شبح الجفاف.. نقص المياه يهدد الحياة البحرية والاقتصاد في حوض البحر المتوسط
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
كشفت دراسة جديدة أجراها علماء من المركز المشترك للبحوث التابع للمفوضية الأوروبية عن وجود صلة حرجة بين انخفاض تدفق الأنهار إلى البحر المتوسط وصحة النظم البيئية البحرية فيه.
وحذرت الدراسة التي نشرت يوم الثالث من فبراير/شباط في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز"، من أن تغير المناخ وزيادة الطلب على المياه يهددان التنوع البيولوجي في البحر المتوسط والاقتصادات التي تعتمد عليه.
ويعتمد البحر المتوسط، أحد أكثر البيئات تنوعا من الناحية البيولوجية في العالم، بشكل كبير على المياه العذبة من الأنهار للحفاظ على توازنه الدقيق. تحمل الأنهار مغذيات أساسية تدعم الحياة البحرية، بدءا من العوالق الصغيرة ووصولا إلى الأنواع السمكية ذات القيمة التجارية. ومع ذلك، يتسبب تغير المناخ في زيادة وتيرة وشدة الجفاف، مما يقلل من تدفق الأنهار ويضع ضغوطا هائلة على هذه النظم البيئية.
يشير المؤلف المشارك في الدراسة دييغو ماسياس -الباحث في علوم البحار في مركز الأبحاث المشتركة التابع للمفوضية الأوروبية- إلى أن حوالي 20% من أراضي قارة أوروبا و30% من سكانها يعانون من الإجهاد المائي سنويا، مما يعني أنهم غير قادرين على تلبية احتياجاتهم من المياه. وتعد المناطق الجنوبية من أوروبا الأكثر عرضة للخطر.
"على سبيل المثال، شهد نهر بو في إيطاليا، الذي يصب في البحر المتوسط، انخفاضا حادا في تدفق المياه في السنوات الأخيرة. فبين عامي 2001 و2023، انخفضت كمية المياه في النهر إلى النصف تقريبا في 5 مناسبات على الأقل، وسجل أدنى مستوى له في عام 2022 بنسبة 39% من متوسط تدفقه خلال فترة المراقبة" حسب ما أفاد به ماسياس في تصريحات لـ"الجزيرة نت".
وحذرت الدراسة من أنه إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية بمقدار 4 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو سيناريو يعرف بـ "آر سي بي 8.5" فإن تدفق الأنهار إلى البحر المتوسط قد ينخفض بنسبة 41%.
إعلانوسيكون لهذا تأثير مدمر على الإنتاجية البحرية، مما يقللها بنسبة 10%، وعلى الكتلة الحيوية للأسماك بنسبة 6%. وقد تتكبد قطاعات الصيد في البحر المتوسط خسائر سنوية تقدر بـ 4.7 مليارات يورو، مما يؤثر بشكل كبير على المجتمعات الساحلية التي تعتمد على الصيد في معيشتها.
تعد مناطق مثل بحر الأدرياتيكي وبحر إيجه، وهما من أكبر مناطق صيد الأسماك في البحر المتوسط، الأكثر عرضة للخطر. وتتوقع الدراسة أن تنخفض الإنتاجية البحرية في هذه المناطق بنسبة 12%، بينما قد تنخفض الكتلة الحيوية للأسماك بنسبة 35%. وقد تتجاوز هذه الخسائر كميات الصيد الحالية، مما يؤدي إلى عواقب اجتماعية واقتصادية خطيرة.
استخدمت الدراسة إطار النمذجة المسمى "بلو 2 إم إف" الذي صممه مركز الأبحاث المشتركة لتحليل تأثير انخفاض تدفق المياه العذبة على الكيمياء الحيوية لبيئة البحر المتوسط، وشبكة الغذاء، وقطاعات الصيد. وتؤكد النتائج الحاجة الملحة إلى إدارة متكاملة لموارد المياه لحماية النظم البيئية البحرية والاقتصادات التي تدعمها.
يقول ماسياس: "لمعالجة هذه التحديات، حدد الاتحاد الأوروبي أهدافا مناخية طموحة، تهدف إلى خفض الانبعاثات بنسبة 55% على الأقل بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050. كما تعد المفوضية الأوروبية إستراتيجية لتعزيز مرونة المياه، من المقرر أن تكون إحدى الأولويات السياسية الرئيسية في عام 2025، لضمان أمن الإمدادات المائية، وتقليل مخاطر الفيضانات، والتخفيف من آثار الجفاف".
ويرى المؤلف المشارك للدراسة أن هذه النتائج تمثل تذكيرا بترابط تغير المناخ وموارد المياه وصحة البحار. "فمن دون اتخاذ إجراءات فورية، قد يكون التنوع البيولوجي الغني للبحر المتوسط وسبل عيش الملايين في خطر".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی البحر المتوسط
إقرأ أيضاً:
عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا لـ صدى البلد: الزلازل بريئة من إعصار الإسكندرية
مازالت أزمة العاصفة أو الإعصار العاتي الذي ضرب محافظة الإسكندرية الساعات الماضية، تلقي بظلالها على الشأن العام نظرا لكون هذا التغير المفاجئ في الطقس جاء بعد انتهاء موسم النوات وفصل الشتاء ومع قرب قدوم فصل الصيف.
وفسرت هيئة الأرصاد الجوية، هذه الظاهرة بكونها ناتجة عن منخفض جوي مفاجئ مصحوب الرياح والرعد والبرق، كما أرجعت ذلك إلى التغيرات المناخية وظاهرة الاحترار التي تضرب البحر المتوسط الفترة الأخيرة.
ورغم ذلك فسر البعض هذا التغير المفاجئ في حالة الطقس إلى سلسلة الزلازل التي ضربت البحر المتوسط والدول المشاطئة له خلال الأيام الماضية، لذا كان موقع “صدى البلد” حريص على استطلاع رأس الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية للرد على جزئية علاقة الزلازل بإعصار الإسكندرية.
وفي سبيل ذلك، أكد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية - في تصريحات خاصة لـ صدى البلد - أنه لا توجد علاقة مباشرة بين الزلازل والعواصف أو الأعاصير، فالزلازل يومية بدرجات مختلفة، أما العواصف أو الأعاصير لها علاقة بدرجات الحرارة والبخر واختلاف الضغوط وحركة الهواء والأمواج البحرية وكل ذلك مرتبط بالنشاط الشمسى.
تغير فى الأحوال الجوية شرق المتوسطوأوضح الدكتور عباس شراقي، أن منطقة شرق المتوسط شهدت حالة من عدم الاستقرار فى حالة الجو خاصة على السواحل المصرية الشمالية حيث منخفض جوي تقدم من الشمالي الغربي على مرسى مطروح ثم الإسكندرية مما تسبب في هطول أمطار متوسطة على وسط وشمال الدلتا.
وأضاف أنه من الطبيعى حدوث منخفضات جوية فى منطقة البحر المتوسط يصاحبها رياح شديدة وهطول أمطار وانخفاض فى درجة الحرارة فى حالة الرياح الشمالية أو الشمالية الغربية، ومما يزيد من الاضطرابات الجوية حدوث انفجارات شمسية ووصول التوهج الشمسى من أشعة وجسيمات إلى الغلاف الجوى للكرة الأرضية مما قد يتسبب فى ظواهر جوية شديدة.
وأشار إلى أنه حدث انفجارين قويين بدرجة M الجمعة 30 مايو، وصباح السبت موجة انفجارات أخرى بدأت بقوة M9 (أقصى درجة فى M وتقسم من 1 الى 9)، ثم استمرت 4 ساعات متصلة على غير العادة فى نطاق M، وانفجارين آخرين بقوة M. ويعتمد تأثير الانفجارات الشمسية على قوتها ومدة استمرارها ومواجهة الأرض للتوهج وقت وصوله.
وأوضح أن الشمس تشهد نشاطًا كبيرًا خلال 2024 و2025 حيث منتصف الدورة الشمسية رقم 25 التى مدتها 11 سنة وقد بدأت من نوفمبر 2019، وتنتهى 2030، وشهدت الكرة الأرضية ارتفاعات غير مسبوقة فى درجات الحرارة وهطول أمطار عزيرة فى أماكن لم تشهد أمطارا منذ عقود بل مئات السنوات مثل شرق العوينات وتوشكى 1 -12 أغسطس 2024.
زلـزال قوى شمال شرق جزيرة كـريـتوكان أوضح أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، أن مطقة شرق البحر المتوسط شهدت منذ أيام زلزالا قويا للمرة الثانية خلال أسبوع تقريبا يوم الخميس 22 مايو 2025 الساعة 6:19 ص بتوقيت القاهرة شمال شرق جزيرة كـريـت بقوة حوالى 6.1 درجة على مقياس ريختر، على عمق كبير نسبيا بالنسبة للبحر المتوسط 60 كم مما يخفف من تأثيره، ويبعد الزلزال عن الأسكندرية بحوالي 600 كم، ووقعت مجموعة من التوابع الخفيفة تتراوح قوتها من 2.3 - 3.5 درجة، وقد وقع زلزال قبلها بأسبوع بنفس القوة وعلى عمق 75 كم شرق الجزيرة وكان يبعد عن الأسكندرية 500 كم.