عودة «مذهلة» لابن طالب بعد «الأزمة القلبية»

 
باريس (أ ف ب)

أخبار ذات صلة شبح «الموسم الكارثي» يهدد مانشستر يونايتد! توتنهام يدفع مانشستر يونايتد إلى «الخامس عشر»!

بعد ثمانية أشهر من تعرضه لأزمة قلبية، والعودة بجهاز لتنظيم ضربات القلب، سجل الجزائري نبيل بن طالب هدفاً بعد أربع دقائق فقط من نزوله بديلاً، وأسهم بمنح ليل الفوز على مضيفه رين في الدوري الفرنسي لكرة القدم.

وسمح الفوز بهدفين لليل باستعادة المركز الخامس في الترتيب الذي اقتنصه ليون لفترة موقتة، وبات على بعد نقطتين فقط من كل من نيس وموناكو الثالث، والرابع توالياً.
وانهار لاعب خط الوسط الدفاعي المولود في وازيم، وهو حي شعبي في ليل، في 18 يونيو 2024 أثناء خوضه مباراة (خمسة لاعبين ضد خمسة) مع شقيقه وأصدقائه.
وبعد وضعه في غيبوبة اصطناعية، استيقظ بن طالب بعد يومين، في 20 يونيو، في مستشفى جامعة ليل، دون «أي ذكريات حقيقية» عن يومه، وتبع ذلك «شهر ونصف الشهر من الراحة»، ما منحه الوقت للتفكير في بقية مسيرته.
عاد بعد فترة غياب طويلة مزوداً بجهاز تنظيم لضربات القلب، بعد السماح له الأربعاء بالمشاركة من قبل اللجنة الطبية في الاتحاد الفرنسي لكرة القدم.
دخل في الدقيقة 76 مساء الأحد عندما كانت النتيجة متعادلة دون أهداف، وعندما كان المضيف يلعب بعشرة لاعبين، بعد طرد الكاميروني كريستوفر ووه قبل دقيقتين.
كسر بن طالب حاجز التعادل، بعد متابعته كرة أرضية من القائم البعيد، فركض نحو مقاعد البدلاء، مرتمياً في أحضان زملائه.
وعزز زميله الإنجليزي تشوبا أكبوم النتيجة، بعد ست دقائق، علماً أنه كان أهدر ركلة جزاء ضعيفة في الشوط الأول صدها الحارس المتألق بريس سامبا.
شرح بن طالب (30 عاماً) لقناة ليكيب بعد الفوز: «كانت لحظة مميزة بالنسبة لي، تحوّلت من المدرجات إلى ملعب التمارين، ثم خوض المباراة».
تابع: «في الدقيقة الأخيرة لم أكن متأكداً من الدخول، بعد ذلك، كنت أشعر بأني سأسجل، هذا أول هدف لي مع ليل، ستبقى هذه المشاهد محفورة في ذاكرتي».
وعما إذا كان فكر في سيناريو مماثل، خلال ابتعاده القسري، قال: «لم أتخيل مشهد التسجيل، لكن مشهد الدخول ومساعدة رفاقي كنت أتخيله من فوق. كنت أفكر كيف بمقدوري المساعدة، عملت بجهد في الأشهر الأخيرة كي نصل إلى هذا النوع من النتائج».
أما مدربه برونو جينيزيو، فقال: «هذه قصة مذهلة حقاً، ونحن جميعاً سعداء لاختبارها».
تابع: «صمد، آمن بنفسه، آمن بالناس الذين اعتنوا به، تساءلنا في بعض الفترات عما إذا كان سيعود إلى الملاعب، مع مرور الوقت، أصبحنا أكثر ثقة به وبقدرته على اللعب مجدداً».
إحدى نقاط التحوّل كانت محادثة مع لاعب كرة القدم الدنماركي كريستيان إريكسن الذي يعيش ويلعب في مانشستر يونايتد الإنجليزي مع جهاز تنظيم ضربات القلب القابل للزرع منذ انهيار مماثل في 12 يونيو 2021 خلال المباراة الأولى لمنتخب بلاده في كأس أوروبا ضد أيسلندا في كوبنهاجن.
قال بن طالب الأسبوع الماضي: «أتيحت لي الفرصة للتحدث معه عندما كنت في المستشفى، لقد ساعدني كثيراً لأنني كنت في حالة ضبابية».
بعناية فريقه ليل، أحاط نبيل بن طالب نفسه بمجموعة من الخبراء تتكون من طبيب قلب هولندي، وهو نفسه الذي رافق إريكسن في محنته، ولكن أيضاً «أطباء قلب بلجيكيين وسويسريين وفرنسيين»، كما أوضح رئيس النادي أوليفييه ليتانج الذي ذكر «خمس مراحل» كان يجب المصادقة عليها، «في كل مرة من أربعة إلى ستة أسابيع» بين أمستردام وفرنسا.
وأضاف: «لو كان هناك أدنى تنبيه، كنا سنتوقف على الفور».
كل هذا حتى صدر الرأي الإيجابي من اللجنة الطبية، وهو ما يشكل سابقة في فرنسا، حيث لم يتمكن أي لاعب محترف آخر من اللعب بجهاز طبي، حتى لو لم يكن محظوراً رسمياً.
بعد مباراة الأحد، تحدث لاعب توتنهام الإنجليزي وشالكه الألماني سابقاً، وهو متأثر «نتذكر ذلك، لكن الأهم هو صحتي وأحرازنا ثلاث نقاط».
وعن الأشخاص الذين فكر بهم بعد تسجيله وفوزه في المباراة، قال «بعائلتي، شقيقي الأكبر، وكلائي وهم بمثابة أشقائي الذين دعموني طوال مسيرتي في السراء والضراء، بزوجتي وأولادي وأهلي وشقيقاتي، دائرتي الضيقة التي منحتني القوة في الأشهر الثمانية الأخيرة، وسمحت لي بحلم العودة مجدداً إلى ملعب كرة القدم».
ولم يخض الدولي الجزائري أي مباراة رسمية منذ 10 يونيو 2024، وتحديداً منذ مباراة في تصفيات كأس العالم 2026 ضد أوغندا.
وخاض لاعب شالكه الألماني السابق 34 مباراة مع ليل، ضمن مختلف المسابقات الموسم الماضي، قدم خلالها ثلاث تمريرات حاسمة.

 

المصدر: صحيفة الاتحاد