خبيرة في لغة الجسد تكشف دلالات لقاء نتنياهو مع ترامب
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
كشفت خبيرة في لغة الجسد دلالات لقاء رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدة أنّ "نتنياهو تنقل بين القلق والأمل، فيما أظهر ترامب ثقة هائلة في قدرته على تغيير وجه الشرق الأوسط".
وأوضحت الخبيرة في لغة الجسد مايان باشان، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، أنّ "لقاء نتنياهو وترامب أعطى لمحة نادرة عن ما وراء الكواليس لعلاقة معقدة بين الزعيمين"، مضيفة أنّ "تحليل لغة جسدهما، بدءا من أصغر الحركات وصولا إلى الإيماءات الكبيرة، يكشف ديناميكية مثيرة للقوة والاعتماد والاستراتيجية، ما يتجاوز الكلمات التي قيلت".
وتابعت باشان: "مشاهدة سلوكهما غير اللفظي بشكل دقيق توفر رؤى عميقة حول العلاقة المعقدة بينهما والرسائل الخفية التي تم تبادلها خلال المؤتمر الصحفي. دعونا نتعمق أكثر".
وذكرت أنه "في اللقاء، كان التوتر واضحًا في جسد نتنياهو. عضلات مشدودة، جلوس مستقيم على حافة الكرسي، ورفع الذقن الذي يعكس محاولة لإظهار الثقة"، منوهة إلى أن "المقاطع المصورة كشفت عن حركات لا تتوقف - فتح زر الجاكيت وكأنه يبحث عن مساحة للتنفس، وإمساك الإصبع السبابة من اليد اليمنى باليد اليسرى، وهي حركة معروفة باعتبارها آلية لتخفيف التوتر".
وأكدت أن "المشهد بأسره يذكرنا بطفل صغير جاء مع أخيه الأكبر لملاقاة من كان يضايقه - مزيج من الفخر والقلق. نتنياهو، المعروف كزعيم غالبًا ما تملأ حضوره كل غرفة، تم رصد أنه يفسح المجال بالكامل لترامب - وهو تصرف، وفقًا للغة جسده المتوترة، يتطلب منه جهدًا كبيرا".
ونوهت إلى أن "هذا الانزعاج تجلى أيضًا خلال المؤتمر الصحفي المشترك، حيث تم رصد نتنياهو وهو يضحك في نقاط غير مرتبطة بالسياق - رد فعل نموذجي لحالات الإحراج والقلق. يبدو أنه رغم صعوبة التنازل عن مركز المسرح، فإنها كانت اختيارًا استراتيجيًا مدروسًا".
وأشارت إلى أن "لحظة مثيرة في اللقاء حدثت أثناء إعلان ترامب عن دعمه. عندما قال "لدينا الرجل المناسب والقائد المناسب"، مال جسده بالكامل تجاه نتنياهو، في إشارة دعم جسدية. ومع ذلك، عندما أضاف "نتنياهو يقوم بعمل رائع"، كان هناك ضغط فوري على شفتيه في نهاية الجملة - رد فعل فسيولوجي لضبط النفس - مما يوحي بتعقيد إضافي يشير إلى أنه لا يعتقد ذلك تمامًا".
حركة حاجبيه المفاجئة
وعند قوله "نحن أصدقاء منذ وقت طويل ونعمل معًا بشكل رائع"، أظهرت حركة حاجبيه المفاجئة فارقًا مثيرًا بين الكلمات والشعور الداخلي، ما يدل، على أقل تقدير، أنه ليس مقتنعًا تمامًا بما يقوله.
على النقيض تمامًا، بدا نتنياهو عائمًا في سعادة، عندما أعلن ترامب عن "نجاح الجمع بينهما"، رد نتنياهو بهز رأسه بحماس، مع ابتسامة رضا حقيقية على وجهه، كما لو كان طفلًا يملؤه الفخر بوجود أخيه الأكبر الذي يحميه.
لحظة مثيرة أخرى حدثت عندما أعلن ترامب أن "نتنياهو أيضًا يريد السلام". كان الرد الفسيولوجي فوريًا - استقام نتنياهو في كرسيه، ارتفع ذقنه، وجسده شد - علامات واضحة على الفخر والرفعة. كانت تلك رد فعل تقريبًا طفولي في صدقها، كما لو كان طالبًا يحصل على إشادة من معلمه الموقر.
لحظة مهمة تم الكشف عنها عندما تم طرح سؤال عن صفقة الأسرى. بينما كانت إجابة ترامب اللفظية "بالتأكيد"، فإن لغة جسده حكت قصة مختلفة: ارتفعت كتفاه في حركة تشبه التظاهر بالجهل - وهي إيماءة في البالغين تدل على الكذب. تحريك نظره ورأسه جانبًا أثناء الإجابة عزز الشعور بأن وراء الثقة المعلنة يكمن شك كبير.
في رده على سؤال حول صفقة الرهائن، أو الأسرى، كشف نتنياهو عن رد فسيولوجي مثير للاهتمام. عندما تحدث عن إطلاق سراحهم، أغمض عينيه تمامًا، مع ارتعاش جفونه بقوة - وهو علامة واضحة على الضغط الداخلي. حقيقة أنه امتنع عن فتح عينيه أثناء حديثه عن موضوع الأسرى تشير إلى أنه كان يخفي شيئًا.
التحول المفاجئ حدث عندما بدأ الحديث عن أهداف الحرب - حينها فتح عينيه على نطاق واسع وأقام اتصالًا بصريًا مباشرًا مع السائل. هذه الاستجابة الفسيولوجية تشير إلى أنه تحت ضغط كبير بشأن موضوع الأسرى، ومن المحتمل أنه يخفي شيئًا في هذا السياق بشأن استمرارية الصفقة.
لغة جسد ترامب أثناء مناقشة مستقبل غزة أظهرت إيمانًا عميقًا في الحل المقترح. عندما تحدث عن "الجحيم" الذي يعيش فيه سكان غزة، أظهر ثقة من خلال نظرة مباشرة واستخدام يديه الاثنتين - وهي علامات فسيولوجية على الإيمان الكامل في كلامه. عندما وصف البديل المقترح، كانت عينيه تتحركان إلى الأعلى وإلى اليسار، وهي حركة تشير إلى تفكير خيالي نشط - وكأنه يرى في خياله السيناريو المستقبلي لتحرك السكان إلى مكان جديد. يبدو أنه يؤمن في كل جزء من كيانه بالفكرة التي طرحها وأوضحها.
تجنب النظر المباشر إلى السائل
لغة جسد ترامب أثناء مناقشة الدول المستقبلة كانت مثيرة للاهتمام. عندما ذكر الأردن ومصر - المعارضتين الشهيرة - تجنب النظر المباشر إلى السائل.
بالمقابل، عندما تحدث عن "دول أخرى" دون ذكر أسماء، كانت نظرته مباشرة وواثقة. هذه اللغة الجسدية تشير إلى أنه لا يتحدث عن سيناريو خيالي، بل ربما عن مفاوضات حقيقية مع دول قد عبرت بالفعل عن موافقتها المبدئية على استيعاب سكان غزة.
طريقة رد ترامب على سؤال حول الرفض المحتمل لاستقبال سكان غزة كانت حاسمة. اثنان من الردود الفسيولوجية روت القصة: انقباض الحاجبين نحو جسر الأنف الذي يعبر عن الغضب، وتقلص الجفون الذي أظهر عدم الاستعداد لقبول الرفض. عندما صرح بثقة تامة بأن بايدن وآخرين ربما سيرفضون ولكن ليس هو، كانت نظرته مباشرة وثابتة - دليل على الثقة التامة في نفسه.
وختمت الخبيرة بقولها: "لغة الجسد في هذا اللقاء روت قصة عميقة عن زعيمين عند مفترق طرق تاريخي. بينما تنقل نتنياهو بين القلق والأمل، أظهر ترامب ثقة هائلة في قدرته على تغيير وجه الشرق الأوسط. هل سيتحقق رؤيته؟ الأيام ستجيب. لكن شيئًا واحدًا واضحًا - الديناميكية بينهما ستستمر في التأثير على مستقبل المنطقة بأسرها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال نتنياهو ترامب امريكا نتنياهو الاحتلال ترامب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لغة الجسد تشیر إلى إلى أنه إلى أن تمام ا
إقرأ أيضاً:
ذي أتلانتيك: ترامب أصبح يعتقد أن نتنياهو يطيل أمد الحرب بغزة
كشفت مجلة "ذي أتلانتيك" الأميركية، نقلا عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن الأخير بات يعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب في غزة، رغم أن الأهداف العسكرية الإسرائيلية "قد تحققت منذ مدة".
وقالت المجلة إن ترامب أبلغ مقربين منه أن استمرار الحرب لا يخدم المصالح الأميركية، وإن صور الأطفال الجائعين في القطاع أثرت عليه شخصيا. وبحسب مسؤولين، فقد أوفد ترامب مبعوثه ستيف ويتكوف إلى المنطقة للضغط على إسرائيل لتخفيف أزمة الجوع في غزة.
وأضاف التقرير أن الرئيس الأميركي، رغم استيائه من نتنياهو، لا يعتزم محاسبته بشكل جدي، ويرى أن الخلافات بين الحلفاء أمر طبيعي. كما أن "صبر ترامب ينفد بشكل أساسي تجاه حماس وليس تجاه نتنياهو"، وفقا للمصدر نفسه.
وفيما يتعلق بموقف البيت الأبيض، قالت المجلة إن الإدارة الأميركية تعتقد أن نتنياهو يتخذ خطوات تُعرقل التوصل إلى اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، وأنه يواصل الحرب "حفاظا على سلطته السياسية".
علاقة متوترةكذلك، أشارت المجلة إلى أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو كانت متوترة منذ اعتراف الأخير بفوز الرئيس الأميركي السابق جو بايدن في انتخابات 2020، رغم محاولات ترميمها مؤخرا من خلال زيارات متعددة لنتنياهو إلى البيت الأبيض.
وقد تعمّق التوتر بعد فرض إسرائيل حصارا غذائيا وسياسة تجويع على غزة في مارس/آذار الماضي، ما أدى إلى تفاقم المجاعة وتحذيرات منظمات حقوقية من انتشار الجوع بين الأطفال.
وفي تصريح سابق، قال ترامب ردا على تقارير إسرائيلية "كاذبة" تنفي وجود مجاعة في غزة: "بناء على ما أراه في التلفزيون، هؤلاء الأطفال يبدون جائعين للغاية… هذه مجاعة حقيقية، ولا يمكن تزويرها".
يُذكر أن ترامب يواجه ضغوطا داخل تياره السياسي، خاصة من جناح "أميركا أولا"، الرافض لانخراط واشنطن في صراعات خارجية، بما في ذلك الحرب في غزة. كما بدأ بعض أبرز مؤيديه في الكونغرس ووسائل الإعلام، مثل مارجوري تايلور غرين وستيف بانون وتاكر كارلسون، بانتقاد إسرائيل بشكل علني.
إعلانوختمت المجلة تقريرها بالإشارة إلى أن الرئيس ترامب يسعى لإنهاء الحرب ووقف الصور المروعة التي تُعرض في وسائل الإعلام، قائلا لأحد مستشاريه إنه يريد فقط أن تتوقف هذه القصص عن الظهور على التلفزيون.
وبدعم أميركي مطلق، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما أسفر حتى اللحظة عن استشهاد وإصابة أكثر من 205 آلاف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.