اليمنيون يغيرون التاريخ بإهانة سيدة العالم
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
بهذه الكلمات استهل الكاتب فيتالي أورلوف كتابة مقاله؛ المنشور في مطبوعة "سبفودنيا بربيسا" الروسية.
وقال: "لقد شهدنا وضعاً غير مسبوق في تاريخ البشرية، حيث قامت حركة أنصار الله، ليس فقط بتغيير مجرى الاقتصاد والتجارة العالمية بشكل جذري، بل أيضاً واجهت بشجاعة سقفها المسلح، فمرة أخرى تعرضت القوة العظمى، التي تعتبر نفسها سيدة العالم، للإهانة".
الهروب المخزي
وأضاف، في مقاله بعنوان "تم القضاء على الهيمنة": "على مدار السنوات الأربع الماضية، هرب شرطي العالم، الذي استخدم جيشه كوسيلة لحل قضاياه لعدة قرون، من ساحة المعركة بطريقة مخزية، ومِن مَن؟ ليس من الجيش النظامي، بل من اليمنيين الذين يفتقرون إلى الدبابات والطائرات والدفاع الجوي والبحرية".
وتابع: "المثير للاهتمام حقاً رؤية أنصار الله يطاردون حاملات الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن، أنتهت بالهروب المخزي لـ"آفة البحار" حاملة الطائرات "يو إس إس هاري ترومان".
بداية الرحلة المذعورة!!
ومضي يقول: "كانت الكارثة الأفغانية على الولايات المتحدة قد بدأت للتو في التلاشي بعد تلك الرحلة المذعورة، بدأت أخرى بمطاردة اليمنيين حاملات الطائرات الأميركية (إيزنهاور، يو إس إس أبراهام لينكولن، يو إس إس هاري إس ترومان) في البحر الأحمر".
بنظر أورلوف، ما يثير غضب "المهيمن" الأمريكي وحلفائه المحبطين هو أن حركة أنصار الله، التي كانت هدفهم الرئيسي، قد أصبحت أقوى، ونجحت في تعزيز وجودها في البحر الأحمر وخليج عدن، واليوم، هي التي تقرر عبور سفن أي دولة من البحر الأحمر، وأي منها تلف من رأس الرجاء الصالح.
إذلال سيدة العالم!!
ما يثير الدهشة، برأيه، هو أن أنصار الله اليمنيين حققوا انتصارات ليست فقط على التحالف العربي، بل أيضاً على تحالف قوات أقوى دولتين في الغرب (أمريكا وبريطانيا).
وتساءل: كيف ستتمكن "سيدة العالم" (أمريكا) من تجاوز الإذلال الأخير من اليمنيين، بعد إن أظهرت دبلوماسية وزير الخارجية الأمريكي السابق، أنتوني بلينكن، أنها أكثر فعالية من دبلوماسية السفن الحربية بالنسبة لـ"القوة المهيمنة!؟.
وأجاب: "إن أية قوة عظمى مثل أمريكا، التي تعتبر نفسها كذلك، ملزمة بإظهار قوتها".
هروب "آفة البحار"
ما يريد الكاتب الروسي المخضرم، فيتالي أورلوف، قوله: "هو أن هجمات أنصار الله، أجبرت حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان"، على تسريع هروبها من البحر الأحمر".
وأعلن موقع "يو إس إن آي نيوز"، التابع لمعهد البحرية الأمريكية، يوم الخميس 6 فبراير 2025، وصول حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هاري إس ترومان" إلى ميناء سودا في اليونان لغرض الصيانة، بعد 50 يوما في البحر الأحمر، وفشلت مهمتها في وقف عمليات الهجمات اليمنية البحرية المساندة لغزة.
وأعلنت القوات اليمنية، في 22 ديسمبر 2024م، استهداف الحاملة الأمريكية "يو أس أس هاري ترومان"، وقطع أسطولها الحربي للمرة الثامنة على التوالي بـ8 صواريخ مجنحة و17 طائرةً مسيّرة مُنذ دخولها البحر الأحمر قبل أكثر من 50 يوما، وأفشلت هجماتها المعادية على اليمن، وأجبرتها على الانسحاب والهروب إلى شمال البحر الأحمر.
يشار إلى أنه بعد هروب الحاملة "هاري ترومان"، تظل الولايات المتحدة بدون حاملات طائرات في البحر الأحمر، ولم تبقى سوى المدمرة "يو إس إس ستاوت"، والطراد "يو إس إس غيتيسبيرغ".
حروب السيادة
يقول الفيلسوف الروسي، ألكسندر دوغين: "إن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ليست مجرد عمليات عسكرية محدودة، بل جزء من صراع جيوسياسي أوسع لتحرير المنطقة من هيمنة الغرب، وفرض نموذج السيادة على مركزية القطب الأمريكي".
يضيف: "استمرار الحوثيين في استنزاف اقتصادات الغرب وتكبيدها خسائر عسكرية، بتعطيل الممرات البحرية، خاصة في أنظمة الدفاع الصاروخي، وتشويه هيبتها الدولية، يمنحهم قيمة إستراتيجية كشريك غير تقليدي لروسيا في معركة إعادة تشكيل النظام العالمي".
جبهة إسناد غزة
وكبّدت القوات اليمنية، المساندة لغزة عسكرياً لأكثر من عام، قوات دول العدوان الأمريكي - البريطاني - "الإسرائيلي" أكثر من 220 قِطعة بحريَّة تجارية وحربية، وفرَضت حظراً بحرياً على سفن "إسرائيل" ودول العدوان، وأطلقت 1165 صاروخا باليستيا وفرط صوتي ومسيّرة، إلى عُمق الكيان.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
شعاب البحر الأحمر بين دفء الرؤية واعتدال الخريف
البلاد (الرياض)
مع دخول فصل الخريف وانخفاض ذروة حرارة الصيف عن مياه البحر الأحمر، تفتح أمام شعاب المنطقة نافذة بيئية للتعافي. حيث يُعدّ البحر الأحمر من أكثر مناطق العالم تميزًا بالشعاب المرجانية؛ فهو رابع أكبر نظام شعابي مرجاني في العالم، ويضم نحو 6.2% من الشعاب المرجانية على كوكبنا، ويتواجد فيه أكثر من 310 أنواع من الشعاب المرجانية، منها 270 نوعاً من المرجان الصلب، و40 نوعاً من المرجان اللين.
وتغطي الشعاب المرجانية في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن مساحة حوالي 13,605 كم² وتشير الدراسات إلى قدرة هذه الشعاب على تحمل درجات الحرارة، وقد تكون ملاذًا محتملاً للشعاب المرجانية العالمية في مواجهة تأثيرات التغير المناخي.
علميًا، يسبب الإجهاد الحراري إلى طرد الطحالب المرافقة (الزوكسنتيلا) مما يؤدي إلى الابيضاض، وعند عودة درجات الحرارة إلى النطاق المعتدل تتاح للشعاب فرصة إعادة استقطاب الطحالب واستعادة الحيوية، هذه الآلية أكدتها ملخصات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي والدراسات العلمية حول التعافي للشعاب المرجانية.
وأولت المملكة عنايتها الفائقة اتجاه استدامة البحر الحمر الأحمر والحفاظ على بيئته بما فيها الشعاب المرجانية، ففي ديسمبر 2024أطلق ولي العهد الإستراتيجية الوطنية لاستدامة البحر الأحمر لحماية النظام البيئي البحري وتعزيز اقتصاد أزرق مستدام.
كما قامت الهيئة السعودية للبحر الأحمر بالتعاون مع منظومة البيئة والجهات ذات العلاقة لوضع آلية للحفاظ على البيئة البحرية وحمايتها للأجيال القادمة.
ومن هنا ففصل الخريف ليس مجرّد موسم إنه فرصة علمية وميدانية لاستثمار اعتدال الماء في إعادة الحياة إلى شعاب البحر الأحمر، وبخطوات منسقة وبجهود تكاملية من الجهات الحكومية والقطاع الخاص والقطاع الثالث تضمن بقاء هذا التراث البحري للأجيال القادمة.