علينا دراسة وضع المناطق المحتلة في اليمن بشكل جدي ومفصل ، ومحاولة فهم ما يجري هنالك بعيداً عن كل الاعتبارات والانتماءات السياسية والفكرية، حتى وإن كانت ثوابت لا تقبل المساومة أو التنازل!
لكن لنفعلها هذه المرة ، من يدري ..
ربما أن النتائج تستحق عناء التجرد وقرف الحياد للحظة أو اثنتين!
بمجرد النظر للجهة المقابلة ، يتجلى لنا أنك:
تملك أحد أهم الموانئ في العالم ،
تسيطر على 90% من موارد الدولة ،
تتمتع باعتراف دولي وعالمي ،
تهيمن على كل المنافذ والمعابر للبلد .
لا حصار .. لا عقوبات .. لا عزلة ،
وتحظى بدعم أغنى دولتين في المنطقة والعالم من خلفهما .
في الواقع أنت تملك أكثر مما يلزم لبلوغ القمة ..
لكنك تقدم أقل مما ينبغي لتنهض من مكانك!
أزمة مشتقات .. أزمة طاقة .. فشل اقتصادي ..
ديون متراكمة .. طرق غير آمنة ..
عملة تهوي كل يوم مئة فرسخ ..
ومجتمع ممزق تنهش أطرافه ثلاثة .. أربعة .. خمسة ، كم مجالس وقوى لديكم ، أخبروني ؟! انتقالي – رئاسي – عفاشي – إصلاحي – حراكي – انفصالي – ديني – علماني .. الخ .. الخ !
ما هذا الجنون يا رجل ؟!
ما الذي يحدث في دهاليزكم ؟!
أنتم تحصلون على كل الامتيازات وصنعاء تقوم بتحقيق النتائج!
هذا ليس مديحاً .. أنا محسوب على الأنصار ،
لكني لا أجيد الغناء للسلاطين ..
لذا خذوا ما أقوله على محمل الجد ..
صنعاء المحاصرة .. المنبوذة .. المعزولة .. المحاربة .. المعدمة .. بفسادها وفشلها وكل قبيح فيها تسبقكم بسنين ضوئية!
أنتم تعلمون هذا .. تعرفونه في قرارة أنفسكم .
عملتكم كسرت سقف الـ 2000 ريال للدولار الواحد، في المقابل ما زلنا نحافظ على ال530 ريالاً ، هذا أربعة أضعاف ما لديكم .
وأرجو ألا أصادف أحمق منكم يثرثر عن الأسعار و الغلاء والمقارنات السخيفة التي تخادعون بها أنفسكم .
ثمة أمر مريع يحدث في دهاليزكم ..
أمر غريب .. غير مفهوم ومخيف .
إن ما يحدث بحقكم جريمة !
ما يحدث بحقكم سياسة سحق متعمدة ..
تتخذ لتطويع المجتمعات ونزع كرامتها وتهجينها
للعيش كعبيد!
يمكنكم معاداتنا كيفما تشاؤون ، لكن افعلوها وأنتم أحرار على الأقل .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ما دور علماء الأمة تجاه ما يحدث في غزة؟ الشيخ ولد الددو يجيب
فمع استمرار حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 18 شهرا، تتزايد الأسئلة بشأن موقف علماء الأمة من هذه الحرب وما تشهده من خذلان رسمي واضح.
وفي حين دعت كيانات إسلامية إلى النفرة من أجل غزة، تقول أخرى إن الجهاد لا يصدر إلا عن قادة الأمة ووفق المتاح لهم من أدوات، وهو ما ينطوي عليه الأمر من مصالح ومفاسد.
ووفقا لحلقة 2025/5/7 من برنامج "موازين"، فإن موقف العلماء في هذه اللحظات الفارقة من تاريخ الأمة، يكون محط أنظار العوام الذين ينتظرون من "ورثة الأنبياء" موقفا واضحا يحدد لهم ما يجب وما لا يجب، حتى لا يختلط حابل الأمور بنابلها.
وقد أكد ولد الددو أن على كل مؤمن بالله أن يعرف ابتداءً أنه بايع الله على الجهاد بماله ونفسه، مع عدم تجاهل حقيقة أنه لا تُكلف نفس إلا وسعها، ومن ثم فإن ذمة المسلم لا تبرأ من مساعدة المسلمين في غزة إلا عندما يستنفد كل وسائل النصرة المتاحة له.
الدعاء ليس كافيا
ومن هذا المنطلق، يرى ولد الددو أن الاكتفاء بالدعاء فقط لا يبرئ ذمة المسلم مما يجري في غزة إن كان قادرا على ما هو أكثر، لأن الله تعالى قال "لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا".
إعلانويرى ولد الددو، أن غالبية حكام المسلمين لم يبذلوا شيئا يذكر لوقف هذه الحرب التي كان بإمكانهم وقفها من أول يوم، ويقول "إن دماء من سقطوا فيها ستكون في رقابهم يوم القيامة".
واستشهد على حديثه بما فعله الرئيس المصري الراحل محمد مرسي عندما أوقف الحرب عام 2012، وما فعله الملك فيصل بن عبد العزيز، خلال حرب 1973 عندما استخدم سلاح النفط لمساعدة مصر.
وحتى الشعوب، يقول ولد الددو، إنها مطالبة بالاعتصام سلما لدفع الحكومات نحو تغيير مواقفها من الحرب، "دون الإخلال بنظام البلد أو الاعتداء على مؤسساته أو الجنوح نحو التخريب لأنه هذا لا يجوز شرعا".
دور العلماء
أما العلماء، فعليهم بيان الحق من الباطل بالدليل وعدم كتمانه، ولو كان الثمن قطع رقابهم، لأن سكوتهم عن الحق وهم يعلمونه يجعلهم مستحقين للعنة الله، كما يقول ولد الددو.
وقال الددو، إن دخول العالم السجن أو التنكيل به عقابا له على بيانه للحق، "لا يعتبر نوعا من أنواع إلقاء النفس في التهلكة"، مؤكدا أن "الهلكة كلها في مخالفة أمر الله الذي بيده مقاليد كل شيء وله تصير الأمور".
ويجب على العلماء أن يبادروا بأنفسهم عبر تقديم ما يملكونه كل حسب استطاعته (مالا، بيانا، تظاهرا، خطابة، كتابة)، أما القتال فهو أمر الجيوش المؤهلة له والتي تمسك بسلاح الأمة، كما يقول ولد الددو.
ويرى ولد الددو أن علماء الأمة انقسموا إزاء ما يحدث في غزة فمنهم من انحاز للحق وبيَّنه ومنهم من سكت أو وقف إلى جانب الباطل عندما طعن في المجاهدين وقال إنهم لم يستشيروا أحدا قبل حربهم.
تلبيس الحق بالباطل
وقال إن الحديث عن عدم استشارة القادة في أمر الحرب يعتبر تلبيسا على الناس، لأن من شنوا الحرب كانوا هم ولاة الأمر في غزة، وقد استشاروا بعض العلماء وأفتوا لهم بالحرب، مضيفا أنهم ليسوا مطالبين باستشارة الجميع لأن بعض الأطراف قد تنقل هذه المعلومات للعدو.
إعلانومع ذلك، يؤكد ولد الددو أن عدم استشارة بقية الأمة في أمر الحرب لا يرفع عن كاهلها واجب الدعم والتداعي للمسلمين الذين يقتلون في غزة، لأن الدين يوجب نصرتهم حتى من الدول التي وقعت اتفاقات تطبيع مع إسرائيل، لأن هذه المعاهدات لا علاقة لها بالقواعد الشرعية.
وحتى الحديث عن ضرورة تكافؤ القوى فهو "ليس صحيحا ولا شرعيا" لأن الله تعالى قال "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"، فضلا عن أن "الجهاد في سبيل الله لا مفسدة فيه ولا يتعارض مع مصالح الأمة، والعلماء يفهمون هذا جيدا"، كما يقول ولد الددو.
وعن تداعيات الحرب من قتل للنساء والأطفال وتدمير المدن، قال ولد الددو، إن هذا ليس جديدا فقد فعله التتار في بغداد والإسبان في الأندلس، بل وفعله الإسرائيليون مرارا في غزة، مؤكدا أن ما يحدث "هو أمر الله"، وأن من فعل الواجب لا يلام، وأن المجاهدين مطالبون بالصبر الذي هو مفتاح النصر.
7/5/2025