من التطوع والمنفى إلى التحرير والتغيير.. هذه حكاية فريق ملهم
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
في حلقة جديدة من "بودكاست البلاد"، كشف عاطف نعنوع، المدير التنفيذي لفريق ملهم التطوعي، قصة تأسيس الفريق الذي بدأ بمبادرة طلابية بسيطة، وتحول إلى واحدة من أكبر المنظمات الإنسانية في سوريا، جمعت ملايين الدولارات وساعدت آلاف العائلات في أصعب الظروف.
وُلد فريق ملهم عام 2012 في الأردن، حيث كان عاطف نعنوع طالبا في الجامعة، وقد بدأت القصة بمبادرة بسيطة لمساعدة طفلة في مخيم الزعتري تستهدف شراء هدية بخمسة دولارات، ليجمع نعنوع ورفاقه 2000 دينار أردني (حوالي 2800 دولار) من خلال منشور على فيسبوك.
وقادت هذه البداية البسيطة لنقلة كبيرة، حيث تحول الفريق من مجموعة طلابية إلى منظمة إنسانية ضخمة جمعت أكثر من 90 مليون دولار على مدى 9 سنوات.
من هو ملهم؟
وملهم الذي اختاره الفريق اسما له هو اسم لشهيد سوري قضى في معركة ضد قوات النظام السوري عام 2012، وكان من أوائل المتظاهرين في مدينة جبلة السورية، ومن أوائل المعتقلين والمهجرين.
واختار الفريق اسم "ملهم" تكريما له، حيث أصبح رمزا للثورة والتضحية، وفي ذلك يقول نعنوع "ملهم كان شخصا استثنائيا، وكان تأثيره كبيرا على شباب جبلة، حتى إن الكثيرين خرجوا للقتال بعد استشهاده".
إعلانواجه الفريق تحديات جمّة، أبرزها تأمين التمويل المستدام والتعامل مع الاتهامات التي لاحقته، إلا أن التزامه بالشفافية، من خلال نشر تفاصيل التبرعات والمصروفات، ساعده في كسب ثقة الداعمين. وفقا لنعنوع، فإن الشفافية والعفوية في العمل كانتا الركيزتين الأساسيتين لاستمرار الفريق ونموه.
اعتمد الفريق بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي لجمع التبرعات، حيث كان ينشر قصص المستفيدين ويظهر تأثير التبرعات بشكل مباشر. هذه الشفافية جذبت مئات الآلاف من المتبرعين من حول العالم.
وعمل فريق ملهم في مناطق مختلفة من سوريا، بما في ذلك المناطق التي كانت تحت سيطرة النظام، وقد واجه الفريق تحديات كبيرة، خاصة في مناطق مثل إدلب، حيث كانت الهيئة الشرعية تحكم. يقول نعنوع "كنا نخشى من أن يتم استهدافنا، لكننا واصلنا العمل لأننا كنا نؤمن بأن الناس بحاجة إلى المساعدة".
ومن بين القصص التي أثرت في نعنوع، قصة طفل صغير يُدعى إبراهيم، تم إنقاذه من تحت الأنقاض بعد الزلزال الذي ضرب سوريا عام 2023، ونشر الفريق فيديو للطفل وهو يأكل موزة بدمائه، مما أثار تعاطفا كبيرا وتلقى الفريق أكثر من 100 طلب لتبني الطفل.
يقول نعنوع "هذا الفيديو أنقذ مخيما كاملا، لأن التبرعات التي جاءت من ورائه ساعدت الكثيرين"، كما ساعد الفريق في إعادة توحيد عائلات مفقودة، حيث تمكّن من إعادة طفل إلى أبيه بعد سنوات من الفراق.
مع مرور السنوات، توسعت أنشطة فريق ملهم لتشمل بناء القرى السكنية للنازحين، ودعم الأيتام، وتمويل العمليات الجراحية للمرضى المحتاجين، وفي عام 2023، أطلق الفريق مشروع "قرية ملهم"، وهو مجمع سكني متكامل في شمال سوريا، يستهدف توفير مساكن دائمة للأسر المتضررة من الحرب.
إعلانلم يتوقف تأثير الفريق عند حدود سوريا، فقد لعب دورا بارزا في حملات الإغاثة بغزة ولبنان والسودان، حيث نجح في إدخال قوافل مساعدات إلى غزة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، مما أكسبه احتراما واسعا في الأوساط الإنسانية.
رغم النجاح الذي حققه الفريق، فإن مؤسسيه لم يسلموا من التحديات الشخصية، إذ تعرضوا لانتقادات وتهديدات عديدة. ومع ذلك، يصر نعنوع على أن العمل الإغاثي ليس مجرد مساعدة للآخرين، بل هو التزام أخلاقي ومسؤولية لا يمكن التخلي عنها.
عاش فريق ملهم لحظات تاريخية خلال تحرير سوريا وسقوط نظام بشار الأسد، وقبل سنتين من هذا السقوط، التقى نعنوع بالرئيس السوري الحالي أحمد الشرع في إدلب، وكان لقاء غير متوقع، حيث جاء الشرع لزيارة خيمة جمع التبرعات التي أقامها الفريق.
يقول نعنوع "كان اللقاء وديا، وتحدثنا عن مستقبل سوريا. وعدني الشرع بأننا سندخل دمشق خلال سنتين، وقد أوفى بوعده".
ويواصل فريق ملهم عمله الإنساني، مع خطط للتوسع في مناطق جديدة بسوريا، وفي ذلك يقول نعنوع "نحن الآن في مرحلة جديدة، حيث نعمل على إعادة إعمار سوريا ومساعدة الناس على العودة إلى ديارهم".
ويختتم نعنوع حديثه بالقول "النصر الحقيقي هو أن نمنح أبناءنا سوريا أفضل مما تركناها. نحن لا نحاسب على النتائج، بل على السعي والجهد الذي نبذله من أجل مستقبل أفضل".
23/2/2025المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
حكاية «نورزاد» زهرة الجنة.. دخلت المستشفى سيرا وخرجت منها لـ الطب الشرعي| صور
قبل أكثر من 35 يوما كانت نورزاد تعيش حياتها كمثلها من الفتيات، فهي زهرة تمتلك 23 ربيع، دخلت إلى المستشفى يوم 23 يونيو لإجراء دعامة بالقناة المرارية باستخدام المنظار، لكن أثناء العملية ونتيجة لخطأ طبي على حد قول أسرتها خرجت لهم في كفنها إلى الطب الشرعي في 22 يوليو.
حكاية المهندسة نور عروسة الجنة سردتها خالتها مريم، حيث قالت لـ صدى البلد «أن مريم كانت عروسة الأسرة وكان الجميع يحبها، إلا أنها دخلت المستشفى بكل بساطة لإجراء عملية منظار، وفجأة تدهورت الحالة يوما بعد يوم حتى يوم 22 يوليو حينما تم إبلاغهم بوفاتها».
شرحت أسرة المهندسة نور الحالة «دخلت نور إحدى المستشفيات الخاصة يوم ٢٣ يونيو لإجراء دعامة بالقناة المرارية باستخدام المنظار، لكن أثناء العملية، تسبب الجراح في ثقب بالإثنى عشر أدى لتسرب خطير داخل تجويف البطن».
وتابعت الأسرة «رغم وضوح علامات الخطر، أُهملت حالتها يومين كاملين دون تدخل جراحي، مما أدى إلى تسمم دموي وانهيار تدريجي في وظائف الجسم التدخل لم يتم إلا بعد استشارة طبيب خارجي أبلغنا أن حياتها في خطر، فتمت الجراحة التصحيحية بنجاح».
واستكملت الأسرة «لكن بعد الجراحة، بدأت أزمة جديدة في التنفس، وفشل الأطباء في تشخيص السبب بدقة، وتم التعامل معها فقط بشكل عرضي تدهورت حالتها عدة مرات، وأُعيدت للرعاية المركزة أكثر من مرة دون قرارات طبية حاسمة».
وفي المرة الأخيرة، يوم الاحد ٦ يوليو بدأت أعراض اختناق شديد، لكن طبيب الرعاية المناوب رفض الحضور قائلاً: “مافيش داعي للمبالغة”… ورغم توسلاتنا، لم يتدخل بعد فترة قصيرة، توقف قلبها لمدة 45 دقيقة، ما أدى إلى تلف دائم في خلايا المخ.
ودخلت في غيبوبة لم تفق منها، وتوفيت بعدها بأسبوعين يوم ٢٢ يوليو ، خرجنا من المستشفي علي مشرحه زينهم و قاموا بتشريح رغم انه قرار صعب بس مش هيبقي اصعب علينا من الحصل و واثقين ان حقها هيرجع لو تم التشريح.
أكدت أسرة المهندسة نور «نور ماتت بسبب الإهمال والتأخير وسوء التشخيص، وده مش مجرد خطأ طبي دي جريمة، خطأ طبي تسبب في ثقب لها وترك الحالة يومين بدون تدخل وتشخيص غير دقيق لها ثم إهمال متكرر داخل غرفة العناية المركزة وتأخر في إنعاش القلب نتج عنه تلف في المخ».