عاد الناشط اللبناني المؤيد للقضية الفلسطينية جورج عبدالله، الجمعة، إلى مسقط رأسه بلدة القبيات بقضاء عكار، بعد الإفراج عنه من السجون الفرنسية، حيث أمضى 41 سنة على خلفية قضية اغتيال دبلوماسيين إسرائيلي وأمريكي.

وقبيل وصوله الى بلدته، احتشد عند المدخل الجنوبي لمدينة طرابلس، عشرات المواطنين عند جسر شارع القدس، تلبيةً لدعوة من الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، رافعين الأعلام اللبنانية والفلسطينية.



وفي 17 يوليو/ تموز الحالي، أمرت محكمة الاستئناف بباريس بالإفراج عن جورج عبد الله، في خطوة اعتبرتها عائلة الناشط اللبناني انتصارا غير متوقع للقضاء الفرنسي و"تحديا واضحا" للضغوط الأمريكية والإسرائيلية على باريس.


"روح ثائرة"
ولم تهدأ روح الثورة في جورج عبد الله رغم سنوات حبسة الطويلة جدا، حيث بادر في أول تصريح له إلى استنكار الصمت العربي تجاه حرب الإبادة في قطاع غزة، داعية إلى الوحدة ورص الصفوف لمواجهة مخططات "إسرائيل" في المنطقة.

عبد الله الذي حيا في كلمته الأولى شهداء المقاومة، اعتبر أن "إسرائيل" تعيش آخر فصول نفوذها ويجب على المقاومة أن تستمر حتى دحرها عن فلسطين.

كلمات مهينة لكل العرب والفلسطينيين المتفرجين على الإبادة المستمرة، خرجت من فم المناضل جورج عبد الله بعد 41 عامًا من السجن، خرج منها بهذا النفس الإنساني المقاوم، خرج منها بضمير حي، والملايين من الأحرار ضمائرهم مغيبة في غيابت الجب ومنطقة الراحة والخذلان والخوف من التضحية pic.twitter.com/9enmY0c3n9 — مصطفى البنا (@mostfa_1994) July 25, 2025
وشدد على أنه "طالما هناك مقاومة هناك عودة للوطن وهي قوية بشهدائها الذين صنعوا شلال الدم المقاوم".

 تفاصيل اعتقال جورج عبد الله
واعتقل جورج إبراهيم عبد الله، الذي ينتمي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من طرف السلطات الفرنسية عام 1984 بتهمة تورطه في اغتيال دبلوماسيين من الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي في الثمانينيات.

وحُكم عليه بالسجن المؤبد عام 1987، وعلى الرغم من أن فترة سجنه القانونية انتهت في عام 1999، إلا أن التدخلات السياسية، خاصة من جانب الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي، حالت دون الإفراج عنه، مما أثار الجدل حول العدالة ومدى استقلالية القضاء الفرنسي.


الضغوط السياسية والحقوقية
طوال سنوات سجنه، واجهت القضية ضغوطات كبيرة من قبل الحكومات والمنظمات الحقوقية، واستمرت الإدارات الأمريكية والإسرائيلية في ممارسة الضغط على الحكومة الفرنسية لمنع الإفراج عنه، ما جعل القضية تُعتبر مثالًا على تسييس القرارات القضائية، وهذا التدخل دفع منظمات حقوقية عديدة إلى انتقاد الوضع ووصفه بانتهاك للحقوق الإنسانية.

من هو جورج عبد الله
ويعد جورج إبراهيم عبد الله لبنانيا معروفا بنشاطه في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ولد في قرية القبيات، قضاء عكار، في شمال لبنان في الثاني من نيسان/ أبريل عام 1951.

نشأ في بيئة متأثرة بالاحتلال الإسرائيلي وأحداث الحرب الأهلية اللبنانية، مما ساهم في تشكيل توجهاته السياسية.

درس عبد الله في الجامعة اللبنانية حيث تأثر بالأفكار اليسارية والثورية، مما قاده إلى الانضمام إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. عمل في البداية كمدرس قبل أن يتوجه إلى العمل النضالي.

في أوائل الثمانينيات، أصبح معروفًا بنشاطه المناهض للسياسات الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة، وقد ارتبط اسمه بعدة عمليات ضد دبلوماسيين أجانب.

في عام 1984، اعتقلته السلطات الفرنسية بتهمة حيازة أوراق مزورة ثم وجهت له لاحقًا تهما بالضلوع في عمليات اغتيال لدبلوماسي أمريكي وإسرائيلي في باريس. في عام 1987، أصدرت محكمة فرنسية حكمًا بسجنه بالمؤبد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية اللبناني جورج عبد الله غزة المقاومة السجن لبنان غزة السجن المقاومة جورج عبد الله المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جورج عبد الله

إقرأ أيضاً:

٨ سنوات على فتنة ديسمبر.. الخاتمة السوداء للخائن عفاش

 وفي ذلك اليوم كان اليمن يقف على حافة المجهول؛ فقد أعلن الخائن علي عبدالله صالح فكّ ارتباطه الكامل مع أنصار الله والقوى الوطنية، منهياً تحالفاً دام ثلاثة أعوام، ومتجهاً إلى أحضان تحالف العدوان السعودي الإماراتي الذي دمّر البلاد منذ مارس 2015، وبالأصح انكشفت ورقة الخيانة، فعفاش كان في الظاهر مع أنصار الله، لكنه في الخفاء كان يعمل مع العدوان، ويقتنص الفرصة للانقضاض عليهم.

 ويمكن القول إن فتنة 2 ديسمبر في عامها الثامن لم تبدأ في ذلك اليوم، فقد كانت فصولها تتراكم بهدوء وعلى غير عجل، لأشهر طويلة من التحضير، وفشل المحاولات، والمؤامرات المؤجلة، واللقاءات السرية.

 وخلال سنوات “الشراكة” بين حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يترأسه الخائن صالح، وأنصار الله والقوى الوطنية، كان صالح لا يتصرف كحليف، بل كمن ينتظر لحظة انقلاب ويتحين فرصة العودة من النافذة الضيقة.

 ورغم ظهوره كجزء من جبهة مواجهة العدوان، كان يرسل رسائله إلى الرياض عبر شخصيات مقرّبة، وكان ينتظر إشارة أو صفقة وفرصة للعودة إلى الحكم.

 لقد كانت الخيانة واضحة في سلوكه، فهو لم ينسَ من كان يراقبه، وتأخر إعلان موقفه المناهض للعدوان لما بعد أربعة أسابيع؛ حيث ظل خلالها صامتاً يبحث عن موطئ قدم لدى الرياض، رغم استهداف منزله بالطيران وصواريخ العدوان، وحين رفضه ابن سلمان، عاد ليقف مع صنعاء ومع اليمنيين، لكن دون إيمان بالتحالف مع أنصار الله والقوى الحية في الداخل.

 لقد كان الرجل يرى نفسه متفردًا فوق الجميع، ولم يكن يرى في “الشراكة” سوى جسر مؤقت، كما لم يكن يرى في دماء اليمنيين غير وقود أحلام نرجسية للعودة إلى السلطة.

 لم يكن 2 ديسمبر أول محاولة لإحداث الفتنة ومحاولة الانقلاب على ثورة 21 سبتمبر ومشروعها التحرري الأصيل، فالمخطط الأصلي كان مقر التنفيذ في 24 أغسطس 2017.

 لقد تم تمويل حشد شعبي كبير تحت غطاء “احتفال” مزعوم بذكرى تأسيس حزب المؤتمر! فكان الهدف واضحاً من الحدث، وهو إطلاق خطاب يدعو لاحتلال المؤسسات واقتحام مراكز الدولة والانقلاب من ميدان السبعين، لكن أنصار الله كانوا قد اخترقوا الخطة بالكامل واطلعوا على تفاصيلها.

 وصل التحذير مباشرة لصالح عبر الشهيد الرئيس صالح الصماد، الذي وقف أمامه ملوحاً من تبعات أي تحرك أحمق لعفاش وأتباعه، وبسبب الضغط الشعبي والاستنفار الذي أحاط بمداخل صنعاء آنذاك، واستنفار الأجهزة الأمنية، تراجع صالح في آخر لحظة عن الخطة، وفشلت خطة أغسطس لكن صداها لم يختفِ من غرف صالح المغلقة.

بعد فشل خطة أغسطس الرئيسة، لم يتوقف عفاش، فكان نشاطه التخريبي قد تحول إلى نشاط سري، حيث أعاد تفعيل مجموعات عسكرية سابقة، وفتح مراكز تدريب سرية في معسكر الشهيد "الملصي"، ومعسكر التدريب في ذمار، وفعّل “هيئة الحفاظ على القوات المسلحة والأمن” التي كانت عملياً غرفة عمليات.

 وفي الوقت نفسه، تضاعفت الحملات الإعلامية ضد أنصار الله وما كان يعرف بـ"اللجان الشعبية"، وحملات التحريض ضد مؤسسات الدولة، وكان الهدف خلق مزاج شعبي ناقم يُستخدم ساعة تفجير الموقف.

 وكانت ذروة التصعيد العفاشي في ذكرى المولد النبوي الشريف في 29 نوفمبر، حيث بدت أغلب القنوات المرتبطة بالخارج تبث رسائل موجهة للشارع، تصور احتفال اليمنيين بالمولد كحال من البذخ والبدعة، والهدف كان التأليب على المحتفلين؛ أنصار الله وعموم اليمنيين.

ومع طلوع شمس السبت 2 ديسمبر، بدت صنعاء مدينة على وشك التشظي، كأنها ستحترق، فقد انتشرت مجموعات صالح في الأحياء الجنوبية، وأغلقت الشوارع، وأطلقت النار في الهواء، وكانت القنوات الخارجية التابعة لتحالف العدوان مثل العربية والحدث السعودية وسكاي نيوز الإماراتية تصبغ شاشاتها كاملة باللون الأحمر، وشعارها "صنعاء تنتفض"، وتبشر بمزاعم انتصار سريع، وتتحدث عن “سقوط المطار والتلفزيون”، رغم أن شيئاً من ذلك لم يحدث، وكانت قراءة العدو مفعمة بالسذاجة والجهل بالموقف حد التخمة.

 كانت صنعاء تنتفض لكن ليس بطريقة التحالف، بل بطريقة الأحرار لتزيل ما تبقى من عفونة زمن طويل من العمالة والارتزاق.

 وحين خرج عفاش عن الإجماع، كانت البداية في القرار الأخطر الذي لم يكن محاولته تأليب الشارع فحسب، بل كان في الجبهات، ووقتها أمر صالح بقطع خطوط الإمداد عن جبهات القتال عبر صرواح ونهم، وتوقف الإمداد بالمؤن والوقود، وتُرك المجاهدون بلا عون في اللحظة التي كانت قوات تابعة للسعودية والإمارات تتحرك باتجاه جبهات صنعاء.

 أراد الخائن صالح أن يحقق انتصاراً سريعاً على أحرار الوطن، لكنه سرعان ما فرّ هارباً يجر وراءه الخزي والعار، فقُتل وهو في أعلى درجات الخيانة، لتظل خاتمته سيئة كما بدأها، وليتحرر اليمن من جبروته وطغيانه وفساده الكبير.

 ويومها خرج قائد جيشه الخائن طارق عفاش هارباً من صنعاء بملابس امرأة، وبعد أن وصل إلى عدن اتضحت الصورة جيداً، وأصبح الرجل بعد أشهر رجل الاحتلال الإماراتي الأبرز في اليمن، خادماً مطيعاً لها، يقود تحركات خيانة لا تهدأ على اليمن.

المسيرة

 

 

مقالات مشابهة

  • ما الذي يجمع مادورو بالحرس الثوري وحزب الله؟
  • تعرّف على «جورج سيلدن» مُخترج أول سيارة أجرة تعمل بالكهرباء
  • فتنة ديسمبر .. خنجر العدوان الذي رده اليمن بعناية الله وحكمة القيادة
  • سجن صيدنايا المسلخ البشري الذي ابتلع أبناء أم كارم الـ6 وآلاف السوريين
  • رئيس الحكومة اللبنانية: سلاح حزب الله لم يردع إسرائيل.. ولن نسمح بمغامرات تقودنا إلى حرب جديدة
  • اللبنانية الأولى: أشكر جميع اللبنانيين على أجمل صورة أعطوها عن لبنان
  • معنى سمة "ذبح العلماء" الذي عرف على مر العصور.. علي جمعة يوضح
  • ألمانيا: مستعدون لدعم مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي تستضيفه مصر
  • عبد العزيز آدم الحلو رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال
  • ٨ سنوات على فتنة ديسمبر.. الخاتمة السوداء للخائن عفاش