طارق فتحي سرور يطرح تساؤلات قانونية حول استحداث الصلح في جرائم القتل العمد
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور طارق فتحي سرور أن مناقشة استحداث مادة جديدة في قانون الإجراءات الجنائية، تتيح لورثة المجني عليه أو وكيله الخاص الصلح في جرائم القتل العمد، أثارت العديد من التساؤلات القانونية، خاصة فيما يتعلق بتخفيف العقوبة وفقًا للمادة 17 من قانون العقوبات.
وأوضح سرور أن هناك نقاطًا تحتاج إلى إعادة النظر قبل إقرار التعديلات، أبرزها:
1.
حيث يتضمن النص جريمة الضرب المفضي إلى موت (المادة 236 عقوبات) دون الإشارة إلى الضرب المفضي إلى عاهة مستديمة (المادة 240 عقوبات)، مما يثير جدلًا حول عدالة التدرج العقابي، إذ قد يصبح الجاني الذي أفضى ضربه إلى الوفاة في وضع قانوني أفضل من الجاني الذي تسبب في عاهة مستديمة.
2. الصلح في جرائم قتل الزوج لزوجته حال التلبس بالزنا
اقترح سرور أن يشمل النص جريمة قتل الزوج لزوجته حال ضبطها متلبسة بالزنا (المادة 237 عقوبات) في حال إبرام صلح مع ورثتها، بحيث يترتب عليه انقضاء الدعوى الجنائية، مشيرًا إلى أن هذا التعديل يتوافق مع فلسفة المشرع في الحفاظ على سمعة الأسرة.
3. تقييد الصلح في جرائم القتل الخطأ
حيث لا يشمل الصلح جميع حالات القتل الخطأ، بل يقتصر على الفقرتين الأولى والثانية من المادة 238 عقوبات، دون الفقرة الثالثة التي تنص على عقوبة الحبس الوجوبي في حالات الجسامة.
4. تناقض الصياغة القانونية فيما يتعلق بأثر الصلح
أشار سرور إلى أن النص يذكر في بدايته أن الصلح يؤدي إلى تخفيف العقوبة، بينما يشير في نهايته إلى أنه يترتب عليه انقضاء الدعوى الجنائية، مما يستوجب إعادة الصياغة لضمان وضوح الأثر القانوني.
5. إشكالية الثأر وتأثيره على فاعلية الصلح
لفت سرور إلى أن العادات الثأرية الراسخة في بعض المجتمعات قد تعيق تحقيق أهداف الصلح، إذ قد يظل الانتقام واجبًا مقدسًا لدى بعض العائلات، مما قد يُبقي خطر الجريمة قائمًا رغم التصالح القانوني.
6. الصلح بعد الحكم النهائي
أبدى سرور تحفظه على فتح باب الصلح حتى بعد صدور حكم نهائي بات، معتبرًا أن ذلك قد يجعله مجرد وسيلة احتياطية للمتهمين، مما قد يؤثر على فاعلية الردع العام والخاص.
7. ضرورة مواءمة النص مع المادة 17 من قانون العقوبات
أوضح سرور أن المادة 17 تتعلق بسلطة القاضي في تفريد العقوبة وفقًا لظروف الجريمة وقت ارتكابها، وليس بالإجراءات اللاحقة، مما قد يستدعي إضافة نص تكميلي يحدد أثر الصلح بشكل أكثر دقة.
8. إشكالية الصلح في القتل المقترن بجريمة أخرى
تساءل سرور عن جدوى إقرار الصلح في الجرائم التي يكون القتل فيها مقترنًا بجناية أخرى، مثل القتل المصحوب بالسرقة بالإكراه، إذ إن القانون لا يجيز الصلح في جريمة السرقة، ما يطرح إشكالية قانونية حول أثر الصلح في هذه الحالات.
واختتم سرور بالتأكيد على ضرورة دراسة هذه الملاحظات بعناية قبل إقرار التعديلات، لضمان تحقيق العدالة وحماية حقوق جميع الأطراف.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القانون تشريعات إلى أن
إقرأ أيضاً:
الإفراج عن معارض بوركينابي بعد اختطافه يثير تساؤلات بشأن واقع الحريات
أُفرج في بوركينا فاسو عن المعارض البارز هيرمان يامييوغو، رئيس حزب الاتحاد الوطني للديمقراطية والتنمية، بعد اختفائه لأكثر من 24 ساعة إثر اختطافه من منزله في العاصمة واغادوغو على يد مسلحين بزي مدني، في واقعة أثارت قلقا واسعا بشأن واقع الحريات العامة في البلاد.
ووفقا لمصادر مقربة، جاء اختطاف يامييوغو عقب نشره مقالا نقديا على وسائل التواصل الاجتماعي، وجّه فيه انتقادات حادة إلى أداء المجلس العسكري الانتقالي بقيادة إبراهيم تراوري، واصفا الوضع في البلاد بأنه "معلّق فوق الفراغ".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"أطباء بلا حدود" تحذر من اجتياح العنف الجنسي شرق الكونغو الديمقراطيةlist 2 of 2نازحون سوريون بلبنان للجزيرة نت: قلقون من العودةend of listوخلال فترة احتجازه، خضع يامييوغو، نجل أول رئيس للبلاد بعد الاستقلال، لاستجواب من قبل جهاز الاستخبارات الوطني، دون أن يتعرض لسوء معاملة، بحسب ما أفادت به المصادر، لكنه امتنع عن الطعام والشراب، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية، ودفع السلطات إلى الإفراج عنه مساء الأحد.
وتأتي هذه الحادثة في ظل تزايد ما تصفه منظمات حقوقية بالانتهاكات بحق المعارضين والصحفيين ونشطاء المجتمع المدني، حيث تُتهم السلطات باستخدام الاعتقالات التعسفية كأداة لقمع الأصوات المنتقدة، وفقا لتقارير منظمات حقوقية.
ورغم الإفراج عنه، لا يزال يامييوغو، يواجه بيئة سياسية مشحونة، وسط مخاوف من تراجع الحريات العامة في ظل استمرار المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد.