زلزال "ديب سيك" الصيني
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
حيدر بن عبدالرضا اللواتي
تُكرِّر وسائل الإعلام العالمية كلمة "زلزال" في نشراتها وبرامجها الإخبارية، بينما تتواصل وسائل التواصل الاجتماعي في برامجها المختلفة الحديث عن تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني الجديد "ديب سيك"، والذي تمَّ إعداده بمبلغ يصل إلى 5.6 مليون دولار أمريكي فقط، وهو مبلغ بسيط في عالم الذكاء الاصطناعي؛ الأمر الذي أدى إلى حدوث خسائر كبيرة ومتتالية في التعاملات المالية لأسواق المال والشركات التكنولوجية الأمريكية والعالمية منذ أن تمَّ إنزاله قبل عدة أيام.
العالم يتساءل اليوم: هل هذا جرس الإنذار من الدولة الصينية للعالم والتي يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديدها باعتبارها من الدول المنافسة لأمريكا؟ العالم يرى اليوم أنَّه تطبيق جديد ومنافس للتطبيق الأمريكي "تشات جي بي تي" الذي يعمل بأسلوب مالي إجباري وبدفع مبالغ يومية وشهرية وسنوية للحصول على خدماته. التطبيق الصيني الجديد مجاني وسوف يهز بلا شك عرش التطبيق الأمريكي خلال المرحلة المُقبلة، مثل ما تقوم به الكثير من الصناعات الصينية في مجال الذكاء الاصطناعي، وفي التقنيات وعالم السيارات والروبوتات وغيرها من الصناعات الحديثة في العالم.
التطبيق الصيني "ديب سيك" الجديد يتميز عن غيره بسرعة الرد والإجابة على أسئلة واستفسارات العملاء وبلغات مختلفة وبمعلومات حديثة، أصبح اليوم يهدد عرش البرامج المماثلة له في أمريكا والعالم. فقد أصبح الرئيس الأمريكي يعيد تربيب أوراقه وخططه في كيفية مواجهة الصين بسبب الإزعاج الذي حصل له في البيت الأبيض من هذا الأمر، وأصبح " تطبيق ديك سيب" موضع الاهتمام من قبل المسؤولين في الإدارة الأمريكية بسبب الانتشار الكبير له، واعتماده على الذكاء الاصطناعي نتيجة لدخول الملايين من الناس لتحميل هذا البرنامج المجاني في ظرف أقل من أسبوع، الأمر الذي أدى إلى تراجع "تشات جي بي تي" على متجر التطبيقات التابع لشركة "آبل"؛ ليحل "ديب سيك" مكان هذا التطبيق الأمريكي الذي طورته شركة "أوبن أيه آي".
صانع هذا التطبيق شاب صيني اسمه هو لينغ وينفينغ، ويبلغ من العمر 40 عامًا وبتجربة ليست بكبيرة في عالم التقنيات والذكاء الاصطناعي؛ بعدما تخرج في كلية هندسة المعلومات والإلكترونيات، ليصبح اليوم منافسًا عتيًا للبرامج الأمريكية في هذا الشأن، حيث بدأ بإنتاج هذا التطبيق في عام 2023 في مدينة هانغتشو جنوب شرقي الصين، وهو أيضاً مؤسس لأحد صناديق التحوط لدعم ذلك التطبيق، في الوقت الذي يستمر هذا الشاب في تحديث أعماله في الذكاء الاصطناعي وتطوير نسخة تطبيق "ديب سيك آر 1" بقليل من التكلفة المالية؛ حيث أدى هذا التحديث إلى أن يهز العالم وتتراجع قيم الأسواق المالية وشركات التكنولوجيا وخاصة شرائح "إنفيديا" الإلكترونية وبرامجها.
خسائر الأثرياء في العالم وفق معلومات بلومبيرغ تشير إلى أنها تلحق بشركات التكنولوجيا وتتواصل بسبب تطبيق "ديب سيك" الصيني، فأكثر من 500 ثري وملياردير في العالم تأثرت عوائدهم المالية من هذا التطبيق، وعلى رأسهم جينسن هوانغ المؤسس المُشارك لشركة إنفيديا، ما مجموعه 108 مليارات دولارات في يوم واحد، الإثنين الماضي، بسبب عمليات البيع الكبيرة لأسهم شركات التكنولوجيا التي تأثرت بصورة كبيرة جراء تطبيق شركة "ديب سيك" الصيني الجديد المنافس في مجال الذكاء الاصطناعي. ثروة هوانغ التي تبلغ 20.1 مليار دولار تراجعت بنسبة 20%، فيما خسر العديد منهم في مختلف المجموعات والشركات الصناعية والمالية التكنولوجية العالمية مبالغ كبيرة بسبب التطبيق الجديد، بحيث بلغت خسائر شركات التكنولوجيا الكبرى مجتمعة 94 مليار دولار؛ الأمر الذي أثّر بصورة كبيرة على مؤشرات الأسواق المالية.
وحيث إنَّ أثرياء العرب يمتلكون هذه الأسهم في الشركات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، فإنهم تعرضوا أيضًا إلى هذه الخسائر التي سوف يتم الإعلان عنها عاجلًا أو آجلًا، في الوقت الذي يستمر فيه المستخدمون الجدد بالتسجيل بتطبيق "ديب سيك" وفي إنزال هذا البرنامج للاستفادة منه في أعمالهم اليومية؛ الأمر الذي أدى إلى انقطاع الخدمة لساعات معينة بسبب تلك الحشود للدخول في البرنامج، والذي اضطر الشركة المعنية إلى تقييد تسجيل المستخدمين من الصين.
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
حلقة عمل حول الذكاء الاصطناعي لتعزيز الترويج السياحي
العُمانية: نظّمت وزارة التراث والسياحة اليوم حلقة عمل متخصصة بعنوان "الذكاء الاصطناعي في الترويج السياحي"، بهدف تعزيز كفاءة القطاع السياحي ومواكبة التطورات التقنية العالمية، وقد شارك فيها عدد من موظفي التسويق والمبيعات في الفنادق وشركات السفر ومنظمي الرحلات السياحية.
وهدفت الحلقة إلى تمكين شركاء القطاع السياحي من توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء الترويجي وتعزيز تنافسية الوجهات السياحية في سلطنة عمان، وذلك من خلال التعريف بأدوات الذكاء الاصطناعي العملية مثل إنشاء المحتوى الترويجي، تحليل المشاعر، والاستهداف التنبؤي، بالإضافة إلى استعراض نماذج استخدام ناجحة على المستويين الإقليمي والدولي، وتسهم هذه الأدوات في رفع كفاءة العاملين في القطاع، وتمكينهم من تبني أفضل الممارسات العالمية في الترويج السياحي، مما يعزز مكانة سلطنة عمان كوجهة سياحية متميزة.
وركزت محاور الحلقة على الاستخدام الأخلاقي والفعال لأدوات الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات السياحية لتعزيز فعالية الحملات الترويجية، وتصميم حملات تسويقية مبتكرة تتماشى مع أهداف العلامات السياحية العمانية.وستعلن الوزارة قريبًا عن إطلاق البرنامج التدريبي للاستدامة عبر منصة دعم الشركاء.
يهدف هذا البرنامج إلى بناء قدرات العاملين في القطاع في مجالات السياحة المستدامة، وتزويدهم بالمعارف والمهارات التي تسهم في تحقيق التوازن بين النمو السياحي والحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية.وتأتي هذه الحلقة ضمن سلسلة من المبادرات التي تنفذها الوزارة لتطوير القطاع السياحي، وتعزيز جاهزيته للتعامل مع أدوات المستقبل بما يخدم أهداف رؤية "عُمان 2040".