سيدي أبو الحجاج الاقصري، رضى الله عنه، فهو شيخ الزمان، صاحب المعارف المأثورة، والمكاشفات المذكورة، والأمور الربانية، فكان أحد الشيوخ الذي انتفع الناس ببركاته، وصالح دعواته، ودخلوا في خلواته، وتقدمت كرامات الصوفية إليه، فتقدمها كراماتهُ وأتمت. وعندما يهل علينا الشهور المباركة، بداية من رجب، مروراً بشعبان، ثم رمضان، من كل عام، حاملا ذكرى خاصة لكل الأقصريين، يظهر طيف القطب الصوفي الجليل صاحب الساحة والمسجد الأكبر في الأقصر، سيدى أبا الحجاج الأقصري، والذي يقدر عدد زائريه سنويًا بأكثر من 6 ملايين شخص.

 

محمد مأمون الشناوي.. شيخ الأزهر الـ32 ورائد النهضة العلمية فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر يستقبل محافظ جنوب سيناء لبحث سبل التعاون

ولد القطب السني الصوفي العارف بالله يوسف بن عبد الرحيم بن عيسى الزاهد الشهير بأبو الحجاج الأقصري في بغداد بعهد الدولة العباسية والخليفة المقتفي لأمر الله، وكان والده صاحب منصب كبير في الدولة العباسية وينتهى نسبه إلى سيدنا الحسين حفيد رسول الله ﷺ. تعلم أبو الحجاج الأقصري على أيدي كبار علماء التصوف، حيث تفرغ للوعظ، ووصل إلى الأقصر أواخر حكم صلاح الدين الأيوبي، وذاع صيته لما عرف عنه من الزهد والورع، وتوفي عن عمر ناهز التسعين عاماً. أما مسجد العارف بالله أبي الحجاج الأقصري، والذي تأسس في عهد الدولة الأيوبية، فهو معروف بطرازه وأعمدته الفرعونية، ما يجعله مقصدا مهماً للمريدين ومحبي الصوفية، وايضاً السائحين جنبا إلى جنب.

 تعلو المسجد مئذنة مبنية بالطوب اللبن طولها 14 مترا، على الطراز الفاطمي وهي من أجمل المآذن الموجودة بصعيد مصر في الوقت الحالي، وأقيمت المئذنة في عهد أبي الحجاج الأقصري نفسه، وتتكون من 3 طوابق، وفي أعلاها مجموعة من النوافذ والفتحات، والجزء السفلي المربع مقوي بأعمدة خشبية، كما أضيفت إلى المسجد مئذنة أخرى في فترة لاحقة. كما يعتبر مسجد أبو الحجاج الأقصري ملتقى لحضارات ثلاث، إسلامية وفرعونية وقبطية، حيث من أسفله أقيمت كنيسة قبطية من الناحية الغربية، علاوة على كونه مقامًا بين أعمدة وجدران الجزء العلوي لمدخل معبد الأقصر الأثري، الذي شيّده الملك الفرعوني رمسيس الثاني. 

وتملأ النقوش الفرعونية كل مكان بالمسجد، والسبب يعود إلى أن المسجد أقيم أعلى أطلال معبد الأقصر من الناحية الشمالية بداخل الجزء العلوي والمعبد ظل فترة طويلة مغطى بجبال من الرمال ولا تظهر منه سوى الأعمدة العلوية فقط، فاختار أبو الحجاج الأقصري الجزء البارز من أعمدة المعبد لإقامة مسجده.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ابو الحجاج الأقصري شيخ الزمان أبو الحجاج الأقصری

إقرأ أيضاً:

معشوقة المصريين.. محطات من سيرة السيدة زينب ومكانتها في القلوب

أكد فضيلة الشيخ رمضان عبد المعز أن السيدة زينب رضي الله عنها أصبحت رمزًا روحيًا وعاطفيًا في قلوب المصريين، منذ أن وطأت قدماها أرض مصر وحتى اليوم، مشيرًا إلى أن حبها متجذّر في وجدان الشعب المصري، وأن وجود مسجدها في قلب القاهرة يمثل ملاذًا للراحة والسكينة للملايين.

أسرة الشيخ محمد حسن النادى تحيى ذكراه بالسيدة زينب الليلةمقتنيات أثرية| كرسي الشعراوي والقبلة القديمة.. معلومات مذهلة من مسجد السيدة زينبكراماتها ومواقفها العظيمة

وخلال ظهوره في برنامج ديني تناول سيرة السيدة زينب، أشار عبد المعز إلى أن لها كرامة عظيمة في قلوب من أحبوها وجلسوا في مقامها، مستعرضًا بعض مواقفها التاريخية، وعلى رأسها وقوفها الشجاع في وجه يزيد بن معاوية، وموقفها في كربلاء بعد استشهاد الإمام الحسين.

وأوضح أنها كانت لا تخشى في الله لومة لائم، وتقول كلمة الحق بوضوح وشجاعة، مشيرًا إلى أن شخصيتها تتسم بـ"صفات وكرامات عظيمة"، تجعلها قدوة للنساء والرجال على حد سواء.

لماذا اختارت مصر؟

وعن سبب قدوم السيدة زينب إلى مصر، قال عبد المعز إن الفتن والأحداث الصعبة التي شهدتها الكوفة دفعتها للرحيل، خاصة بعد استشهاد الحسين بالسم.

 وأضاف: "قيل لها توجهي إلى مصر، لأن رسول الله ﷺ أوصى بأهل مصر خيرًا، فهم أصحاب ذمة ورحم وصهر".

وأكد أن دعاء السيدة زينب لأهل مصر لا يزال يحفظ البلاد وأهلها حتى اليوم، قائلاً: "نحن نعيش في ظل بركتها، ومستورين بفضل دعائها"، وذكّر بأن أهل مصر خرجوا لاستقبالها عند وصولها، في مشهد جسّد مدى حبهم لها.

سيرتها وتاريخ مسجدها

وتطرقت الحلقة كذلك إلى سيرتها العطرة ومآثرها ومكانتها بين آل بيت النبي ﷺ، مشيدة بما يشهده مسجد السيدة زينب من أعمال تطوير خلال الفترة الأخيرة.

وأشار الشيخ عبد المعز إلى أن أعمدة المسجد تم ترميمها بالكامل، وأن كل التحف والزخارف الموجودة داخله تُعد نسخًا طبق الأصل من المسجد النبوي، مضيفًا أن كرسي الشيخ الشعراوي يُعد من المعالم البارزة في المسجد أيضًا.

طباعة شارك فضيلة الشيخ رمضان عبد المعز السيدة زينب دعاء السيدة زينب لأهل مصر

مقالات مشابهة

  • بسلام آمنين
  • معشوقة المصريين.. محطات من سيرة السيدة زينب ومكانتها في القلوب
  • ضيوف الرحمن يتوافدون إلى المسجد الحرام لأداء «طواف القدوم»
  • فوزي: أجهزة الدولة تضافرت في واقعة الأقصر.. ولن يضار أي موظف من إغلاق الشقق
  • التايمز: عز الدين الحداد هو رجل حماس على الأرض وصاحب الكلمة الفصل
  • تبت إلى الله.. شاهد أحمد سعد رفقة شيوخ الأزهر داخل المسجد النبوي
  • السكرتير العام المساعد لمحافظة الإسماعيلية يتفقد المجزر الآلي بأبو خليفة وأبو صوير
  • مذكرة تفاهم بين جامعة صحار و"متحف عُمان عبر الزمان" لخدمة التراث
  • رئيس جمهورية المالديف يزور المسجد النبوي
  • الرئيس الموريتاني يزور المسجد النبوي