مفاضلة «ترامب» بين الفضاء وغزة!!
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
ها هو ترامب يؤكد أن كل الشعارات التي استعملها الاستعمار الأوروبي الأمريكي ومنذ الحرب العالمية الثانية عن الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل وغيرها -كلها- شعارات كاذبة ومخادعة لتبقي على الاستعمار بل وتجدد وتعيد هذا الاستعمار..
هكذا وبكل وقاحة وصلف يتحدث ترامب باسم أمريكا عن تهجير الشعب الفلسطيني من غزة بل ويؤكد أن أمريكا ستتولى غزة وتحولها إلى مناطق للشاليهات ونحو ذلك.
هذا الاستعمار الذي تتبناه أمريكا «ترامب» هو امتداد و تجديد للاستعمار الغربي ولا يفرق عنه إلا في قدرات الفتك والقتل و الدمار و التدمير..
طبيعي في منطقتنا أن نركز على التواطؤ و الخذلان وحتى التآمر من الأنظمة العربية وربطاً بذلك خذلان الدول الإسلامية..
و التركيز على هذه المحورية لا يجعلنا نهتم بصورة وجوهر أمريكا و ليس بما يلمع بها واجهتها من شعارات كاذبة مخادعة..
لنا افتراض أن فلسطين في هذا العالم ليست دولة عربية ولا إسلامية فإنه لا أحد يتوقع أو يتصور هذا الطرح الأمريكي «الترامبي» وفي القرن الواحد والعشرين، لأن الشائع في العالم هو أن الاستعمار ولى وانتهى و إلى غير رجعة..
أمريكا تؤكد للعالم وليس فقط للشعب الفلسطيني بأن الاستعمار ظل يمارس الاستعمال و هذا التفعيل هو ما كان يتطلب المخادعة في مجمل وواجهة الاستعمال و هو الأشنع من الاستعمار.. ولهذا فأمريكا حين تريد وحين تضطر تعود إلى أفعال و تفعيل الاستعمار المباشر بإجرام أكبر وبدمار أوسع و أشمل..
ومن الواضح أن ترامب يتعامل مع الأنظمة العربية ـ بعضها وربما معظمها ـ باستعلاء وغطرسة استعمار لا تراعي سيادة ولا استقلالية وإن شكلياً.. ولذلك فمجمل تصرفات وقرارات المعتوه ترامب أكدت أن أمريكا استعمارية وأبشع من أي استعمار في التاريخ البشري..
ولهذا فإن طوفان الأقصى وحرب الإبادة الجماعية على غزة لم تعر فقط الكيان الصهيوني أمام العالم بل عرت أمريكا بنفس القدر..
ربما الفرق أو الفارق الأهم تاريخياً هو أن كل العالم بات معيناً بمواجهة الاستعمار الأمريكي و بما يحدث في التاريخ..
لم يعد الشعب الفلسطيني ولا الأنظمة العربية والإسلامية بكل ما في واقعها هي المعنية فقط بل العالم لأن تحقيق ما تريد أمريكا ترامب هو بمثابة هزيمة وانهزام لكل العالم..
الشعب الفلسطيني حتى لو لم يناصره وينتصر له العالم- بما في ذلك العربي الإسلامي- فإنه سيظل المتمسك المتثبت المتجذر في أرضه يقاوم ويقاتل حتى لو أُفني، وبالتالي فإنه على ترامب أن لا يظل يهدد الدول التي يريدها أن تستقبل المهجرين الفلسطينيين و ليدفع بجيشه وأحدث و أفتك الأسلحة لديه إلى غزة..
نحن نراهن فقط على أن الشعب الفلسطيني ذاته لم ولن يقبل التهجير لأنه بات يرى الموت وحتى الفناء هو الأشرف له وهو الأفضلية من تقبل تهجير جديد، ويفترض أن أمريكا وترامب قد فهما واستوعبا هذا من كل ما جرى تجاه غزة حتى الآن..
إذا بات ترامب يسير في هذه القرارات الجنونية والتصريحات المجنونة لترهيب وإرهاب العالم فهو مخطئ لأن العالم لم يعد يتحمّل هيمنة الغرب لأكثر من 500 سنة..
بغض النظر عن الموقف العالمي في حرب جديدة على غزة كما أعلن «ترامب» فالعالم بات في ضرورة حيوية وجودية لمواجهة أمريكا لأنها هي التي كانت و باتت الاستعمار الغربي وليست فقط مجرد امتداد..
لقد هدد ترامب بردع روسيا والصين من خلال حرب فضاء ولعل ذلك أفضل لتجنب الأرض شر وإجرام أمريكا حتى يتم الحسم في الفضاء، لكنه سرعان ما عاد لحروب الأرض ويهدد بحرب على غزة لنقول له شن حربك على غزة كما تريد ولا تحتاج تهديد مصر والأردن أو غيرهما لأننا ببساطة تشبعنا و مللنا وسئمنا أقوال و تصريحات ترامب ونريد أفعالاً في حرب فضاء أو حتى حرب غزة إن كنت تراها الأسهل لك!!.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
حماس تكشفهم
تسجل حركة حماس أهدافا استخباراتية كل يوم في شباك الـ"سى آي إيه" والموساد وعلى الرغم من هذا الفارق المذهل في القدرات التقنية والبشرية إلا أن ضربات حماس تصيب أقوى دولة في العالم وأقوى دولة إقليمية في المنطقة بالذهول والجنون وكان آخر هذه الضربات هو مواجهة أمريكا باتفاقها مع إسرائيل لخداع الحركة باستلام الرهائن والغدر بها وبقادتها حيث كشف مصدر أمني لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن انهيار المفاوضات جاء بعد حصول حماس على وثيقة تتضمن خطة إسرائيلية باغتيال قادة الحركة بالداخل والخارج وعرضها على واشنطن. وأعلنت الإدارة الأمريكية الانسحاب من المفاوضات لانكشاف التنسيق والموافقة الأمريكية على خطة الاغتيالات وهو ما دفع الرئيس الأمريكي ترامب للإدلاء بتصريحه الذي أذهل العالم عندما قال إن حماس تعرقل المفاوضات لأنها تعلم ما سيحدث لها بعد تسليم الأسرى وقال ترامب سنقضى عليها وعلى قادتها وتخليص العالم من الإرهاب بعد تسلمنا الأسرى مباشرة وأضاف أن حماس اختارت طريق الدم ولن يكون لها مكان في مستقبل المنطقة واعتبر المراقبون أن هذا هو السبب الحقيقي لانهيار المفاوضات وانسحاب أمريكا وتصريح ترامب الذي يتعارض مع حديث ايجابى سابق له عن حماس وتعاونها في المفاوضات.
فيما قالت مصادر دبلوماسية لـ "CNN" إن التوتر تفجر بعد رفض اسرائيل التوصل إلى أي اتفاق يضمن بقاء حماس كقوة سياسية وعسكرية وقال موقع "أكسيوس" الأمريكي نقلا عن مسئولين أن الانسحاب يأتي تماشيًا مع استراتيجية ترامب الجديدة لـ"خنق حماس عسكريًا قبل الانتخابات الأمريكية".
وفى نفس الاتجاه قال خبير الشؤون الإسرائيلية في معهد واشنطن مايكل أورين إن ترامب يرسل رسالة لناخبيه اليهود واليمين المسيحي: إنه أكثر صلابة من بايدن في دعم إسرائيل "وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن التصريح يُذكّر بتهديدات ترامب 2017 ضد كوريا الشمالية باستخدام لغة الإبادة المباشرة" وبعد انهيار المفاوضات يتوقع المراقبون قيام إسرائيل بشنّ عملية برية شاملة في رفح بهدف القضاء على معاقل المقاومة وتحقيق ما يسمى بالنصر الشامل وتنفيذ خطة موازية تتضمن اغتيالات لقادة حماس وضربات جوية مكثّفة.
ويبقى أن الانسحاب الأمريكي كان مُخطّطا له مسبقًا لخدمة أجندة ترامب الانتخابية وبينما كانت اسرائيل تستكمل خططها العسكرية والاستخبارية مع واشنطن كانت لعبة الخداع مستمرة في الدوحة.