مقال معاد النشر، تم نشره في العام 2017م – المناسبة: تفشي وباء الكوليرا في منطقة النيل الأبيض في العام 2025م بسبب الحرب القائمة حتى الآن – أما آن الوقت لهذه الحرب اللعينة أن تضع أوزارها؟.

الاهداء:

إلى أهلنا الكريمين في السودان، وخصوصا الطيبين في منطقة النيل الأبيض. اهداء لكل من عانى من وباء الكوليرا أو فقد عزيز لديه بسببها.

إلى أهلنا في تندلتي وكوستي وربك والجزيرة أبا والدويم وشبشة حتى الكوة والقطينة وغيرهم في مدن وقرى وضواحي النيل الأبيض.

الكوليرا مرض بكتيري سهل الوقاية والتشخيص والعلاج ولكن تفشيه يمكن أن يؤدي في يوم وليلة بمدن وقرى بأكملها. مقالي هذا ليس عزاء لمن عانى الكوليرا أو فقد انسان عزيز. ولكن ربما كان ساعد في التوعية الصحية لتجنب الكوليرا أو عمل اللازم وقت الضرورة.

التاريخ:
يرجع تاريخ تفشي الكوليرا الحديث إلى القرن التاسع عشر. والذي انتقلت فيه عدوى الكوليرا من موطنها الأصلي في شبه القارة الهندية وبالتحديد في دلتا نهر الجانج الكبير والأكثر تلوثا. النهر الخالد الذي يعني لأهل الهند الحياة والموت وكل شيء. ومنه انتقلت جرثومة المرض محمولة برا وبحرا عبر التجار والمسافرين إلى شتى بقاع الأرض. وكانت الكوليرا في طريقها من الهند لبقية العالم، أولا لروسيا ثم إلى غرب أوروبا ثم إلى أمريكا الشمالية. الشيء الذي جعل منها مرض عابر للقارات ومستوطنا في كثير من البلدان، خصوصا التي عانت ويلات الحرب والفقر. وتاريخيا يعرف الانسان مرض الكوليرا كوباء فتاك. إذ يأتي في وقت وجيز ويحصد آلاف من الأرواح البشرية في المناطق الموبوءة. الشيء الذي ترك تاريخيا أثرا للوباء في كثير من المناطق. ويعرف زمنيا حتى الآن ومنذ العام 1817م عدد سبعة أوبئة للكوليرا، توزعت في كثير من البلدان، بما فيها دول صناعية كبرى كبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة الامريكية. ومن ضحايا الكوليرا في حقب زمنية متفاوتة كل من الآتي: وقعت الأوبئة الست الأولى ما بين عامي 1817م و1923م. واثرت خمسة أوبئة منها على أوروبا، بينما وصلت أربعة أوبئة إلى الولايات المتحدة مسببة اجماليا عدد 150 ألف حالة وفاة في العام 1832م. وكانت بداية وباء الكوليرا السابع في القرن العشرين، بالتحديد في العام 1961م، ويوصف بأنه وباء شامل، لتفشيه في عدد كبير من الدول. وفي العام 1991م وصلت الكوليرا إلى خمسة من قارات العالم.

الاكتشاف:

يرجع تاريخ الكوليرا إلى المخطوطات القديمة في كل من شبه القارة الهندية والصين كما ذكر العالم اليوناني الكبير "هيبوكراتيس" الكوليرا ومرضاها في مدوناته العلمية في الفترة ما بين 460 إلى 377 قبل ميلاد السيد المسيح. ولكن يرجع الفضل في اكتشاف البكتيريا المسببة للكوليرا للعالم الايطالي "فليبو باسيني" في العام 1854م، والذي رأي لأول مرة الفيبريو كوليرا المسبب للمرض. ووقتها كان يسود الاعتقاد بانتقال عدوى بكتيريا الكوليرا عن طريق الروائح الكريهة. ولكن أتى من بعد ذلك عالم الوبائيات البريطاني المعروف "جون سنو"، والذي حدد في القرن التاسع عشر، ارتباط انتققال عدوى الكوليرا عن طريق مياه الشرب الملوثة بالبكتيريا. الشيء الذي ساعد من بعد في دحرها موقتا هو معالجة الماء واصلاح مضخاته وتنظيفها وتعقيمها خارجيا، من الحد من انتشار الكوليرا في وباء كوليرا لندن الشهير في العام 1854م. ومن بعد ذلك أتى العالم الألماني المشهور "روبرت كوخ"، ووصف بدره البكتيريا المسببة للكوليرا لأول مرة في التاريخ البشري، قائلا بأنها بكتيريا تتحرك عن طريق أسواط، وتهتز باستمرار في مكانها. وهذا بعد فحص عينات لبكتيريا الكوليرا، أتت من بحث من ميداني لروبرت كوخ في مصر في العام 1883م.

الإحصائيات:

تشير تقديرات الباحثين في مجال الوبائيات إلى حدوث ما بين 1,3 إلى 4,0 مليون حالة إصابة بالكوليرا في كل عام. الشيء الذي ينتج عنه عدد وفيات تقدر ما بين 21.000 إلى 143.000 حالة وفاة بسبب الكوليرا في مناطق العالم الموبوءة. وتأتي غالبا بسبب تلوث مياه الشرب والأغذية الطازجة في مناطق تكثر فيها النزاعات أو الحروب أو الكوارث الطبيعية كهطول الأمطار الثقيلة والمياه الراكدة والفيضانات والزلازل والبراكين. الشيء الذي ينتج عنه تحركات بشرية كبيرة أو السكن في مجموعات كبيرة، مربوطا بعدم مراعاة الجوانب الصحية الشخصية أو صحة البيئة. وحسب احصائيات منظمة الصحة العالمية، تأتي القارة الأفريقية بنسبة 87% في المقدمة فيما يخص حالات تفشي الكوليرا. حيث سجلت في الآونة الأخيرة، حالات كثيرة للوفاة بسببها. ويرجع السبب في ذلك إلى تردي الأوضاع الصحية في كثير من الدول النامية وعليه تفشي الوباء. هنا على سبيل المثال في كل من الهند، والعراق، والكونغو، وهايتي، واليمن والسودان.

العدوى:

تعيش البكتيريا المسببة للكوليرا في مياه الأنهار ذات الوسط المالح نسبيا وفي بعض مياه المناطق الساحلية. ويمكن أن تنتشر الكوليرا في المناطق التي لا تهتم بعالجة مياه الشرب أو المجاري والمصارف الصحية. وتنتقل العدوى ببكتيرياها مباشرة عن طريق ماء الشرب أو الأغذية، خصوصا الخضروات والفاكهة بعد تلوثها. ولبكتيريا الكوليرا فترة حضانة قصيرة تتراوح ما بين ثمانية ساعات إلى خمسة أيام. وعند حدوث الإصابة بها، مع تزامن غياب العلاج المناسب، يكون المريض عرضة للموت بعد مرور ساعات قليلة. وهنا يجدر الذكر بوقوع الأطفال والحوامل وكبار السن ومرضى سؤ التغذية كأول الضحايا للكوليرا، في حالة غياب المتابعة الدقيقة، وتزويدهم بما يلزم من علاج ومواد مكملة. ويمكن أن يكون الناقل هو الشخص المريض أو الشخص المخالط والحامل للميكروب من دون وجود أعراض مرضية واضحة. كما يكون الذباب أيضا وسيط ناقل للمرض من الانسان المصاب إلى الانسان الصحيح. ولا تعتبر الحيوانات وسيط ناقل للكوليرا، وأنها ليس بمرض حيواني المنشأ كمعظم الأمراض الالتهابية المعروفة، أي أنها "ليست بسونوزيس".

الأسباب:

تتميز الكوليرا من بين الأمراض المعدية بانها فائقة العدوى وتنتقل من شخص مصاب إلى شخص صحيح بسرعة. والمسبب للاصابة بها هو نوع من البكتيريا، يسمى بالفيبريو كوليرا. وينتقل هذا النوع من البكتريا عن طريق الجهاز الهضمي، مجتازا للوسط الحمضي في المعدة، ليستقر في الجزء العلوي للأمعاء الدقيقة متشبثا بالأغشية المخاطية المبطنة لجدارها، للتحكم أخيرا في زمام جهاز مناعة الجسم. وعندها تتكاثر البكتيريا، وتفرز مادة سامة، وتحفز البكتيريا جدار الأمعاء عن طريق تنشيط انزيمي لإمتصاص وجمع كمية كبيرة من الماء. الشيء الذي ينتج عنه الاسهال والاستفراغ المائي المتواصل معا. والذي يؤدي في وقت وجيز إلى جفاف الجسم وأغشيته، مع تزامن فقدان الماء وأهم العناصر الضرورية للجسم مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد. الشيء الذي يؤدي إلى حموضة الدم، واختلال وظائف الكليتين وغيره من أعضاء الجسم.

الأعراض:

من أعراض الكوليرا المميزة، الاصابة بالاسهال المائي، والذي يشبه في شكله ماء الأرز المطبوخ. وهذا بسبب فقدان الجسم لمواد هامة فيه. وتستمر الأعراض لمدة تتراوح بين ستة ساعات وخمسة أيام من بعد الاصابة بالكوليرا. زيادة على ذلك يصاحب اسهال الكوليرا أيضا الاستفراغ المستمر وبكميات كبيرة. وتختلف شدة هذه الأعراض من شخص إلى آخر، وهذا حسب قوة مناعة الجسم وحالته العامة. وأحيانا تكون الأعراض بسيطة بنسبة 75% في حالات لا تظهر فيها أعراض، وفي 20% حالات تكون متوسطة المستوى، وفي 5% من الحالات تنتهي الاصابة بالعلاج السريري المعزول. وتصاحب الكوليرا أعراض مرضية أخرى، كالمغص والغثيان والدواروالتقلصات والتشنجات العضلية، خصوصا في الأطراف والبطن. الشيء الذي يجعل الاسهال والاستفراغ الشديدين، مهددا لحياة المصاب بفقدان نسبة 10% من السوائل، والتي تذوب فيها المواد الضرورية للجسم كأملاح الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد. ومن أعراض الكوليرا الأخرى، هبوط الدورة الدموية وضغط الدم وطاقة الجسم بفقدان حجم السوائل، مع تزامن انتظام خفقان القلب، قلة كمية البول، والشعور بالعطش الشديد بسبب فقدان ماء الجسم. ويشكو كبار السن أحيانا من ألم أو ضيق في منطقة الصدر، كما يمكن أن تسبب الكوليرا عندهم انسداد في الشريان التاجي. والاصابة بالكوليرا تؤدي إلى جفاف أغشية الجسم سريعا، والذي ينتج عنه أحيانا الفشل الكلوي، أو نقص غاز الأوكسجين الضروري لعمل الدماغ، مما يؤدي للموت في فترة تقدر ب 24 ساعة في حالة

التشخيص:

يبني تشخيص الكوليرا على أخذ عينة من مخلفات الشخص المصاب، عزل بكتيريا الكوليرا معمليا، وفحصها بالمجهر الضوئي المكبر. كما يمكن تزريع عينة من البراز أو القيء من المصاب. والتي تظهر نتيجتها في مدة أقصاها 24 ساعة. ويظل المصاب ناقل للعدوى حتى شفاءه وخلوه من البكتيريا المسببة للكوليرا تماما.

العلاج:

يعتمد علاج الكوليرا على معالجة قصور الدورة الدموية وتعويض جفاف الجسم، الناتجين بسبب الاسهال والاستفراغ الشديدين، بفقدان الجسم للماء والأملاح. ولذا ينصح بشرب كمية كبيرة من الماء والسوائل. كما يحقن المصاب بمحاليل وريدية تحتوي على العناصر المفقودة في حالات النقص الشديدة. ويعطى المصاب أيضا مضادات حيوية لعلاج حالة الكوليرا الالتهابية، على سبيل المثال حبوب التتراسيكلين والفيبراماسين. ومهم عدم علاج أعراض الكوليرا من اسهال واستفراغ بعلاجات أخرى، بل علاج العدوى البكتيرية المسببة للمرض بطرق علاج الكوليرا المعروفة. ومن وصفات العلاج المنزلية في المناطق البعيدة عن مراكز العلاج، يمكن اتباع الطرق الآتية:

أخذ ملعقة واحدة صغيرة من الملح + أخذ أربعة ملاعق صغيرة من السكر، واذابتها في لتر من الماء المغلي بعد تبريده للشرب، لتعويض السوائل المفقودة - (هنا لا بد من أن يكون الماء معقم بالغليان).

أو: أخذ 2,5 جرام كلوريد الصوديوم + 2,5 بيكربونات الصوديوم (بكانج باودر أو البكنبودر) + 21,6 جرام سكر الجلوكوز، واذابتها في لتر من الماء المغلي بعد تبريده للشرب، لتعويض السوائل المفقودة - (هنا لا بد من أن يكون الماء معقم بالغليان).

الوقاية:

من أجل الوقاية من الكوليرا في مراكز العلاج، يتوجب أولا تطعيم العاملين في مراكز العلاج، كما يجب التبليغ الفوري عن كل حالة اصابة بالكوليرا، تسجيلها، والفحص السريع لأفراد الأسرة التي ينتمي إليها المريض. كما يجب عزل المريض لعلاجه في مركز لا يسمح له بالخروج منه حتى الشفاء التام. ويتوجب في الفترة العلاجية نظافة جسم المريض، والاهتمام بملابسه، غسلها بطريقة معزولة، والتخلص من فضلات المرضى المعزولين بطريقة علمية مدروسة.

وللوقاية من الكوليرا في المناطق الموبوءة، ينصح بصحة البيئة في دورات المياه ومجاريها، كما ينصح بالابتعاد مبدئيا من تناول الفاكهة والخضروات في أول أيام الوباء. وبعد الاستكشاف، يمكن تناول الخضروات بعد غسلها ثم طهيها جيدا. كما ينصح بمراعاة الطهي الجيد للحليب واللحوم المجلوبة من الأسواق قبل تناولها. ومن أهم سبل السلامة، هو مراعاة الجانب الصحي لماء الشرب ومصادره. وينصح بغلي الماء قبل شربه، في المناطق التي تنتشر فيها الكوليرا والأيام الأولى لتفشي الوباء. زيادة على ذلك ينصح بالابتعاد عن الأغذية التي تباع في الشارع العام أو المطاعم التي لا تراعي الجانب الصحي للأغذية وحفظها. وينصح بمكافحة الذباب المنزلي، وغسل اليديد بالصابون عند ملامسة وسط ربما كان على صلة ببكتيريا الكوليرا.

التغذية:

يسمح لمريض الكوليرا بتناول الغذاء بطريقة عادية بعد توقف القيء مباشرة. ويسمح له أولا بتناول الماء والمحاليل بالفم، حتى تزول حالة الجفاف البدني. ثم يتلو ذلك السماح للمريض بتناول الأغذية الخفيفة، المكون من الخبز والسوائل المسكرة، كما يمكن تناول الأرز والبطاطس بعد سلقها بالماء والملح أو تناول الفول أو شوربة الخضار لمدة ثلاثة أيام. ويتلو من بعد ذلك تناول الأغذية المحتوية على اللحوم والقليلة الدهون بالتدريج، مع مراعاة الكمية المتناولة بعد الاصابة بالكوليرا والتهاب الأغشية المخاطية للجهاز الهضمي، خصوصا المعدة والمصران.

E-Mail: [email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: وباء الکولیرا النیل الأبیض الکولیرا فی فی المناطق الشیء الذی فی کثیر من فی منطقة فی العام عن طریق یمکن أن ما بین من بعد

إقرأ أيضاً:

الغارديان: الآن الوقت المناسب للتحرك الغربي بشكل حاسم بشأن مجاعة غزة

أكدت صحيفة "الغارديان" أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وداعميه من اليمين المتطرف/ عملوا على مدى أشهر بوحشية لتحويل قطاع غزة إلى جحيم غير صالح للسكن، وفي الضفة الغربية عملوا على  التوسع المستمر للمستوطنات الإسرائيلية بهدف إجهاض إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة إلى الأبد. 

وقالت الصحيفة الخميس في افتتاحيتها أن كل ذلك يمثل نهج نتنياهو في الدعوة إلى حل الدولتين في الشرق الأوسط مع العمل بشكل منهجي لضمان عدم حدوثه أبدًا.

وأضافت "بالتالي، أرسل كير ستارمر إشارة بإعلانه أنه في غياب وقف إطلاق النار وإحياء عملية السلام، ستتحرك بريطانيا للاعتراف رسميًا بفلسطين، وعلى خلفية صور المجاعة في غزة التي تُذكرنا بفظائع بيافرا أو إثيوبيا في القرن العشرين، يُشير تدخل السير كير (وتدخل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون) إلى ضرورة خلق مستقبل مختلف عن المستقبل الذي تتخيله حكومة إسرائيل المتطرفة".


وأوضحت أن "الضرورة المُلحة ليست بناء دولة؛ الهدف هو إنقاذ سكان على شفا الانهيار الاجتماعي والمادي، وأكدت وكالة الأمم المتحدة للأمن الغذائي أن أسوأ سيناريو للمجاعة يتكشف في قطاع غزة". 

وبيّنت أن "مواقع التوزيع الأربعة التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية، والتي تروّج لها إسرائيل كبديل لمساعدات الأمم المتحدة الممنوعة، غير كافية على الإطلاق وخطيرة للغاية للوصول إليها. وما يقرب من 100 ألف امرأة وطفل بحاجة ماسة إلى علاج لسوء التغذية، بينما يقضي واحد من كل ثلاثة فلسطينيين في غزة أيامًا دون طعام".

وأكدت الصحيفة أنه "في محاولة لكسب الرأي العام الدولي، استأنفت إسرائيل تكتيكها السابق المتمثل في تطبيق إجراءات تخفيف جزئية وتخفيف العوائق مؤقتًا أمام إيصال المساعدات. ولكن في ظل هذا الوضع المدمر، حيث انهار التماسك الاجتماعي والنظام، فإن أزمة المجاعة في غزة متقدمة جدًا بحيث لا يمكن حلها من خلال "هدنات إنسانية" لوقف الهجوم العسكري. وبالمثل، قد يُهدئ إسقاط المساعدات جوًا ضمائر الدول الغربية، لكنه سيوفر الحد الأدنى من الغذاء، وقد أثبت خطورته وعدم فعاليته في الماضي".

وأشارت إلى أن "الواقع الوجودي جليّ. ما لم توافق إسرائيل على إنهاء الحرب، وتتراجع للسماح بتدفق هائل ومستدام من مساعدات الأمم المتحدة، سيموت آلاف الفلسطينيين، إما بشكل مباشر أو غير مباشر، نتيجة مجاعة من صنع الإنسان، ولدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي مُنعت من العمل بشكل فاضح من قبل إسرائيل لأسباب زائفة، ما يعادل 6000 شاحنة من الأغذية والأدوية جاهزة للعبور إلى غزة. إلى جانب منظمات الإغاثة الأخرى، يجب تمكينها من استخدام خبرتها وتجاربها لإنقاذ القطاع من حافة الهاوية".


وذكرت أن "المبادرات الدبلوماسية تجاه الدولة الفلسطينية لن تُسهم في تحقيق هذه النتيجة، كما أكد رد نتنياهو الرافض على تصريح السير كير. مع ذلك، قد تُزيد العقوبات الضغط على نتنياهو، إذ تتجلى آثار العزلة الأخلاقية لإسرائيل بشكل ملموس. لدى الاتحاد الأوروبي، أكبر وجهة لصادرات إسرائيل، أوراقٌ للعب. يمكن لبريطانيا أن تتحرك لإيقاف الوصول التجاري التفضيلي، وتوسيع القيود الحالية على مبيعات الأسلحة".

وختمت أنه "مع اتساع نطاق رد فعل إسرائيل على المجزرة المروعة التي وقعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أصبحت غير متناسبة بشكل صادم، لم يبذل حلفاؤها في الغرب جهدًا يُذكر للتأثير على مجرى الأحداث. هذا الأسبوع، في أوروبا على الأقل، بدأ المزاج يتغير. ولكن لإنقاذ غزة، لا بد من اتخاذ إجراء حاسم".

مقالات مشابهة

  • أفضل وقت لشرب الماء لإنقاص الوزن وتحسين الهضم
  • والي النيل الأبيض يدشن استخراج وتوزيع بطاقات اللاجئين..!
  • الغارديان: الآن الوقت المناسب للتحرك الغربي بشكل حاسم بشأن مجاعة غزة
  • القميص الأبيض: قطعة كلاسيكية لا غنى عنها.. وهذه أصول تنسيقه
  • نبتة ورد النيل.. لص المياه الذي يهدد البيئة والزراعة في مصر
  • «سلمان للإغاثة» يوزّع 600 سلة غذائية في ولاية النيل الأبيض بالسودان
  • الوقت الأفضل للاستحمام ليلًا أم نهارًا
  • جيمي لي كورتيس تتحدث عن الضرر الذي لحق بالنساء بسبب صناعة التجميل
  • «الأبيض» يرفع «القائمة الموسعة» إلى 38 لاعباً
  • «الاستحمام الدافئ» قبل النوم… عادة بسيطة تحدث فرقاً كبيراً