لم تتخيل «نورا» أن رحلتها من منزل أبيها إلى عش الزوجية ستكون عدة أيام، وستنتهي سريعا أمام محكمة الأسرة؛ وهي عروس تحمل أعباء على عكس حلمها مثل أي فتاة بحياة هادئة ومستقرة، بجوار شريك حياة يعينها على مصاعب الدنيا، لتنتقل إلى محكمة الأسرة بعد 50 يوما من حفل الزفاف، تشكو حالها حتى تتخلص منه، على حد حديثها؛ لأن أيامها القليلة كانت مليئة بالخيبات والعنف النفسي، وقررت ألا تضيع عمرها معه، ما القصة؟

الطلاق للشقاق بعد 50 يوما من الزواج

قبل 3 سنوات، تقدم لنورا صاحبة الـ25 عاما «عريس الصالونات»، بصفته الرجل المثالي الذي يتسم بصفات ترغب فيها أي فتاة، وظهرت عليه الاستقامة والمكانة الاجتماعية، ولم تتردد عائلتها كثيرا في قبول الخطبة.

وبعد اللقاء الأول به، لم ترتح لأنها لاحظت أنه مسيطر ومتحكم، وعندما أخبرت والدها رد عليها بأنه رجل مستقيم ويربي شقيقاته البنات بعد والده الذي توفي منذ أشهر، وتمت تجهيزات الزفاف بسلاسة، وظنت أنها تبدأ حياة مليئة بالسعادة والأمان، وفقا لروايتها لـ«الوطن».

لكن سرعان ما تلاشت أحلامها، لتجد نفسها بعد 50 يوما من زواجها في محكمة الأسرة، تطلب الطلاق للشقاق، بعدما تحول المنزل الذي بنته وحلمت به إلى جحيم، وتؤكد نورا بحسرة أن الخلافات بدأت مبكرا، لكنها حاولت أن تصبر، وبدأت تظهر ملامحه الحقيقة وصدمت في الرجل الذي اختارته شريكًا لحياتها.

تقول بنبرة يملؤها الحزن والغضب: «شفت راجل عصبي ومعندوش إحساس، وبيعامل إخواته بطريقة صعبة جدا، وبيضرب الكل ومش بهمه حد، واللي مسعداه على كده والدته»، وفقا لحديثها.

حرم شقيقاته من الميراث

كانت تتعامل مع تصرفات زوجها بصمت على أمل أن تهدأ الأمور مع الوقت، لكن المفاجأة الكبرى عندما اكتشفت سرا كبيرا يخفيه عن المحطين به، أنه حرم شقيقاته الـ3 من حقهن في الميراث، مستغلا ثغرات وألاعيب قانونية حرمت الفتيات من نصيبهن العادل، وعلى الرغم من أن زيجتها لم تدم كثيرا لكنها كانت تكذب نفسها: «كنت فاكرة إني أخدت القرار الصح، قلت هتعلم أحبه مع الوقت، وأهو نصيبي وأكيد مش هيظلم إخواته، وأنا يا فاهمه غلط يا إما في حاجة أنا مش عارفها».  

كانت نورا وفقًا لحديثها تعاني من سيطرة زوجها المفرطة وتصرفاته المتسلطة، لكنها حاولت الصبر والتكيف معه رغم القسوة والعناد، والضرب والأذى النفسي، وكلما كانت تدافع عن شقيقاته حينما يضربهم بعنف، كان يغلق بابا الشقة عليها ويحبسها، ولاحظت أن بينه وبين والدته مشكلات أسرية غامضة، فيما يتعلق بميراث عائلة زوجها، لكنها تاكدت أنه السبب الرئيسي في حرمان شقيقاته من حقوقهن في الميراث: «لما فتحت الموضوع معاه وقلت له دا حرام وربنا مش بيرضى بكده، رد عليا بمنتهى العصبية واتهمني بالطمع في فلوسه.. وكأن الحق بقى تهمة».

انهيار محاولات التفاهم بين الزوجين 

منذ تلك اللحظة انهارت جميع محاولات التفاهم، وتحولت حياتها إلى مشاحنات يومية واتهامات جارحة، إهانات وتهديدات لم تتوقف حتى باتت كل لحظة في بيت الزوجية تثقل كاهلها: «حسيت إني مش هقدر أكمل وكنت عايشة في جحيم، مش متخيلة إن مجرد طلبي للعدل يهد بيتي بالشكل ده، وبدأ يقول إني طماعة وبوقع بينه وبين إخواته، وأنا عارفة إن أخواته صغيرين وضعاف، وبعدها زور كل حاجة باسمه»، وفقا لحديثها.

بعد ليلة صعبة انتهت بـ«علقة موت»، تركت آثارها على جسد نورا، لم تجد أمامها سوى الهروب من بيته الذي تحول إلى الجحيم إلي منزل عائلتها، تاركه له الجمل بما حمل؛ وفقا لتعبيرها، وحملت معها صدمتها وكسر أحلامها التي لم يمر عليها سوى أسابيع قليلة: «مكنتش مصدقة إن حياتي ممكن تنهار بالشكل ده، وأنا لسة في شهور الجواز الأولى»، وتحولت حياتها من عروس تتزين للأحلام إلى ذهابها كل صباح مشوار مرير إلى محكمة الأسرة.

«بقيت أقضي في المحكمة بين القاعات ودموعي مش بتوقف، محدش يصدق إني لسه عروسة، وأنا كنت فاكرة الجواز استقرار وسكن، بس لما يكون السكن والزوج قايمين على الظلم، يبقى الانفصال هو أول طريق للنجاة»، ووجدت نورا نفسها أمام قاضي محكمة الأسرة بإمبابة تطلب الطلاق للشقاق، وهي لا تزال عروسا، وأقامت ضده دعوى طلاق للشقاق حملت رقم 2836.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محكمة الأسرة الطلاق للشقاق دعوى طلاق محکمة الأسرة بعد 50 یوما من

إقرأ أيضاً:

طبيب أسنان قتل زوجته لتجنب الطلاق.. حاول تصفية المحقق

كشفت السلطات القضائية في ولاية كولورادو الأمريكية، عن تفاصيل صادمة لجريمة قتل مروّعة، ارتكبها طبيب أسنان بحق زوجته، بعد أن أقدم على تسميمها تدريجيا بمواد قاتلة، في محاولة للتخلص منها، دون المرور بإجراءات الطلاق، حفاظا على سمعته وثروته.

ويواجه المتهم، جيمس كريغ (45 عامًا)، اتهامات بالقتل العمد من الدرجة الأولى، في واقعة وفاة زوجته أنجيلا كريغ، التي توفيت دماغيًا في 15 آذار/ مارس 2023، بعد أن وصلت للمستشفى في حالة تدهور صحي حاد، وهي المرة الثالثة خلال أسبوع واحد التي تُنقل فيها للمستشفى.

وبحسب ما أورده المدعي العام، فإن جيمس قام بتسميم زوجته باستخدام مادة "السيانيد" السامة، حيث دسّ الجرعة القاتلة لها وهي ترقد في المستشفى، مستغلاً انشغال الأطباء بمحاولة تشخيص حالتها، دون أن يعلموا أن المرض المصطنع كان جزءًا من مخطط قتل ممنهج.


تحقيقات معقدة ومحاولات تضليل
أظهرت التحقيقات التي قادتها شرطة ضاحية أورورا بالقرب من مدينة دنفر، أن كريغ سبق له تنفيذ محاولات فاشلة لتسميم زوجته، قبل أن ينجح في النهاية بإعطائها جرعة قاتلة، كما كشفت الأدلة أن المتهم حاول إخفاء آثار جريمته وتضليل المحققين، بل وحتى الترويج لاحتمالية انتحار الضحية.

الأكثر إثارة، أنّ وسائل إعلام أمريكية قد نقلت عن مصادر قضائية أن كريغ حاول من داخل السجن استئجار أحد زملائه من أجل قتل المحقق المسؤول عن القضية، وذلك في محاولة لعرقلة مجريات المحاكمة أو الانتقام من من كشف خيوط الجريمة.



خلفية عائلية وصدمة مجتمعية
كانت أنجيلا، التي أنجبت ستة أطفال من كريغ، بحسب روايات أقاربها وأصدقائها "زوجة وأما مخلصة"، ولم تكن تشك بأن شريك حياتها يخطط للتخلّص منها بدلاً من إنهاء العلاقة بطريقة قانونية. الجريمة أثارت ردود فعل واسعة في كولورادو، خصوصًا في الأوساط الطبية التي ينتمي إليها كريغ، حيث عبّر زملاء سابقون له عن صدمتهم مما جرى.

إلى ذلك، مازالت قضية جيمس كريغ مفتوحة أمام القضاء، ومن المتوقع أن تشهد محاكمته جلسات مثيرة خلال الأشهر المقبلة، في ظل ما وصفه الادعاء بأنه "مزيج مرعب من الخيانة والأنانية وسوء استخدام الثقة والسلطة الطبية".

مقالات مشابهة

  • بسبب محادثات مع قاصرات.. مريم تطلب الخلع بعد 630 يوما زواجا
  • 23 يوما من التعذ.يب داخل مصحة في الطالبية.. تفاصيل وفاة شاب وإلقاء جثته بالشارع
  • محكمة مصرية ترفض دعوى إثبات نسب ضد اللاعب إسلام جابر
  • طبيب أسنان قتل زوجته لتجنب الطلاق.. حاول تصفية المحقق
  • أعداء البشرة والشعر.. زيوت طبيعية لكنها ليست آمنة للجميع
  • الفلاحي: إسرائيل يمكنها توسيع عملياتها بغزة لكنها ستدفع الثمن
  • كويتية تطلب الطلاق والتعويض بعد تبرعها بكليتها لزوجها وزواجه بأخرى
  • زوجي مش رومانسي.. علياء تطلب الخلع أمام محكمة الأسرة
  • ظاهرة الطلاق
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)