وقال عامر، في مقابلة مع قناة روسيا اليوم، إن الصواريخ اليمنية وصلت إلى الكيان الصهيوني رغم الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، مؤكدًا أن صنعاء ملتزمة بالتهدئة في البحر الأحمر طالما استمرت الهدنة في غزة.

وأضاف أن واشنطن ضخّمت الأزمة في البحر الأحمر لتحويلها إلى مشكلة أوروبية، موضحًا أن إدارة بايدن كانت تعرض حلحلة أزمات اليمن مقابل وقف عمليات البحر الأحمر.

وشدد وزير الخارجية على أن صنعاء تدعم ما تقرره المقاومة الفلسطينية، معتبرًا أن محاولة تهجير سكان غزة أمر مستحيل، حتى بالقوة الأمريكية.

وأشار عامر إلى أن توسّع الاحتلال في غزة لن يتوقف عند حدود القطاع، بل سيمتد إلى بلاد الشام وسيناء والسعودية وحتى أجزاء من تركيا.

كما كشف أن خارطة الطريق بين صنعاء والرياض تمت بشكل مباشر لكنها توقفت بتدخل أمريكي، مؤكدًا أن قرار صنعاء مستقل تمامًا عن طهران، وأن اليمنيين شعب مسلح وخبير في الحروب، وهو ما يخشاه الغرب.

يأتي حديث وزير الخارجية في ظل المعادلة الجديدة التي فرضتها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023، حين أعلنت منع السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بها من العبور عبر البحر الأحمر ردًا على العدوان الإسرائيلي على غزة.

ورغم التدخل العسكري الأمريكي والبريطاني المباشر، الا ان واشنطن فشلت في تأمين حركة الملاحة للكيان الصهيوني طوال أكثر من عام من المواجهات، ما أجبر الاحتلال الإسرائيلي على البحث عن بدائل مكلفة عبر رأس الرجاء الصالح.

وبعد إعلان وقف إطلاق النار في غزة، أوقفت صنعاء عملياتها ضد السفن الأمريكية والبريطانية، لكنها أبقت الحظر على السفن الإسرائيلية حتى رفع الحصار عن غزة بشكل كامل، وهو ما يعني أن الهدف الأساسي من التحرك العسكري الأمريكي في البحر الأحمر لم يتحقق، لتغادر حاملات الطائرات الأمريكية المنطقة من دون تحقيق أي نصر يُذكر.

وفي الوقت الذي تصعّد فيه واشنطن عبر تصنيف أنصار الله “إرهابية”، يؤكد مسؤولو صنعاء أن هذا لن يغير المعادلة، ولن يمنع استمرار دعم اليمن للمقاومة الفلسطينية، وهو ما يضعف أي رهانات أمريكية أو إسرائيلية على تحجيم دور صنعاء في معركة غزة.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر فی غزة

إقرأ أيضاً:

علماء من «كاوست» يقدمون دراسة تؤكد جفاف البحر الأحمر قبل 6 ملايين سنة

قدّم علماء من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، دليلًا قاطعًا يُظهر أن البحر الأحمر جفّ بالكامل قبل نحو 6,2 ملايين سنة، قبل أن يُعاد ملؤه فجأة بفيضان كارثي هائل من المحيط الهندي، ونُشرت نتائج الدراسة في المجلة العلمية Communications Earth & Environment، لتضع حدًا زمنيًا دقيقًا لحَدثٍ جيولوجي كبير غيّر بشكل دائم معالم البحر الأحمر.

وباستخدام التصوير الزلزالي وأدلة الأحافير الدقيقة وتقنيات تحديد العمر الجغرافي الكيميائي، أظهر الباحثون في (كاوست) أن هذا التغيّر الهائل حدث في فترة لا تتجاوز مئة ألف عام وهي فترة قصيرة جدًا بالنسبة لحدث جيولوجي ضخم، فقد تحوّل البحر الأحمر من بحرٍ متصل بالبحر الأبيض المتوسط إلى حوضٍ جافٍ مليء بالأملاح، قبل أن يتسبب فيضان ضخم في اختراق الحواجز البركانية وفتح مضيق باب المندب ليُعيد اتصال البحر الأحمر بالمحيطات العالمية.

وقالت الدكتورة الباحثة الرئيسة في (كاوست) تيهانا بنسا: "تكشف نتائجنا أن حوض البحر الأحمر يُسجل أحد أكثر الأحداث البيئية تطرفًا على وجه الأرض، إذ جفّ بالكامل، ثم غُمر فجأة قبل نحو 6,2 ملايين سنة، ولقد غيّر ذلك الفيضان شكل الحوض وأعاد الحياة البحرية إليه، مؤسسًا الاتصال الدائم بين البحر الأحمر والمحيط الهندي".

وأضافت: "في البداية كان البحر الأحمر متصلًا من الشمال بالبحر الأبيض المتوسط عبر حاجز ضحل لكن هذا الاتصال انقطع؛ مما أدى إلى جفاف البحر الأحمر وتحوله إلى صحراء ملحية قاحلة، وفي الجنوب بالقرب من جزر حنيش، كانت سلسلة بركانية تفصل الحوض عن مياه المحيط الهندي، وبعد حوالي 6,2 مليون سنة مضت اندفعت مياه المحيط الهندي عبر هذا الحاجز في فيضان كارثي، نحت خندقًا بحريًا يبلغ طوله نحو 320 كيلومترًا، ما زال مرئيًا حتى اليوم في قاع البحر".

موضحة أنه سرعان ما امتلأ الحوض مجددًا لتغمر المياه السهول الملحية، وتُعيد الظروف البحرية الطبيعية خلال أقل من مئة ألف سنة, وقد حدث ذلك قبل نحو مليون سنة من الفيضان الشهير الذي أعاد ملء البحر الأبيض المتوسط (فيضان زانكلي)، مما يمنح البحر الأحمر قصة فريدة عن ولادته من جديد.

وتكوَّن البحر الأحمر نتيجة انفصال الصفيحة العربية عن الصفيحة الأفريقية قبل نحو 30 مليون سنة، وفي بدايته كان عبارة عن وادي صدعي ضيق مليء بالبحيرات، ثم اتّسع تدريجيًا ليصبح خليجًا واسعًا عندما غمرته مياه البحر الأبيض المتوسط قبل 23 مليون سنة.

وازدهرت الحياة البحرية آنذاك، كما يتضح من الشعاب المرجانية الأحفورية الممتدة على الساحل الشمالي قرب ضبا وأملج، لكن مع مرور الوقت أدت الحرارة العالية وضعف دوران المياه إلى زيادة الملوحة، مما تسبب في انقراض الكائنات البحرية بين 15 و 6 ملايين سنة مضت، وتراكمت في الحوض طبقات سميكة من الملح والجبس إلى أن انتهى الأمر بجفاف البحر تمامًا، ثم جاء الفيضان الهائل من المحيط الهندي ليُعيد الحياة إلى البحر الأحمر، وهي الحياة التي ما زالت مزدهرة في شعابه المرجانية حتى اليوم.

ويُعدّ البحر الأحمر مختبرًا طبيعيًا فريدًا لفهم كيفية نشوء المحيطات، وتراكم الترسبات الملحية العملاقة، وكيفية تفاعل المناخ مع الحركات التكتونية عبر ملايين السنين، وتؤكد هذه الاكتشافات الترابط الوثيق بين تاريخ البحر الأحمر وتغير المحيطات العالمية، كما تُظهر أن المنطقة قد شهدت من قبل ظروفًا بيئية قاسية، لكنها تمكنت في نهاية المطاف من استعادة نظامها البيئي البحري المزدهر.

أخبار السعوديةالمحيط الهنديجامعة الملك عبداللهقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • منال عوض: 363 مليون جنيه لتطوير منظومة المخلفات بمحافظة البحر الأحمر
  • هل تستعيد حركة الشحن في البحر الأحمر نشاطها بعد توقف حرب غزة؟
  • في رحاب البحر الأحمر.. إرادة السلام تنتصر على ضجيج السلاح
  • وزير الخارجية الأمريكي: مصر كانت مساهمًا حقيقيًا بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • حماس: مستمرون في تنفيذ اتفاق وقف الحرب ما التزم الاحتلال به
  • الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يصل إلى إسرائيل
  • وزير الخارجية الأمريكي يهنئ إسبانيا بعيدها الوطني ويشيد بالشراكة بين البلدين
  • نائب محافظ البحر الأحمر تتفقد مدارس ومشروعات خدمية برأس غارب
  • علماء من «كاوست» يقدمون دراسة تؤكد جفاف البحر الأحمر قبل 6 ملايين سنة
  • دراسة سعودية تثبت تعرض البحر الأحمر لجفاف تام قبل 6 ملايين سنة