العبودية والتعويض عن الاستعمار.. أجندات بارزة في قمة الاتحاد الأفريقي
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
يناقش الرؤساء في قمة الاتحاد الأفريقي التي ستعقد في أديس أبابا يومي 15-16 فبراير/شباط الجاري ملفات تتعلق بالعبودية والاستعمار والأخطاء التاريخية التي اقترفتها القوى الاستعمارية في القارة السمراء طيلة عقود من الزمن.
ويهدف القادة الأفارقة إلى توحيد الجهود للمطالبة بتعويضات عن الحقبة الاستعمارية ومناقشة جرائم الاستعباد والتمييز العنصري، والعبث بالمخزون التراثي والثقافي للقارة.
وتأتي هذه القمة بالتزامن مع ارتفاع الأصوات في عديد من الدول بضرورة الاعتراف بالأخطاء التاريخية والعمل على إصلاحها من قِبَل الدول الاستعمارية.
كما تتزامن القمة مع المطالبة بالتعويض عن الانتهاكات والعمل على كتابة التاريخ وتحقيق السيادة عبر الاستقلال في اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية.
دفع التعويضاتووفقا لبيان صادر من مديرية الاتصال في الاتحاد الأفريقي فإن القمة ستفتح تحت شعار "جبهة موحدة للنهوض بالعدالة ودفع التعويضات".
وأشار البيان إلى أن دفع التعويضات يمكن أن يسهم في معالجة المظالم التي واجهتها الشعوب الأفريقية طيلة القرون الماضية.
وأكد الاتحاد الأفريقي أن العدالة التعويضية يمكن أن تتحقق عبر العمل على العديد من المسائل المهمة مثل: التعويضات المالية، والاعتراف التاريخي، واستعادة الأراضي، والمساءلة الدولية، وكذا إصلاح السياسات واستعادة القطع الأثرية الثقافية المنهوبة.
إعلانوقال رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في الاتحاد الأفريقي ويليام كارو إن مسألة المطالبة بالتعويض تتجاوز التعويضات المالية إلى الاعتراف للأجيال المقبلة بما يمكّنها من أن تعيش مستقبلا أكثر إشراقا.
وسبق للاتحاد الأفريقي أن انضم لمجموعة البحر الكاريبي عام 2023 للمطالبة بتشكيل محكمة خاصة بجرائم الاستعباد في حقبة الاستعمار، ومناقشة الشكل التي ستكون عليه التعويضات.
وقال المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة إن مناقشة التعويض ينبغي أن يواكب بمعالجة الإرث الاستعماري وقضايا العبودية، والتفاوت بين أفريقيا والدول الغربية الغنية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الاتحاد الأفریقی
إقرأ أيضاً:
في مبادرة تاريخية: بنين تمنح الجنسية لأحفاد ضحايا العبودية والمغنية سيارا بين أوائل الحاصلين عليها
في خطوة استثنائية، أصبحت المغنية الأمريكية سيارا من أوائل الشخصيات العامة التي حصلت على الجنسية في بنين، بموجب قانون جديد يمنح هذا الحق لأحفاد ضحايا تجارة الرقيق المأساوية. اعلان
حصلت سيارا، الفائزة بجائزة غرامي، على الجنسية خلال مراسم احتفالية أُقيمت يوم السبت في مدينة كوتونو، ضمن مبادرة وطنية تسعى من خلالها بنين إلى ترميم جراح الذاكرة، وجذب أبناء الشتات الإفريقي، وتعزيز السياحة في المواقع المرتبطة بتاريخ العبودية.
وفي هذا السياق، قال وزير العدل، إيفون ديشينو: "من خلال الاعتراف القانوني بأبناء إفريقيا هؤلاء، تضمد بنين جرحًا تاريخيًا. إنه فعل من العدالة، ولكنه أيضًا فعل انتماء وأمل".
تشريع يعيد الوصل بين القارة وأبنائهافي أيلول/ سبتمبر الماضي، أقرت حكومة بنين قانونًا يمنح الجنسية لكل شخص تجاوز سن 18 عامًا ولا يحمل جنسية إفريقية أخرى، شرط أن يقدّم دليلًا موثوقًا على أن أحد أجداده تم ترحيله ضمن تجارة الرقيق. وتشمل الإثباتات المقبولة اختبارات الحمض النووي، وشهادات موثّقة، وسجلات عائلية.
ولتسهيل هذه العملية، أطلقت بنين مؤخرًا منصة إلكترونية باسم "My Afro Origins" تتيح للمهتمين تقديم طلباتهم. ورغم أن بنين ليست الدولة الأولى التي تمنح هذا الحق، إلا أن رمزية مبادرتها تتعاظم بسبب الدور المحوري الذي لعبته في تجارة الرقيق عبر الأطلسي.
شهد خليج بنين، الذي يضم اليوم أراضي بنين وتوغو وأجزاء من نيجيريا، ترحيل ما يُقدّر بنحو 1.5 مليون إنسان مستعبد إلى الأمريكيتين عبر تجار أوروبيين. وقد شارك بعض ملوك بنين في أسر وبيع أولئك العبيد للتجار البرتغاليين والفرنسيين والبريطانيين. لا تزال آثار تلك الممالك والمجتمعات قائمة حتى اليوم على شكل شبكات قبلية.
ورغم صعوبة هذا الاعتراف، اتخذت بنين خطوات جريئة للتصالح مع ماضيها، في خطوة لا تزال نادرة في القارة. ففي التسعينيات، استضافت مؤتمرًا دوليًا لبحث تفاصيل تجارة الرقيق، كما قدم الرئيس السابق ماتيو كيريكو عام 1999 اعتذارًا رسميًا للأمريكيين من أصول إفريقية خلال زيارته لكنيسة في مدينة بالتيمور الأمريكية.
Related شاهد: العبودية مستمرة في غرب أفريقيا بعد مرور 400 عام من بدء تجارة العبيد عبر الأطلسيليوناردو دافنشي نصف إيطالي فقط؟ مؤرخ يزعم أن والدة الرسام العبقري كانت شركسية من العبيدشاهد: 47 ألف مشاركا في مهرجان ببوليفيا للتذكير بحقبة العبيد "السياحة التذكارية": سردية الذاكرة والمصالحةتحوّلت مدينة ويدا، التي كانت من أكبر موانئ تجارة العبيد في إفريقيا، إلى مركز لـ"السياحة التذكارية" التي تهدف إلى تكريم الضحايا وجذب أحفادهم. وتشمل المعالم التاريخية فيها "طريق العبيد"، وهو المسار الذي سار فيه العبيد نحو سفن الترحيل، و"بوابة اللاعودة"، المطلة على المحيط الأطلسي والتي ترمز إلى لحظة الوداع القاسية بين الضحايا وأوطانهم.
رئيس وكالة السياحة الحكومية في بنين، سيندي تشيكيت، أشار إلى أن هذه المواقع تمنح الزوار فرصة لفهم تاريخ أجدادهم وتكريم معاناتهم. وأضاف: "قد يُلهم هذا البعض ليقول: أريد العودة إلى إفريقيا، وأختار بنين لأفهم هذا التاريخ".
المغنية سيارا، وبعد حصولها على الجنسية، زارت هذه المعالم، وسارت على "طريق العبيد" حتى وصلت إلى "بوابة اللاعودة"، وقالت بتأثر: "بين العاطفة والتأمل والإرث، عشت عودة عميقة إلى ما هو جوهري حقًا".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة