متابعات/

ساعات قليلة تفصلنا من موعد انتهاء المهلة المحدّدة لإدخَال المساعدات إلى غزة قبل استئناف العمليات البحرية اليمنية ضد العدوّ الصهيوني.

وكانت المهلة التي حددها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي للعدو الصهيوني بأربعة أيام لادخال المساعدات للمحاصرين في غزة قد لافت ترحيبا على مختلف المستويات السياسية والشعبية بل والعربية والإسلامية.

ويرى مراقبون ان على الكيان تجنب الجبهة اليمنية كونها مكلفة بالنسبة له وعليه ان يلتزم بإدخال المساعدات الى غزة المحاصرة.

وأكّـد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الجاهزية لبدء الإجراءات العسكرية فور انقضاء مدة المهلة بدون تسليم المساعدات؛ الأمر الذي يعيد وضع العدوّ أمام جدية وصرامة الموقف اليمني وأمام التداعيات الكبيرة والمؤثرة التي ستترتب على تجاهله، والتي بدأت ملامحها بالبروز مسبقًا من خلال تقييمات شركات الأمن البحري الغربية.

وحرص السيد القائد مساء الاثنين، على التذكير بالمهلة، مؤكّـدًا أن “القوات المسلحة على أهبة الاستعداد” وأن “الإجراءات العسكرية ستدخل حيز التنفيذ من منذ لحظة انتهاء المهلة المحدّدة إن لم تدخل المساعدات إلى قطاع غزة” وهو تأكيد يحمل العديد من الدلالات المهمة، أبرزها جدية الموقف اليمني وهو ما كان مسؤولون في قطاع الأمن البحري الدولي قد أكّـدوه مسبقًا عندما أشاروا في وقت سابق إلى أن اليمنيين “لديهم تأريخ في تنفيذ تهديداتهم” وأن “أي رد انتقامي” من جانب الولايات المتحدة أَو العدوّ الصهيوني أَو بريطانيا سيؤدي في “تجديد الصراع في المنطقة” وهي إشارة واضحة إلى أن جدية الجبهة اليمنية ذات سقف مفتوح واستعداد مسبق لكل الاحتمالات.

ومن الدلالات الهامة التي حملها تأكيد السيد القائد، أن موضوع إدخَال المساعدات، لا علاقة له بالمؤشرات التفاوضية، ولا يمكن الالتفاف عليه بأية مناورات سياسية؛ لأَنَّه حق مشروع، وضرورة إنسانية ملحة، وهو أمر ربما كان العدوّ يعول على تجاوزه عندما أعلن عن موافقته على دعوة الوسطاء، بعد إعلام المهلة اليمنية، لإرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة؛ مِن أجلِ مناقشة المضي في الاتّفاق الذي عرقله بشكل متعمد، وبالتالي فَــإنَّ ضغط الموقف اليمني هنا لا يقتصر على المستوى الاقتصادي والأمني، بل يقوض أَسَاسات المنهجية المراوغة للعدو، ويجعلُه يقفُ على أرضية مهزوزة حتى على طاولة المفاوضات.

وتوازيًا مع تأكيد السيد القائد على الاستعداد لبدء الإجراءات العسكرية فور انتهاء المهلة، تلقت السفن المرتبطة بالعدوّ الصهيوني تحذيرًا جديدًا من شركة “أمبري” البريطانية للأمن البحري، والتي نصحت جميع السفن بـ “التحقّق من انتمائها إلى فئات السفن المستهدفة، وإعادة تقييم المخاطر على الرحلات البحرية عبر البحر الأحمر وخليج عدن” في إشارة إلى الارتباط بالعدوّ الصهيوني من حَيثُ الملكية أَو التشغيل، مشيرة إلى أنه على السفن ذات الصلات “المتوسطة والعالية” بالعدوّ “إعادة النظر في العبور” وهو تحذير يؤكّـد جدية الخطر المباشر والملموس المترتب على منع دخول المساعدات إلى غزة بالنسبة لحركة الملاحة المرتبطة بالعدوّ.

ووفقًا للتجربة الناجحة للقوات المسلحة اليمنية في فرض الحصار البحري على العدوّ الصهيوني طيلة أكثر من عام، فَــإنَّ أول التأثيرات المباشرة التي ستضرب حركة الملاحة المرتبطة بالعدوّ في حال إصراره على منع دخول المساعدات إلى غزة ستكون عودة أقساط التأمين على السفن ذات الصلات “الإسرائيلية” إلى الارتفاع، مع إحجام الشركات عن تغطية هذه السفن أصلًا؛ بسَببِ ارتفاع المخاطر المرتبطة بها، بالإضافة إلى قتل آمال إعادة تنشيط ميناء أم الرشراش الذي لم يتعافَ بعدُ من تداعيات إغلاقه بشكل كامل منذ نوفمبر 2023؛ بسَببِ العمليات اليمنية، وَإذَا استمر إصرار العدوّ على جريمة تجويع الفلسطينيين، فستعود مختلف التداعيات على أسعار السلع وحركة الواردات والصادرات التابعة للعدو وعلى قطاعات الاستثمار والصناعة داخل الأراضي المحتلّة، وربما بوتيرة أكبر؛ لأَنَّها ستضاف إلى تأثيرات سابقة لا زالت مُستمرّة.

وبانتظار ما بقي من ساعات مهلة السيد القائد، وبالنظر إلى الاهتمام الكبير الذي حظيت به تأكيداته الأخيرة لدى وسائل إعلام العدوّ ورعاته، وتقييمات قطاع الأمن البحري، يمكن القول: إن الجبهة اليمن قد نجحت مسبقًا في تثبيت تأثير مسار العمليات البحرية اليمنية كوسيلة ضغط مهمة على العدوّ الصهيوني، حَيثُ لا يوجد أمام العدوّ أي أفق للتخلص من هذا التأثير.

 

 

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: انتهاء المهلة المساعدات إلى السید القائد

إقرأ أيضاً:

وزير الحرب الصهيوني يهدد سفينة الحرية “مادلين”

وذكر المجرم كاتس، في بيان، أنه أصدر تعليمات لجيشه الصهيوني، بمنع وصول بعثة ناشطين بارزين إلى غزة، في محاولة منهم لتحدي حصار العدو الإسرائيلي على قطاع غزة.

إلى ذلك قالت مصادر من السفينة “مادلين” المتجهة إلى ساحل قطاع غزة إنها تتعرض لتشويش كبير على نظام تحديد المواقع العالمي “جي بي إس” وشبكة الهاتف، وتوقعت وصول السفينة إلى سواحل غزة ليل غد الاثنين.

وبدعم أميركي وأوروبي، يرتكب جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 54,880 مواطنا فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 126,227 آخرين، حتى اليوم، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يجبر الفلسطينيين على النزوح قسرا من مناطق في شمال قطاع غزة
  • “الشعبية” تُدين العدوان الصهيوني الجديد على اليمن
  • ” حماس”: استهداف العدو الصهيوني للمسعفين في غزة جريمة حرب مركبّة
  • خسائر مؤلمة وثمن باهظ.. كواليس المواجهة الأمريكية - اليمنية في البحر الأحمر
  • الحج والعمرة تدعو ضيوف الرحمن للالتزام بالمغادرة قبل انتهاء صلاحية التأشيرة
  • استشهاد 4 فلسطينيين في قصف العدو الصهيوني شرق خان يونس
  • وزير الحرب الصهيوني يهدد سفينة الحرية “مادلين”
  • بحرية الصين تؤكد تعلمها من الدروس التي تجرعها الأمريكان على يد اليمن في البحر الأحمر
  • (صحيفة): تصاعد النفوذ الصيني في اليمن يثير قلقاً دولياً
  • العدو الإسرائيلي يقر بتداعيات خطيرة للعمليات اليمنية على كيانه