شاب يشكو خطيبته: تهربت منى وغيرت محل إقامتها ورفضت رد شبكة
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
تمت خطبتنا منذ عام بعد شهور من التعارف وقصة حب كبيرة، ولم أتخيل أن ارتباطي بها سيفتح علي أبواب الجحيم، وانتهت علاقتنا بعد أن أقدم شقيقها على التعدي على بالضرب، وملاحقته لي بالسب والقذف، ومحاولته دهسي بسيارته - وفقا للبلاغ المقدم ضده لإثبات الواقعة- وبعدها اختفت خطيبتي ورفضت التواصل معي منذ شهور وامتنعت عن رد الشبكة ولاحقتني بالسب والقذف والاتهامات الكيدية.
تلك واحدة من ألاف القصص التي تبدأ بسبب خلاف بسيط وتنتهي بتبادل الزوجين عشرات الدعاوي أمام محكمة الأسرة وأحيانا يترتب علي تلك المناوشات بين الزوج وزوجته -الانفصال-، وهو ما نرصده خلال سلسلة (أغرب قضايا محكمة الأسرة).
وتابع الشاب بدعواه: "خطيبتي استولت على مصوغات وزنها 420 جرام، وتهربت مني وسافرت وغيرت محل إقامتها ليصعب علي الوصول إليها طوال شهور، بعد أن قررت وعائلتها بأن يغدروا بي، ويخططوا لإلحاق الضرر المادي والمعنوي بي".
وأكد: "كنت قد بدأت التحضير لحفل الزفاف، ولكنها دون أي مقدمات ثارت وغضبت مني وقطعت كافة وسائل التواصل بيننا، وقررت الاختفاء، لأعلم بالصدفة فسخها الخطبة دون أن تعلمني وتركت شقيقها يتحدث معي، وعندما طالبت عائلتها برد الشبكة امتنعوا، وشهروا بي وواصلوا سبي وقذفي وتهديدي لترك حقوقي، لأعيش طوال شهور في عذاب لحل الخلاف برفقتهم دون فائدة".
مشاركة
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: خلافات أسرية العنف الأسري محكمة الأسرة دعوي نفقة حبس الزوج أخبار الحوادث قضايا محكمة الأسرة
إقرأ أيضاً:
قراءة في حاضرٍ موحش وماضٍ دافئ
كانت الأسرة بالأمس نسيجًا حيًّا من التفاعل والتراحم، يظللها سقف المحبة قبل سقف الجدران، يجمعها مجلس واحد، وتلمّ شتاتها مائدة واحدة، وتؤنس لياليها أحاديث ممتدة، تشرق فيها ضحكات الآباء والأمهات وتختلط بصوت خطوات الأطفال. كان الحضور حضورًا حقيقيًا لا افتراضيًا، وكان القرب قلبًا قبل أن يكون جسدًا.
أما اليوم، فكم من بيت لا يجمع أفراده إلا اسمه وسقفه؟
غرف مغلقة، وعوالم متوازية داخل الشاشات الصغيرة، تقاطعت فيها القيم وذابت فيها الخصوصيات. كل فرد يعيش في جزيرة إلكترونية منعزلة، يتغذى على ما تبثه وسائل التواصل من أفكار وقيم وسلوكيات، كثيرٌ منها دخيل، وبعضها هدّام.
الوالدان، اللذان كانا يومًا رمزي الحضور والرعاية، صارا – في كثير من البيوت والله المستعان – جزءًا من المشكلة لا من الحل.
أحدهما غائب في مقهى واستراحة يُمارس فيه هروبه الصامت، والآخر غارق في نزهة وجمعة لا تنتهي، وكأنهما يهربان من دورٍ لم يُتقن صنعه بعد.
وإن اجتمعا في البيت، جمعهما صمتٌ ثقيل لا يُكسر إلا بصوت مقطع مضحك، وضحكاتٌ أحادية عابرة تملأ الفراغ، ضحكاتٌ قد تسمعها فتقول من غرابتها: “بسم الله الرحمن الرحيم!”
ضحكات لا تنبع من فرح، بل من فراغ داخلي… فراغ يستعيض عن المعنى بالتسلية، وعن العمق بالسطح.
وليت الأمر توقف عند الضحك…
فحتى المواضيع التي تُطرح في المجالس الأسرية لم تَعُد تدور حول الأولويات:
لا عن سلوك الأبناء، ولا عن مستقبلهم، ولا عن أخلاقهم، ولا عن همومهم النفسية، بل تحوّل محور الحديث إلى ما جاد به “الترند”، حتى كأنّ وسائل التواصل صارت المرجعية، والحديث عن القيم صار ثقيلًا.
لقد انسحب الحوار الأسري أمام زخم المحتوى الرقمي، وتحوّلت الجلسات العائلية إلى مهرجانات صامتة…
كل حاضر بجسده، وغائب بعقله وقلبه.
والسؤال المهم هل حدث تحولات جذرية في المفهوم الأسريّ؟
ربما لم يتحول بقدر ما تمّ تفريغه من محتواه. الأسرة اليوم بحاجة إلى إعادة تعريف، إلى أن يُستعاد دفء الجلوس، وصدق السؤال، وجمال القرب الحقيقي لا القرب الرقمي.
نحن بحاجة أن نعود من الغياب، من خلف الشاشات، من لهوٍ يُضحكنا ويُبكينا، ليجد الأبناء آباءً حاضرون حضورًا حقيقيًا، وتجد البيوت روحًا تسكنها، لا مجرد أجساد تتقاطع في الممرات.
الأسرة ليست مجرد سقف… هي قلبٌ ينبض، وصوتٌ يُسمع، وعينٌ ترقب، ويدٌ تمتد، فإن لم تكن كذلك، فهي مجرد جدران صامتة، مهما علت هندستها وتزيّن أثاثها.