#إطفاء_الحروب_لإشعالها _ #ماهر_أبو طير
أكثر ما يثير الاعصاب في التحليل للشؤون السياسية ما تسمعه من البعض حين يصر اننا مركز الكرة الأرضية، لأن العاطفة هنا، يجب ألا تعميك عن رؤية كل المشهد الدولي، وهو مشهد تحت التفكيك، والخطر، وربما يقف العالم كله امام لحظات فاصلة بشكل متدرج.
لسنا وحدنا تحت ضغط ما يجري من ملفات الحرب، والتهجير، والضغط الاقتصادي، والصراعات الدينية والطائفية والمذهبية والعسف والفساد وظلم السلطة ومؤسساتها، وغير ذلك، والكل يرى مثلا ما يجري في واشنطن التي يزورها نتنياهو والذاهب لأخذ الضوء الاخضر لحرب مفاجئة ضد ايران، او استكمالا لخططه في غزة والضفة الغربية، أو إدخالا للأردن ومصر عنوة في خططه، وغير ذلك من خطط تحتاج شريكا اميركيا.
إذا أردنا وصف ما يجري في الاقليم بكونه اعادة رسم للجغرافيا السياسية، والفك واعادة التركيب، وطمس حقوق الشعوب، فإننا نعد جزءا من نظام دولي تتداعى اركانه، في كل مكانه، وخذوا مثلا ما يريده الرئيس الاميركي، فهو فرض ضرائب ورسوما جديدة ضد كندا والمكسيك والصين، ويتوعد اوروبا، برسوم وضرائب وجمارك ويقول علنا عن الأوروبيين.. (إنهم يستفيدون من الاميركيين حقا كما تعلمون، لدينا عجز بقيمة 300 مليار دولار، إنهم لا يأخذون سياراتنا ولا منتجاتنا الزراعية، لا شيء تقريبا، ونحن نأخذ كل شيء، ملايين السيارات ومنتجات زراعية بمعدلات هائلة، وان المنتجات الأوروبية ستكون قريبا جدا مستهدفة بدورها برسوم جمركية).
مقالات ذات صلة هل يعيد الأمريكان مجددا كارثة المارينز في بيروت في قطاع غزة ؟ 2025/02/06الرئيس الاميركي ايضا يعلن خلال فترة قصيرة أن على الدنمارك أن تتنازل عن غرينلاند للولايات المتحدة، وان على كندا أن تصبح الولاية الحادية والخمسين الاميركية، وان على جمهورية بنما أن تتنازل عن قناة بنما لأميركا، وان على دول عربية ان تستثمر مئات المليارات في الولايات المتخدة، وان على الأردن ومصر استقبال اهل الضفة الغربية وغزة، وان اسرائيل بحاجة للتمدد، وان كولومبيا يتوجب ان تتم معاقبتها لرفضها عودة مواطنيها المهاجرين اليها بشكل مخالف، وانه لا بد من تغيير اسم خليج المكسيك، وان على دول الناتو زيادة الانفاق العسكري 2 % من ناتجها القومي، وان على الدول المنتجة للنفط زيادة الانتاج لخفض سعره الدولي، وإضعاف روسيا، وأن على المانيا واليابان دفع المليارات مقابل القوات الاميركية في اراضيها، وان على الصين زيادة مستورداتها من الولايات المتحدة، وتهديد دول البريكس اذا تخلت عن عملة الدولار في معاملاتها الاقتصادية، وهو تهديد حاد جدا، والتهديدات تشمل ايران، وتشيلي، ودول اميركا الجنوبية، ولم يبق احد سالما.
هذه بعض المؤشرات وهو يدخل في حرب اقتصادية مع اغلب دول العالم، ومواجهة سياسة مع دول ثانية، ولا يمكن ان تسكت كل هذه الدول على تضرر مصالحها، لأننا مثلا امام تضرر صادرات كندا، وارتفاع اسعارها، سنكون من جهة ثانية امام ارتفاع اسعار السلع والمنتجات والمستوردات المرسلة الى الولايات المتحدة، بما يعنيه ذلك من ضرر ايضا على طبيعة الحياة الاقتصادية في الولايات المتحدة، وهكذا توجهات تضرب بالاتجاهين، الاميركي، والمستهدف، وامام كثرة الاطراف المتضررة في العالم، فإن الدفع للتكتل ضد الموقف الاميركي سيكون قريبا بشكل او آخر، بما يعنيه ذلك على مستوى المنطقة العربية.
العرب جزء من العالم، ونقع في منطقة ثرية جدا، وحساسة امنيا وعسكريا، وهشة اجتماعية، وتخضع لصراع قوى، وعلى الارجح ذاهبة الى توقيت صعب جدا، لخمسة اعتبارات اولها حسابات المنطقة ذاتها، وثانيها الآثار الجانبية للصراع الاميركي الدولي الذي وصل حتى الى حلفاء تقليديين لواشنطن مثل الكنديين والأوروبيين والعرب، وثالثها الملف الاقتصادي حيث يريد الرئيس الحصول على ثروات الشعوب والامم والدول لحل مشاكل بلاده الاقتصادية، وهو امر لن تقبله دول كثيرة، بالشكل الذي يظنه البعض، ورابعها ارتداد هذه السياسات على الحسابات السياسية داخل الولايات المتحدة، وخامسها ان مبدأ ترامب بإطفاء الحروب العسكرية يوازيه مبدأ اشعال الحروب الاقتصادية، والحصول على ما يريد دون حرب بالدم.
نحن في المنطقة لسنا مركز الكرة الارضية كما اشرت بداية، ونتأثر بأزماتنا، والواضح ان تأثرنا هذه المرة سيأتي مركبا بسبب ما نراه من استدراج الدول لمواجهة دولية مفتوحة.
إطفاء الحروب لإشعالها وليس لوقفها كليا، هذا ما يريده الرئيس حاليا.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: ماهر أبو الولایات المتحدة وان على
إقرأ أيضاً:
بايدن أم روبوت | من الذي حكم الولايات المتحدة لأربع سنوات قبل ترامب؟.. نخبرك القصة
شارك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي، منشورا يروج لأحد نظريات المؤامرة الشائعة والتي تصل إلى حد الخيال العلمي.
ماذا نشر الرئيس؟
شارك ترامب منشورا لأحد الحسابات على منصته الخاصة، يقول فيه إن الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، مات منذ سنين، وتم استبداله بنسخة روبوتية بلا روح.
ما اللافت في الأمر؟
إن كان ترامب يصدق ما ورد في المنشور، كونه لم يعلق ساخرا أو نافيا، فهذا يعني أن ترامب ومؤيديه يؤمنون أن الذي حكم البلاد في السنوات الأربع الماضية لم يكن جو بايدن، علاوة على أنه ربما ليس إنسانا.
المرة الأولى؟
لجأ ترامب في كثير من الأحيان إلى مشاركة المعلومات المضللة ونظريات المؤامرة غير المثبتة على مر السنين.
وأبرز المعلومات المضللة هو ادعاء فوزه في انتخابات 2020 واستمرار الحراك المناهض لفوز بايدن الذي أدى إلى اقتحام مبنى الكابيتول في 2021 لمحاولة إلغاء فوز الأخير.
وقبل ذلك، زعم ترامب أن الرئيس السابق باراك أوباما لم يولد في الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن يتراجع عن ذلك لاحقا.
وخلال حملته الانتخابية الأخيرة، زعم أن المهاجرين الهايتيين يأكلون الحيوانات الأليفة في الولايات المتحدة.
كما نشرت الدائرة المقربة من ترامب الكثير من النظريات المغلوطة، لا سيما بخصوص اللقاحات، والدولة العميقة، وحالات التوحد في البلاد وأن سببها هو لقاح الحصبة.
ووجد تحليل أجرته صحيفة نيويورك تايمز لآلاف منشورات ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي على مدى ستة أشهر في عام 2024 أن ما لا يقل عن 330 منها كانت عن مؤامرات سرية ضد ترامب والشعب الأمريكي منها محاولة اغتياله، وأخرى عن أن هناك من دبر أعمال اقتحام الكابيتول لإلصاقها به.
ولا يؤمن ترامب بالتغيرات المناخية، أو الاحتباس الحراري، وانسحب من اتفاقية باريس للمناخ.
كما يصدق ترامب ما يقال عن مؤامرة "إبادة البيض" في جنوب أفريقيا.
مؤخرا
أبدى ترامب حزنه وتعاطفه مع سلفه بايدن، بعد الإعلان عن إصابته بسرطان البروستاتا.
وقال ترامب، على منصته الخاصة، إنّه وزوجته ميلانيا يشعران بالحزن لسماع أخبار التشخيص الطبي لبايدن، ويتمنيان له الشفاء العاجل، ولعائلته كل الخير.
الصورة الأوسع
طالما سخر ترامب من بايدن، وشكك دوما في قدراته العقلية، وقال في أحد المناسبات أنه "يصافح الهواء ويتجول على غير هدى"، وذلك تعليقا على مقاطع مصورة من لقاءات وفعاليات ظهر فيها بايدن بحالة سيئة.
وسخر ترامب غير مرة من قدراته الجسدية مؤكدا في أحد المرات أنه "لا يستطيع النزول من على المنصة"، ووصفه في أحد المرات بـ"جو النعسان".
كما سخر منه خلال أحد الأعياد، قائلا إن الأرنب في عيد الفصح أرشد بايدن إلى الطريق، بينما لا يستطيع أن يفعل أي أرنب هذا معي.
وفي تموز/ يوليو 2024، أعلن بايدن انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024 أمام ترامب، بعد أسابيع على الشكوك التي أحاطت بصحته الجسدية والذهنية، ودعم ترشيح نائبته كامالا هاريس.
وجاء انسحاب بايدن بعد أداء كارثي خلال مناظرة رئاسية أمام ترامب، سلطت الضوء على قدرته في قيادة البلاد لولاية ثانية.