سلط تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الضوء على تناقضات زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" من أقصى اليمين، أليس فايدل، فرغم كونها سياسية قومية معادية للمهاجرين وتروج للقيم الأسرية التقليدية، فإنها تعيش في سويسرا مع "زوجتها السريلانكية الأصل" وولديها.

ووفق التقرير -بقلم مراسل الصحيفة كريستوفر شفيتسه- فإن تناقضات فايدل الشخصية تعزز قيادتها وشعبية الحزب، عبر جعله يبدو أكثر انسجاما مع التيار العام.

وأكد التقرير أن فايدل لعبت دورا أساسيا في جهود الحزب في اقتحام التيار السياسي الرئيسي، وقفزت به إلى المركز الثاني قبل الانتخابات الوطنية الألمانية التي ستجرى يوم الأحد القادم، كما أشار إلى أنه في مرحلة ما من الحملة الانتخابية، صنفت فايدل كأكثر المرشحين شعبية من جميع الأحزاب المشاركة، مما يعكس نجاحها في استقطاب دعم كبير رغم الجدل الدائر حول مواقفها وحزبها اليميني المتشدد.

وقال التقرير إن تناقضات فايدل تمتد إلى حياتها المهنية والشخصية، فهي تعارض حقوق المثليين والمتحولين جنسيا ولكنها سحاقية، وتروج للقومية ولكنها تقيم خارج ألمانيا، وتدعي أنها تمثل دائرتها الانتخابية ولكنها اعترفت في إحدى المقابلات أنها لا تعرف عدد السكان الذين تمثلهم، ولا تقضي وقتا طويلا في منطقتها، وعند الضغط عليها بشأن هذه التناقضات، فإنها غالبا ما تتجنب الإجابات المباشرة أو تنسحب من المقابلات.

إعلان مفضلة لدى أميركا

ووصف التقرير فايدل بأنها "شخصية مفضلة لدى الإدارة الأميركية الجديدة"، ولفت إلى أن خبرتها الاقتصادية وإتقانها اللغة الإنجليزية بطلاقة ومظهرها العام ساعدها في كسب حلفاء دوليين، بما في ذلك الملياردير إيلون ماسك، الذي أيد بدوره زعيمة الحزب أثناء إحدى حملاتها الانتخابية، وقلل من أهمية ماضي ألمانيا النازي.

وقد استغلت فايدل الاستياء المتزايد من الأحزاب الرئيسية في ألمانيا لرفع شعبية حزبها، ولكن لم يوافق أي حزب رئيسي على تشكيل ائتلاف مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" حتى الآن، وفق التقرير.

صورة خداعة

وأشار التقرير إلى تعليق آن كاترين مولر -الخبيرة بشؤون الحزب من مجلة دير شبيغل الألمانية- بأن الحزب تحت قيادة فايدل أصبح أكثر تطرفا، ولكنه حافظ على صورة عامة مدروسة بعناية، تهدف إلى جعل المجتمع الألماني أكثر تقبلا له رغم ارتباط بعض أعضائه بالنازيين و مؤامرات تهدف للإطاحة بالدولة.

وأضاف فيرنر باتسيلت، وهو عالم سياسي، أن قدرة فايدل على التعبير عن رسالة الحزب بوضوح -رغم افتقارها إلى التعاطف والتسامح- جعلتها من أكثر الشخصيات فعالية في الحزب.

وقد رفضت فايدل سابقا أن تنأى بنفسها عن أعضاء متطرفين مثل بيورن هوكه، وهو قيادي في الحزب تم تغريمه لاستخدامه عبارات نازية، بل قالت إنها ستضمه إلى حكومتها إذا تم انتخابها، وفق التقرير.

ورغم إصرار فايدل على أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" تحرري وليس قوميا، وفقا للصحيفة، فإنها تدعم سياسات يمينية مثل ترحيل اللاجئين وتعارض دراسات التنوع الاجتماعي والجندر والطاقة المتجددة.

وخلص التقرير إلى أن نجاح فايدل في جلب حزبها إلى التيار السياسي السائد لا يمكن إنكاره، ولكن الخبراء يحذرون من أن زعامتها لم تخفف من تطرف الحزب، بل جعلته مستساغا أكثر للناخبين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

لي جاي ميونغ محام عصامي يرأس كوريا الجنوبية

محام وسياسي وناشط حقوقي كوري جنوبي، تولى زعامة الحزب الديمقراطي الكوري عام 2022، كما كان حاكم مقاطعة جيونجي بين عامي 2018 و2021، ترشح ممثلا للحزب الديمقراطي الموحد في الانتخابات الرئاسية الكورية الجنوبية عام 2022، تعرض لمحاولة اغتيال عام 2024، وفاز بالانتخابات الرئاسية في يونيو/حزيران 2025.

المولد والنشأة

وُلد لي جاي ميونغ عام 1963 في مدينة أندونغ بمقاطعة كيونغبوك الجبلية لأسرة كبيرة تتكون من 7 أبناء وبنات، وكان هو الطفل الخامس.

وبسبب الفقر المدقع الذي خيّم على عائلته اضطر إلى ترك مقاعد الدراسة بعد المرحلة الابتدائية والعمل مبكرا لإعالة أسرته، إذ لم تكن لديهم القدرة على تحمّل نفقات التعليم.

وكانت كوريا الجنوبية حينها غارقة في الفقر، إلى حد أن تاريخ ميلاد لي الرسمي ظل محل التباس، إذ لم يسجله والداه في السجلات المدنية إلا بعد مرور نحو عام على ولادته، شأنه في ذلك شأن كثير من العائلات التي ترددت في تسجيل مواليدها بسبب ارتفاع معدلات وفيات الرضع آنذاك.

انتقل لي جاي ميونغ في سن مبكرة إلى مدينة سونغنام القريبة من العاصمة سول، وهناك بدأ العمل في عدد من المصانع لمساعدة أسرته.

وأثناء فترة عمله تعرّض لحادثتي شغل، الأولى أسفرت عن قطع أصابعه إثر انحشارها في حزام ناقل، والثانية كانت أكثر مأساوية، إذ سُحق معصمه داخل آلة ضغط، مما خلّف له إصابة دائمة حالت دون قدرته على بسط ذراعه اليسرى طوال حياته.

 الدراسة والتكوين العلمي

رغم انقطاعه المبكر عن التعليم النظامي فإن لي جاي ميونغ لم يستسلم لظروفه القاسية، بل واصل الدراسة ذاتيا في أوقات فراغه أثناء العمل بالمصانع.

إعلان

وفي فترة لم تتجاوز عاما و3 أشهر تمكن من اجتياز امتحاني المرحلتين الإعدادية والثانوية، مما أهّله للالتحاق بكلية الحقوق في جامعة تشونغ آنغ في سول عام 1982 بفضل منحة دراسية كاملة شملت أيضا بدل معيشة.

وبعد 4 سنوات فقط اجتاز بنجاح امتحان نقابة المحامين في دورته الـ27 عام 1986.

وقرر أن يصبح محاميا في مجال حقوق الإنسان بعد أن استمع إلى محاضرة ألقاها الرئيس السابق روه مو هيون أثناء حضوره في معهد البحوث والتدريب القضائي.

في بداية حياته المهنية ركز لي على الدفاع عن الفئات المهمشة، ولا سيما العمال المتضررين من الحوادث الصناعية وسكان الأحياء الفقيرة المهددين بالإخلاء لصالح مشاريع إعادة التطوير الحضري.

التجربة السياسية

بدأ لي جاي ميونغ مسيرته السياسية رسميا في أغسطس/آب 2005 بانضمامه إلى حزب "أورينوري" الذي يعني باللغة العربية "نحن معا" أو "الموحدون"، والذي تحول لاحقا إلى الحزب الديمقراطي الموحد.

ورغم محاولاته السابقة الفاشلة للترشح لمنصب عمدة سيونغنام ومقعد البرلمان عن مقاطعة بوندانغ-جاب فإنه حقق نجاحا ملموسا في انتخابات 2010 بفوزه بمنصب عمدة المدينة.

وأثناء ولايته الثانية أطلق 3 سياسات مجانية للرعاية الاجتماعية شملت إعانة الشباب، ورعاية ما بعد الولادة، وتوفير الزي المدرسي المجاني، مما ساهم في تعزيز شعبيته بين سكان المدينة.

وفي 2016 جذب اهتماما واسعا بعد إضرابه عن الطعام مدة 11 يوما احتجاجا على خطة حكومة بارك كون هيه التي كانت تهدف إلى توزيع 500 مليار وون (نحو 370 مليون دولار) من إيرادات 6 حكومات محلية في مقاطعة جيونجي على حكومات محلية أخرى، وهو موقف اعتُبر دفاعا قويا عن مصالح المقاطعة.

كان لي أيضا من أوائل السياسيين الديمقراطيين الذين طالبوا باستقالة الحكومة في وقفة احتجاجية بالشموع في ساحة كوانغ هوامون، مما عزز صورته باعتباره معارضا بارزا للنظام الحاكم.

إعلان مرشح رئاسي

بعد عزل الرئيسة باك غن هيه ترشح لي في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي للرئاسة عام 2017، لكنه لم يتمكن من الفوز، ونال المركز الثالث بنسبة 21.2% من الأصوات.

وفي الانتخابات التمهيدية الرئاسية لعام 2021 حقق تقدما ملموسا بهزيمته زعيم الحزب الديمقراطي السابق لي ناك يون، وحصل على 50.29% من الأصوات، وأصبح بذلك المرشح الرسمي للحزب الديمقراطي لأول مرة في تاريخه.

ورغم ترشحه القوي فإنه خسر بفارق ضئيل جدا (0.76%) أمام منافسه يون سوك يول في الانتخابات العامة، متأثرا بشكوك فساد متعلقة بمشروع تطوير "دايجانغ دونغ" والصراعات الداخلية مع جناح مؤيد للرئيس السابق مون جي إن داخل الحزب.

قيادة الحزب الديمقراطي

بعد شهرين فقط من خسارته في الانتخابات الرئاسية خاض لي انتخابات فرعية عن دائرة كايانغ إل بمدينة إنتشون في يونيو/حزيران 2022 ونجح في الفوز بها، وفي أغسطس/آب من العام ذاته أصبح زعيما للحزب الديمقراطي.

تحت قيادته تبنّى الحزب موقفا معارضا تجاه حكومة يون سوك يول، مقدما عشرات مشاريع القوانين لعزل المسؤولين الفاسدين وساعيا إلى تشريع قوانين تحقيق خاصة في قضايا بارزة، مثل وفاة الجندي تشاي وقضية كيم غون هي زوجة الرئيس السابق.

حقق الحزب الديمقراطي بقيادة لي فوزا ساحقا في الانتخابات البرلمانية العامة التي أجريت في أبريل/نيسان 2024 بحصوله على 175 مقعدا، مما سهل إعادة انتخابه زعيما للحزب في أغسطس/آب 2024.

محاولة اغتيال

في يناير/كانون الثاني 2024 وأثناء زيارة ميدانية إلى مدينة بوسان تعرّض لي جاي ميونغ لمحاولة اغتيال، إذ طُعن حينها في عنقه بسلاح أبيض.

أصابت الطعنة الوريد الوداجي، مما تسبب في نزيف حاد كاد يودي بحياته، لكن تدخّل الطواقم الطبية أنقذه في اللحظات الحرجة من موت محقق.

رئيس كوريا الجنوبية

في 3 يونيو/حزيران 2025 كشفت نتائج فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية الكورية الجنوبية عن تقدم مرشح "الحزب الديمقراطي" ذي التوجهات اليسارية لي جاي ميونغ بحصوله على 49.01% من الأصوات، متقدما على منافسه المحافظ كيم مون سو مرشح "حزب سلطة الشعب"، والذي نال 42.62%.

إعلان

وقد أدى لي جاي ميونغ اليمين الدستورية رسميا في 5 يونيو/حزيران، وأصبح الرئيس الـ14 لكوريا الجنوبية، وأعلنت الجهات المعنية أن نسبة المشاركة بلغت 79.4%، وهي الأعلى منذ انتخابات عام 1997.

مقالات مشابهة

  • التقرير الطبى للموظف المعتدى عليه بسوهاج: انفجار مفرغ فى مقلة العين اليسرى
  • ننشر التقرير الطبي لمسؤول حماية الأراضي المعتدى عليه أثناء تنفيذ إزالة تعديات في سوهاج
  • مسؤولة تحدد فترة زمنية لإعادة تسليح الجيش الألماني
  • بالفيديو والصور .. المستشار فريدريش ميرتس يهدي ترمب شهادة ميلاد جده الألماني
  • لي جاي ميونغ محام عصامي يرأس كوريا الجنوبية
  • المستشار الألماني يكشف وثيقة عن جد ترامب
  • أبو زعيمة
  • هنأ القيادة بعيد الأضحى وثمن رعايتها للحجاج.. وزير الخارجية يبحث مع نظيره الألماني وغوتيريش العلاقات والمستجدات
  • بحث ملفات أمنية وتجارية حساسة.. المستشار الألماني يزور الولايات المتحدة للمرة الأولى
  • ضجة يشعلها المستشار الألماني بكشف وثيقة عن جد ترامب بلقاء في البيت الأبيض.. ماذا نعلم؟