رحلة إلى دار الحق.. قصة مؤثرة لوفاة أستاذ طب العظام بجامعة الأزهر
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
استيقظت مدينة بني سويف، أمس الثلاثاء، على خبر صادم هزّ القلوب وأدمع العيون.. الدكتور محمد يحيى، أستاذ طب العظام بجامعة الأزهر، غادر الحياة فجأة، بعد ساعات قليلة فقط من كتابة منشور على صفحته الشخصية في "فيسبوك"، يتحدث فيه عن رؤيا غريبة جمعته بصديق عمره الراحل، الدكتور علاء إبراهيم.
كان منشوره مليئًا بالمشاعر، وكأنه يودّع الدنيا قبل أن يفارقها.
كتب بتلقائية صادقة عن حلم رآه منذ أشهر، لكنه ظل محفورًا في ذاكرته بكل تفاصيله.
في تلك الرؤيا، وجد نفسه يسير مع صديقه الراحل تحت الأرض، ممسكًا بذراعه، لا يعلم كيف وصلا إلى هناك، ولكن المشهد لم يكن مخيفًا، بل كان أشبه برحلة روحية غامضة.
فجأة، صادفهما مجموعة من الناس، وحين رأوهم سألوه باندهاش: “كنتم فين يا جدعان؟ ده النبي، عليه الصلاة والسلام، كان هنا من شوية ووزّع علينا كبايات مياه نشربها!”
ارتبك الدكتور محمد عندما رأى صديقه علاء متأثرًا بكلامهم، لكنه بادره بابتسامة مطمئنة وقال: "ولا يهمك، تعالى نروح هناك.. ربنا سبحانه وتعالى بيوزع ميه.. نروح نشرب منه." واستشهد بآية كريمة: "وسقاهم ربهم شرابًا طهورًا."
لم يكن يعلم وهو يكتب كلماته هذه أن القدر كان يُعدّ له لقاءً قريبًا مع رفيقه. كلماته الأخيرة حملت إحساسًا غامضًا، وكأنه يودّع الجميع، بل ويعلن بشفافية مؤثرة: "علاء سبقني إلى دار الحق، وأنا إن شاء الله بهم لاحقون."
بعد ساعات قليلة، رحل الدكتور محمد يحيى، تاركًا خلفه صدمة كبيرة بين أصدقائه وزملائه وطلابه. وسائل التواصل الاجتماعي امتلأت بنعيه، والقلوب امتلأت بالحزن، لكن يبقى منشوره الأخير شاهدًا على لحظة نادرة من الإحساس بقرب اللقاء مع الله، وكأنها رسالة أخيرة تركها للعالم قبل أن يودّعه.
رحل الدكتور محمد، لكنه ترك وراءه قصة ستظل تُروى، ليست فقط عن الموت، ولكن عن الرحلة التي تسبق الرحيل، عن الأحلام التي قد تكون رسائل، وعن قلوب صافية تشعر بقرب لقاء الرحمن قبل أن يحين موعدها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مدينة بني سويف الدكتور محمد يحيى المزيد الدکتور محمد
إقرأ أيضاً:
"براح".. أمسية تعريفية تحتفي بالإبداع بكلية الآداب بجامعة السلطان قابوس
مسقط- الرؤية
نظّمت جماعة كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس أمسية تعريفية بعنوان "براح" في قاعة المؤتمرات، وسط حضور واسع من الطلبة والمهتمين بالشأن الثقافي والأدبي وعدد من الإعلاميين والشخصيات البارزة.
استُهل البرنامج بتلاوة قرآنية، أعقبها تقديم تمهيدي عرّف بالأمسية وأهدافها، لتتوالى بعدها الفقرات بعروض مرئية متنوّعة، من بينها: "رحلة نجاح" التي استضافت سيف الفوري مستعرضًا مسيرته من مقاعد الجامعة إلى العمل الإعلامي، و"رحلة في جماعة الآداب" التي قدّمت بانوراما عن أبرز الفعاليات الطلابية، إلى جانب مقاطع وثّقت إنجازات الجماعة في الأعوام الماضية.
وفي كلمته الترحيبية، أكد رئيس الجماعة المجاهد الجهوري على أهمية الأمسية في تعريف الطلبة الجدد بفضاءات الإبداع والعمل الثقافي، مشيرًا إلى أن الجماعة تمثل منصة لاحتضان المواهب وصقل الطاقات الطلابية بما يعزز روح الانتماء والمبادرة، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن "مهرجان الآداب" في نسخته الثانية سيكون الفعالية الرئيسية لهذا العام، بما يحمله من برامج تثري المشهد الثقافي الجامعي وتفتح آفاقًا أوسع أمام الطلبة.
كما استضافت الأمسية الشاعرة والمهندسة عائشة السيفي ضمن فقرة "حديث ملهم"، حيث شاركت الحضور تجربتها الأدبية والمهنية، وقدّمت باقة من قصائدها التي لامست قضايا الهوية والوجود والمرأة، وسط تفاعل لافت من الجمهور.
وشهدت الأمسية تفاعلاً مميزًا من الرعاة الذين أضفوا حضورًا خاصًا على الحدث، حيث قدّم الراعي الرسمي "شركة المها لتسويق المنتجات النفطية" جوائز للحضور، وأقام ركنًا أمام القاعة للتعريف ببرنامج "المها بلس" وبطاقة الدعم الموجهة للطلبة، فيما ساهم محل تمصيرة بتقديم هدايا للجمهور، إلى جانب مشاركات أخرى من "شيشة المها" و"فروز"، ما أضفى أجواء من الحماس والألفة بين الحضور.
وعن الأمسية، أوضح مسؤول الأمسية فيصل السلماني أن "الأمسية جاءت بطابع مختلف عن السنوات السابقة، ركزت على رحلة الطالب الجامعي ودور الجماعات الطلابية في بناء شخصيته وصقل مهاراته"، مضيفًا أن "الجهود المبذولة من الطلبة رغم التحديات أثمرت عملاً سيبقى حاضرًا في ذاكرة كل من شارك فيه".
وفي ختام الأمسية، جرى تكريم ضيوف البرنامج من قبل الدكتور فيصل السعيدي، مساعد العميد لخدمة المجتمع والتدريب، ورئيس الجماعة المجاهد الجهوري، تقديرًا لمشاركاتهم وإسهامهم في إنجاح الفعالية.