بعد أكثر من 120 عاماً..هولندا تسلّم نيجيريا 119 قطعة فنية مسروقة
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
بعد سنوات من النقاشات والضغوط الدولية، أعاد المتحف الهولندي العالمي في مدينة لايدن 119 قطعة فنية من تماثيل بنين البرونزية المسروقة إلى نيجيريا.
هذه التماثيل، التي تضم آلاف الألواح المعدنية والتماثيل، كانت قد زينت قصر الملك في مملكة بنين في غرب أفريقيا قبل أن تُسرق من قبل البريطانيين في عام 1897 خلال عملية نهب دموية.
تم توقيع اتفاقية إعادة القطع الفنية في المتحف الهولندي يوم الأربعاء الماضي، ليُسجل هذا الحدث كأول عملية لإعادة الفن المسروق إلى نيجيريا من هولندا.
ومن الجدير بالذكر أن سرقة القطع المسروقة لم تتم على يد الهولنديين، حيث أنها نُهبت من قبل البريطانيين، الذين قاموا بسرقتها أواخر القرن التاسع عشر، ثم بيعها بمبالغ ضخمة.
Relatedألمانيا تعيد قطع البينين الأثرية البرونزية إلى نيجيرياشاهد: مصر تزيح الستار عن "أكبر خبيئة" من الآثار الفرعونية البرونزية الأمن المصري يحبط عملية تهريب قطع أثرية على متن رحلة متوجهة إلى تركيامصادرة قطع أثرية مصرية من متحف متروبوليتان بنيويورك ضمن تحقيق فرنسي عن تهريب الآثاروتعتبر هذه أكبر عملية لإعادة فن استعمار مسروق منذ عام 1897، ويُعتبر المتحف الهولندي "ويريلدموزيوم" من أبرز المتاحف التي أعادت أكثر من 1000 قطعة فنية إلى دول مختلفة حول العالم، على الرغم من أنه لا يزال يحتفظ بأكثر من نصف مليون قطعة تم الحصول عليها بطرق قانونية.
من جانبه، قال أولوجبولي هولواي، رئيس وفد نيجيريا،: "نحن كأمة نحظى الآن بالاحترام والتقدير الذي نستحقه". كما شدد إبو بروينز، وزير الثقافة في هولندا، على أن "ما نقوم به اليوم هو تصحيح للظلم وتحقيق العدالة".
أما ماريا فان بوميل، مديرة المتحف، فقد أكدت أنه "لا ينبغي شراء شيء مسروق، وهذا غير مسموح به في هولندا".
تُعد عملية إعادة هذه القطع الفنية خطوة تاريخية، حيث يعتقد المسؤولون النيجيريون أن هذه العملية ستؤثر بشكل إيجابي على المتاحف الأخرى في أوروبا وتدفعها نحو اتخاذ خطوات مماثلة في إعادة التراث المسروق.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية اكتشاف كنوز أثرية استثنائية في منتجع صحي روماني قديم بتوسكانا جرة أثرية يتجاوز عمرها 3 آلاف عام تُرمم وتعود للعرض بعد تحطمها على يد طفل في متحف حيفا رسمها أطفال.. اكتشاف جداريات أثرية مذهلة في مدينة بومبي الإيطالية سرقةآثارعلم الآثارتاريخلندننيجيرياالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب حركة حماس إسرائيل الاتحاد الأوروبي فرنسا دونالد ترامب حركة حماس إسرائيل الاتحاد الأوروبي فرنسا سرقة آثار علم الآثار تاريخ لندن نيجيريا دونالد ترامب حركة حماس إسرائيل الاتحاد الأوروبي فرنسا قطاع غزة واشنطن غزة أسرى قتل یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
هل رفض نيجيريا الاستسلام لترامب يؤشر على تدهور علاقات واشنطن في أفريقيا؟
نشرت مجلة فورين بوليسي أن نيجيريا، الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في أفريقيا، رفضت السياسة الأميركية الهادفة لترحيل مهاجرين من دول ثالثة إليها، مؤكدة أنها لن تنصاع لهذا الضغط رغم محاولة واشنطن استخدام الحوافز الاقتصادية والدبلوماسية لكسب موافقة الدول.
وأشار المقال الذي نشرته فورين بوليسي للكاتبة النيجيرية أولاجوموكي أيانديلي، الأستاذة بجامعة نيويورك، إلى أن وزير الخارجية النيجيري يوسف توغار قال في يوليو/تموز الماضي إنّ بلاده لديها "ما يكفي من مشاكلها الخاصة"، ولن تكون مستودعا لترحيل اللاجئين الذين لا تربطهم صلات بها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بلومبيرغ: استخبارات إسرائيل تعود للتركيز على الجواسيس بدل التكنولوجياlist 2 of 2جوزيب بوريل: قادة الاتحاد الأوروبي متواطئون مع إسرائيلend of listوعلّقت أيانديلي قائلة إن هذه الخطوة تمثل رفضا أوسع للمنطق التبادلي، الذي ظل يحكم العلاقات الأميركية-الإفريقية لسنوات. وأضافت أن نيجيريا لا تدافع فقط عن حدودها، بل تدافع عن سيادتها واستقلالها في صنع القرارات.
سياسة غربيةوأوضحت أن توسيع سياسة الترحيل التي بدأت في أميركا اللاتينية خلال الولاية الأولى لترامب امتدت إلى أفريقيا، مدعومة بوعود مساعدات أفضل وشروط تجارية مواتية وتخفيف قيود التأشيرات، كما ألقت السياسة الأوروبية والبريطانية بظلالها المشابهة من خلال اتفاقيات، مثل اتفاقية لندن-رواندا، ونقل طالبي اللجوء إلى مواقع خارجية.
وعن أسباب الرفض النيجيري، قالت الكاتبة إن نيجيريا تعاني من ضغوط داخلية كبيرة، بدءا من ارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي، وارتفاع بطالة الشباب، والنزاعات في الشمال، واستنزاف الموارد. كما أن السجون مكتظة بنسبة 137%، واستيعاب مرحّلين أميركيين معزولين سيزيد الأعباء على مؤسسات هشّة بالفعل، ويحول موارد نادرة بعيدا عن الاحتياجات المحلية العاجلة.
وأضافت أن هذا الموقف ينبع أيضا من الرؤية النيجيرية للسياسة الخارجية، والتي ترتكز على "ركائز أربع": الديمقراطية، والتنمية، والديموغرافيا، والشتات، وهي تؤكد طموح نيجيريا لتقود القارة الأفريقية من منطلق سيادة وسياسات خارجية قائمة على الإصلاح وليس التبعية.
إعلانورفض نيجيريا، وفقا للكاتبة، لا يخلو من مخاطرة، فقد يؤدي إلى توتر في العلاقات مع واشنطن والتأثير على التعاون المستقبلي، الأمر الذي قد يفجّر اضطرابا تجاريا ودبلوماسيا.
نيجيريا ترسم مسارا جديدا في الموقف الأفريقي حيث تسعى إلى إنهاء دور "المنفّذ" الذي لطالما فرضه الغرب على دول الجنوب لتنفيذ سياساته مقابل المساعدات رسم مسار جديدومع ذلك، فإن نيجيريا ترسم مسارا جديدا في الموقف الأفريقي، حيث تسعى إلى إنهاء دور "المنفّذ" الذي لطالما فرضه الغرب على دول الجنوب لتنفيذ سياساته مقابل المساعدات.
ومنذ فترة، كان يُنظر إلى الدول الأفريقية كجهة تحل أزمات الغرب، دون أن تحصل على صوت في صنع القرار. لكن الأمور بدأت تتغيّر، فقد رفضت جنوب أفريقيا ضغوط الولايات المتحدة في صلاتها مع روسيا وإيران، لا سيما في المسائل التجارية.
وتقول إيانديلي إن نيجيريا تبرز، اليوم، كبادئة لرؤية تتبنى استقلالية القرار الوطني، وشراكات قائمة على الاحترام المتبادل، حيث توفر دول مثل الصين وروسيا وتركيا وقطر والسعودية والإمارات بدائل غير مشروطة، تستهدف الاستثمار والبنى التحتية دون التلكؤ السياسي والشروط الأخلاقية. ومع أن تلك الخيارات تأتي بمخاطر كمشكلات الديون أو الحوكمة، فإنها تُفضّل لأنها تعامل الدول الأفريقية كشركاء متساوين، وليسوا أدوات خدمية.
تحذير لواشنطنوسلوك نيجيريا يمثل تحذيرا لواشنطن بأن الهيمنة والعقود المشروطة لم تعد تكفي، وأن احترام السيادة الوطنية، والقبول بالدول الأفريقية كشركاء حقيقيين يمثل الأساس للسياسة الخارجية الفعالة في المستقبل، فالتزامات الشراكة بديلا عن الضغوط ستكون العملة الجديدة للدبلوماسية.
وفي الختام، قالت إيانديلي إن رفض نيجيريا لترحيل مهاجرين من دول ثالثة يُعد موقفا إستراتيجيا قائما على مبدأ السيادة والواقعية وأسس السياسة الخارجية المستقلة، ويعكس توجها متزايدا في أفريقيا نحو إعادة صياغة علاقاتها الدولية بصورة أقل تبعية وأكثر احتراما للحقوق والمصالح المحلية.