يمانيون:
2025-10-14@16:00:18 GMT

(دموعُنا تُنبت حسناً ونصراً)

تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT

(دموعُنا تُنبت حسناً ونصراً)

الأحد كان يومَ الوداعِ المُعلَّق بين سماءِ الحُزنِ وأرضِ الفخر.

يومُكَ أتى.. والقلوبُ تُعلِّقُ دمعَها على أغصان ذكراك .

قبل أن تُشمِلَنا سحابةُ الفراق، وقبل أن تَحملَ الأعينُ وَعْدَ اللَّحظةِ الأخيرة..

اتى يومَ الأحد، يومَ الوداعِ المُعلَّق بين سماءِ الحُزنِ وأرضِ الفخر.

سيُشيَّعُ جسداً، لكنَّ روحاً ستظلُّ تُنير دربَ القلوبِ كسراج لا تعرفُ الانطفاء.

نحملُكَ في صدرِ الزمنِ كرسالةِ دمٍ كتبتَها بيدِ الأبطال..

سارت المواكبُ حافيةً على جمرِ الحنين،

وتعانقُ الأرضُ شهيداً رفضَ أن ينحني إلا للوطن.

كلُّ خطوةٍ في طريقِ التشييع ستُذكِّرُنا أنَّ الشهادةَ ليست نهايةَ المسير،

بل محطةٌ تُولدُ منها أناشيد البطولات، وتتجدَّدُ فيها ملاذات العطاء .

سنهمسُ لِسماءِ فبراير الباردة:

“اجمعي غيومَكِ ولا تمطري.. فدموعُنا كفيلةٌ بأن تُنبتَ حسناً ونصرا “.

سيبقى اسمُكَ يتردَّدُ في مسامِ الليالي،

كنداءِ الحقِّ الذي لا يُسكتُهُ رصاصٌ،

وكصوتِ الحنين الذي لا يخفتُ مهما اشتدَّتْ عواصفُ الغُرباء.

يومُكَ أتى..

ولن نودعَ فيكَ إلا الجسدَ الواهن،

أمَّا قضيتُك، فستظلُّ تُناضلُ فينا،

وتُحرِّكُ في أعماقِ الأرضِ بذورَ المقاومة،

حتى تُزهِرَ حريةً لا تُسقَطُ أوراقُها.

سلامٌ عليكَ يومَ دفنت تحتَ ترابِ الأرضِ الطاهرة،

ويومَ تُبعثُ حكايةً في ضميرِ التاريخ..

وَعَدْنَا بأن نُكملَ السيرَ على دربِ الدمِ الذي اختلطَ بندى الأمل،

فنحنُ جيلٌ تعلَّمَ منكَ أنَّ الشهادة في سبيلِ الله هي الانتصار الخالد .

* * *

مشهد تنهدت فيه أرواحنا باكية وداعك

تهتف الأرض والسماء بأسى لا يُحتمل

يقف الوجع صامتا، والقلب يئن على الفراق الأعظم.

صوت الراوي:

“إنه اليوم الحزين الذي لم يكون مجرد يوم آخر.

إنه اليوم العصيب على السماء والأرض والقلوب والسنين .

إنه اليوم العصيب على الريح والقدس والجبل الأسود .

اليوم الموجع على نهر الليطاني وهو يجري باكيا عليك منذ الولادة حتى هذا اليوم .

إنها اللحظة التي تبكي فيها السماء دماً… وتراقص الريح ذكراك في كل زاوية تخطو إليها قدم مقاوم.

انها ساعة اليقين يا سادة المجاهدين

وانتم توارون قائدكم تبكونه فقداً

وتجددون العهد ” على خطاك ثابتين ”

انظروا… هذه طيور القدس ترقص أجنحتها على… تعزف ألحان الوداع بحناجر محترقة… كأنها تعرف أنها تودع رجلا كان صونها من عتبات الانكسار .

السماء تبكي… لم تسقط قطرات المطر إلا ورسمت على خد الأرض… والشمس تغيب مبكرة، كأنها لا تريد أن تشهد مشهدا يسحق الجبال قبل القلوب.

عيون العاشقين… هي التي جملتك … ليست أكفا من لحم ودم، بل هي أمواج من نور ترفعك إلى ملكوت الخلود .

كل دمعة تسقط من العيون ستمضي شهباً تنير درب المستضعفين .

لن تموت… لأن ما صنعته في سفر التاريخ خالداً.

لن تغيب… فالروح التي تنساب من فم المقاومة لا تذهب إلا لتعود أقوى .

(المشهد يتصاعد… الأصوات تخمد… وفجأة… تنفجر أنشودتان متداخلتان من بعيد إحداها تخنق القلوب والأخرى ترقد قلوبنا عهداً ووعداً . .

” صوت الأنشودة الأولى “:

” أين نصر الله أين .. ليته في الحاضرينَ ”

” صوت الأنشودة الثانية “:

” يا شهيد الحق والفتح الميينا

عهدنا نمضي على دربك واثقينا ”

(يختتم المشهد بصورة… جنازة تمشي… ومليون عين تحملها… هواء ملؤه رائحة زهرة الأرز… وصمت لا يقطعه إلا هتاف خالد: “لبيك يا نصرالله!”)

* * *

‏” أين نصر الله أين؟ ليته في الحاضرينَ ”

لم استطع مواراة حُزني وبقيت لساعاتٍ

مكلوماً . . مصدوماً . . صامتاً . . باكياً

لم استطع البتةّ الانتقال لأي شيء آخر

يخرجني من كُربة المشهد ووجع فراقك

” أين نصر الله أين؟ ليته في الحاضرينَ ”

سؤالٌ يُذيب القلب ألماً ويحيل غصتنا دمعاً وفقداً

فقدنا النور الذي كان يُنير دربَ الأمة، والغيابُ الذي هزَّ أركانَ القلوب قبلَ الأوطان.

” أين نصر الله أين ؟ ليته في الحاضرينَ ”

يا ليتكَ بين الحاضرين.. لكنك صعدتَ إلى السماء شهيداً، تاركاً وراءكَ جرحاً لا يُندمل، وحُباً لا ينطفئ.

ستظل حياً فـ”الشهيد” لا يموت، بل يخلد في دماءِ الثائرين وأرواحِ الراكعين الساجدين.

السلام عليك يا سيد الأمة وصونها وصوتها وإلى اللقاء.

ليس وداعاً بل لقاء موجل.

إلى اللقاء مع انتصار الدم على السيف.

إلى اللقاء في جوار الأحبة “.

 

 

بقلم/ مراد راجح شلي*

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: أین نصر الله أین

إقرأ أيضاً:

طالبات علوم الأرض لـ«اليوم»: القمم الجيولوجية بالمملكة تلهمنا لبناء مستقبل التعدين

سجل طلاب وطالبات كلية علوم الأرض بجامعة الملك عبدالعزيز حضوراً فاعلاً في منتدى ومعرض التعدين الدولي ”GEOMIN“، الذي استضافته مدينة جدة، ليشاركوا نخبة من الخبراء والمستثمرين العالميين نقاشاتهم حول مستقبل هذا القطاع الحيوي.
ووصف الطلاب المشاركون هذه التجربة بأنها فرصة تعليمية ومهنية استثنائية، أتاحت لهم الاطلاع عن كثب على أحدث ما توصلت إليه الصناعة في مجالات التعدين والاستكشاف الجيولوجي.
أخبار متعلقة لتحسين المرور.. بدء أعمال مشروع تأهيل وتطوير مدخل الرفيعةتعليم مكة.. 59 مدرسة تتقدم بنتائج التميز المدرسي 2024 - 2025وأكدوا أن تواجدهم بين صناع القرار والخبراء الدوليين مكّنهم من فهم أعمق لتوجهات السوق العالمية والتقنيات المبتكرة التي تشكل مستقبل القطاع، وهو ما يجسد شغفهم بأن يكونوا جزءاً من تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، الرامية إلى جعل التعدين الركيزة الثالثة للاقتصاد الوطني.تواصل علمي
في هذا السياق، أشارت الطالبة رفا السلمي إلى أن المنتدى مثّل منصة غنية بالتواصل العلمي والمعرفي، حيث منحتها الجلسات الحوارية فهماً عملياً للتحديات التي تواجه القطاع والفرص المستقبلية الكامنة فيه.رفا السلمي
وأوضحت أن مشاهدة خبراء عالميين ومحليين يناقشون مستقبل الصناعة بأسلوب يجمع بين الدقة العلمية والجدوى العملية، كان أمراً ملهماً شجعها على التفكير في سبل توظيف دراستها الأكاديمية لخدمة الصناعة الوطنية.
فيما أوضحت زميلتها ليالي برناوي أن مشاركتها فتحت أمامها آفاقاً جديدة، خاصة في مجالات البحث العلمي والتقنيات الجيولوجية الحديثة.معايير الاستدامة
أكدت برناوي أنها تعلمت الكثير عن أهمية تطبيق معايير الاستدامة في عمليات التعدين، وكيف يمكن للابتكار أن يسهم في تقليل الأثر البيئي ورفع كفاءة الإنتاج، مشيرةً إلى أن هذه التجربة عززت إصرارها على مواصلة مسيرتها الدراسية للمساهمة بفاعلية في تطوير هذا القطاع الحيوي.ليالي برناوي
وتأتي هذه المشاركة الطلابية ضمن استراتيجية جامعة الملك عبدالعزيز لدمج التعليم النظري بالتطبيق العملي، وتحفيز طلابها على الانخراط في الفعاليات المتخصصة التي تربطهم مباشرة بالتوجهات الصناعية الحديثة. كما تسهم مثل هذه المبادرات في دعم مسيرة البحث العلمي وتمكين الكفاءات الوطنية الشابة من بناء مستقبل مهني واعد في المجالات الجيولوجية والتعدينية.فعاليات إقليمية
يُعد منتدى ”GEOMIN“ أحد أبرز الفعاليات الإقليمية في قطاع التعدين، حيث يجمع الأكاديميين وصناع القرار والمستثمرين لمناقشة استراتيجيات الابتكار والاستدامة وتطوير الموارد المعدنية.
ويمثل حضور الطلاب في هذا المحفل الدولي صورة حية لطموح جيل يسعى لأن يكون فاعلاً في مسيرة التحول الوطني، وبناء اقتصاد معرفي قائم على البحث والابتكار.

مقالات مشابهة

  • مدى نجاسة بول القطة وحكم الصلاة في المكان الذي تلوث به
  • طالبات علوم الأرض لـ«اليوم»: القمم الجيولوجية بالمملكة تلهمنا لبناء مستقبل التعدين
  • دموع الفرح والفقد تختلط بمشهد استقبال أسرى غزة
  • رحلة العقل والروح.. المفكر الذي تحدى الظنون واكتشف الإسلام (2 من 3)
  • قمة شرم الشيخ للسلام.. أبرز الحاضرين والغائبين
  • طبقات الأنبياء و الأولياء الصالحين في الأرض المقدسة
  • رضى الله عنها
  • حكم كتابة القرآن على الأرض من أجل حفظه وتعلمه.. الإفتاء: تجوز بشروط
  • إن لروحك عليك حقًا في أمور كثيرة ..
  • كيف يتطهر المريض الذي يركب قسطرة البول للصلاة؟..الإفتاء تجيب