"المصل الأصفر".. خطر جديد يهدد حياة الأطفال في تركيا
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
أثار استخدام العقار المعروف بـ "المصل الأصفر" في تركيا مخاوف صحية خطيرة، بعدما تبيّن أن هذا العلاج غير الخاضع للرقابة الطبية وصل إلى الأطفال، مما يعرض حياتهم لمخاطر مميتة.
ووفقاً للدكتورة شيدا كابتان، عضو مجموعة عمل طب الطوارئ للأطفال في جمعية طب الطوارئ التركية (TATD)، فإن الاعتماد على المحاليل الوريدية خارج المستشفيات دون إشراف طبي قد يؤدي إلى وفاة المرضى، بسبب ردود الفعل التحسسية الشديدة أو صدمات الحساسية القاتلة.خدمات "أونلاين" غير قانونية
في ظل هذه الأزمة، كشفت تقارير إعلامية عن تزايد الترويج لخدمات طبية غير مشروعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تعرض بعض الحسابات توفير "المصل الأصفر" مقابل 1500 ليرة تركية مع خدمة التوصيل إلى المنازل، بالإضافة إلى تقديم حقن تحتوي على مضادات حيوية ومسكنات مقابل 300 ليرة تركية، دون أي إشراف طبي أو فحوصات سريرية مسبقة.
ورغم تسجيل حالات وفاة بسبب "المصل الأصفر"، إلا أن الطلب عليه لا يزال مرتفعاً، خاصة مع انتشار الأمراض الفيروسية في فصل الشتاء، حيث يُقبل الأهالي على هذه العلاجات غير الموثوقة بهدف تسريع شفاء أطفالهم، بعد أن أصبح البعض يعتقد أن "المصل هو الحل السحري" لجميع الأمراض، كما كان الحال سابقاً مع المضادات الحيوية.
وأشارت الدكتورة كابتان إلى أن الخطورة لا تكمن فقط في استخدام المصل، بل في المواد الإضافية التي يتم خلطها به، مثل: فيتامينات (B1، B6، B12، C)، الستيرويدات القوية، المضادات الحيوية والمسكنات وخافضات الحرارة.
وأضافت أن غياب الرقابة الطبية يجعل من المستحيل معرفة أي من هذه المواد قد تسبب رد فعل تحسسي قاتل، خاصة عند إعطائها للأطفال في المنزل أو في منشآت صحية غير مؤهلة.
وكشفت الطبيبة عن حالات خطيرة استقبلتها المستشفيات نتيجة لاستخدام المصل غير المصرح به، من بينها طفل تعرض لصدمة حساسية شديدة بعد تلقيه العلاج في المنزل، حيث أدى ذلك إلى توقف التنفس والقلب، مما استدعى تدخلًا طبياً عاجلًا لإنقاذه.
أكدت شيدا كابتان، عضو مجموعة عمل طب الطوارئ للأطفال في جمعية طب الطوارئ التركية (TATD)، أن معظم حالات الإصابة بالعدوى الفيروسية لا تتطلب علاجاً وريدياً، مشيرة إلى أن الأهالي يصرون على إعطاء أطفالهم المصل معتقدين أنه يسرّع العلاج، بينما الحقيقة أن الجسم يحتاج إلى وقت للتعافي بشكل طبيعي.
كما شددت على أن الطلب المتزايد على المصل قد أدى إلى مواجهات بين الأطباء والمرضى، وصلت في بعض الحالات إلى تقديم بلاغات أمنية بسبب الاعتداءات اللفظية ضد الأطباء الذين يرفضون وصف هذه العلاجات غير الضرورية.
وإلى جانب "المصل الأصفر"، حذرت تقارير من تزايد إعطاء مسكنات الألم عبر الوريد في المنازل دون إشراف طبي، مما قد يؤدي إلى إخفاء أعراض أمراض خطيرة مثل التهاب الزائدة الدودية، مما يجعل التشخيص متأخراً ويعرض المريض لخطر انفجار الزائدة أو حدوث ثقب في الأمعاء.
وفي ظل هذه التطورات، طالب الخبراء السلطات الصحية في تركيا بتشديد الرقابة على الخدمات الطبية غير القانونية، وتجريم الإعلانات المضللة التي تروج لعلاجات خطيرة عبر الإنترنت، مؤكدين أن التدخل الطبي يجب أن يكون حصرياً تحت إشراف أطباء متخصصين داخل المؤسسات الصحية المعتمدة، لضمان سلامة المرضى ومنع حدوث المزيد من الوفيات المأساوية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تركيا صحة طب الطوارئ
إقرأ أيضاً:
مرصد الأزهر يحذر من تيك توك: منصة تجنيد خطيرة للقُصّر في إسبانيا
حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من تصاعد خطير في ظاهرة تجنيد القُصّر داخل إسبانيا عبر الإنترنت، متهمًا منصة "تيك توك" بلعب دور محوري في هذه الظاهرة، حيث تحولت إلى أداة رئيسية لاستقطاب الأطفال والمراهقين نحو الفكر المتطرف.
وأوضح المرصد في تقرير له، أن عام 2024 شهد اعتقال 15 قاصرًا بتهم تتعلق بالتطرف والانتماء لتنظيمات إرهابية، مقارنة بـ6 فقط في عام 2023، أي بزيادة تفوق 150% خلال عام واحد، مشيرًا إلى أن عام 2025 لم يكن استثناءً، إذ سُجلت 7 حالات اعتقال جديدة لقُصّر في النصف الأول من العام فقط.
وأضاف التقرير أن هذه الأرقام تعكس تحولًا مقلقًا في خريطة التجنيد داخل أوروبا، خاصة في إسبانيا وفرنسا اللتين تمثلان معًا 55% من إجمالي حالات الاعتقال المسجلة بين عامي 2017 و2022، والتي بلغت 62 حالة موثقة.
وكشف المرصد أن جماعات متطرفة باتت تعتمد على "تيك توك" لنشر دعايتها، عبر محتوى ديني سطحي يبدأ برسائل بسيطة ثم يتدرج نحو التحريض على العنف والكراهية. وتُسهم خوارزميات المنصة، وفق المرصد، في تسريع انتشار هذا النوع من المحتوى، خصوصًا لدى فئة المراهقين التي تعاني من هشاشة نفسية وبحث عن الهوية والانتماء.
وأشار المرصد إلى أن الحكومة الإسبانية أطلقت خطة وطنية لمواجهة هذا التحدي بالتعاون مع شركات التكنولوجيا، تضمنت إجراءات لرصد المحتوى المتطرف وبرامج لإعادة تأهيل المتأثرين من الأطفال، إلا أن التعامل القانوني مع قُصّر تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا ما زال يمثل تحديًا بسبب خصوصية الفئة العمرية.
وأكد المرصد أن مواجهة هذا الخطر تستدعي تنسيقًا موسعًا بين الأجهزة الأمنية والمؤسسات التعليمية والإعلامية والمجتمع المدني، مع ضرورة تطوير خطاب ديني عقلاني يعالج الأسباب الجذرية التي تستغلها التنظيمات المتطرفة.
واختتم المرصد بالتأكيد على أهمية تمكين الأسرة والمعلمين من أدوات التوجيه المبكر والرصد، لبناء جدار وقائي يحمي النشء من الفكر المتطرف والانغلاق الذهني.