الحوثي: الأنظمة العربية لم تجرؤ على اتخاذ موقف موحد لفرض إيصال الغذاء إلى غزة
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
الجديد برس|
أكد قائد حركة “أنصار الله”، عبدالملك بدرالدين الحوثي، اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة سخّرت إمكانياتها لدعم الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على غزة، بينما اكتفت الأنظمة العربية بالتفرج وإصدار البيانات دون أي تحرك عملي.
وأشار الحوثي، في كلمة بمناسبة ذكرى فرار المارينز الأمريكي من صنعاء، إلى أن النظام السعودي الم يتخذ حتى الإجراءات البسيطة، كإغلاق أجوائه أمام الطيران الإسرائيلي، رغم استضافته قممًا عدة بشأن القضية الفلسطينية.
ولفت إلى أن الأنظمة العربية لم تملك الجرأة لاتخاذ موقف موحد لفرض إيصال الغذاء إلى الفلسطينيين في غزة، في حين واصلت بعض الدول المطبعة خيانتها دون أي تراجع، ما يضعها في خانة التواطؤ، بينما اكتفى آخرون بالمواقف المتخاذلة.
وأوضح قائد أنصار الله أن جبهات المقاومة أثبتت أنها القوى الوحيدة المتحررة من الهيمنة الأمريكية، حيث دعمت الشعب الفلسطيني ميدانيًا، في حين انشغل بعض الإعلام العربي بمهاجمة قوى المقاومة لصالح الاحتلال.
وبشأن موقف واشنطن من تهجير الفلسطينيين، وصف الحوثي الطرح الأمريكي بأنه “فضيحة بكل ما تعنيه الكلمة”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لا ترى في غزة سوى عقار يمكن بيعه أو المساومة عليه، وهو ما يعكس استهتارها بالقوانين والمبادئ والقيم الإنسانية.
وشدد على ضرورة الثبات على الموقف العربي المعلن ضد تهجير الفلسطينيين، محذرًا من الانجرار إلى مقايضات أمريكية وإسرائيلية قد تستخدم لإضعاف القضية الفلسطينية وتحقيق مكاسب على حسابها.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
ثمن التطبيع سياسة التجويع
لم يكن التطبيع مجرد توقيع على ورقة ولم تكن المؤتمرات والابتسامات والبيانات الرسمية سوى خنجر مسموم في خاصرة فلسطين، اليوم يتضح الثمن بوضوح فادح وسياسة التجويع التي يُمارسها الاحتلال على غزة ليست فقط من فعل الصهاينة بل من صمت المطبعين الذين باعوا أنفسهم بثمن بخس .
كيف نتحدث عن سلامٍ مزعوم وأطفال غزة يموتون جوعًا بين الأنقاض كيف يمكن أن نُبرر هذا الصمت المريع ونخدع أنفسنا باسم المصالح والمفاوضات أي مصالح تُقدم على أرواح الرضع وأمعاء الأمهات الخاوية أي مبرر أخلاقي أو سياسي يُغطي على بشاعة أن تفتح أبوابك للمحتل وتُغلقها في وجه الجائعين .
التطبيع جريمة مكتملة الأركان وثمنه يُدفع من دماء وأحشاء وأعمار شعب لا يملك إلا الصبر والحجارة، اليوم نرى نتائجه بوضوح، فالاحتلال يشعر أنه مُحصن لأن خلفه عربًا لا يهددون ولا يضغطون بل يبررون ويُديرون ظهورهم ويوقعون على مذابح غزة بصمتهم .
سياسة التجويع سلاح أرخص من القنابل لكنه أشد فتكًا، يقتل ببطء، ينهك بعمق، يُحاصر الحياة ويحولها إلى جحيم وبدلًا من أن تكون الأمة في خندق غزة أصبحت غزة وحدها في وجه الجوع والطغيان والطعنات .
من يطبّع اليوم سيجد نفسه غدًا هدفًا لأن الجوع الذي صمتنا عنه لن يبقى في حدود غزة سيصل إلى كل بيت خذل فلسطين، لأن الجوع لا يرحم والمتواطئين لا يُغفر لهم في ذاكرة التاريخ.
اليوم لا مجال للحياد فإما أن تكون في صف الإنسان في صف الجائعين في صف أطفال يُصارعون الموت كل يوم بلا خبز ولا ماء وإما أن تكون في صف المحتل في صف الخذلان في صف من باعوا القضية بأوهام اتفاقيات ووعود جوفاء .
غزة تكشف الحقيقة تفضح الأقنعة تسقط الشعارات الرنانة التي طالما صدحت بها الأنظمة العربية وهي اليوم عاجزة حتى عن إصدار بيان واحد يحمل الكرامة، إن صمت الأنظمة جريمة وإن السكوت على سياسة التجويع مشاركة في المذبحة.
التطبيع ليس سلامًا إنه استسلام مطلق واختناق بطيء لفلسطين والقبول به يعني القبول بالموت البطيء لأمة بأكملها فليس الجوع في غزة صدفة وليس الحصار قدرًا بل نتيجة واضحة لمعادلة خيانة وتواطؤ وتشويه للوعي .
ما يحدث في غزة الآن هو اختبار حقيقي لكل من يدّعي الإنسانية والعدالة والعروبة، جوع غزة ليس مؤقتًا إنه رسالة دامغة بأن الكيان لا يعرف الرحمة ولا يفهم إلا منطق القوة والموقف والمواجهة .
فلتُسقط كل أوراق التوت عن تلك الأنظمة التي تُدير ظهرها لجوع غزة بينما تفرش السجاد الأحمر لمجرمي الحرب، لا تبرير ولا عذر ولا حياد أمام مشهد أمعاء خاوية وقلوب تصرخ وسماء تعج بصواريخ الاحتلال وأرض تئن من الحصار
غزة لن تسقط ما دام فيها من يقاتل بالجوع، وما دام فيها من يُشعل شمعة في قلب الظلام لكن عروشًا ستسقط يوم يُحاسب التاريخ وتُفتح دفاتر الصمت والخيانة والخذلان.