا الاتفاق شرم الشیخ أن مصر
إقرأ أيضاً:
اتفاق غزة التاريخي| انسحاب إسرائيلي وهدنة شاملة برعاية مصرية.. شرم الشيخ تعيد صوت السلام
بعد حربٍ دامت أكثر من عامين، تسببت في مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتشريد مئات الآلاف من السكان، يلوح في الأفق بصيص أمل نحو السلام، عقب الإعلان عن اتفاقٍ لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، وبمباركة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ويعدّ الاتفاق، الذي يجري التصديق عليه رسميًا من الحكومة الإسرائيلية مساء الخميس، نقطة تحوّل فارقة في مسار الصراع، إذ يفتح الباب أمام مرحلة جديدة عنوانها "الهدوء مقابل الانسحاب والتبادل الإنساني".
بحسب ما نقلته صحيفة تايمز أوف إسرائيل، أفاد مسؤولون في الجيش الإسرائيلي بأن القوات ستبدأ الانسحاب من قطاع غزة خلال 24 ساعة من تصديق الحكومة على اتفاق وقف إطلاق النار.
وسيتم إعادة انتشار الجيش عند خطوط محددة مسبقًا، تضمن بقاء السيطرة الإسرائيلية على نحو 53% من أراضي القطاع، معظمها في المناطق غير الحضرية. ويُنتظر أن تكتمل هذه العملية خلال يوم واحد فقط من الإعلان الرسمي، ما يُعدّ مؤشرًا على جدية الطرفين في تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.
تنص المرحلة التالية من الاتفاق على أن تبدأ حركة حماس، خلال 72 ساعة من الانسحاب الإسرائيلي، بإطلاق سراح 48 رهينة تحتجزهم، على أن يتم تسليم 20 منهم في الدفعة الأولى إلى ممثلي الصليب الأحمر، الذين سيتولون نقلهم إلى القوات الإسرائيلية المنتظرة داخل غزة.
ورغم ذلك، لم تفصح إسرائيل حتى الآن عن قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم، فيما أكدت هيئة السجون الإسرائيلية أنها لم تتلقَ الأسماء بعد.
أكدت متحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية أن القيادي البارز في حركة فتح، مروان البرغوثي، لن يكون ضمن قائمة المفرج عنهم.
كما أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن جثتي يحيى السنوار، زعيم حماس السابق، وشقيقه محمد، اللذين قُتلا في مايو الماضي، لن تكونا مشمولتين في صفقة التبادل.
ويبدو أن تل أبيب تسعى من خلال ذلك إلى إرسال رسالة مفادها أنها لن تُفرج عن شخصيات ذات رمزية سياسية قد تُعيد لحماس زخمها الشعبي في الضفة الغربية.
من جانبها، أكدت حركة حماس أن بدء تنفيذ صفقة التبادل مرهون بانسحاب القوات الإسرائيلية من المدن الرئيسية في غزة، وعلى رأسها غزة ورفح وخان يونس.
وقالت الحركة في بيانها إن "تبادل الأسرى والرهائن لن يبدأ إلا بعد وقف النار الكامل والانسحاب من المدن المكتظة"، مشيرة إلى أن إسرائيل وافقت على إطلاق سراح نحو 250 أسيرًا محكومًا بالمؤبد بموجب هذا الاتفاق.
كما نص الاتفاق على فتح خمسة معابر رئيسية لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع، مع تقديم ضمانات من الولايات المتحدة والوسطاء بعدم عودة إسرائيل إلى العمليات العسكرية بعد تنفيذ الاتفاق.
شرم الشيخ.. عاصمة السلام من جديدوفي الوقت الذي تستعد فيه الحكومة الإسرائيلية للتصويت على بنود الاتفاق، تواصلت المشاورات النهائية في مدينة شرم الشيخ المصرية، بحضور ممثلي قطر ومصر والولايات المتحدة، لمناقشة الترتيبات الميدانية والإنسانية قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
ويأتي اختيار شرم الشيخ، مدينة السلام، ليعيد إلى الأذهان سلسلة من الاتفاقات التاريخية التي وُقّعت على أرض مصر، ما يعزز دور القاهرة كوسيط إقليمي موثوق وقوة دبلوماسية قادرة على تحقيق اختراقات حقيقية في النزاعات المستعصية.
أكد الخبير الاستراتيجي اللواء نبيل السيد أن اللقاء الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، وجاريد كوشنر مستشار الرئيس دونالد ترامب، يمثل نقطة تحول في مسار الأزمة، مشيرًا إلى أن مصر استطاعت أن تعيد تثبيت موقعها كـ"مفتاح رئيسي للسلام في الشرق الأوسط".
أوضح اللواء نبيل السيد أن الجهود المصرية لم تتوقف عند حدود الوساطة التقليدية، بل تجاوزتها إلى صياغة اتفاق شامل يضمن وقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى، وبدء خطوات ميدانية لانسحاب القوات الإسرائيلية من بعض مناطق القطاع.
وأشار إلى أن التحرك المصري جاء من منطلق مسؤولية تاريخية وإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني، مع الحفاظ على توازن العلاقات مع الولايات المتحدة وجميع الأطراف المعنية.
وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن اختيار شرم الشيخ لتوقيع الاتفاق يعكس رمزية خاصة، فهي مدينة السلام التي احتضنت على مدار عقود مفاوضات مفصلية، مؤكداً أن استضافة القاهرة لهذه المفاوضات "تؤكد ثقة العالم في حياد مصر وقدرتها على تحقيق ما عجزت عنه أطراف كثيرة".
الصفقة الإنسانية الأهمولفت اللواء نبيل السيد إلى أن صفقة تبادل الأسرى تشكل خطوة إنسانية كبرى، تعكس رغبة حقيقية في إنهاء الحرب وفتح أفق سياسي جديد. وقال إن الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين مقابل المحتجزين الإسرائيليين يبرهن على أن "الدبلوماسية المصرية قادرة على الجمع بين البعد الإنساني والسياسي في آن واحد".
ترامب يبحث عن نصر دبلوماسي.. والسيسي يوازن المعادلةوأوضح اللواء نبيل السيد أن الرئيس ترامب يسعى لتحقيق اختراق دبلوماسي يعيد له حضورًا دوليًا، في حين تحافظ مصر على استقلال قرارها وتستخدم نفوذها لتحقيق سلام مستدام، قائلاً: "ترامب يبحث عن لحظة مجد، بينما السيسي يكتب فصلًا جديدًا في تاريخ الدبلوماسية المصرية."
من القاهرة يبدأ السلاماختتم اللواء نبيل السيد تحليله بالتأكيد أن وقف الحرب في غزة إنجاز مصري بامتياز، وأن القاهرة أثبتت مجددًا أنها "الضامن الحقيقي للاستقرار في المنطقة"، مشيرًا إلى أن دعوة الرئيس السيسي لنظيره الأمريكي لحضور توقيع الاتفاق في القاهرة ستكون لحظة رمزية تعيد لمصر مكانتها كقلب السياسة العربية ومركز القرار الإقليمي.
يُجمع المحللون على أن وقف الحرب في غزة يمثل إنجازًا مصريًا بامتياز، وأن القاهرة أثبتت مجددًا أنها اللاعب الأكثر قدرة على ضبط إيقاع المنطقة.
ويختم اللواء نبيل السيد تحليله قائلاً: "من القاهرة يبدأ السلام، ومصر ستظل القلب النابض للسياسة العربية ومفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط".
وبينما تتجه الأنظار إلى شرم الشيخ لمتابعة توقيع الاتفاق رسميًا، يترقب العالم لحظة جديدة قد تُعيد رسم خريطة الشرق الأوسط، عنوانها الأمل بعد الألم، والسلام بعد سنواتٍ من الدم والدمار.