وطرح برنامج "موازين" في حلقته بتاريخ (2025/2/12) أسئلة تتمحور بشأن ما إذا كان الإسلام في صدام مع الحداثة، ومدى قدرة الإسلام على تقبّل الحداثة في صورتها الغربية ومواءمتها مع قيم الإسلام.

وتساءلت الحلقة عن إمكانية نهوض المسلمين بعيدا عن مسار التحديث الغربي وقيمه، إلى جانب مستقبل مشاريع أسلمة الحداثة وتحديث الإسلام.

وتاريخيا، تباينت المواقف الإسلامية من الحداثة الغربية بين 3 مواقف، فالأول موقف رافض للحداثة باعتبارها منتجا غربيا لا يمكن للمسلمين الأخذ به وتبنيه، مقابل تيار سمي تيار التغريب، والذي تبنى الحداثة الغربية بكل ما فيها وسعى إلى تطبيقها بحذافيرها.

وبين هذا وذاك ظهر تيار الحداثة الإسلامية الذي عمل منظروه على نقد الحداثة الغربية من جانب والاحتفاء بها من جوانب أخرى، واقتراح مشاريع بديلة للنهضة.

الحداثة بين الغرب والإسلام

ويؤكد أستاذ الأديان والحضارة في جامعة قطر بدران بن الحسن أن الحداثة من أعقد الموضوعات وأكثرها إثارة للجدل، وتعبر عن مسيرة المجتمعات الغربية وتغطي مختلف جوانب الحياة.

وأكد ابن الحسن لـ"موازين" أن الحداثة في مجتمعاتنا هي نوع من المحاكاة الغربية، مما يؤدي إلى مزيد من التعقيد في هذا المجال، مشيرا إلى أنها نوع من القطيعة مع مرحلة سابقة وإنشاء رؤية جديدة تشمل تصوراتنا للإنسان ووظيفته ومكان الدين ودور العلم وغيرها.

إعلان

ووفق ابن الحسن، فإن الحداثة هي نص مفتوح قابل للتأويل حتى بين الفلاسفة الغربيين، في حين تعتبر عربيا وإسلاميا مستوردة وجاءت مع صدمة الاستعمار الحديث والتحولات التي حدثت بالعالم الإسلامي بناء على ضغوطات الغرب.

وتطرّق أستاذ الأديان والحضارة في جامعة قطر إلى الفرق بين مفهومي الحداثة وما بعد الحداثة وأسباب نشأتها، وقال إن ظهورها جاء بعيدا عن الدين المسيحي، لكنه استدرك بالقول إنها اختزلت الإنسان في بعد مادي ولم تأخذ البعد المعنوي.

وشدد على ضرورة التساؤل في المجتمعات العربية والإسلامية عما إذا كنا ملزمين بتوطين الحداثة وجعلها منسجمة مع ثقافتنا، أم نحن بحاجة إلى خلق حداثة خاصة بنا تستجيب لمشاكلنا المعرفية والمنهجية السلوكية.

أسباب رفض الحداثة

وبشأن أسباب رفض نسبة وازنة من المفكرين العرب مشروع الحداثة الغربي، يرى عباس شريفة -وهو باحث في مركز مشارق ومغارب للدراسات -أن البعض لا يرى في الحداثة مجرد ثقافة، بل هي نموذج يفسر الكون تفسيرا ماديا لا يعترف بالجانب الروحي لجوهر الإنسان وتطلعاته الوجدانية وأسئلته الوجودية.

وحسب شريفة، فإن بعض المفكرين ينظرون إلى الحداثة على أنها فلسفة مادية بحتة تمهد للإلحاد وتصور الدين تصورا علمانيا، إضافة إلى أن كثيرا من علماء المسلمين يرون أن أفكار الحداثة جاءت في سياق تاريخي عندما كانت البلاد العربية تتعرض لاحتلال واستعمار غربي.

وهناك من يرى أنه توجد في تراثنا وأصالتنا وجذورنا "حلول لمشاكلنا السياسية والاجتماعية والثقافية من دون الاستيراد من الآخر"، وفق شريفة.

تحديث الإسلام

بدوره، يؤكد لؤي صافي أستاذ السياسة والفكر الإسلامي في جامعة حمد بن خليفة أن هناك تعارضا حقيقيا قائما بين الإسلام والحداثة ولكنه ليس تعارضا كاملا، مشيرا إلى أنها علاقة جدلية بسبب تعارض بعض قيم الحداثة مع الإسلام.

ووفق صافي، فإن الاستعمار الغربي في العالم العربي هو المشكلة الأساسية في ظل وجود تناقض بين الثقافة الإسلامية والقيم الغربية، متبنيا الرأي القائم على ضرورة بناء الحداثة على قيمنا العربية والإسلامية بشكل خاص.

إعلان

وفي رده على المطالبة بـ"تحديث الإسلام"، أكد صافي أن هذا الطرح ينم عن جهل "فالحداثة بمعناها الحقيقي تعني بناء المجتمع"، وبالتالي فإن الإسلام هو أساس التغيير الحضاري الحقيقي "ولذلك يجب أن يبدأ المجتمع العربي والإسلامي من هنا".

12/2/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

تعلن محكمة الرجم الابتدائية م/المحويت أن على المدعى عليه/ صدام محمد الشاكري الحضور الى المحكمة

تعلن محكمة الرجم الابتدائية م/المحويت أن على المدعى عليه/ صدام محمد الشاكري الحضور الى المحكمة

مقالات مشابهة

  • أوقاف الغربية تبحث بناء الوعي الديني والوطني لدى الشباب
  • تعلن محكمة بعدان الابتدائية ان على المدعى عليه صدام احمد الحضور إلى المحكمة
  • السوداني يعلن إنشاء متحف بالشعبة الخامسة في بغداد بأدوات التعذيب لنظام صدام
  • البحوث الإسلامية: إصلاح ذات البين عبادة تتفوق على الصيام والصدقة
  • تعلن محكمة بعدان الابتدائية بأن على المدعى عليه/ صدام الزراف الحضور امام المحكمة
  • أيهما ستختار .. 3 Nothing Phone أم هاتف iQOO 13 ولماذا؟
  • ماذا حدث في المفاوضات؟ ولماذا انقلبت “إسرائيل”؟
  • أحمد الأشعل يكتب: لماذا مصر؟ ولماذا الآن؟
  • تعلن محكمة الرجم الابتدائية م/المحويت أن على المدعى عليه/ صدام محمد الشاكري الحضور الى المحكمة
  • دينا أبو الخير: الاستئذان بين الأزواج أمر شرعي وواجب في الإسلام