نشر مجلس الكنائس العالمي، مساء الثلاثاء، بيانا يهاجم فيه إسرائيل بعد أن منعت سلطات الاحتلال يوم الجمعة الماضي وصول آلاف المصلين المسيحيين إلى كنيسة التجلي على جبل الطور.

ووصف المجلس وهو أكبر اتحاد مسيحي في العالم يضم آلاف الكنائس ومئات الملايين من المسيحيين حول العالم، الإجراءات الإسرائيلية بـ"انتهاك الحرية الدينية".

قال الأمين العام للمنظمة القس بروفيسور جيري فيلي بحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت": "إن ما لا يقل عن 1000 سيارة انتظرت على الحواجز التي أقامتها الشرطة الإسرائيلية في طريقها إلى الكنيسة، ونتيجة لذلك تأخرت لمدة ساعتين ونصف الساعة".

وأشار فيلي إلى أن من بين الموقفين أيضاً عضو اللجنة التنفيذية للمجمع، الذي يضم 349 كنيسة حول العالم، ويتبعه 590 مليون مصلي، ويتواجد مقر إدارة المجلس في المركز المسكوني في جنيف بسويسرا.

ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرنوت" كان من المفترض أن يحتفل آلاف المسيحيين من الطائفة الأرثوذكسية بعيد التجلي في الكنيسة، لكنهم اضطروا للعودة فور وصولهم، لأن الحدث لم يحصل على تصريح قبل وقت قصير من بدايته.

وبحسب الأمين العام فيلي، فقد فوجئت المنظمة عندما علمت بإصدار حظر في اللحظة الأخيرة على التجمعات في جبل الطور وفي المنطقة المفتوحة بالقرب من الكنيسة، من المفترض أنه حرصًا على سلامة المشاركين.

وأضاف أن تعطيل الاحتفال المسيحي جاء بعد "مضايقات متكررة للمسيحيين في القدس وحيفا وأماكن أخرى".

وقال الأمين العام: "إننا نرى أن انتهاك الحرية الدينية والحرمان من العبادة وتقييد حياة المجتمع المسيحي في الأراضي المقدسة، بحجة الأمن والأمان، أمر غير مقبول. يدعو مجلس الكنائس العالمي حكومة إسرائيل إلى السماح بممارسة العبادة المسيحية والمناسبات المجتمعية بحرية، وحماية حقوق الحرية الدينية لجميع الناس".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل كنيسة التجلي

إقرأ أيضاً:

سعد زغلول.. بطل الحرية وصوت الأمة المصرية

سعد زغلول باشا، هذا الاسم الذي يسطع في تاريخ مصر كأحد أعظم رجالها الوطنيين، لم يكن مجرد سياسي أو وزير، بل كان روح مصر الحية، وضميرها الذي لا يهدأ. 

ولد سعد إبراهيم زغلول عام 1858 في قرية أبيانة بمركز فوه، وترعرع في بيت تعليمي وروحي، حيث فقد والده وهو طفل صغير، فتكفلته والدته وخاله، ليبدأ حياته بين كتب القرآن ومبادئ الحساب في الكتاب، قبل أن يلتحق بالجامع الدسوقي ثم الأزهر الشريف، حيث تلقي علوم الدين وحضر مجالس جمال الدين الأفغاني، واحتك بعالم الإصلاح الديني الشيخ محمد عبده الذي أصبح صديقا له ومعلمه في السياسة والدين والبلاغة.

حياته العملية بدأت في التحرير الصحفي، محررا للقسم الأدبي في صحيفة الوقائع المصرية بين 1880 و1882، قبل أن تتجه الحكومة لاستغلال مهاراته القانونية، فعين معاونا لنظار الداخلية ثم ناظر قلم الدعاوي في الجيزة، وظهرت موهبته في النقد القانوني وحل القضايا. 

ومع قيام الثورة العرابية، لم يتردد سعد في دعم الوطنيين، فكتب وأرسل الأخبار لعرابي، وبعد فشل الثورة واجه الفصل من وظيفته وفتح مكتب محاماة، رغم اضطهاد الاحتلال والخديوي له واعتقاله في يونيو 1883 بتهمة الانتماء لجمعية سرية، إلا أنه خرج ليواصل الدفاع عن وطنه من خلال القانون.

مع الوقت، التفتت الأنظار إلى قدراته، فعين وكيلا لأعمال الأميرة نازلي فاضل، ثم نائب قاض في محكمة الاستئناف، ودرس الفرنسية، وتزوج صفية ابنة مصطفى فهمي باشا. 

لم يكتف سعد بالقضاء المحلي، بل حصل على ليسانس الحقوق من فرنسا عام 1897، وواصل عمله في القضاء أربع عشرة سنة، حتى وصل إلى مرتبة المستشار، وكان مثال العدالة والنزاهة، يعمل في دوائر الجنايات الكبرى والاستئناف ومحكمة النقض.

في أواخر حياته الوظيفية، بدأ سعد باشا يترك بصمته في السياسة والتعليم، حين اختير وزيرا للمعارف عام 1906، وساهم في تأسيس الجامعة المصرية، ورفع ميزانية التعليم لمواجهة الأمية، وأعاد اللغة العربية إلى المناهج. 

وفي سنوات لاحقة تقلد وزارات الداخلية والعدل، محافظا على كرامة القضاة وسامية مهنة المحاماة، لكنه استقال نتيجة اصطدامه المستمر بالاحتلال البريطاني. 

ومع تأسيس الجمعية التشريعية عام 1913، أصبح رئيسها، إلا أن بريطانيا عملت على إقصائه ومنعه من ممارسة سلطته الوطنية، لتبدأ رحلة صموده الطويلة.

بعد الحرب العالمية الأولى، ومع إعلان الرئيس الأمريكي ولسون مبدأ حق تقرير المصير، اجتمع سعد مع الوطنيين لتشكيل الوفد المصري، الذي جمع توكيلات الشعب المصري لمطالبة بريطانيا بالاعتراف باستقلال مصر، إلا أن الاحتلال رفض، ونفي سعد إلى مالطة، لتندلع ثورة 1919 التي شملت جميع فئات الشعب من طلاب وعمال وفلاحين، واضطر الاحتلال لإطلاق سراحه والسماح للوفد بالسفر إلى مؤتمر الصلح في باريس، حيث واصل سعد النضال، مخاطبا برلمانات الدول الأوروبية، رافضا أي استقلال شكلي لمصر، ومتمسكا بحق الشعب المصري في تقرير مصيره.

لم تتوقف معارك سعد مع الاحتلال عند هذا الحد، فقد أرسل تعليماته من باريس لتوحيد الشعب ضد أي محاولات تفاوض مع بريطانيا، فاستمر النضال الشعبي من خلال مقاطعة البضائع الإنجليزية، وامتدت الثورة لتصل إلى أوجها بعد نفيه مرة أخرى إلى جزيرة سيشل، لتفرض السلطات البريطانية في النهاية التفاوض مع الوفد، إلا أن سعد رفض أي معاهدة تمنح مصر استقلالا شكليا، مؤكدا أن الاستقلال الحقيقي لا يتحقق إلا بموافقة الشعب وسلطته الوطنية.

وبعد إعلان تصريح 28 فبراير 1922، الذي منح مصر استقلالا محدودا، بدأت مرحلة جديدة، فقادت لجنة الوفد لوضع دستور 1923، ليصبح الشعب المصري مصدر السلطات، وهو إنجاز لم يكن ليتم لولا رؤية وإصرار سعد باشا. 

وعندما جرت الانتخابات العامة بعد الدستور، فاز الوفد بأغلبية ساحقة وشكل سعد أول وزارة شعبية دستورية في تاريخ مصر، مطبقا سياسات تهدف إلى إحلال الموظفين المصريين، تعزيز التعليم، تحرير الاقتصاد من السيطرة الأجنبية، ودعم الوحدة الوطنية مع السودان، متحديا الاحتلال البريطاني في كل خطوة.

واستمر سعد باشا في قيادة مصر حتى وافته المنية في 23 أغسطس 1927، تاركا إرثا من الوطنية الحقيقية، العدالة، والإصرار على حق الشعب في تقرير مصيره، ونقل لاحقا ضريحه إلى بيت الأمة، ليظل رمزا خالدا لمصر ومصدر إلهام لكل مصري يسعى للحرية والسيادة الوطنية.

مقالات مشابهة

  • مقر بارزاني يدين تشويه قبور المسيحيين في أربيل
  • دور المؤسسات الدينية فى تحقيق التعايش الإنساني"مجلس حكماء المسلمين" عنوان رسالة ماجستير بكلية الدراسات الأسيوية بالزقازيق
  • "فتوح" يُعقب على استهداف إسرائيل لخيام النازحين في خانيونس
  • واشنطن: يجب منع الفصائل المسلحة من انتهاك سيادة العراق
  • 12 منظمة حقوقية: 2025 العام الأشد فتكًا بفلسطين منذ 1967
  • الحرية: المشاركة في الانتخابات حجز الزاوية في صناعة مستقبل مصر وترسيخ النظام الديمقراطي
  • سعد زغلول.. بطل الحرية وصوت الأمة المصرية
  • لأول مرة| الأوبرا تستضيف الموسيقار العالمي ستيف بركات
  • إدارة ترامب لم تشارك في إحياء اليوم العالمي للإيدز.. ومسؤول أمريكي يوضح السبب
  • جيش الاحتلال منهك.. أزمة ضباط وجنود