منير أديب يكتب: انعكاسات الموقف الأمريكي من تهجير الفلسطينيين على تنامي الإرهاب
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
هل هناك علاقة بين موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من تنامي جماعات العنف والتطرف في منطقة الشرق الأوسط خلال هذه الفترة؟ الإجابة بكل تأكيد، نعم، هناك تأثير سلبي لتصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة.
موقف دونالد ترمب، لا يُعبر عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية، ولا المؤسسات العميقة داخل واشنطن، صحيح هو رئيس الجمهورية ويُصيغ رؤاه في مواقف سياسية تعبر عنها واشنطن، شريطة ألا يتعارض ذلك مع المؤسسات الأمريكية سواء السياسية أو الأمنية.
تُدار السياسة في أمريكا من خلال إدارة وليس رئيس، لا يمكن لرئيس لأمريكا أن يخرج عليها أو عنها، صحيح هناك تفاوت بين مواقف الديمقراطيين والجمهوريين، ولكن يتم ذلك تحت سقف الإدارة الأمريكية، بمعني يذهب رئيس ويأتي آخر وتبقى سياسة الإدارة الأمريكية واحدة.
هناك مصالح أمريكية في منطقة الشرق الأوسط، كلها معرضة للخطر، والأخطر من ذلك أنّ دونالد ترامب يعرض أمن المنطقة العربية ومن ثما مصالح واشنطن للخطر، فكل قراراته الداعية للتهجير لا تصب في خانة السلام، وهو تحول في السياسات الأمريكية.
دونالد ترامب بمواقفه المنحازة لإسرائيل والداعية إلى تهجير الفلسطينيين يُعطي شرعيّة للخطاب غير الشرعي ولجماعات العنف والتطرف، التي ترى أنّ أمريكا هي الشيطان الأكبر ولذا تجب مواجهتها، وهو ما نتج عنه إنشاء الجبهة العالمية لقتال اليهود والصليبيين، والتي أنشأها أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، زعيما تنظيم قاعدة الجهاد في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي.
هذه الجبهة نجحت في العام 2001 في ضرب برجي التجارة العالمي ومؤسسات عسكرية، وقبل هذا التاريخ تم استهداف مؤسسات أمريكية داخل أمريكا وخارجها؛ هذه الحالة تُعيدها أمريكا بسياسات واشنطن.
وهنا نود الإشارة إلى أنّ معارضة أمريكا لا يُسمى إرهابًا، نفرق بين الإرهاب والمعارضة والصراع، فنجن لا نشجع على الإرهاب بطبيعة الحال حتى مع الخصوم السياسيين، بل ندعو إلى ردع واشنطن وإعادة تقييم رجل البيت الأبيض الأول.
أمريكا حاولت بسياساتها المنحازة لإسرائيل أن تكون رمانة الميزان، وأن تدعم جهود السلام في منطقة الشرق الأوسط، ودعم المبادرة العربية الخاصة بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ولكنها أعلنت مؤخرًا انحياز كامل لإسرائيل بلا مواربة، معتبرة أنّ تل أبيب الولاية رقم 51، حتى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي كان متفاجئًا من العروض الأمريكية السخيّة منذ عدة أيام أثناء زيارته الأولى للبيت الأبيض.
أمريكا ليس لديها أزمة في استخدام الجماعات المتطرفة من أجل تحقيق مصالحها، فاستراتيجية واشنطن مبنية على المصالح وليس الاستقرار والسلام، ولذلك جزء من مواجهة التنظيمات المتطرفة لا بد أن يكون مبنيًا على تعديل واشنطن لسياستها.
سوف يذهب دونالد ترامب بلا رجعة بعد 4 سنوات، وقبله سوف يذهب نتنياهو، وسوف تبقى فلسطين الأرض، وسوف يبقى العرب يحملون هم قضيتهم؛ ولا حلول لأزمة الشرق الأوسط إلا بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف.
علينا جميعًا أن ندرك أنّ ما قاله ترامب مجرد تصريحات، فالرجل ليس لديه مشروع، والأدل على ذلك أنه تراجع عن بعض تصريحاته، والتي تصطدم بالمصلحة العامة للشعب الأمريكي ومؤسساته.
ومن المهم مواجهة دونالد ترامب بالدبلوماسية الخشنة، والمواجهة العسكرية إذا لزم الأمر، ضغوط ترامب قد تواجهها ضغوط عربية وموقف موحد؛ فلن تُباع فلسطين مرتين، الأولى من قبل الإنجليز والأخرى من قبل الأمريكان.
اختصار القول، إنّ الشرق الأوسط مهيأ لفوضى تخلقها واشنطن بسياساتها وترامب وفريقة السياسي، وكلها تصب في خانة الحرب والصراعات وجماعات العنف والتطرف، وهذا ما يجب أن ننتبه إليه، ولا بد وأن تُحاسب واشنطن عليه.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الموقف العربي قمة الرياض غزة دونالد ترامب مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي الملك عبد الله بن الحسين الأردن دونالد ترامب الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
مصر خارج قائمة الحظر الأمريكي.. إشادة بثقة واشنطن رغم حادث كولورادو المثير للجدل
في وقت تتصاعد فيه التوترات الأمنية حول العالم، ويُعاد النظر في سياسات الهجرة والسفر في الولايات المتحدة، جاء موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم شمول المصريين في قرار حظر السفر بمثابة رسالة واضحة ان مصر ما زالت دولة موثوقة في نظر واشنطن، رغم وقوع حادث فردي مثير للجدل من مواطن مصري على الأراضي الأمريكية.
قرار ترامب يُظهر تمييزًا بين الدولة ككيان مسؤول وبين تصرفات فردية لا تعبر عن شعب بأكمله، وهو ما يعكس احترامًا للعلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن.
خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، أوضح ترامب أنه لم يشمل مصر في قائمة الدول المحظورة "لأنها دولة نتعامل معها عن قرب، والأمور لديهم تحت السيطرة"، في إشارة إلى التعاون الأمني الوثيق بين البلدين، وتنسيق الأجهزة المعنية في ملفات مكافحة الإرهاب.
ورغم أن قرار الحظر شمل 12 دولة بشكل كامل و7 دول أخرى بشكل جزئي، بقيت مصر خارج القائمة، وهو أمر ذو دلالة عميقة في هذا التوقيت، خاصة مع الحساسية المتزايدة في ملف الأمن والهجرة.
حادث كولورادو.. مصري متهم في هجوم عنيفبالتوازي مع هذا القرار، هزت الأوساط الأمريكية أنباء هجوم نفذه المواطن المصري محمد صبري سليمان، الذي ألقى زجاجات مولوتوف على مشاركين في مسيرة مؤيدة للإسرائيليين في مدينة بولدر بولاية كولورادو.
سليمان، الذي يواجه تهمًا فدرالية بارتكاب جرائم كراهية ومحاولة القتل، أثار جدلًا واسعًا، خصوصًا بعد إعلان البيت الأبيض نية ترحيل عائلته فورًا، وهم زوجته وأطفاله الخمسة.
لكن سرعان ما تدخل القضاء، وأصدر القاضي الفيدرالي جوردون غالاغر قرارًا بوقف إجراءات ترحيل الأسرة، في خطوة تعكس حرص المؤسسة القضائية الأمريكية على الفصل بين المتهم وأفراد عائلته الذين لم توجه لهم أي تهم.
البيت الأبيض ووزيرة الأمن.. لهجة حادة وتحقيقات مستمرةالبيت الأبيض، عبر منصة "إكس"، وصف سليمان بـ"المقيم غير الشرعي"، وأكد أن زوجته وأطفاله محتجزون لدى سلطات الهجرة استعدادًا لترحيلهم.
من جهتها، صرّحت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم بأن التحقيقات جارية لمعرفة مدى علم العائلة أو دعمها للهجوم، مما يعني أن القضية ما زالت قيد البحث، مع احتمالية أن تتغير المواقف الرسمية لاحقًا بناءً على نتائج التحقيقات.
رغم خطورة ما قام به سليمان، فإن واشنطن، ممثلة في تصريحات ترامب، حرصت على التأكيد أن ما حدث لا يمس الدولة المصرية أو شعبها، بل هو تصرف فردي يندرج ضمن فئة الاستثناءات.
هذا الموقف يعزز صورة مصر دوليًا، ويؤكد قدرتها في الحفاظ على الأمن الداخلي والتعاون الخارجي، وهو ما يُعد مكسبًا دبلوماسيًا في ظل عالم سريع التغيير.
في ظل أزمات متعددة تمر بها المنطقة والعالم، اختارت واشنطن أن تضع ثقتها في مصر، وتفصل بين السياسة والمواقف الفردية.
ورغم أن المواطن المصري محمد صبري سليمان يقبع الآن في مواجهة قضايا جنائية كبرى، فإن قرار ترامب بعدم شمول مصر في قائمة الحظر ليس مجرد قرار سياسي، بل رسالة سياسية تعكس عمق التعاون القائم بين البلدين، وتُبرز قدرة القاهرة على الحفاظ على استقرارها الداخلي وإدارة علاقاتها الدولية بعقلانية.