حسام عبدالنبي (أبوظبي)

تقود الإمارات النمو القياسي في التداولات الإلكترونية للمشتقات المالية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تستحوذ على أكثر من نصف التداولات الإلكترونية في المنطقة وتتصدر دول المنطقة في حجم التداولات، حسب طارق شبيب الرئيس التنفيذي لشركة «كابيتال دوت كوم» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

أخبار ذات صلة «آي كابيتال» تفتتح مقرها الإقليمي في «أبوظبي العالمي» عاجل.

. منتخبنا يقصي حامل اللقب ويتأهل إلى نصف نهائي كأس العرب

وأرجع شبيب، تصنيف الإمارات عاصمةً عالميةً للتكنولوجيا المالية والتداولات الإلكترونية، إلى تميّز الدولة بتوافر جيل طموح رقمي الطابع، والبيئة التنظيمية المتقدمة، والاتصال عالي السرعة، وانتشار الهواتف الذكية التي تسهم في تمكين المشاركة الواسعة للأفراد في دولة الإمارات، مقدراً في تصريحات لـ«الاتحاد» على هامش فعاليات «أسبوع أبوظبي المالي 2025» قيمة التداولات الإلكترونية في الإمارات بما يتجاوز 576.5 مليار دولار.
وقال شبيب إنه وفقاً لنتائج دراسة تحليلية شاملة أعدتها منصة التداول العالمية «كابيتال دوت كوم» وتم الإعلان عنها خلال فعاليات «أسبوع أبوظبي المالي»، فإن تعلم تداول التداولات الإلكترونية للمشتقات المالية بالممارسة يعد سمة بارزة، إذ يبدأ 45% من متداولي المنطقة نشاطهم في عالم التداولات الرقمية بحسابات تجريبية مقابل 32% في أوروبا، ما يعكس اهتماماً متزايداً بالتعلم المالي. وأضاف أن البيانات التي استندت إليها الدراسة التحليلية كشفت أن 86% من المتداولين في المنطقة تتراوح أعمارهم بين 18 و44 عاماً، ويمثل جيل الألفية 55% من المستخدمين النشطين لافتاً إلى أن نسبة الحاصلين على تعليم جامعي في المنطقة تفوق أوروبا بواقع 64% مقابل 39% إضافة إلى مستويات دخل أعلى، ولذا يفوق عدد من يكسبون أكثر من 200 ألف دولار سنوياً نظراءهم الأوروبيين بأربع مرات، فضلاً عن تسجيل المنطقة حصة أكبر بعشر مرات من العملاء الذين تجاوزت ودائعهم مليون دولار خلال عامين.

أصول عالمية 
وذكر شبيب، إن لوائح هيئة الأوراق المالية والسلع تتيح تداول عقود الفروقات (CFDs) التي تمنح المتداولين إمكانية الوصول إلى أصول مالية عالمية من دون امتلاك الأصل، رغم كونها أدوات عالية المخاطر، ما يستدعي التركيز على الشفافية وأدوات إدارة المخاطر والتعليم.
وأوضح شبيب أنه منذ حصول «كابيتال دوت كوم» على ترخيص هيئة الأوراق المالية والسلع في دولة الإمارات في أبريل 2024، أصبحت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بقيادة الإمارات السوق الأسرع نمواً للشركة، حيث تستحوذ الدولة الآن على أكثر من نصف أحجام تداولاتها حول العالم. 
وأضاف أنه وفقاً لنتائج الدراسة التحليلية الشاملة، فقد بلغت أحجام تداولات «كابيتال دوت كوم» في النصف الأول من 2025 نحو 1.5 تريليون دولار بزيادة 42.5% مقارنةً بالنصف الثاني من 2024، مدفوعة بوصول التداولات في المنطقة إلى 804.1 مليار دولار بزيادة 53.3% خلال فترة المقارنة، منوهاً بأن نصيب دولة الإمارات وحدها من تلك التداولات بلغ 576.5 مليار دولار، ما يعزز مكانة الدولة عاصمة عالمية للتكنولوجيا المالية والتداولات الرقمية.

اقتصاد رقمي
وعن الأداء القوي للتداولات الإلكترونية في الإمارات، أفاد شبيب، بأن دولة الإمارات تتخذ مبادرات عدة بهدف مواصلة بناء اقتصاد رقمي تنافسي يستشرف المستقبل، كما تتميز الدولة بتشريعات متقدمة ومحفّزة على النمو وأيضاً بنية تحتية عالمية المستوي، وزيادة متنامية للوعي المالي، ورغبة من قبل المتداولين الأفراد في المشاركة بثقة ومسؤولية في الفرص التي يتيحها الاقتصاد العالمي والمشتقات المالية الجديدة.
وأكد شبيب أن المتداولين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتميزون بنشاط كبير ويميلون إلى اعتماد استراتيجيات التداول قصيرة الأجل، حيث يغلقون 71% من صفقاتهم خلال اليوم نفسه، مقارنة بـ41% في أوروبا.
 وأوضح أن الأصول الأكثر تداولاً لديهم تشمل الذهب والنفط والغاز الطبيعي والمؤشرات الرئيسية للأسهم والعملات الرقمية، مبيناً أنه رغم تحقيقهم نسبة أعلى من الصفقات الرابحة (بمتوسط 48.6% مقابل 43.8% في أوروبا) فإن عدد المتداولين الذين يحققون أرباحاً صافية في المنطقة لا يتجاوز نصف نظيره الأوروبي، ويُعزى ذلك بشكل رئيسي إلى ضعف استخدام أدوات إدارة المخاطر.
واختتم شبيب، بالتأكيد على أن الجرأة غير المنضبطة في التداولات الإلكترونية قد تتحول إلى ثقة زائدة، وإدارة المخاطر هي الفجوة الأكبر التي نراها، والتعليم وزيادة الوعي المالي هو الحل، ولذا فمن المهم تعزيز الثقافة المالية لدى الأفراد في منطقة الشرق الأوسط، ونشر أدوات تعليمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، بما يضمن مشاركة مسؤولة ومستدامة، وتحويل الحماس والطموح إلى تمكين مالي طويل الأمد.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أسبوع أبوظبي المالي الذهب الإمارات كابيتال دوت كوم منطقة الشرق الأوسط کابیتال دوت کوم دولة الإمارات فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

باستثمارات 70 مليون دولار.. تقنيات متقدمة وتحول رقمي في مصنع شين مين الجديد

شهدت محافظة السويس خطوة نوعية في مسيرة التنمية الصناعية، بوضع حجر الأساس لمصنع شركة شين مين الصينية للزجاج في المنطقة الصناعية بمدينة العين السخنة، ضمن مجمع "سخنة 360" الذي تطوره شركة السويدي للتنمية الصناعية. 

ويعد المشروع إضافة مهمة للمنظومة الصناعية المصرية، ويعكس النمو المستمر في الاستثمارات الأجنبية المباشرة، لا سيما الصينية، في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وقال اللواء طارق حامد الشاذلي، محافظ السويس، إن المشروع يمثل "خطوة استراتيجية لتعزيز القدرات الصناعية في المحافظة"، مؤكدًا أن التعاون بين المحافظة والهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس يُجسد نموذجًا للعمل المشترك الذي يدعم الاقتصاد الوطني. 

وأضاف أن المصنع سيخلق فرص عمل جديدة للشباب، ويسهم في دفع عجلة التنمية المحلية في قطاع الصناعات التحويلية والزجاجية.

حضر مراسم وضع حجر الأساس كبار المسؤولين، من بينهم أحمد جمال، نائب رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية للمنطقة الجنوبية، ومصطفى شيخون، نائب رئيس الهيئة لشؤون الاستثمار والترويج، إلى جانب محمد القماح، العضو المنتدب لشركة السويدي، وتشاو شين مين، رئيس مجلس إدارة شركة شين مين الصينية.

ويأتي المصنع الجديد ضمن استراتيجية شين مين للتوسع الدولي ضمن مبادرة الحزام والطريق واستراتيجية "الانطلاق للخارج"، ويخطط المشروع للتنفيذ على ثلاث مراحل، على أن يبدأ الإنتاج في المرحلة الأولى في يوليو 2026.

 ومن المتوقع أن يصل حجم الإنتاج السنوي للمصنع عند اكتماله إلى 360 ألف طن من الزجاج، بقيمة مبيعات سنوية متوقعة تبلغ نحو 250 مليون دولار، وتوفير أكثر من 3 آلاف فرصة عمل مباشرة، إلى جانب آلاف الوظائف غير المباشرة المرتبطة بالمشروع.

وقال تشاو شين مين، رئيس مجلس إدارة الشركة، إن الاستثمار في مصر يمثل خطوة استراتيجية لتوسيع نطاق عمليات الشركة في منطقة البحر الأحمر والمتوسط، مشيرًا إلى أن المشروع سيعزز العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين، وسيسهم في تعزيز القدرات الصناعية في المنطقة، بما يشمل الصناعات التحويلية والهندسية والكيماوية والمنسوجات ومواد البناء.

ويعد مشروع شين مين نموذجًا عمليًا للشراكة بين المستثمرين الأجانب والقطاع الصناعي المحلي، ويؤكد قدرة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس على إدارة مشروعات ضخمة وفق رؤية تكنولوجية واضحة، مع الالتزام بالمعايير الصناعية العالمية وتطبيق منظومة التحول الرقمي في إدارة خطوط الإنتاج.

ومع اكتمال المصنع، من المتوقع أن يشهد قطاع الزجاج في مصر طفرة نوعية في الإنتاج والتصدير، بما يعزز الصناعات التحويلية المرتبطة به ويزيد القدرة التنافسية للصناعات المصرية في الأسواق الإقليمية والدولية، مؤكدًا أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تظل مركزًا جاذبًا للاستثمارات الصناعية النوعية عالية القيمة.

مقالات مشابهة

  • «آي كابيتال» تفتتح مقرها الإقليمي في «أبوظبي العالمي»
  • مصر والصين.. شراكة صناعية متنامية تحول قناة السويس إلى قلب الاستثمار العالمي
  • تفاهم بين «كابيتال دوت كوم» و«أكاديمية أبوظبي العالمي» لتعزيز الثقافة المالية للمستثمرين الأفراد
  • “كابيتال دوت كوم” وأكاديمية سوق أبوظبي العالمي تتعاونان لتعزيز الثقافة المالية للمستثمرين الأفراد وتمكين جيل جديد من المواهب الإماراتية الجاهزة للمستقبل
  • «الوطنية لمواجهة غسل الأموال» تصدر ورقة تحليلية حول الجرائم المالية الإلكترونية
  • الفضة تسجل سعرا تاريخيا
  • باستثمارات 70 مليون دولار.. تقنيات متقدمة وتحول رقمي في مصنع شين مين الجديد
  • تداعيات الفجوة المالية تنكشف: الذهب على المحكّ!
  • واشنطن ترفع سقف المُواجهة الإلكترونية.. 10 ملايين دولار مكافأة لرصد مُتهمين إيرانيين وراء هجمات طالت قطاعات حسّاسة عالميًا