تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

هل هناك علاقة بين موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من تنامي جماعات العنف والتطرف في منطقة الشرق الأوسط خلال هذه الفترة؟ الإجابة بكل تأكيد، نعم، هناك تأثير سلبي لتصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة.

موقف دونالد ترمب، لا يُعبر عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية، ولا المؤسسات العميقة داخل واشنطن، صحيح هو رئيس الجمهورية ويُصيغ رؤاه في مواقف سياسية تعبر عنها واشنطن، شريطة ألا يتعارض ذلك مع المؤسسات الأمريكية سواء السياسية أو الأمنية.

تُدار السياسة في أمريكا من خلال إدارة وليس رئيس، لا يمكن لرئيس لأمريكا أن يخرج عليها أو عنها، صحيح هناك تفاوت بين مواقف الديمقراطيين والجمهوريين، ولكن يتم ذلك تحت سقف الإدارة الأمريكية، بمعني يذهب رئيس ويأتي آخر وتبقى سياسة الإدارة الأمريكية واحدة.

هناك مصالح أمريكية في منطقة الشرق الأوسط، كلها معرضة للخطر، والأخطر من ذلك أنّ دونالد ترامب يعرض أمن المنطقة العربية ومن ثما مصالح واشنطن للخطر، فكل قراراته الداعية للتهجير لا تصب في خانة السلام، وهو تحول في السياسات الأمريكية.

دونالد ترامب بمواقفه المنحازة لإسرائيل والداعية إلى تهجير الفلسطينيين يُعطي شرعيّة للخطاب غير الشرعي ولجماعات العنف والتطرف، التي ترى أنّ أمريكا هي الشيطان الأكبر ولذا تجب مواجهتها، وهو ما نتج عنه إنشاء الجبهة العالمية لقتال اليهود والصليبيين، والتي أنشأها أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، زعيما تنظيم قاعدة الجهاد في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي.

هذه الجبهة نجحت في العام 2001 في ضرب برجي التجارة العالمي ومؤسسات عسكرية، وقبل هذا التاريخ تم استهداف مؤسسات أمريكية داخل أمريكا وخارجها؛ هذه الحالة تُعيدها أمريكا بسياسات واشنطن.

وهنا نود الإشارة إلى أنّ معارضة أمريكا لا يُسمى إرهابًا، نفرق بين الإرهاب والمعارضة والصراع، فنجن لا نشجع على الإرهاب بطبيعة الحال حتى مع الخصوم السياسيين، بل ندعو إلى ردع واشنطن وإعادة تقييم رجل البيت الأبيض الأول.

أمريكا حاولت بسياساتها المنحازة لإسرائيل أن تكون رمانة الميزان، وأن تدعم جهود السلام في منطقة الشرق الأوسط، ودعم المبادرة العربية الخاصة بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ولكنها أعلنت مؤخرًا انحياز كامل لإسرائيل بلا مواربة، معتبرة أنّ تل أبيب الولاية رقم 51، حتى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي كان متفاجئًا من العروض الأمريكية السخيّة منذ عدة أيام أثناء زيارته الأولى للبيت الأبيض.

أمريكا ليس لديها أزمة في استخدام الجماعات المتطرفة من أجل تحقيق مصالحها، فاستراتيجية واشنطن مبنية على المصالح وليس الاستقرار والسلام، ولذلك جزء من مواجهة التنظيمات المتطرفة لا بد أن يكون مبنيًا على تعديل واشنطن لسياستها.

سوف يذهب دونالد ترامب بلا رجعة بعد 4 سنوات، وقبله سوف يذهب نتنياهو، وسوف تبقى فلسطين الأرض، وسوف يبقى العرب يحملون هم قضيتهم؛ ولا حلول لأزمة الشرق الأوسط إلا بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف.

علينا جميعًا أن ندرك أنّ ما قاله ترامب مجرد تصريحات، فالرجل ليس لديه مشروع، والأدل على ذلك أنه تراجع عن بعض تصريحاته، والتي تصطدم بالمصلحة العامة للشعب الأمريكي ومؤسساته.

ومن المهم مواجهة دونالد ترامب بالدبلوماسية الخشنة، والمواجهة العسكرية إذا لزم الأمر، ضغوط ترامب قد تواجهها ضغوط عربية وموقف موحد؛ فلن تُباع فلسطين مرتين، الأولى من قبل الإنجليز والأخرى من قبل الأمريكان.

اختصار القول، إنّ الشرق الأوسط مهيأ لفوضى تخلقها واشنطن بسياساتها وترامب وفريقة السياسي، وكلها تصب في خانة الحرب والصراعات وجماعات العنف والتطرف، وهذا ما يجب أن ننتبه إليه، ولا بد وأن تُحاسب واشنطن عليه.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الموقف العربي قمة الرياض غزة دونالد ترامب مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي الملك عبد الله بن الحسين الأردن دونالد ترامب الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

عماد الدين حسين: مصر تقف سدا منيعا ضد مخطط تهجير الفلسطينيين

أكد الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة "الشروق" المصرية، أن الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية راسخ وثابت، مشددًا على أن القاهرة ترفض تمامًا أي محاولات للتهجير أو تصفية الحقوق الفلسطينية، وأنها تتحرك بدافع قومي وأمني لا يقبل التهاون.

تقرير: نتنياهو يدرس ضم أراض في غزة حال فشلت مفاوضات وقف إطلاق الناروزير الخارجية: صمت العالم أمام الجرائم في غزة تجسيدا مؤلمًا لفشل النظام الدولي4000 طن خلال 3 أيام .. استمرار تدفق المساعدات المصرية إلى غزةوزير دفاع إسرائيل: حماس لن تحدد مستقبل غزة.. وجيشنا سيبقى داخل القطاع

ونوه في مداخلة له على شاشة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن الرسائل التي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك تصريحات وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، تأتي في توقيت بالغ الأهمية، وتؤكد مجددًا أن مصر لن تسمح بتصفية القضية أو العبث بها.

وأوضح حسين أن "المصلحة القومية لمصر تقتضي بقاء الشعب الفلسطيني في أرضه"، مؤكدًا أن زعزعة الاستقرار في غزة أو الضفة الغربية يمثل خطرًا مباشرًا على الأمن القومي المصري، بعيدًا حتى عن البعد القومي أو العروبي.

وأضاف: "لا يمكن لأي طرف عاقل أن يتصور أن مصر قد تفرّط في حقوق الشعب الفلسطيني، أو تتغاضى عن مخطط تهجير بات واضح المعالم، مصر وقفت سدًا منيعًا أمام هذا المخطط منذ لحظاته الأولى".

وعن مدى تأثير الرسائل المصرية والعربية على صانع القرار الأمريكي، قال حسين: "الرئيس السيسي كان واضحًا ومباشرًا في حديثه إلى الرئيس الأمريكي، ودعاه إلى وقف الحرب، لأنه يدرك أن الطرف الوحيد القادر على كبح جماح إسرائيل هو الولايات المتحدة".

وتابع: "لكن، للأسف، واشنطن ليست فقط منحازة، بل شريكة بشكل مباشر في هذه الحرب، أمريكا تمد إسرائيل بالسلاح والمال والدعم السياسي، بل سحبت من مخزونها الاستراتيجي لصالح تل أبيب، وأصبحت تتعامل معها كما لو كانت الولاية رقم 52".

طباعة شارك مصر فلسطين غزة قطاع غزة الاحتلال

مقالات مشابهة

  • عماد الدين حسين: مصر تقف سدا منيعا ضد مخطط تهجير الفلسطينيين
  • السودان.. استقرار في سعر الدولار الأمريكي مع تنامي الطلب وقلة المعروض
  • هدنة جديدة تلوح في الأفق.. واشنطن وبكين تقتربان من صفقة تجارية كبرى
  • كاتب أمريكي يرصد أوجه الخلاف بين واشنطن وتل أبيب حول الملف السوري
  • أحزاب تشيد بكلمة الرئيس السيسي عن الأوضاع في غزة.. ويؤكدون: تعكس الموقف المصري الرافض أي مخططات تستهدف تهجير الفلسطينيين أو تصفية القضية
  • ترامب: نريد وقف إطلاق النار في غزة ونتطلع إلى إطعام الناس هناك
  • عاجل. واشنطن وتل أبيب تقاطعان المؤتمر الأممي الخاص بفلسطين والخارجية الأمريكية تقول إنه هدية لحماس (وكالة)
  • هل قُتل شيمون بيريز في غزة؟
  • ترامب: لا أعتقد أن هناك مجاعة في غزة والأمر ربما يتعلق بسوء تغذية
  • «ويتكوف»: اتفاقيات أبراهام مرشحة للتوسع.. و10 دول قد تنضم هذا العام