غزة.. قلعة الصمود الأسطوري
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
مصطفى بن مبارك القاسمي
وسط لهيب الحرب وسياط الحصار، تقف غزة شامخة كجبل عصيّ على الانهيار، تتحدى الموت بجوعها وعطشها، وتواجه الحديد والنار بإرادة لا تلين، هي ليست مجرد مدينة؛ بل أسطورة تتجسد في شعبٍ جعل من الألم وقودًا للصمود، ومن الخراب طريقًا للنهوض.
في كل زاوية من شوارعها، تنبض بقصة مقاومة يستحق أن تروى وتفوق أفلام هوليود الخيالية، وفي كل بيت تتردد أنفاس الصبر والصمود، لا ماء ولا غذاء، ولا دواء يشفي الجراح، لكن الروح هناك أقوى من كل سلاح وأقوى من مفاهيم اللاإنسانية الكاذبة.
إن الإيمان بعدالة القضية يجعل من الجوع والعطش مجرد تفصيل عابر أمام شموخ الأحرار.
أما جنود القسام البواسل، فهم رجال وقفوا أمام أعتى القوى الظالمة، فحملوا أرواحهم على أكفّهم، وحوّلوا المستحيل إلى واقع، بأسلحتهم البسيطة وإرادتهم الصلبة التي لا تلين، واجهوا جيشًا مدججًا بأحدث التقنيات والمعلومات وأحدث الأسلحة فتكا وتدميرا، فلم تنكسر إرادتهم، ولم تخفت عزيمتهم، قاوموا في الأزقة، في الأنفاق، في السماء وتحت الأرض، فكانوا الصاعقة التي بدّدت أوهام الغزاة وأفقدتهم صوابهم.
نعم لم تكن الحرب عادلة، ولم تكن المواجهة متكافئة، ولكن غزة أثبتت للعالم أن التفوق لا يقاس بعدد الطائرات أو حجم الدبابات، بل بحجم الإيمان والصلابة. حاصرها العدو وقطع عنها الحياة، لكن أهلها ازدادوا قوة، ومقاتلوها الأشاوس أبدعوا في الصمود والتصدي للجيوش الجرارة الظالمة؛ فباتت غزة العزة والكرامة والصمود نموذجًا يدرّس في معاني الثبات والإرادة التي لا تُقهر.
غزة ليست مجرد مدينة تحت الحصار؛ بل راية ترفرف في وجه الطغيان، وتكتب للأجيال القادمة بخط من ذهب أن الحرية تُنتزع بالصمود ولا تُوهب، وأن الصمود وحده هو السبيل إلى النصر، مهما طال الزمن ومهما كان الثمن.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
محللون إسرائيليون: احتلال غزة مجرد تطلعات مجنونة لا يمكن تحقيقها
ربط محللون إسرائيليون تدهور الوضع الدولي لإسرائيل باستمرار الحرب وتصريحات الوزراء الذين يدعون لاحتلال قطاع غزة وضم الضفة الغربية حتى لو كان الثمن حربا قد تدوم سنوات.
وأكدوا أن ما يريده بعض الوزراء ليس سوى تطلعات مجنونة لا يمكن تحقيقها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست تسأل جمهورها عن قضية إبستين ودور ترامبlist 2 of 2فريدمان: نتنياهو خدع ترامب في غزة ولن يحقق "النصر الكامل"end of listفقد انتقدت القناة الـ13 حديث وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش التي تحدث فيها عن ضرورة احتلال غزة بشكل كامل، وكذلك فرض السيادة الأمنية والسياسية على الضفة.
وقالت القناة إن صدى هذه التصريحات سيكون سيئا في آذان الأوروبيين.
وكان سموتريتش قد دعا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- لاتخاذ قرارات عاجلة في هذا الشأن، مؤكدا أن الخرائط جاهزة وتنتظر التطبيق.
كما قال عضو الكنيست عن حزب الليكود موشيه سعادة، إن المهم حاليا هو الانتصار والتدمير واحتلال الأرض وفرض حكم عسكري كسبيل لتهجير السكان.
لكن الضابط السابق في جهاز الشاباك، ليئور أكرمان، قال إن من يديرون إسرائيل يتبنون رؤية الاحتلال الدائم والاستيطان وإقامة ريفييرا في غزة تحمل أسماء قادة إسرائيليين، مؤكدا أن هذه الأمور "مجرد تطلعات مجنونة لن تتحقق".
وقال أكرمان إن خروج المقاتلين الذين يلصقون عبوات ناسفة بالآليات الإسرائيلية فيقتلون الجنود يعني أننا نعيش حرب استنزاف قد تستمر سنوات، مؤكدا أن الجيش لن يصل لآخر مقاتل من مقاتلي المقاومة الذين يتجولون بالآلاف في القطاع.
الرأي نفسه تبناه القائد السابق لشعبة العمليات في الجيش يسرائيل زيف، بقوله إن الجيش "ليس ينبوعا لا ينضب، وإنما يستنزف، وهذا أمر يجب وضعه في الاعتبار"، مؤكدا أن على رئيس الأركان مراجعة نفسه.
وقال زيف إن على زامير أن يضع في حساباته احتمالية شن حزب الله اللبناني هجوما على إسرائيل بينما هي غير مستعدة بشكل جيد لما هو قادم.
وبالمثل، قال رئيس قسم الدراسات الفلسطينية في جامعة تل أبيب ميخائيل ميلشتاين، إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تلقت ضربة قاسية لكنها لا ترال تعمل بشكل منظم جدا من حيث القيادة والسيطرة.
إعلانويرى ميلشتاين أن حماس ليست معنية حاليا بقبول ما تعتبره "إملاءات إسرائيلية في المفاوضات".
هجوم على زاميرووفقا لقناة "كان" الرسمية، فقد هاجم سموتريتش رئيس الأركان إيال زامير، خلال اجتماع المجلس الأمني المصغر، قائلا إنه فشل في تدمير حماس خلال 3 أشهر كما تعهد، وذلك في إشارة لعملية عربات جدعون.
كما قال سموتريتش إنه يعتذر لرئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي وإنه يشتاق إليه.
وقال مراسل الشؤون السياسية في القناة ميخائيل شيمش، إن الحكومة اكتشفت أن زامير، الذي كانوا يصفونه بـ"الهجومي"، لم يكن على قدر التوقعات ومن ثم فإنهم مشتاقون لهاليفي.
وتعليقا على الوضع الميداني، قال مراسل الشؤون العسكرية بالقناة الـ13، أور هيلر، إن إسرائيل عالقة تماما كما هي حالها في المفاوضات وهو ما دفع المجلس الأمني المصغر لبحث عدد من البدائل خلال اجتماعه الأخير، أمس الثلاثاء، من بينها ضم أجزاء من غزة.
أما محلل الشؤون العربية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" آفي يسخاروف، فقال إنه لا يعرف إن كان من يتحدثون الآن عن خيارات أسوأ كاحتلال كامل للقطاع يدركون تداعيات ما يقولونه على دولة إسرائيل أم لا.