وظيفة الرؤى والكرامات في الإسلام! ذكر الدكتور محمد إبراهيم العشماوي أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف فى حواره مع الوفد وقال سيد الطائفة، الإمام الجنيد البغدادي رضي الله عنه: "الحكايات جند من جنود الله، يقوِّي بها قلوب المريدين!".

وقال سيدنا الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه: "الحكايات عن العلماء والصالحين؛ أحبُّ إليَّ من كثيرٍ من الفقه؛ لأنها آداب القوم وأخلاقهم!".

إن الرؤى والكرامات عبارة عن حكايات، يحكيها المرء عن نفسه، أو يحكيها غيره عنه، وهي أوقع في النفوس من العلم المجرد، ومن الوعظ المباشر؛ ولهذا قال الجنيد: "إنها تقوِّي قلوب المريدين!".

أي: تثبِّت اعتقادهم، وتقوِّي يقينهم!

ولهذا لا تعجب إذا وجدتَ تراجِم علماء الإسلام - في كتب التراجِم والتواريخ والطبقات - محشوَّة بذكر الرؤى والكرامات، فهي من أهم عناصر الترجمة؛ لدلالتها على فضله وصلاحه، بل يذكرها علماء الحديث في تراجِم الرواة، كالدليل على عدالتهم!

ونحن نتساءل: من أين عرف المؤرخون والمترجِمون هذه الرؤى والكرامات؟!

والجواب الضروري لهذا السؤال؛ أن الرائي حكاها عن نفسه أو عن غيره؛ لأنه لا سبيل إلى معرفة الرؤيا المنامية إلا من الرائي!

فلماذا حكاها إذن؟! أليس هذا تزكية للنفس؟!

والجواب: أن لهم في حكايتها مقاصد لا تخفى على بصير، وهي تختلف باختلافهم، فمنهم من يحكيها دفعًا للتهمة عن نفسه، أو ترغيبا للناس في الأخذ عنه، أو في فعل الخيرات وترك المنكرات، أو لغرس محبة الصالحين في قلوبهم، وتقوية الجانب الروحي عندهم. وغير ذلك من المقاصد الصالحة!

أما الرؤيا الصالحة نفسها فهي جزء من النبوة، كما صرح به المعصوم - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في [صحيحه]، وسماها (مبشرات)، فبين بذلك بعض وظائفها، وهي أنها تبشر صاحبها بأنه على خير!

والقول في الكرامات كالقول في الرؤى والمنامات، غير أن الكرامة قد يشاهدها كثير من الناس، فتكون حكايتها من الناس لا من صاحبها!

ويكفي لكي تعلم مكانة الرؤيا أن الله تعالى ذكرها في غير موضع من القرآن، محتفيا بها، سواء وقعت لأنبياء أو لغيرهم!

كما احتفى بها أهل الحديث، فترجم البخاري في صحيحه كتابًا، وسماه كتاب [التعبير]، وأورد فيه كثيرا من المرائي!

وصنف الحافط ابن أبي الدنيا كتاب [المنامات]، وأورد فيه كثيرا من الرؤى المنامية!

وذكر الفقيه ابن أبي جمرة في مقدمة [شرحه على البخاري] عشرات الرؤى المنامية، التي ساقها للاستبشار بها، وللدلالة على فضل كتابه!

ووقفت على رؤيا للقرطبي حكاها عن نفسه، في [شرحه على صحيح مسلم]، في موضع لا يحضرني ذكره الآن!

هذا جانب من احتفاء القرآن والسنة وأهل العلم بهما، بمسألة الرؤى والمنامات!

على أنه لا ينبغي أن نبني عليها أحكاما شرعية، ولا أن تتوقف حياتنا عندها، وإن كان يستحب العمل بما وافق الشريعة منها، وقد ذكر ابن القيم في كتابه [الروح] عمل بعض السلف بالرؤى المنامية الصادقة!

وأما الكرامات فليس أدل على احتفاء القرآن بها؛ من ذكرها في مواضع مختلفة، كما وقع لسيدتنا مريم، ولأهل الكهف، ولصاحب موسى!

وترجم لها الإمام النووي في [رياض الصالحين] بباب [كرامات الأولياء]، وصنف الشيخ يوسف النبهاني كتابًا ضخما سماه [جامع كرامات الأولياء]!

ومما يدل على أهميتها؛ ذكرها في كتب العقائد الإسلامية، لاتصالها بمعجزات الأنبياء، بل قالوا: "كل ما كان معجزة لنبي؛ جاز أن يكون كرامة لولي، إلا ما اختص به الأنبياء!".

وأنشد الشيخ اللقاني في منظومته المباركة [جوهرة التوحيد]:

وأثبتنْ للأوليا الكرامةْ

ومن نفاها فانبذنْ كلامهْ!

هذه سطور كتبتها - على عجَل - جوابًا على سؤال مَن سأل: لماذا تذكر الرؤى المنامية الصالحة التي رأيتَها أو رؤيت لك؟!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الكرامات الإسلام العشماوي الشريف العلماء الصالحين عن نفسه

إقرأ أيضاً:

إبراهيم عيسى: الدين عند الله هو الإسلام.. ودخول الجنة أمر إلهي

ناقش الإعلامي إبراهيم عيسى، مسألة الدين المقبول عند الله ودخول الجنة، مؤكدًا أن الدين عند الله هو الإسلام كما ورد في القرآن.

وأشار "عيسى"، خلال تصريحاته عبر صفحته بمنصة "يوتيوب" إلى أن هذا يعني أن جميع الأديان أنزلها الله، ولكن بنسختها المحمدية أصبحت هي الإسلام.

وأوضح "عيسى": الإسلام دين واحد على السُنة، كل الرسل، مش دين منفصل لكل نبي، وآية: ومن يبتغ غير الإسلام دينًا، معناها أن الدين المقبول عند الله هو التسليم له وطاعته.

وتناول إبراهيم عيسى، مسألة مصير الأشخاص الذين لا يمارسون شعائر دينهم، مستشهدًا برأي "الأئمة الكبار"، موضحًا: الأئمة الكبار قالوا إن من يمارس شعائر دينه وتعاليم ربه فله الجنة.

وأكد إبراهيم عيسى: موضوع مين يدخل الجنة لا يخص أي حد فهو أمر متروك لله عز وجل وحده، ودخول الجنة أمر إلهي لا يخص البشر ولا يجب أن يتدخلوا فيه.

اقرأ أيضًا:

بسبب التصدير للصين.. نقيب البيطريين: عندنا ندرة شديدة في "الحمير"

قبل جولة الإعادة.. وفاة النائب أحمد جعفر مرشح مستقبل وطن عن حدائق القبة

نتيجة فحص التظلمات في مسابقة وظائف معلم مساعد اللغة العربية

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الإعلامي إبراهيم عيسى الدين عند الله هو الإسلام دخول الجنة أمر إلهي إبراهيم عيسى عبر صفحته بمنصة يوتيوب

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

أحدث الموضوعات أخبار المحافظات بالأسماء.. إصابة 10 فتيات في تصادم ميكروباص ونقل بالبحيرة أخبار مصر كامل الوزير: دخل الأسرة في قفط يصل 14 ألف جنيه شهريًا حوادث وقضايا 5 مصابين في انفجار إمبابة المرعب وإخلاء عقارات وقطع تيار كهربائي وغاز زووم أشرف زكي يكشف الحالة الصحية للفنانة عبلة كامل مصراوى TV نقيب البيطريين: عندنا ندرة شديدة في "الحمير" أخبار مصر حالة وفاة و4 مصابين.. تفاصيل وأسباب الانهيار الجزئي لعقار إمبابة منذ 17 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر كامل الوزير: مصر على أعتاب تصدير سيارات "نيسان" للأسواق الخارجية منذ 31 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر ولي أمر يكشف تفاصيل تعرض ابنه للتحرش من فرد أمن بمدرسة دولية شهيرة منذ 35 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر 3 توجيهات عاجلة من محافظ الجيزة بشأن حادث عقار إمبابة منذ 39 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر هل قيام الليل يقتصر على ركعتين؟.. أمين الفتوى يوضح منذ 42 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر قيادة نسائية ملهمة.. هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر تُكرم الدكتورة منال منذ 45 دقيقة قراءة المزيد المزيد

إعلان

أخبار

المزيد شئون عربية و دولية حماس: قطاع غزة يعيش كارثة حقيقية بسبب المنخفض الجوي ومنع الإعمار حوادث وقضايا محافظ الجيزة من حادث "انفجار إمبابة": اللجنة الهندسية توصي بتخفيف أحمال أخبار مصر حالة وفاة و4 مصابين.. تفاصيل وأسباب الانهيار الجزئي لعقار إمبابة حوادث وقضايا اندلاع حريق في مخزن نادي الترسانة بكورنيش النيل بإمبابة أخبار مصر كامل الوزير: مصر على أعتاب تصدير سيارات "نيسان" للأسواق الخارجية

إعلان

أخبار

إبراهيم عيسى: الدين عند الله هو الإسلام.. ودخول الجنة أمر إلهي

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

من نحن اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

"تواجد إمام عاشور".. الكشف عن قائمة منتخب مصر النهائية للمشاركة في أمم أفريقيا * تاون جاس تدفع بفرق الطوارئ بعد انفجار غامض أدى لانهيار عقار في إمبابة * قرار عاجل من الهيئة الوطنية للانتخابات بعد وفاة مرشح حدائق القبة نقيب البيطريين ينصح المواطنين: "اوعى تقول للجزار عايز حتة لحمة حمراء" ساويرس: تنمية مهارات الشباب يرفع رواتبهم لـ15 ألف جنيه وهو الحد الأدنى للمعيشة لا ننكر.. توضيح مهم من الصحة بشأن ارتفاع الإصابات التنفسية بعد تأثيرها على قبرص واليونان.. هل تتأثر مصر بـ"العاصفة بايرون"؟ 21

القاهرة - مصر

21 14 الرطوبة: 42% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي من نحن إتصل بنا إحجز إعلانك سياسة الخصوصية خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • هل حرم الإسلام التعصب بكل أشكاله وصوره
  • وزير الخارجية اللبناني: نجري حوارا مع "حزب الله" لإقناعه بتسليم سلاحه
  • عالم بالأزهر يوضح مفهوم الوسطية في الإسلام (فيديو)
  • بعد تتويجها عالميًا.. رقية رفعت تناشد شيخ الأزهر: حلمي التعيين مُعيدة لخدمة كتاب الله
  • إبراهيم عيسى: الدين عند الله هو الإسلام.. ودخول الجنة أمر إلهي
  • عندما يقصى الضحايا.. لا معنى لأي حوار في ليبيا
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يكشف ملامح شخصية عمر بن الخطاب قبل إسلامه
  • والتز: حزب الله يعيد بناء نفسه
  • وزير الثقافة: وظيفة الآثار مساعدتنا على اعادة كتابة التاريخ وتصحيحه