الأنبا أغابيوس.. أمين سر «الكنيسة» فى أزمة «البابا والرئيس»البطريرك: نال نصيبًا من «المحبة» وتعرض لمتاعب كثيرة دون شكوىتكليف الأنبا ديمتريوس بتسيير أمور «الإيبارشية» لحين تدبير أمرها

ودعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأنبا أغابيوس مطران دير مواس، عن عمر ناهز 81 عامًا، بعد تعرضه لوعكة صحية فى الأيام الأخيرة.

وسيطرت أجواء الحزن على إيبارشية دير مواس، ودلجا، فى أعقاب نقل جثمانه إلى مقر المطرانية، حيث أقيمت صلوات تجنيزه- جنازته- هناك بحضور الأنبا ديمتريوس مطران ملوى، وأنصنا والأشمونين، والنائب البابوى للإيبارشية، والأنبا يؤانس أسقف أسيوط، والأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس قطاع وسط القاهرة، والأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة، والأنبا بيجول أسقف ورئيس دير المحرق، ومجمع كهنة الإيبارشية، وعدد من الآباء الكهنة، والرهبان، وأعداد غفيرة من أبناء الإيبارشية الذين امتلأت بهم الكنيسة، وفناؤها وامتد تواجدهم إلى الشوارع المحيطة.

وقضى الأنبا أغابيوس ما يزيد على 47 عامًا فى الحياة الرهبانية، بعد سنوات قليلة من تخرجه فى كلية الزراعة جامعة القاهرة عام 1969.

وترأس قداسة البابا تواضروس الثاني- بابا الإسكندرية- بطريرك الكرازة المرقسية صلاة التجنيز- الجنازة- بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بحضور لفيف من أساقفة المجمع المقدس، ووفود الإيبارشيات المختلفة، وعدد من الشخصيات العامة، والآباء الكهنة، والشمامسة.

وبدأ الأنبا أغابيوس – المولود بمدينة الزقازيق- محافظة الشرقية فى الثانى من إبريل عام 1944، حياته الرهبانية بدير الأنبا بيشوي- وادى النطرون، ورسم راهبًا فى 15 ديسمبر عام 1977.

وسيطرت أجواء الحزن على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية على الأساقفة، والرهبان، وكهنة دير مواس، إبان طقوس صلاة التجنيز، نظير ارتباطهم بالمطران الراحل.

وفى مطلع كلمته قال البابا تواضروس الثاني: إن الأنبا أغابيوس نال نصيبًا من اسمه الذى يعنى «المحبة»، لافتًا إلى أنه عاش حياة مليئة بالمتاعب، لكنه لم يشك إطلاقًا.

ورسم المطران الراحل قسًا فى السابع عشر من يوليو عام 1979، ورقى لدرجة القمصية فى الأول من يناير عام 1981 باسم الراهب «ويصا الأنبا بيشوي»، وعمل أمينًا للدير بتكليف من البطريرك الراحل البابا شنودة الثالث، إبان فترة الأزمة الشهيرة مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

وأضاف البابا تواضروس الثانى خلال كلمته بصلاة تجنيز- جنازة – مطران دير مواس- بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أن الأنبا أغابيوس كان أمينًا، ومحبًا للبناء، والتعمير منذ توليه مهام إيبارشية دير مواس.

وانتدب «أغابيوس» للخدمة بالكنيسة المرقسية بالأزبكية، وكنيسة العذراء – وسط القاهرة- عام 1985.

وارتأى البطريرك الراحل- البابا شنودة الثالث – رسامته أسقفًا لإيبارشية دير مواس، ودلجا، وتوابعها، فى الثالث عشر من نوفمبر عام 1988، ثم رقى مطرانًا فى فترة البابا تواضروس الثانى فى 20 نوفمبر عام 2022.

وأشار البابا تواضروس الثانى إلى أن المطران الراحل عاش فى خدمة المحتاجين، والفقراء بـ «إيبارشيته»، لافتًا إلى أن هذه الإيبارشية خرجت قديسين، رغم مواجهتها صعوبات عديدة.

وأردف قائلًا: «إن لحظة انتقال الأحباء لحظة فريدة بالنسبة لنا، فهى بمثابة جرس إنذار ينبهنا بأن الحياة ستنتهى، وسيرجع كل واحد منا إلى بيته، وتجعلنا نجلس، ونفكر، وننظر إلى نفوسنا ونسأل: «هل استعددت لهذا اليوم؟!».

وقبل نحو أربع سنوات وصف الأنبا أغابيوس إيبارشية دير مواس، ودلجا بأنها نموذج مصغر لـ«مصر» فى التعايش، والمحبة، خلال لقاء جمعه بالسفير الإماراتى بالقاهرة حمد بن سعيد الشامسى، نافيًا تعرض مطرانيته لأي اضطرابات.

ولفت البابا تواضروس الثانى إلى أن المطران الرحل تولى مهام أمانة دير الأنبا بيشوى فى فترة حرجة (1981-1985)، وهى الفترة التى عانت خلالها الكنيسة من أزمة شهيرة بين البابا شنودة الراحل، والرئيس الراحل محمد أنور السادات، لكنه رغم ذلك تعامل بحكمة، ومحبة، وحزم.

وفى تصريحات سابقة لـ«الأنبا أغابيوس» – قبل نحو عام- لفت إلى معايشته لفترة التحفظ على البابا شنودة الراحل فى أعقاب خلافه مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مشيرًا إلى أنه تمتع بالقرب من البطريرك الراحل.

وقال: إن الأنبا صرابامون – رئيس دير الأنبا بيشوي- آنذاك- تنازل عن رئاسة الدير طوال فترة التحفظ، مؤكدًا أن البطريرك الراحل كان له «قلاية»- مسكن الرهبان- بدير السريان، وقرر أن ينتقل إلى هناك، نظير أنه لم يعد له صفة «البابوية».

وفى هذه الأثناء، كان رئيس دير الأنبا بيشوى – الأنبا صرابامون- يستمع إلى صوت يقول» اذهب لإعادة البابا من دير السريان»، وقرر أن يفعل ذلك، والتقيته، وذهبنا معًا، وظلا يتبادلان النظرات، وبعدها، قال «صرابامون»: لا تجلس هنا يا سيدنا، حتى لا يضايقك العمال، والطلبة، لكن البابا شنودة تمسك برأيه.

واستطرد: ترقبت هذا المشهد، حتى وافق البطريرك الراحل على العودة لمدة يوم واحد، ومشينا معًا عبر ممر خلفى للأديرة، واستغرقنا فى مسافة تقدر بنحو «كيلو متر» قرابة الساعتين، حتى وصل البابا إلى «قلايته»، وعند منتصف الليل فوجئت براهب يطرق باب «القلاية»، ليخبرنى بوجود قوات كبيرة تحاصر الدير، وانتظرنا للصباح، وترك له الأنبا صرابامون سكنه الخاص كرئيس للدير حتى تستقر الأمور.

وأوضح البابا تواضروس الثانى أن الأنبا أغابيوس عانى فى أعوامه الأخيرة من متاعب صحية كبيرة، وتعرض لوعكة كبيرة فى أيامه الأخيرة نقل على إثرها إلى المستشفى، حتى انتقل من هذا العالم».

وأردف قائلًا: «نحن نذكر سيرته الطيبة، ونطلب صلواته».

واستطرد: «باسم المجمع المقدس وباسم الأحبار الأجلاء، والآباء الكهنة، والشمامسة والهيئات القبطية نعزى مجمع كهنة إيبارشية دير مواس، وشعبها المحب للمسيح، ولأسرته المباركة».

وكلف البابا تواضروس الثانى الأنبا ديمتريوس مطران ملوى، وإنصنا، والأشمونين، بمهام النائب البابوى لإيبارشية دير مواس، ودلجا لحين تدبير أمرها مستقبلًا.

ورحل الأنبا أغابيوس عن عمر قارب ٨١ عامًا، بعد أن قضى فى الحياة الرهبانية أكثر من ٤٧عامًا، منها ٣٦ أسقفًا، وداهمته فى الفترة الأخيرة بعض الأمراض إلى أن وافته المنية الأربعاء الماضى.

ونيابة عن مجمع كهنة إيبارشية دير مواس، وجه الأنبا دانيال مطران المعادى، وسكرتير المجمع المقدس الشكر للبابا تواضروس نظير ما أسماه «تفضلًا» بالصلاة على المطران الراحل، كما شكر أعضاء المجمع المقدس، ورؤساء ورئيسات الأديرة القبطية، والمسئولين بأجهزة الدولة المختلفة، والقيادات التنفيذية، والقيادات الدينية الإسلامية، والطوائف المسيحية، وممثلى مجلسى النواب والشيوخ بالمنيا، وعلى رأسهم محافظها اللواء عماد كدوانى على تعزيتهم فى رحيل الأنبا أغابيوس.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأنبا أغابيوس مطران دير مواس

إقرأ أيضاً:

ماجدة الرومي تجثو أمام فيروز في وداع زياد الرحباني: لحظة وفاء وصدق إنساني

في مشهد مؤثر اختلطت فيه مشاعر الحزن بالوفاء، خيّم الصمت واحتشدت القلوب في وداع الموسيقار الراحل زياد الرحباني، حيث احتضنت كنيسة "رقاد السيدة" في بلدة المحيدثة بكفيا، صباح الإثنين 28 يوليو 2025، مراسم الجنازة، وسط حضور واسع من الفنانين ومحبي الراحل.

اقرأ ايضاًأول ظهور للفنانة فيروز في تشييع الرحباني

لكن من بين كل الصور والمشاهد التي نقلتها العدسات، كان لموقف الفنانة ماجدة الرومي صدى خاص. إذ ظهرت في لحظة إنسانية نادرة، تجثو على ركبتيها أمام السيدة فيروز، والدة الراحل، وتُقبل يديها، في تعبير صامت عن التعزية، واحتضان وجداني لوجعٍ يصعب وصفه بالكلمات. هذه اللفتة المفعمة بالاحترام والحب عبّرت عن عمق العلاقة التي تربط ماجدة بالسيدة فيروز وعائلتها، وحرّكت مشاعر الجمهور على منصات التواصل الاجتماعي.

وكانت السيدة فيروز قد وصلت إلى الكنيسة برفقة ابنتها ريما، لتودّع نجلها زياد الرحباني في لحظة صامتة لكنها تفيض بالدلالات. ظهرت بملامح حزينة خلف نظاراتها السوداء، في ظهور علني نادر بعد سنوات من الغياب عن الأضواء. لحظة وصولها إلى الكنيسة قوبلت بتصفيق طويل من الحضور الذين ارتصّوا احترامًا ومحبةً، في مشهد جسّد مدى تقدير اللبنانيين والعالم العربي لهذه القامة الفنية.

قامة فنية مثل ماجدة الرومي نزلت وباست يدين الإرث التاريخي للفن فيروز تقديرًا لوجعها

وفنانين الجيل الحالي إذا كملوا سنتين بالفن شافوا نفسهم على بعض
pic.twitter.com/3uBvt2cGjv

اقرأ ايضاًرحيل زياد الرحباني.. وداع بصمت وقلق على فيروز— المُثنَّى (@mu2si) July 28, 2025

منذ ساعات الصباح الأولى، توافد محبو زياد إلى محيط مستشفى بخعازي خوري في بيروت، حيث كان الجثمان قبل نقله إلى الكنيسة، حاملين صوره ولافتات كتبوا عليها مقاطع من أشعاره، مرددين أغنيات والدته التي شكّلت مع زياد ثنائية خالدة في تاريخ الموسيقى العربية.

كما شارك في وداع الراحل عدد من النجوم اللبنانيين من مختلف الأجيال، من بينهم كارمن لبس وجوليا بطرس، والذين عبّروا جميعهم عن تقديرهم العميق لتجربة زياد الرحباني الفنية والفكرية.

كلمات دالة:فيروزماجدة الروميأخبار المشاهيروفاة المشاهيرزياد الرحباني تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

هيا أبو جبارة محررة في قسم باز بالعربي

محررة في قسم باز بالعربي

الأحدثترند ماجدة الرومي تجثو أمام فيروز في وداع زياد الرحباني: لحظة وفاء وصدق إنساني إعلان الحداد الوطني في لبنان صور إليسا تتألق بفستان أبيض كالعروس بحفلها في بيروت صدمة في معسكر ليفربول: أليسون يغادر طوكيو فجأة كيف يلوث "شات جي بي تي" المياه؟ Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • الكنيسة القبطية تشارك في حفل السفارة المغربية
  • البابا لاوُن الرابع عشر يوافق على منح لقب ملفان الكنيسة للقديس جون هنري نيومان
  • ندوة لشباب ملتقى لوجوس مع قداسة البابا تواضروس
  • «حكايات الشجرة المغروسة» (6).. جذور الكنيسة الأرثوذكسية في عظة البابا تواضروس
  • قداسة البابا يلتقي مع شباب لوجوس في حلقات نقاشية
  • البابا تواضروس يقدم التعزية: لطفي لبيب ترك رصيدًا كبيرًا وإرثًا مميزًا من الأعمال الفنية المتنوعة
  • الشركة المتحدة تنعي لطفي لبيب: «رسم البهجة على وجوه الملايين»
  • وفاة إحدى مكرسات دير بنات مريم ببني سويف.. والبابا تواضروس يقدم التعزية
  • لمناقشة أمور الخدمة.. البابا تواضروس يستقبل عددًا من الآباء الأساقفة | صور
  • ماجدة الرومي تجثو أمام فيروز في وداع زياد الرحباني: لحظة وفاء وصدق إنساني