رسالة البابا فرنسيس إلى المشاركين بمؤتمر الدعوات الوطني في إسبانيا
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة اليوم إلى المشاركين بمناسبة مؤتمر الدعوات الوطني الذي يعقد في مدريد، من ٧ وحتى ٩ فبراير ٢٠٢٥ تحت عنوان "لمن أنا؟ جماعة المدعوين للرسالة"، كتب فيها أيها الإخوة والأخوات الأعزاء: أود أن أتحد معكم في الاحتفال بهذا المؤتمر الوطني للدعوات الذي اخترتم عنوانه: "لمن أنا؟ جماعة المدعوين للرسالة"، شاكراً جميع الذين يعملون من أجل الدعوات في الأراضي الحبيبة في إسبانيا.
وكذلك الذين، من خلال مثال حياتهم، يجعلون مرئيًا - وأجرؤ على القول - معديًا التفاني السخي والواثق في المشروع الذي يحمله الله لكل واحد منا. بدون أن أنسى هنا الذين بصلاتهم وتضحياتهم ينالون من الله نِعَمًا وفيرة لكي نكون نحن الرعاة والخراف، معلمين وتلاميذ، على مثال قلب المسيح.
وتابع البابا فرنسيس: "لقد سرّني أن شعار المؤتمر يأخذ كلمات الإرشاد الرسولي لما بعد السينودس " Christus vivit ". تقول لنا الوثيقة: "غالبًا ما نضيع الوقت في الحياة ونحن نسأل أنفسنا: "ولكن من أنا؟"، بدون أن نصل إلى السؤال الأساسي: "لمن أنا؟". أنت لله، بلا شك".
ولكنّه أرادك أيضًا أن تكون للآخرين، وقد وضع فيك العديد من الصفات والميول والعطايا والمواهب التي ليست لك بل للآخرين". عندما أعدت قراءة هذه الكلمات، تذكرت مشهد الشاب الغني الذي يسأل الرب ماذا عليه أن يفعل لكي ينال الحياة الأبدية.
وأوضح: “في جوابه يجعلنا الرب نرى، بأسلوب تربوي لطيف، أن الخير الذي نطمح إليه لا يتحقق بتلبية المتطلبات وبلوغ الأهداف، وحتى لو حاولنا القيام بكل هذا منذ شبابنا، فسينقصنا دائمًا شيء بسيط جدًا، وهو عطية بذل الذات بالكامل، أي اتباع يسوع في اختبار المحبة الأعظم”.
وأردف: "هذا ما يطلبه الرب من الشاب الغني: "اذهب فبع ما تملك وأعطه للفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعال فاتبعني". قد يبدو أن مثل هذه الدعوة تشير فقط إلى نوع من الدعوة المحددة، فقط للذين يشعرون بأنهم مدعوون إلى اعتناق جذرية الفقر الإنجيلي. لكن هذا ليس صحيحًا، يمكننا أن نسمعها موجهة إلى كل واحد منا. نحن جميعًا وكلاء على مواهب النعمة والطبيعة التي وهبنا الرب إياها، وعلينا أن نضع مواهبنا في البنوك ونأخذ فوائدها، وأن نبيع خيورنا، لكي تصل ثمارها إلى الآخرين".
تابع يقول لنفكر في ظاهرة القطرة الباردة التي ضربت عدة مناطق في إسبانيا في نهاية تشرين الأول أكتوبر. إنه وضع يسائلنا بشكل عميق، ويُحيي فينا فكرة "لمن أنا". كم من شهادات الشجاعة والتضامن قد ظهرت، حيث أصبح واضحًا أن ما نملكه وما نحن عليه له هدف محدد: الآخرون. وعندما لا يكون الأمر كذلك، تظهر بوضوح مرارة الواقع وصرخة الأرض والله اللذين يذكراننا: "ألم تكن أنت المسؤول عن أخيك؟". ولكن على العكس، لأن كل ما سنكون قادرين على أن نعطيه سنجده كجواهر ثمينة مغروسة في أحشاء رحمة قلبه الإلهي.
أضاف يقول من المثير للاهتمام أن الشاب الغني في الإنجيل لم يسأل إلى من يرسله يسوع، ولم يهتم بما سيفعل أو كيف سيتصرف معهم؛ بل كان منشغلاً بأملاكه، بما يملك، بما أنجزه، وما يطمح لتحقيقه، حتى وإن بدا أنه يسعى للحياة الأبدية. لقد كان عالمه يدور حوله وهذا الأمر لم يكن يُرضِيه، بل على العكس، فعلى الرغم من أنّه كان يملك الكثير، ابتعد حزينًا لأنه لم يكن قادرًا على أن يقوم بخطوة العطاء. لم يعرف كيف يستثمر في العمل الأساسي الذي دعاه الله إليه. كم يختلف هذا عن شهادة هؤلاء الشباب الذين رأيناهم في كارثة ظاهرة القطرة الباردة، وفي استقبال المهاجرين أو أثناء ثوران بركان "لا بالما"، حيث كانوا أول من بادر إلى العمل.
تابع يقول لنقتدِ بهذا المثال في تمييز دعوتنا الخاصة لكي ندرك قيمة الخيرات الروحية أو المادية التي دُعينا لتدبيرها. مثل الوكيل الخائن في المثل الذي يخبرنا عنه القديس لوقا، لا "نبدِّدنها" ونستخدمها لكي نبعد الآخرين عنا وعن الله، وإنما لنسعى لكي نكون قادرين على أن نقول إنَّ ليس علينا لأحد دين إلا محبة بعضنا البعض. وكما فعل الوكيل في المثل: "كم عليك لسيدي؟ - إليك صكُّك"، لتكن هذه الخيور للجمع وليس للتفريق. لا نعتقدنَّ بأن ما لدينا ليس كافيًا، فبطرس ويوحنا لم يكن لديهما "ذهب أو فضة"، ولكنّهما بعد أن نالا الروح القدس، سعيا لكي يدركا حاجة الفقير المُقعَد عند باب الهيكل، لا بل تجاوزا توقعاته. فهما لم يعطياه المال، بل دعواه لكي ينظر إليهما، لكي يرى مثال فقرهما، وبعد أن لفتا انتباهه طلبا منه أن ينهض. ويوضح بطرس للجميع أنَّ يسوع هو الذي صنع المعجزة.
وفي سياق آخر، نجد فيليبس يلتقي بالخازن الملكيّ، الذي على الرغم من مجيئه إلى الهيكل لكي يعبد الإله الحقيقي وإلمامه بالكتب المقدسة، إلا أنه لم يكن قادرًا على فهم سر الصليب الذي يرويه النبي أشعيا في سرده لقصة عبد يهوه. وكما حدث مع بطرس، تمكن فيليبس، إذ حرّكه الروح القدس، من أن يرى حاجة الآخر ويعلن له يسوع، من خلال الكلمة والأسرار المقدسة، متجاوزًا توقعاته ومجيبًا على فقر ليس ماديًا بل روحيًا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: لمن أنا لم یکن من أنا
إقرأ أيضاً:
الأزهر للفتوى: يجوز الاشتراك في الأضحية ولكن بشروط
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه يجوز الاشتراك في الأُضْحِية إذا كانت من الإبل أو البقر ويلحق به الجاموس فقط، وتجزئُ البقرة أو الجملُ عن سبعة أشخاص؛ لما روي عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: «نَحَرْنَا بِالْحُدَيْبِيَةِ، مَعَ النَّبِيِّ ﷺ الْبَدَنَةَ، عَنْ سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ، عَنْ سَبْعَةٍ» أخرجه ابن ماجه.
وأوضح مركز الأزهر للفتوى، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أمَّا الشَّاة من الضَّأن أو المعز فلا اشتراك فيها، وتُجزئ عن الشَّخص الواحد وعن أهل بيته مهما كثروا من باب التَّشريك في الثَّواب؛ لما رُوي عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قالَ: سَأَلْتُ أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ: كَيْفَ كَانَتِ الضَّحَايَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله ﷺ ؟ فَقَالَ: «كَانَ الرَّجُلُ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ حَتَّى تَبَاهَى النَّاسُ، فَصَارَتْ كَمَا تَرَى». [أخرجه الترمذي]
وأشار الى أنه قد ثبت أنَّ النَّبي ﷺ ضحّى عن كل فقير غيرِ قادر من أمته.
هل يجوز الاشتراك في خروف الأضحية؟
لا يجوز الاشتراك في الشاة والماعز، لأن الواحدة منها لا تجزئ إلا عن أُضْحِيَّة واحدة، ويجوز الاشتراك في الأضحية إذا كانت الذبيحة من الإبل أو البقر، لأن السبع الواحد منها يجزئ عن أُضْحِيَّة، فيمكن لسبعة أفراد مختلفين أن يتشاركوا في بدنة أو بقرة.
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ الْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ» أخرجه مسلم في صحيحه.
واختلف الفقهاء في الأفضل في الأضحية من أنواع الأنعام على ثلاثة أقوال؛ أرجحها قول المالكية أن الأفضل في الأضحية: الغنم، ثم الإبل، ثم البقر؛ لحديث أنس رضي الله عنه قال: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ، وَأَنَا أُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ» رواه الشيخان، وفي قول أنس رضي الله عنه: "كان يضحي" ما يدل على المداومة.
الخروف أو سُبع العجل يجزى عن البيت كله فى الأضحية
قال الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الخروف أو سُبع العجل يجزى عن البيت كله فى الأضحية.
وأضاف في إجابته عن سؤال: «هل التضحية بكبش يجزئ عن الشخص فقط أم الشخص وأسرته مثل العجل؟": "أنا وأهل بيتى الزوجة والأولاد، أو من ملزم بنفقتهم أو من يعيشون فى بيتى، يبقى الخروف يجزئ عن الكل أو سبع البقرة".
وتابع: "يبقى كل من انفق عليه ويعيش معى فى البيت، يجزئ عنه الأضحية سواء خروف أو سبع فى البقرة أو أى من بهيمة الأنعام".
هل الأضحية في عيد الأضحى فرض أم سنة
اختلف الفقهاء في حكمالأضحيةعلى قولين والصحيح أنه سنة مؤكدة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، وتكفي الشاة الواحدة في الأضحية عن الرجل وأهل بيته، كما يجوز لـ 7 أشخاص الاشتراك في الأضحية بشرط ألا يقل نصيب الفرد على السُبع.
الأضحية على من تجب
الأضحية سنة للقادر عليها هو مَن مَلَكَ ما تحصل به الأضحية وكان ما يملكه فاضلًا عمَّا يحتاج إليه للإنفاق على نفسه وأهله وأولاده أو من يلتزم بنفقتهم في يوم العيد وليلته وأيام التشريق الثلاثة ولياليها،قال الإمام النووي في "المجموع" (8/ 385): «مَذْهَبنا أَنَّهَا سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ فِي حَقِّ الْمُوسِرِ وَلا تَجِبُ عَلَيْهِ».
حكم الأضحية
الأضحيةسنة مؤكدة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، الأضحية مشروعة بالكتاب والسنة القولية والفعلية، والإجماع: أما الكتاب فقد قال تعالى: «إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ *فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ *إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ» [سورة الكوثر]. وقال القرطبي في "تفسيره" (20/ 218): "أَيْ: أَقِمِ الصَّلَاةَ الْمَفْرُوضَةَ عَلَيْكَ"، كَذَا رَوَاهُ الضَّحَّاكُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وأما السنة فقد روي في الباب العديد من الأحاديث الفعلية التي تبين فعله صلى الله عليه وسلم لها، كما رُويت أحاديث أخرى قولية في بيان فضلها والترغيب فيها والتنفير من تركها. وأما السنة النبوية الفعلية، فقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يضحي، وكان يتولى ذبح أضحيته بنفسه - صلى الله عليه وسلم- فمن ذلك: عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا)) متفق عليه.وأجمع المسلمون على مشروعية الأُضْحِيَّة.
حكم الأضحية في العيد لغير الحاج عند الفقهاء
اختلف الفقهاء في حكمالأضحية على مذهبين: المذهب الأول: الاضحية سنةٌ مؤكدةٌ في حق الموسر، وهذا قول جمهور الفقهاء الشافعية والحنابلة، وهو أرجح القولين عند مالك، وإحدى روايتين عن أبي يوسف، وهذا قول أبي بكر وعمر وبلال وأبي مسعود البدري وسويد بن غفلة وسعيد بن المسيب وعطاء وعلقمة والأسود وإسحاق وأبي ثور وابن المنذر، وهو المفتي به في الديار المصرية.
واستدل الجمهور على حكم ذبح الأضحية في عيد الأضحى سنة مؤكدة بما يلي: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّىَ فَلاَ يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا»، أخرجه مسلم في صحيحه.
ووجه الدلالة في هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وأراد أحدكم» فجعله مُفَوَّضا إلى إرادته، ولو كانت الأضحية واجبة لاقتصر على قوله: «فلا يمس من شعره شيئا حتى يضحي».
وورد أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا لا يضحيان السنة والسنتين؛ مخافة أن يُرَى ذلك واجبا. أخرجه البيهقي في سننه. وهذا الصنيع منهما يدل على أنهما عَلِما من رسول الله صلى الله عليه وسلم عدم الوجوب، ولم يرو عن أحد من الصحابة خلاف ذلك.
والمذهب الثاني في حكم الأضحية : أنها واجبة، وذهب إلى ذلك أبو حنيفة، وهو المروي عن محمد وزفر وإحدى الروايتين عن أبي يوسف، وبه قال ربيعة والليث بن سعد والأوزاعي والثوري ومالك في أحد قوليه.