نائب: التوسع العمراني في "سفوان" سيكون باتجاه الصحراء
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
الاقتصاد نيوز - بغداد
أكد عضو مجلس النواب، رفيق الصالحي، اليوم الأربعاء، أهمية الحفاظ على الهوية الزراعية لقضاء سفوان بمحافظة البصرة ، مشددًا على ضرورة حماية المسطحات الزراعية الخضراء، لا سيما مزارع الطماطم وغيرها من المحاصيل الأساسية في المنطقة.
وأوضح الصالحي في بيان أورده مكتبه الأعلامي وتلقته "الاقتصاد نيوز"، أن التوسع العمراني الجديد للقضاء سيكون باتجاه المناطق الصحراوية، وذلك لضمان عدم المساس بالأراضي الصالحة للزراعة والحفاظ على مناطق المياه الجوفية.
وأشار إلى أنه على تواصل مستمر مع الجهات المسؤولة عن إعداد التصميم الأساس لقضاء سفوان، حيث يعمل على التأكيد على أهمية توجيه مشاريع التوسع العمراني واستحداث المدن السكنية نحو المناطق الصحراوية، بعيدًا عن الأراضي الزراعية المنتجة.
وفي هذا السياق، نوه الصالحي إلى أن استحداث مدينة سفوان الحديثة سيتم في المناطق غير الصالحة للزراعة، وذلك بعد استحصال الموافقات الرسمية من وزارة النفط، لافتًا إلى أن هذه المناطق ستشهد إقامة مدن سكنية وصناعية وتجارية، مما يسهم في تطوير البنية التحتية وتعزيز الواقع الاقتصادي في القضاء.
كما لفت الصالحي، إلى جدية الجهات المعنية بإعداد التصميم الأساس لمدينة سفوان، وخصوصًا رئيس الوحدة الإدارية، في عدم الإضرار بمصالح الفلاحين والمزارعين وأصحاب المهن الزراعية، وهو ما يعكس التزام الحكومة المحلية بالحفاظ على القطاع الزراعي كأحد ركائز الاقتصاد في القضاء.
وفيما يتعلق بالمناطق المحيطة بجبل سنام، أكد الصالحي أنه سيتم تخصيصها كمناطق "بساتين ومسطحات خضراء"، وذلك نظرًا لخصوصيتها، على أن تكون مناطق مفتوحة ومحمية، بما ينسجم مع أهمية الحفاظ على البيئة الزراعية والطبيعية للقضاء.
كما شدد الصالحي على أن التصميم الأساس لمدينة سفوان لا يزال في طور المقترحات الأولية، وهو قابل للتعديل أكثر من مرة، حيث سيمر بمراحل متعددة قبل المصادقة عليه، مشيرًا إلى أن الموافقة النهائية عليه ستتم عبر الوحدة الإدارية التي سترفعه إلى ديوان محافظة البصرة، ليتم تحويله لاحقًا إلى مجلس المحافظة للمصادقة عليه.
وفي ختام حديثه، دعا الصالحي المواطنين في قضاء سفوان إلى توخي الحذر وعدم الاستناد إلى الصور الأولية المنشورة، مؤكدًا أن الجميع يعمل على عدم الإضرار بمصالح المواطنين الزراعية، وأن أي قرار سيتم اتخاذه سيكون بما يخدم أهالي القضاء ويحافظ على هويته الزراعية والاقتصادية.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار إلى أن
إقرأ أيضاً:
«رحلة الهجن» تشق طريقها عبر صحراء الإمارات
أبوظبي (الاتحاد)
تواصل «رحلة الهجن» بنسختها الثانية عشرة مسيرها عبر واحد من أكثر المسارات الرمزية في تاريخها، حيث قطعت القافلة خلال الأيام الماضية سلسلة من المحطات الممتدة بين رمال ندّ الشبا، قرن وكر العقاب، رقعة روضة، رملة ساحب عظيبة، الهرِه، رملة بن مريود، العبدلية، وصولاً إلى عمق المسار الصحراوي القديم، الذي كان يربط الإمارات بطريق الحجاج. وفي كل محطة، تستعيد القافلة ملامح الطريق الذي سلكه الأجداد، من الكثبان التي عبرتها قوافلهم إلى المسارات التي شكّلت ذاكرة المكان، في رحلة تمتزج فيها ملامح الصحراء، ورائحة الماضي، وعمق التجربة الإنسانية.
وتقطع القافلة مسافة 1050 كيلومتراً على ظهور الهجن، في مسار هو الأطول في تاريخ الرحلة والتاريخ المعاصر، حيث انطلقت بتاريخ 30 نوفمبر من منطقة السلع في العاصمة أبوظبي، ويترقب وصولها يوم 20 ديسمبر الجاري إلى القرية التراثية في القرية العالمية بدبي.
وعن الرحلة قال عبد الله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وقائد الرحلة: حين نتحرك عبر هذه الصحراء، فإننا لا نعيد فقط رسم خطوط طريق الحجاج، بل نعيد قراءة الإنسان الذي عبر هذا الطريق قبل أعوام مضت. فكل خطوة على الرمل تحمل أثراً من خطوة سابقة، وكل محطة نقف فيها تذكّرنا بأن هذا الطريق لم يكن مجرد جغرافيا، بل رحلة إيمان وصبر وارتباط بالأرض. هذه القافلة ليست مسيراً للهجن فحسب، بل للروح أيضاً: روح تبحث عن تلك اللحظة التي يلتقي فيها الماضي بالحاضر من دون أن يفقد أحدهما جوهره.
وأضاف: من يرافقنا في رحلة تمتد لأكثر من ألف كيلومتر يدرك أن هذه التجربة ليست تحدياً جسدياً، بل مسؤولية ثقافية وأخلاقية، فالهدف ليس الوصول إلى دبي فقط، بل الوصول إلى فهم أعمق لما يعنيه أن تكون ابن هذه الأرض. أرضٌ علّمت أبناءها أن الطريق أهم من المسافة، وأن العبر أكبر من الخطوات.
ويمتد مسار الرحلة على مدى 21 يوماً يخوض فيها المشاركون تجربة تتجاوز المشي لمسافات طويلة لتلامس جوهر الحياة في الصحراء، ففي كل مرحلة من المراحل اليومية، تعود القافلة إلى إيقاع عاشه الآباء والأجداد، حيث يتعلم المشاركون كيف تُبنى القوة بالصبر، وكيف يتشكل الوعي بالاعتماد على الطبيعة، وكيف تتحول الصحراء من فضاء مفتوح إلى مدرسة قيم، تُعيد الإنسان إلى جذوره الأولى وتحيي في داخله إرثاً ظل حاضراً في وجدان الإماراتيين عبر الزمن.
من السماء إلى الصحراء
ومن بين القصص الملهمة في هذه الرحلة، تبرز مشاركة الطيّار الإماراتي سعيد محمد الريّس، الذي اختار أن يخوض تجربة تختلف تماماً عن سماء الطائرات التي اعتاد التحليق فيها، ليعيش رحلة الأجداد كما كانت، على ظهر الهجن وتحت سماء الصحراء. يقول الريّس: الرحلة مذهلة بكل تفاصيلها، تفاصيل دقيقة تجعلني أشعر أنني أعيش الزمن الذي عاشه أجدادنا، أنا لا أعتبر نفسي مشاركاً فقط، بل ممثلاً لبلدي، ومسؤولاً عن تقديم صورة تليق بعاداتنا وتقاليدنا الإماراتية الأصيلة، أعمل بجهد، وأتعاون مع زملائي من مختلف الجنسيات، لأثبت أن قيم التعاون والالتزام التي تربّينا عليها ما زالت حية في كل خطوة نخطوها في هذه الرحلة.