لبنان ٢٤:
2025-06-14@00:50:10 GMT

حديث اميركي عن تقسيم سوريا يلامس لبنان

تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT

                
 يؤكد ديبلوماسي خبير في السياسة الخارجية الأميركية حيال الشرق الاوسط أن إسرائيل ستظل تناور وتراوغ وتتحدى ولن تنسحب كليا من المناطق الجنوبية اللبنانية خلال عدوانها الاخير على لبنان وتحت جنح وقف اطلاق النار، وستبقي على احتلالها لمواقع محددة حاكمة لشريط حدودي عازل وخال من البشر والحجر وكل مظاهر الحياة بينها وبين لبنان وهي تعمل ميدانيا في هذه الايام على اقامته على رغم الهجمة الشعبية التي حصلت وعودة مجموعات كبيرة من النازحين الى عدد من البلدات والقرى الحدودية.


 
ويكشف الديبلوماسي أن الذريعة التي تتخذها إسرائيل بدعم اميركي للابقاء على احتلالها لمناطق محددة في الجنوب ترتكز إلى امرين يشكلان "مصدر قلق" لها:
ـ الأول الصواريخ البعيدة المدى والدقيقة التي ما زال حزب الله يملكها اذ تعتبر تل أبيب أن هذه الصواريخ كانت ولا تزال تهدد أمنها في أي لحظة، وهي بذلك تعترف بأنها لم تقض كما أدعت خلال الحرب الاخيرة على قدرات الحزب العسكرية والصاروخية والجوية (الطيران المسير) بنسبة 80 في المئة فضلا عن قضائها على غالبية القيادات العسكرية ودمرت قوافل الأسلحة وجعلت الحزب "ضعيفا ومشلولا".
ـ الثاني، خوفها من أن من أقدام حزب الله على دخول المنطقة الشمالية من فلسطين المحتلة على غرار ما فعلته حركة "حماس" واخواتها في عملية "طوفان الأقصى" في7 تشرين الأول 2023.
وفي ضوء هذين الامرين، يقول الديبلوماسي اياه، قررت إسرائيل بدعم أميركي إقامة "حزام امني" على حدود لبنان الجنوبية بعمق ثلاثة كيلومترات يكون ارضا محروقة لا يسكنها أحد من اللبنانيين الجنوبيين لاعتقادها أن مثل هذا الحزام يمنع حزب الله من دخول المنطقة الشمالية وخطف جنود ومدنيين إسرائيليين مثلما فعلت حركة "حماس" عندما اقتحمت غلاف غزة وما فيه من مستوطنات وقتلت وخطفت عسكريين ومدنيين اسرائيليين لمبادلتهم بتبييض السجون الاسرائيلية من آلاف المعتقلين الفلسطينيين.
ويضيف الديبلوماسي أن اسرائيل ستتمركز في نقاط المراقبة في التلال الحاكمة لهذا "الحزام" وذلك بمساعدة الولايات المتحدة التي باتت موافقتها واضحة على هذا الأمر وتعكسها ما يتخذه الرئيس دونالد ترامب من مواقف، وكل هذا يعني أن إسرائيل لن تسمح للبنانيين الجنوبيين بالعودة إلى منطقة "الأرض المحروقة" اي "الحزام الأمني"الخالي من البشر والحجر. ويدل إلى ذلك التدمير الممنهج لكل مظاهر الحياة والعمران الذي تمارسه إسرائيل منذ احتلالها لهذه المنطقة وهي مستمرة فيه يوميا غير ملتزمة الاتفاق على وقف إطلاق النار الذي كان تم التواصل إليه برعاية أميركية ـ فرنسية في 27 تشرين الثاني الماضي. 
ويرى الخبير الدبلوماسي أيضا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتخذ قرارات لمصلحة إسرائيل تتجاوز ما تسمح به السياسة الأميركية التقليدية. ولذلك طلب أخيرا من مصر والأردن أن تأخذا حصتهما من "الترانسفير" الفلسطيني الذي سيحصل في قطاع غزة أولآ ثم في الضفة الغربية ثانيا. وهذا يعني أن إسرائيل ستبدأ بأفراغ هاتين المنطقتين من سكانهما الفلسطينيين أو خفض حجم الوجود الفلسطيني عبر ما يسمى يسميه الإسرائيليون سياسة "قص الحشيش" بما يسهل ضمهما لاحقا إلى "إسرائيل الكبرى" .ففي ظل عدد السكان الفلسطينيين الكبير في الضفة والقطاع والذي يتجاوز الخمسة ملايين نسمة تريد إسرائيل خفض هذا العدد إلى أقل من النصف إن لم يكن أكثر بترحيل أكثر من 3 ملايين فلسطيني من غزة إلى مصر ومن الضفة الغربية إلى الأردن ليبقى مليون فلسطيني أو أكثر بقليل من الفلسطينيين البالغ عددهم تقديريا خمسة ملايين ونصف المليون نسمة موزعين بين الضفة والقطاع ما يسهل على الإسرائيليين ضمهما إلى إسرائيل، واقتراح ترامب الأخير على مصر والأردن استقبال الفلسطينيين الذين "سينزّحون" من غزة نظرا للدمار الكبير الذي لحق بها إنما يصب في إطار وعده الشهير بتوسع إسرائيل جغرافيا فعندما زارها للمرة الأولى في ولايته الرئاسية الأولى وعد بتوسعها وكرر هذا الوعد خلال حملته الانتخابية الاخيرة التي اوصلته إلى البيت الأبيض مجددا، حيث قال يومها إن مساحة إسرائيل صغيرة وإنه لطالما فكر في توسيعها. فهو خلال ولايته السابقة وافق على قرار الحكومة الإسرائيلية بضم الجولان السوري المحتل إلى إسرائيل، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس لتكريسها "عاصمة ابدية لإسرائيل"، ما يعني موافقته على ضم القدس إلى إسرائيل وشاركه هذه الموافقة أربع دول فقط فيما بقية دول العالم لم تؤيد خطواته هذه،وربما قد لا يعترض ترامب على ضم إسرائيل لأراض من لبنان وتلك الأراضي التي احتلتها في سوريا شمال المنطقة العازلة في الجولان غداة سقوط النظام السوري متخطية منطقة الفصل بين القوات في الجولان والتي تنتشر فيها قوة الأندوف" التابعة للامم المتحدة. 
ويشير الديبلوماسي نفسه إلى أن ترامب وعلى رغم من أنه لا ينتمي إلى الحزب الصهيوني كسلفه جو بايدن الذي لطال جاهر بصهيونيته، فإن ما قدمه لإسرائيل خلال ولايته السابقة وفي الأيام العشر الأولى من بداية ولايته الحالية بدا من خلاله انه أكثر صهيونية من بايدن، فقد رفع العقوبات التي كان فرضها بايدن على المستوطنين الذين يقتلون الفلسطينيين في الضفة والقطاع، وكذلك أفرج لإسرائيل عن كمية كبيرة من قنابل الألف رطل التي كان بايدن أوقفها، ما يدل إلى أن هذا العهد الأميركي الجديد ذاهب في اتجاه الأسوأ مما كان عليه عهد بايدن.
غير أن هذا الأمر، يضيف الديبلوماسي، لا يعني أن ترامب سينجح فيه، لكن من الواضح أن الأوضاع سائرة في هذا الاتجاه، الامر الذي يفرض على لبنان الحذر والاحتساب لما يخطط له الإسرائيليون في منطقة الجنوب. فلجنة مراقبة وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي 1701 التي ترأسها الولايات المتحدة الأميركية ليست لديها طريقة عمل ولا خارطة الطريق لهذا العمل ، فلم توقف الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، وهي لا تراقب ولا تعترض بعكس اللجنة التي شكلت ايام عدوان "عناقيد الغضب" عام  1996 على لبنان ، وكانت اللجنة الوحيدة التي نجحت من بين كل اللجان التي سبقتها أو تلتها، وقال أحد الذين عملوا في هذه اللجنة أنها عقدت 16 جلسة مع الإسرائيليين وناقشت معهم كل فاصلة وكلمة ومبدأ في نص "تفاهم نيسان" الذي تم التوصل إليه يومذاك.
ولذلك، يقول الديبلوماسي، إن المطلوب الآن من لبنان أن يستعد ويحدد الوسائل المطلوبة لمواجهة إسرائيل التي لن تنسحب كليا من المنطقة الحدودية وتعمل على إقامة المنطقة العازلة فيها بعمق ثلاثة كيلومترات داخل الاراضي اللبنانية وهي تمهد لها حاليا بتدمير كل البلدات والقرى الجنوبية الواقعة في نطاقها وازالة كل اسباب الحياة فيها.
ويضيف الديبلوماسي أن على لبنان أن يحذر من الوضع الجديد في سوريا التي يبدو أنها ذاهبة إلى التقسيم، حيث يكشف أنه يدور في هذه الايام كلام كثير في الولايات المتحدة الأميركية عن تقسيم سوريا،في الوقت الذي بدأ يدور كلام آخر عن تقسيم لبنان، ذلك أن الحلم الإسرائيلي هو تقسيم البلاد العربية، والمراسلة الشهيرة التي جرت بين ديفيد بن غوريون وموشيه شاريت تدل إلى ذلك، حيث يقول شاريت لبن غوريون فيها عن التقسيم الديني للدول العربية فوافقه الرأي لكنه قال له يومها إن إسرائيل ما تزال ضعيفة ولا يمكنها القيام بمغامرة من هذا النوع. فاسرائيل تحلم، يقول الدبلوماسي، أن تقوم في المنطقة دول طائفية لأن ذلك يبرر وجودها لأنها الدولة الدينية الوحيدة في العالم وهذا ما يعمل عليه الإسرائيليون منذ نشوء إسرائيل وحتى الآن، فقد مضت في هذه الأيام 100 عام على "وعد بلفور" البريطاني الشهير لليهود بإقامة دولة "وطن قومي" لهم في فلسطين المحتلة، وقد قام هذا الكيان، والآن يؤسس الإسرائيليون لمئة عام أخرى إذا استطاعوا احتلال لبنان وتقسيم سوريا. فكل ما يقومون به الآن يؤسس لحالة من الفوضى إلى أجل المغانم، يختم الدبلوماسي كلامه. 
                        ــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ما الذي حققه هجوم إسرائيل على قلب إيران النووي؟

تُمثل الضربة العسكرية الإسرائيلية على إيران فجر اليوم الجمعة تصعيدًا كبيرًا في حملتها الطويلة الأمد لتعطيل طموحات طهران النووية؛ فقد استهدفت فيها قلب البنية التحتية النووية الإيرانية، في أكبر هجوم معروف لها على البلاد حتى الآن، وفقا لتقرير بصحيفة نيويورك تايمز.

الصحيفة نقلت في البداية وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العملية التي استهدفت منشأة نطنز النووية -المحور الرئيسي لبرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني- بأنها ضربة على "منشأة التخصيب الرئيسية في إيران".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: لماذا تفكر إسرائيل في مهاجمة إيران الآن؟list 2 of 2فادي صقر: لم يعف عني أحد وهل يقبل الثوار بشركاء خدموا الأسد؟end of list

ووفقًا لتقرير محرر الشؤون الخارجية بالصحيفة ديفيد إي. سانجر، فإن الهدف هو تأخير أو ربما عرقلة قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية، على الرغم من أن المدى الكامل للضرر لا يزال غير واضح.

 

الكاتب زعم أن منشأة نطنز التي تنتج غالبية اليورانيوم المخصب في إيران كدست مواد تقترب من المستويات المطلوبة لصنع القنابل النووية، لافتا إلى أن جزءًا كبيرًا من التقدم النووي الإيراني منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 قد تركز في نطنز، حيث تم تركيب أجهزة طرد مركزي أكثر كفاءة وتسارعت وتيرة التخصيب.

لكن الصحيفة أوضحت أن فوردو، موقع التخصيب الرئيسي الآخر في إيران، وهو هدف أكثر تحصينًا مدفون في أعماق الأرض، ليس هناك حتى الآن ما يؤكد تعرضه للهجوم. ويرى خبراء استشهدت بهم صحيفة نيويورك تايمز أنه إذا بقي فوردو سليما، فقد تحتفظ إيران بالقدرة على إنتاج يورانيوم صالح للاستخدام في صنع الأسلحة.

إعلان

الكاتب قال إن هذا الهجوم يأتي في أعقاب عقدين من الإجراءات السرية والعلنية التي اتخذتها إسرائيل والولايات المتحدة بهدف عرقلة التطوير النووي الإيراني، والتي شملت، حسب قوله، الهجوم الإلكتروني "ستاكسنت"، وتخريب مكونات أجهزة الطرد المركزي، واغتيالات مستهدفة لعلماء نوويين.

وبينما أعاقت هذه الإجراءات تقدم إيران في بعض الأحيان، إلا أنها فشلت في إيقافه. وكثيرًا ما أعادت إيران بناء قدراتها وطورتها ردا على ذلك، وفقا للكاتب.

 

وقد مثّل الاتفاق النووي لعام 2015 نجاحًا مؤقتًا في الحد من برنامج إيران، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، إذ أجبر إيران على التخلي عن 97% من اليورانيوم المخصب لديها، وحدد مستوى التخصيب إلى مستوى غير مخصص للأسلحة.

ومع ذلك، وبعد انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق عام 2018، استأنفت إيران أنشطة التخصيب، بل سرّعتها في نهاية المطاف، وهي الآن تُخصّب اليورانيوم إلى درجة نقاء 60%، أي أقل بقليل من نسبة 90% اللازمة لصنع قنبلة نووية.

وتبرز الصحيفة هنا إفادة المفتشين الدوليين مؤخرًا بأن إيران تمتلك ما يكفي من المواد لإنتاج 9 أسلحة نووية، وهو ادعاء استشهد به نتنياهو لتبرير الضربة.

وبالإضافة إلى استهداف البنية التحتية، استهدفت إسرائيل أيضًا القيادة الإيرانية، سعيا للقضاء على القادة العسكريين والنوويين البارزين، مما وسع نطاق العملية إلى ما هو أبعد من المنشآت المادية.

ومع ذلك، وكما يؤكد التقرير، لا تزال هناك شكوك كبيرة، فمن دون إلحاق الضرر بمنشأة فوردو، ربما لم تتمكن إسرائيل من إعاقة الإمكانات النووية الإيرانية بشكل كبير، وقد حذّر محللون نقلت عنهم صحيفة نيويورك تايمز من أنه ما لم يُخترق الموقع الإيراني الأكثر تحصينا، فإن جوهر قدرة طهران على التخصيب ستظل صامدة.

في نهاية المطاف، وبينما تُمثّل هذه الضربة خطوة جريئة ومحفوفة بالمخاطر، فإن صحيفة نيويورك تايمز خلصت إلى أنه من السابق لأوانه الجزم بما إذا كانت إسرائيل قد أعادت تشكيل التوازن الإستراتيجي حقا، أم إنها ببساطة أطلقت شرارة مرحلة جديدة أكثر خطورة في الصراع.

إعلان

مقالات مشابهة

  • ولي العهد ورئيسة الوزراء الإيطالية يبحثان تطورات الأحداث التي تشهدها المنطقة
  • خطر داخلي وخارجي.. خبير يُحذر من سيناريو تقسيم إيران
  • التوحيد العربي: هجوم إسرائيل على إيران يهدّد أمن المنطقة
  • من لبنان إلى سوريا.. تفاصيل أكبر العصابات التي تطوّق الحدود
  • من هو محمد حسين باقري رئيس الأركان الإيراني الذي اغتالته إسرائيل؟
  • عند حدود لبنان.. هذا ما تفعله إسرائيل الآن
  • ما الذي حققه هجوم إسرائيل على قلب إيران النووي؟
  • خام برنت يلامس 78 دولاراً للبرميل بعد الضربات الاسرائيلية لإيران
  • إسرائيل تعلن اعتقال عناصر من حماس في سوريا.. ودمشق تندد بـعمليات اختطاف
  • قوّة إسرائيليّة دخلت اليوم إلى بلدة جنوبيّة... ما الذي قامت به؟