ماذا تريد إسرائيل من تصعيد عدوانها على غزة؟
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
غزة- صعَّدت إسرائيل عدوانها على غزة واستهدفت الفلسطينيين بشكل مباشر، بعد إحكامها إغلاق معابر القطاع منذ مطلع الشهر الجاري، ومنع دخول أي من المساعدات والمواد الغذائية، خلافا لما نصَّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد استهدف، أمس السبت، صحفيين ومواطنين يعملون في المجال الخيري، خلال وجودهم في بلدة بيت لاهيا شمال غزة، مما أدى لاستشهاد 10 منهم، في وقت يواصل فيه الاحتلال إطلاق النار على القاطنين في المناطق الشمالية والشرقية والجنوبية للقطاع.
ويثير السلوك الإسرائيلي التساؤلات حول الأهداف التي يسعى لتحقيقها، وطبيعة المسارات التي سيسلكها في التعامل مع قطاع غزة؟
انتزاع مواقفويقول مصدر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن التصعيد الإسرائيلي يأتي في إطار جملة من الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، ومن ثم تصعيد الاعتداءات العسكرية بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، وإحكام الحصار وإغلاق المعابر، وارتكاب مجازر ضد المواطنين، كما حدث في بلدة بيت لاهيا أمس.
وأضاف في تصريح خاص للجزيرة نت "الواضح أن جزءا من الأهداف المركزية للتصعيد الإسرائيلي المتدرج هو الضغط على المفاوض الفلسطيني لانتزاع مواقف متعلقة بورقة أسرى الاحتلال من يد المقاومة".
إعلانوأوضح المصدر ذاته أن تلك الإجراءات مصحوبة بحرب نفسية من قيادة الاحتلال وأركان الإدارة الأميركية، للضغط على الحاضنة الشعبية -المنهكة من الحرب والحصار- واستمرار تخويفها بعودة الحرب والجوع، كجزء من الضغوط التي تمارس على حماس ووفدها المفاوض.
وأكد أن الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة على مدار 470 يوما لم تنجح في كسر الإرادة الفلسطينية أو ابتزاز المواقف والاستسلام، وأن ما لم يفلح الاحتلال بالحصول عليه تحت النار لن يتمكن من تحقيقه تحت الضغط.
وشدد المصدر من حماس على أن خرق جيش الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار يستدعي تحركا سريعا من الوسطاء لوقف العدوان "لأن التصعيد لا يخدم تطبيق الاتفاق".
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية قد أفادت أن إسرائيل تُجَهِّز خطة للعودة للقتال بغزة، وتتضمن إجراءات لزيادة الضغط تدريجيا على حماس.
لا ضمانات
وأمام هذا، يعتقد إياد القرا، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أن تصعيد إسرائيل ضد غزة يأتي في إطار توجه بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) لإطالة أمد التفاوض، وكسب مزيد من الوقت لتمرير قانون الموازنة العامة في الكنيست أواخر الشهر الجاري "لأنه سيؤدي لإسقاط الحكومة حال عدم نجاحه بذلك".
ويقول القرا -للجزيرة نت- إن نتنياهو يحاول إطالة أمد حكومته عبر المناورة بملف الاتفاق مع غزة، لأنه يعلم أن الذهاب إلى المرحلة الثانية من الاتفاق ربما يؤدي لانسحاب بتسلئيل سموتريتش (وزير المالية من الحكومة) وبالتالي تسريع انهيارها.
وأشار إلى أن الضغط الأميركي على نتنياهو -المتزامن مع ضغط عائلات الأسرى الإسرائيليين لاستكمال اتفاق وقف إطلاق النار- يجعله يعيد حساباته بما يضمن ألا تنفلت الأمور الميدانية المتصاعدة بشكل كامل.
وحسب القرا، فإن نتنياهو يحاول تسويق التصعيد التدريجي في غزة لدى الجمهور الإسرائيلي بأنه قادر على ممارسة ضغط على حماس ومفاوضتها تحت النار، وإحكام ذلك بسقف لا يدفع فيه الأخيرة لاتخاذ قرار بوقف المفاوضات، أو انفلات الأمر والعودة للقتال.
إعلانواستدرك الكاتب قائلا "في الوقت نفسه لا يوجد ضمانات فعلية بما يمنع تدهور الأوضاع الميدانية".
أما ياسر أبو هين، المحلل السياسي الفلسطيني، فرأى أن إسرائيل تريد بتصعيدها الأخير القول إنه "حتى لو أنها أنهت هجومها الكبير على القطاع لكنها صاحبة اليد الطولى في غزة" وذلك من خلال الضغط العسكري المتمثل بالغارات الجوية، والضغط بإغلاق المعابر وتفعيل العقاب الجماعي.
وأوضح أبو هين للجزيرة نت أن إسرائيل تفاوض تحت ضغط النار والتهديد بعودة القتال، وهذا كان واضحا خلال الحرب، فكانت تذهب لزيادة الضغط العسكري كلما بدأت جولة جديدة من المفاوضات.
ويضيف أن إسرائيل تريد من هذه الأفعال إيصال رسالة بأنه في حال لم تستجب حماس للطروحات التي تتماهى مع مواقفها، فإن خيارها بالعودة للحرب مرة أخرى قائم، وأنها قادرة على إخضاع حماس بالقوة.
ويرجح أبو هين أن تستخدم إسرائيل الضغط العسكري لمحاولة كسب المزيد من النقاط في التفاوض غير المباشر مع حماس، على أن يبقى في إطار محدود بما يضمن ألا تنفلت الأمور لتصعيد مفتوح.
يُشار إلى أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن الليلة الماضية أن نتنياهو عقد نقاشا معمقا في قضية الأسرى بمشاركة وزراء وطاقم المفاوضات ورؤساء المؤسسة الأمنية، وأصدر عقبها تعليمات بالاستعداد لاستمرار المفاوضات وفق رد الوسطاء على مقترح المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف المبني على الإفراج عن 11 أسيرا أحياء وآخرين أمواتا، وفق قوله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات وقف إطلاق النار أن إسرائیل
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال الإسرائيلي يؤكد تسلم سبع رهائن من حماس - عاجل
أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي تسلمه، تسلم الصليب الأحمر 7 رهائن في غزة، وذلك ضمن تطبيق المرحلة الأولى ضمن اتفاق وقف الحرب في غزة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وبدأت حركة حماس اليوم الاثنين عملية تسليم إلى اسرائيل آخر الرهائن الأحياء المحتجزين في قطاع غزة في مقابل معتقلين فلسطينيين قبل قمة سلام في مصر بحضور دونالد ترامب.
أخبار متعلقة مصرع 15 شخصًا غرقًا في غانا معظمهم أطفالًا بأعمار مختلفةمهددًا بوتين.. ترامب يلوح بإمداد أوكرانيا بصواريخ توماهوكوفي المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة تترافق عودة الرهائن إلى إسرائيل مع إفراج الدولة العبرية عن 250 معتقلا "أمنيا" فلسطينيا و1700 اعتقلتهم إسرائيل في غزة منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
مساء الأحد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في اليوم الرابع لوقف إطلاق النار أن عودة الرهائن تشكل "حدثا تاريخيا" يختلط فيه "الحزن" بـ"الفرح". .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } قوات إسرائيلية تحرس سجن عوفر العسكري قبل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين - أ ف ب مركبات الصليب الأحمر الدولي تتجه شرق قطاع غزة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين - أ ف ب مركبات الصليب الأحمر الدولي تتجه شرق قطاع غزة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين - أ ف ب مركبات عسكرية إسرائيلية مدرعة تتمركز في سجن عوفر العسكري قبل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين - أ ف ب var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
ترقب تبادل الأسرى
وينتظر وصول الرهائن "في وقت مبكر من صباح الاثنين" على ما أفادت الناطقة باسم نتانياهو شوش بدرسيان موضحة أن الحكومة الإسرائيلية تتوقع "الإفراج عن الرهائن العشرين الأحياء معا و(أن يسلموا جميعا) إلى الصليب الأحمر بالتزامن".
وأشارت السلطات الإسرائيلية إلى احتمال ألا تسلم جثث كل الرهائن المتوفين الاثنين. وأكدت بدرسيان أنه في هذه الحالة "ستساعد هيئة دولية متفق عليها بموجب الخطة، في تحديد مكان الرهائن (المتوفين) في حال عدم العثور عليهم وتسليمهم".
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح الاثنين بأن الصليب الأحمر في طريقه إلى نقطة متفق عليها في شمال قطاع غزة لاستلام رهائن.الحرب انتهت
وأفادت مصادر مطلعة أن حماس أنهت التحضيرات لتسليم الرهائن الأحياء لكنها لا تزال تطالب بالافراج عن قادة فلسطينيين كبار معتقلين لدى إسرائيل.
في المقابل، أكدت إسرائيل أن المعتقلين الفلسطينيين الذين نقلوا إلى سجنين محددين لن يفرج عنهم إلا بعد تأكيد هوية الرهائن العائدين.
ونشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس صباح الاثنين، لائحة بأسماء الرهائن الأحياء العشرين المقرر الإفراج عنهم في إطار صفقة التبادل.
وينتظر وصول دونالد ترامب صباح الاثنين الباكر إلى إسرائيل. وبعد لقاء مع نتانياهو سيلقي كلمة أمام البرلمان ويجتمع مع أقارب رهائن.
وأكد ترامب لصحافيين وهو يغادر الولايات المتحدة "الحرب انتهت حسنا؟ هل فهمتم ذلك"، معربا عن ثقته بأن وقف إطلاق النار "سيصمد".
من جهته أكد نتانياهو أن إسرائيل حققت "انتصارات هائلة، انتصارات أذهلت العالم. لكن المعركة لم تنته".