التوظيف في عُمان.. هل يقود القطاع الخاص المرحلة المقبلة؟
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
سهام بنت أحمد الحارثية
يُسلط تقرير صندوق النقد الدولي الضوء على الحاجة إلى خلق أكثر من 220 ألف فرصة عمل للعُمانيين بحلول عام 2032، مع دخول 550 ألف عُماني إلى سوق العمل خلال السنوات المقبلة، وهذه التحديات تَفرِض على مؤسسات الدولة تعزيز دور القطاع الخاص ليكون المحرك الأساسي لاستيعاب القوى العاملة الوطنية، خصوصًا في ظل توجه الدولة نحو تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على القطاع العام كجهة توظيف رئيسية.
وفي المقابل، سجَّل الميزان التجاري فائضًا بلغ 7.138 مليار ريال عُماني حتى نهاية نوفمبر 2024، مدفوعًا بارتفاع الصادرات بنسبة 10%، وهو ما يعكس تحسُّن الأداء الاقتصادي، لكنه يضع أمام الحكومة مسؤولية استغلال هذه العوائد في تحفيز الاستثمار المحلي، وتحسين بيئة الأعمال، وخلق فرص عمل نوعية للمواطنين.
ورغم توسُّع القطاع الخاص خلال السنوات الأخيرة، إلّا أنه ما يزال يعتمد بشكل كبير على العمالة الوافدة التي تُشكِّل 86% من إجمالي العاملين، خاصةً في قطاعات مثل البناء والتجارة والخدمات، في حين لا تتجاوز نسبة المواطنين العُمانيين 15% في بعض القطاعات الحيوية مثل السياحة والعقارات. وهذه الفجوة تعكس تحديات سوق العمل، وتُبرِز الحاجة إلى إصلاحات هيكلية تُعزِّز من جاذبية هذه القطاعات للقوى العاملة الوطنية، مع التركيز على تطوير المهارات وتوفير وظائف ذات قيمة اقتصادية أعلى. وفي هذا السياق، تُشير البيانات إلى أن العمالة العُمانية في القطاع الخاص شهدت نموًا بنسبة 18% منذ عام 2020، مُتجاوزةً معدل النمو في القطاع العام البالغ 8%، كما ارتفعت نسبة توظيف العُمانيات بمعدل 23%، وهو ضعف معدل التوظيف للرجال، مما يعكس تحولًا إيجابيًا في أنماط المشاركة الاقتصادية للمرأة، ويعزز الحاجة إلى مزيد من التسهيلات التي تدعم استمرارها في سوق العمل.
إنَّ التحولات التي يشهدها سوق العمل تستدعي استراتيجية متكاملة ترتكز على رفع جودة الوظائف المتاحة للعُمانيين، وليس فقط زيادة أعدادها؛ فالوظائف المُستحدثة خلال العقد الماضي تركَّزت في الأدوار مُنخفِضَة الأجر؛ مما يستوجب استقطاب الاستثمارات إلى القطاعات ذات المهارات العالية، مثل التكنولوجيا والصناعات التحويلية والسياحة. كما إن تمكين المرأة في سوق العمل يُمثِّل ركيزةً أساسيةً في هذه الجهود؛ حيث يستوجب توسيع برامج التدريب، وتعزيز الفرص القيادية، وتحسين بيئة العمل لاستقطاب مزيد من الكفاءات النسائية، مما ينعكس على تنويع الاقتصاد وتعزيز الإنتاجية.
والقطاع الخاص، بوصفه المحرك الرئيسي لخلق الوظائف، يحتاجُ إلى حوافز وتسهيلات تشريعية ومالية تضمن نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تُعدُ العمود الفقري للاقتصادات الحديثة ومن الضروري الاستثمار في التعليم والتدريب التقني لرفع كفاءة القوى العاملة الوطنية، بحيث تصبح قادرة على تلبية متطلبات سوق العمل المستقبلي في القطاعات الأكثر نموًا ومع استمرار السلطنة في تنفيذ سياسات التنويع الاقتصادي، يبقى تحقيق التوازن بين توظيف المواطنين والحفاظ على جاذبية السوق للاستثمارات الأجنبية تحديًا جوهريًا، يستلزم سياسات مرنة تعزز تنافسية القطاع الخاص.
وفي هذا الإطار، يبرُز دور القطاع الخاص كشريك استراتيجي في تحقيق رؤية "عُمان 2040"، من خلال دعم الابتكار، وتعزيز الاستثمارات، وإيجاد بيئة اقتصادية مُستدامة قادرة على خلق فرص عمل حقيقية للمواطنين، تسهم في بناء اقتصاد أكثر تنوعًا واستقرارًا على المدى البعيد.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وكيل "التجارة والصناعة" يبحث مع ممثلي القطاعين الحكومي والخاص تلبية احتياجات زوّار "خريف ظفار"
صلالة- الرؤية
ترأس سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة، اجتماعًا بمبنى المديرية العامة للتجارة والصناعة وترويج الاستثمار بمحافظة ظفار، بمشاركة ممثلين عن عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص، لمتابعة سير العمل خلال موسم الخريف واستكمال الجهود المبذولة لخدمة زوار المحافظة.
وأكد سعادته خلال الاجتماع على ضرورة استمرار توفير مختلف السلع والمنتجات الأساسية، مع تكثيف الرقابة على الأسواق والمحلات التجارية للتأكد من الالتزام بالأسعار وجودة الخدمات، مشددًا على أهمية تعزيز استخدام وسائل الدفع الإلكتروني في مختلف المنافذ التجارية تسهيلًا للمتسوقين.
كما ناقش سعادته مع ممثلي الجهات المعنية بترخيص العمل المؤقت أهمية مواصلة التسهيلات المقدمة للشركات والمؤسسات العاملة خلال الموسم، بما يسهم في استمرارية الأنشطة الاقتصادية وتلبية احتياجات الزوار.
وفيما يتعلق بمحطات الوقود، شدد سعادته على شركات التسويق البترولية ضرورة متابعة جاهزية المحطات بشكل يومي، والتأكد من توافر جميع الخدمات فيها لتلبية متطلبات الحركة المتزايدة في موسم الخريف.
واختتم سعادته الاجتماع بتوجيه الشكر والتقدير لكافة الجهات الحكومية والقطاع الخاص على جهودهم المتواصلة وتعاونهم البنّاء، مؤكدًا أنَّ خصوصية موسم الخريف تستدعي استمرار العمل بروح الفريق الواحد وبوتيرة متسارعة وخارج ساعات الدوام الرسمي، لضمان راحة الزوار والمقيمين القادمين من داخل السلطنة وخارجها.