فـي الوقت الذي نطالب فـيه بزيادة السعة الاستيعابية للاستادات الرياضية المنتشرة فـي جميع أرجاء محافظات سلطنة عمان وتطويرها، تعيش هذه الملاعب حالة من الفراغ فـي مدرجاتها بعد أن هجرتها الجماهير، ولم نعُد نجد إلا عددا قليلا جدا يتابع منافسات الدوري العام.
ومع إقامة مباراتي المربع الذهبي لمسابقة «الكأس» اليوم، فإننا نتطلع إلى أن نشاهد حضورا جماهيريا يمنح هذه المباريات الزخم المطلوب، وألّا تكتفـي الجماهير فقط بالمتابعة عبر شاشات التلفزيون.
ما يحدث من عزوف من قبل الجماهير ليس له ما يبرره، وكما يقول الكاتب الفرنسي سيمون كوبر: «إن مفهوم التشجيع بالنسبة لمعظم المشجعين لا يدور أساسًا حول الفوز، إنما حول المجتمع أو حول الانتماء إلى الجماعة».
ولو رجعنا قليلًا إلى واقع رياضتنا والانتماء للأندية، فإن الذاكرة تعود بنا إلى انقسام أبناء ولاية صور في تشجيع أندية (صور، والعروبة، والطليعة)، وأبناء صلالة في تشجيع (ظفار، والنصر)، وأبناء مسقط بتشجيع (نادي عمان، والسيب، وأهلي سداب). ولو وسّعنا الدائرة بعيدًا عن الانتماء الجغرافـي، تعود بنا الذاكرة إلى (فنجاء، وروي).
إن مفهوم الانتماء، كمسألة ملحّة فـي الاحتياج الإنساني، يتطلب منا التفكير فـي إعادة الأمور إلى نصابها. الفوز ليس وحده الذي يرتبط بالانتماء، إنما هناك جوانب كثيرة يمكن ربطها به، ومنها على سبيل المثال التفاعل بين إدارات الأندية والمجتمع المحيط بها كما كان عليه الحال فـي السابق؛ حيث لم يعُد النادي ذلك المكان الذي يحتضن الشباب لممارسة هواياتهم المفضلة من أنشطة رياضية وثقافـية واجتماعية وعلمية، بل بقي مرتبطًا بتدريبات الفرق الرياضية فقط.
إن ابتعاد أبناء النادي ناتج عن مزاجية بعض مجالس إدارات الأندية التي تتصدر المشهد قبل أي انتخابات، من خلال منح «عضويات» لمن يخدمها فـي الانتخابات، ووضع شروط تعجيزية لمن أراد الحصول على عضوية جديدة، أو من خلال رفع رسوم الاشتراكات السنوية أو فرض قوانين جديدة لإبعاد كل من لا يتوافق مع أهواء مجلس الإدارة.
وقد أسهمت هذه الممارسات فـي وصول كثير من الأندية إلى أروقة المحاكم، فضلًا عن ابتعاد أبناء النادي بشكل تدريجي، وأصبحت الفرق الأهلية هي الملاذ الوحيد لمن لهم اهتمام بالرياضة.
من المهم جدًا دراسة الواقع المحيط بالأندية، وتحديث القوانين والتشريعات التي تسهم فـي الارتقاء بها من خلال تعزيز انتماء أبناء المجتمع المحيط بها.
الانتماء مسألة ملحّة فـي الاحتياج الإنساني، ويمكننا قياس ذلك من خلال ما نشاهده فـي بطولات الفرق الأهلية من حضور جماهيري، ومتابعة، وشغف نفتقده فـي ملاعبنا الرسمية. وتؤكد كل الأبحاث والدراسات التي تناولت كرة القدم على أن الانتماء هو الأهم بالنسبة للمشجعين وليس الفوز وحده.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
الأهلي يخاطب السفارة الأمريكية لاستخراج تأشيرة بيكهام قبل المشاركة مونديال الأندية (خاص)
كشف مصدر داخل النادي الأهلي، أن إدارة القلعة الحمراء، ستخاطب السفارة الأمريكية غدِ السبت، من أجل استخراج التأشيرة الخاصة باللاعب أحمد رمضان بيكهام، عقب انتقاله للمارد الأحمر على سبيل الإعارة.
وقال المصدر في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»:«خالد مرتجي أمين صندوق الأهلي والقائم بأعمال نائب رئيس النادي، يجري اتصالات حالياً من أجل إنهاء استخراج التأشيرة للاعب سريعًا على أن تكون مقابلته في السفارة خلال 72 ساعة».
وفي سياق متصل، كشف مصدر داخل النادي الأهلي، آخر تطورات تعاقد إدارة القلعة الحمراء، مع اللاعب أحمد رمضان بيكهام، نجم سيراميكا كليوباترا، خلال الفترة الجارية.
وقال المصدر في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»:« الأهلي نجح في الحصول على خدمات أحمد رمضان بيكهام على سبيل الإعارة، واللاعب سوف ينضم للقلعة الحمراء خلال أيام، ويتواجد مع بعثة الفريق الأحمر في كأس العالم للأندية».
ومن المنتظر أن يغادر النادي الأهلي لأمريكا، يوم 4 يونيو المقبل، للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية، التي تُقام لأول مرة بمشاركة 32 فريقاً خلال الفترة من 14 يونيو حتى 13 يوليو 2025.
ويتواجد الأهلي في كأس العالم للأندية، بالمجموعة الأولى، التي تضم إنتر ميامي الأمريكي، وبالميراس البرازيلي وبورتو البرتغالي.
ويستعد المارد الأحمر، لخوض أول مواجهة أمام إنتر ميامي، في المباراة التي ستقام على ملعب «هارد روك» في تمام الساعة الرابعة فجر 15 يونيو، وذلك في افتتاحية المونديال.