سكان نيويورك يشترون البيض بـ”الحبة”
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
مع ارتفاع سعر علبة البيض في الولايات المتحدة، يلجأ السكان إلى خيار تزداد شعبيته في أكشاك نيويورك، وهو شراء هذا الطعام الرئيسي الذي تحوّل إلى أحد عناصر الرفاهية بالبيضة، على غرار ما فعلته كريسميرلي أوسوريو أندرسون التي تحسب كل دولار تنفقه.
وبالإضافة إلى عبوة الصودا الخاصة بها، اشترت المرأة العاطلة عن العمل والبالغة 24 عامًا، ثلاث بيضات بيضاء ملفوفة في كيس بلاستيكي مقابل 2,90 دولارًا.
وتقر أندرسون المقيمة في حي برونكس الذي تقطنه الطبقة العاملة، ببعض من الخجل لدى خروجها من متجر في نيويورك بأن شراء البيض بالحبّة “أرخص قليلًا. فالعلبة التي تحوي 12 حبة غالية للغاية”.
ارتفاع “جنوني” بسعر البيض
ومع عودة ظهور وباء إنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة، والذي قضى على أكثر من 26 مليون دجاجة بياضة منذ بداية العام، ارتفعت الأسعار بشكل كبير.
وفي هذه المدينة الكبرى، يبلغ متوسط سعر صندوق يحتوي على 12 بيضة 8,47 دولارات، وفق دراسة نُشرت نتائجها الخميس. ويشكل ذلك ضربة قاصمة للطبقات العاملة التي تعاني بالفعل من التضخم.
وجاءت فكرة البيع بالحبة إلى رادهاميس رودريغيز عندما بدأ عملاؤه الأوائل يخبرونه بأنهم “لم يعودوا قادرين على تكبّد” تكلفة شراء علب البيض.
ويقول مالك متجر “باميلاز غرين ديلي” Pamela’s Green Deli على وقع مكبرات صوت تبث موسيقى لاتينية: “إنها باهظة الثمن للغاية! أعملُ في هذا المجال منذ 40 عامًا، ولم أر قط سعر البيض مرتفعًا إلى هذا الحد”.
ويعرض رودريغيز في مدخل متجره السجائر والحلويات والأدوية، والآن البيض.
ويضيف رادهامز رودريغيز، واضعًا قبعة تحمل شعار جمعية يترأسها لأصحاب متاجر للبقالة “إنه منتج يحتاجه الجميع لإطعام أسرهم، خصوصًا في هذا الحي الفقير. وأنا أتفهم مدى صعوبة دفع مثل هذا الثمن مقابل البيض بالنسبة لهم”.
أساليب للتكيف
وفي نيويورك، أكبر وأغنى مدينة في الولايات المتحدة، حيث يعيش ربع السكان تحت خط الفقر، تجبر أزمة البيض الناس على التكيف، حيث تجاوزت الأسعار في بعض الأماكن 15 دولارًا للدزينة.
وتمتلئ شبكات التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو تظهر منصات بيع فوضوية يديرها أفراد يعيدون بيع البيض على طاولات.
وقبل أسبوع في بروكلين، وزعت شركات عدة صناديق بيض مجانية، واحدة لكل شخص، ما أدى إلى تشكّل طوابير طويلة وأحدث خيبة أمل لدى كثيرين لم ينجحوا في الحصول على مبتغاهم.
ارتفاع سعر علبة البيض في الولايات المتحدة – غيتي
وقال أبو سو، مدير متجر الأمير أبو لبيع اللحوم، في تصريحات لقناة تلفزيونية محلية: “في وقت كهذا، شعرنا أنه من واجبنا ومسؤوليتنا جعل البيض متاحًا”.
ويمكن تفسير الأسعار التي وصلت إلى “مستويات تاريخية” من الغلاء، إضافة إلى وباء إنفلونزا الطيور، بحقيقة أن سلسلة الإنتاج الأميركية تعتمد إلى حد كبير على “جهة إنتاج واحدة” على نطاق واسع، وفق مركز نيويورك لدراسات الأغذية في كلية هانتر.
وفي مختلف أنحاء الولايات المتحدة، تضاعفت الأسعار تقريبًا خلال العام الماضي (+96%)، وفق معهد إحصائي رسمي، في حين تدعو المعارضة الديمقراطية إلى إجراء تحقيق برلماني، وتقول الحكومة إنها تجري محادثات مع دول عدة لاستيراد البيض.
من جانبه، ينتظر رادهاميس رودريغيز انخفاض الأسعار قبل وقف بيع البيض بالحبّة، خصوًصا في ظل موجة الغلاء الواسعة.
ويوضح “سعر البيض أصبح جنونيًا. لكن أسعار المنتجات الأخرى ترتفع كل يوم”. وبالإضافة إلى ذلك، فإن شرائح من الأفوكادو الملفوف بالسيلوفان وجدت بالفعل مكانًا لها على طاولته، بالقرب من البيض.
وبين الاثنين، كان على زبونة متجره شكوانا ليتلتون، وهي أميركية سوداء تبلغ 24 عامًا، أن تحسم خيارها… وقد رجحت الكفة لشريحة الأفوكادو، وتبرر ذلك بكل بساطة قائلة “أنت تعلم، في بعض الأحيان يتبقى لديك 3 دولارات فقط”.
قناة العربي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
انترسبت: إسرائيل تقتل سكان غزة بمنع الغذاء أو خلال محاولة الحصول عليه
قال موقع إنترسبت إن الموت في غزة، في ظل حصار الاحتلال المتواصل، قد يأتي من نقص الغذاء، أو حتى من محاولة الحصول عليه.
وقال الموقع في تقرير ترجمته "عربي21" إنه خلال استعداد عمال مطبخ غزة الخيري لتقديم وجبات الطعام للعائلات النازحة التي لجأت إلى مدرسة تابعة للأمم المتحدة في مشروع بيت لاهيا، الأسبوع الماضي، بدأت القنابل بالتساقط. استمر الهجوم 30 دقيقة وأسفر عن استشهاد أربعة أشخاص بحسب مدير المطبخ هاني المدهون نقلا عن ابن أخيه الذي يعمل في المطبخ ونجا من الهجوم.
وكان من بين الضحايا ابن عم المدهون، سامح إبراهيم المدهون، البالغ من العمر 16 عاما، والذي كان متطوعا في المطبخ. وقال المدهون إنه استشهد مع امرأتين كانتا تحتميان معا. وبترت ذراع ابن عم آخر كان يساعد في المطبخ بعد إصابته بنيران صاروخية. وتمكن المعزون من دفن سامح في قبر حفر على عجل قبل الفرار من المنطقة.
وأجبرت الغارة المطبخ على الخروج من مشروع بيت لاهيا إلى جباليا جنوبا. وهذه الحركة طبيعية بالنسبة للمطبخ، الذي يدير عدة مواقع متنقلة في جميع أنحاء القطاع وينتقل إلى أي مكان تشتد فيه الحاجة.
وقال المدهون: "نذهب حيث يوجد الناس". وقد اعتمدت بعض العائلات على مطبخ غزة كمصدر رئيسي للغذاء في ظل المجاعة المستمرة الناجمة عن الحصار الإسرائيلي غير القانوني للمساعدات الإنسانية على غزة. ولكن في الآونة الأخيرة، أصبح مكان توجه المطبخ يمليه القصف وأوامر الإخلاء.
في تشرين الثاني/ نوفمبر، استشهد محمود المدهون، شقيق المدهون، المؤسس المشارك لمطعم غزة الخيري، في غارة للاحتلال بطائرة مسيرة أثناء توصيله الطعام إلى مستشفى كمال عدوان، الذي كان محاصرا من قبل الجيش. ووصف المدهون وعائلته الهجوم بأنه اغتيال مستهدف، وقالوا إن الجيش يواصل استهداف العاملين في مطعم غزة الخيري.
وكانت الغارة الجوية التي وقعت يوم الثلاثاء بالقرب من مطعم غزة الخيري في مشروع بيت لاهيا جزءا من حملة عسكرية إسرائيلية أوسع نطاقا، أطلقتها يوم الأحد الماضي والمعروفة باسم "عملية عربات جدعون".
وتتضمن الخطة قصفا مكثفا في الشمال بهدف دفع الفلسطينيين جنوبا، مما يؤدي في النهاية إلى تركيز سكان غزة البالغ عددهم حوالي 2.1 مليون نسمة فيما أسماه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو "منطقة معقمة"، والتي يسيطر عليها الجيش بالكامل.
كما استخدم الاحتلال "منطقة معقمة" في الضفة الغربية المحتلة للإشارة إلى المناطق التي تعزل الفلسطينيين مع إتاحة الوصول للمستوطنين الإسرائيليين.
في وقت سابق من هذا الشهر استعرض وزير مالية الاحتلال المتطرف بتسلئيل سموتريتش خطة دفع الفلسطينيين جنوبا، مشيرا إلى جنوب غزة بـ"منطقة إنسانية" على طول حدودها مع مصر. وقال سموتريتش، وفقا لترجمات من العبرية، إنه من الجنوب، "سيبدأ الفلسطينيون بالرحيل بأعداد كبيرة إلى دول ثالثة" بسبب سوء الأحوال المعيشية.
وعند مناقشة عملية "عربات جدعون،" ردد نتنياهو يوم الأربعاء موقف حليفه اليميني، قائلا للصحفيين إن من بين شروطه "لإنهاء الحرب" مطلب نزع سلاح حماس ونفيها من غزة. كما قال إن "إسرائيل ستنفذ خطة ترامب، في إشارة على الأرجح إلى اقتراح الرئيس دونالد ترامب بتحويل غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط ونقل سكانها الفلسطينيين إلى الدول المجاورة وهي فرضية تتماشى مع الرؤية الراسخة لجماعات المستوطنين اليمينية المتطرفة لدى الاحتلال.
وأفادت قناة إن بي سي نيوز مؤخرا أن إدارة ترامب كانت تعمل على خطة لتهجير ما يصل إلى مليون فلسطيني بشكل دائم من غزة إلى ليبيا، التي تعاني من مشاكلها الخاصة المتمثلة في عدم الاستقرار والعنف، والمعروفة بإساءة معاملة المهاجرين. على الرغم من أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قال إنه لم يكن على علم بخطة ليبيا، إلا أنه كرر خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين إلى دول أخرى.
وقد أثارت خطة الاحتلال للسيطرة على توزيع المساعدات إدانة واسعة النطاق من الفلسطينيين ومنظمات حقوق الإنسان وجماعات الإغاثة والأمم المتحدة، وهي الجهات المسؤولة عن غالبية توزيع المساعدات في غزة.
ورفضت منظمات الإغاثة والأمم المتحدة الخطة، التي تتحايل على المبادئ التوجيهية والهياكل القائمة لإيصال المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة وقالت إن عدم موافقة الأمم المتحدة يعني تهميش أكثر من 13 ألف عامل إغاثة تابعين للأونروا في غزة.
وتدير الأمم المتحدة عادة 400 موقع توزيع؛ أما خطة الاحتلال فتقلص هذا العدد إلى أربعة مواقع، وصرح المتحدث باسم اليونيسف، جيمس إلدر، بأن الخطة تترك الفلسطينيين أمام "خيار مستحيل بين النزوح والموت".
وانتقد سكوت بول، مدير السلام والأمن في منظمة أوكسفام أمريكا، خطة الاحتلال لإجبارها الفلسطينيين على "إعادة ترتيب حياتهم وتغيير مكان إقامتهم بشكل جذري خدمة لأجندة سياسية".
وقال بول: "إنها خطة ستخلف حتما مئات الآلاف، إن لم يكن أكثر من مليون فلسطيني، وكثير منهم من أكثر الفئات ضعفا في قطاع غزة". وأضاف أن خطة مؤسسة غزة الإنسانية تترك "المساعدة ذات المغزى كفكرة لاحقة" ولا تعالج المساعدات الضرورية الأخرى، مثل الخدمات الصحية السريرية، وخدمات الرعاية الصحية الخارجية، واحتياجات المأوى، وإدارة النفايات، والحصول على المياه النظيفة.
وأضاف بول: "ما نتحدث عنه في الغالب هو الرغبة في تجنب الظهور بمظهر المتواطئ في المجاعة".
وشبّهت مارا كرونينفيلد، المديرة التنفيذية لوكالة الأونروا في الولايات المتحدة، الخطة بمعسكرات الاعتقال النازية في ألمانيا التي فرّ منها جدها، والتي قتلت فيها أخته وعائلتها لاحقا.
وقالت كرونينفيلد: "إن وضع نفس الدولة التي تهدد علنا بالإبادة، والتي حوّلت بالفعل معظم غزة إلى أنقاض، ثم تجبر الناس على النزوح منها، ووضع هذا الكيان مسؤولا عن المساعدات الإنسانية لإبقاء الناس على قيد الحياة، هو ببساطة مزيج من السخافة والشر".