العدوان الأمريكي على اليمن.. استمرار الحرب والأهداف ذاتها
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
تفصلنا أيام قليلة عن اكتمال عشر سنوات من العدوان الغاشم على اليمن، الذي بدأ في مارس 2015م بقيادة أمريكية عبر أدواتها في المنطقة، السعودية والإمارات. خلال هذه السنوات، شهد اليمن حربًا همجية استهدفت سيادته واستقلاله، وفرض عليه حصار اقتصادي خانق، مما تسبب في أزمة إنسانية حادة. كما شنت السعودية والإمارات، بدعم أمريكي وإسرائيلي، حملة عسكرية مكثفة طالت البنية التحتية والمنشآت المدنية، وأسفرت عن سقوط آلاف الضحايا بين شهيد وجريح.
وبعد مرور عقد من الحرب، تعود أمريكا اليوم لتكرار المشهد نفسه في مارس 2025م، عبر شن غارات عسكرية مباشرة على صنعاء وصعدة وعدة محافظات يمنية. هذا التصعيد يأتي بعد أن أعلن الشعب اليمني موقفه الواضح من العدوان على غزة، واتخذ خطوات عملية في البحر الأحمر لمنع السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني من المرور. هذا التحرك لم يكن مقبولًا لدى واشنطن، التي ردّت بتدخل عسكري مباشر مستهدفة نفس المواقع التي قصفها التحالف السعودي الإماراتي سابقًا، في تأكيد جديد على أنها كانت دائمًا المحرك الرئيسي للعدوان على اليمن.
منذ 2015م وحتى 2025م، تغيرت الأدوات، لكن الهدف ظل ثابتًا: إخضاع اليمن وإجباره على الرضوخ للهيمنة الأمريكية والصهيونية. ففي 2015م، كان العدوان يتم بأيدٍ سعودية وإماراتية بغطاء أمريكي، أما اليوم، فقد أصبح العدوان أمريكيًا إسرائيليًا مباشرًا، بعدما فشلت أدواته الإقليمية في تحقيق أهداف واشنطن.
ما قصفه الطيران السعودي والإماراتي خلال سنوات الحرب، تعيد الطائرات الأمريكية قصفه اليوم، مستهدفة المناطق السكنية في الجراف بصنعاء وقحزة بصعدة وعدة محافظات والتي خلفت عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين، والمرافق الحيوية مثل مستشفى الأورام السرطانية قيد الإنشاء في صعدة، المجمع الحكومي بالجوف، محطة كهرباء صعدة، وميناء الحديدة، ومحلج القطن إضافة إلى منشآت اقتصادية خاصة مثل مصنع الحبشي للحديد، وهي أهداف مدنية بحتة لا علاقة لها بما تزعمه واشنطن عن استهداف منصات صواريخ أو رادارات.
لقد كان اليمن حاضرا في معادلة الصراع منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023م، حينما أعلن موقفه الداعم لفلسطين، وبدأ بتنفيذ عمليات بحرية لمنع السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي، كما قصف مواقع استراتيجية في يافا، أم الرشراش، وحيفا بصواريخ فرط صوتية وطائرات مسيرة، وهو ما شكل تهديدًا للمصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة. ولهذا، تسعى واشنطن اليوم إلى فرض سيطرتها على البحر الأحمر، والقضاء على القدرات العسكرية اليمنية التي أصبحت قوة ردع إقليمية.
فشل التحالف السعودي الإماراتي طوال عشر سنوات في تحقيق أي مكاسب عسكرية، بل أصبح اليمن اليوم أقوى مما كان عليه في بداية العدوان. ولهذا، تدخلت أمريكا بنفسها لإضعافه. لكن اليمن الذي صمد في وجه العدوان وهو لا يملك رصاصة، لن يستسلم اليوم وهو يمتلك صواريخ وطائرات تقصف حاملات الطائرات الأمريكية، وتصل إلى تل أبيب.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تصاعد التحذيرات الدولية من ارتفاع خطير في معدلات سوء التغذية بين أطفال اليمن
تتصاعد التحذيرات الدولية من خطر ارتفاع معدلات سوء التغذية بين أطفال اليمن، في ظل أزمة تشهدها البلاد من عقد من الزمان.
وقالت منظمة أطباء بلاحدود في بيان لها إن استمرار الصراع وانعدام الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية يعرّضان حياة آلاف الأطفال للخطر ويعمّقان الأزمة الإنسانية، محذرة من ارتفاع مثير للقلق في معدلات سوء التغذية بين الأطفال.
وذكرت أن فرقها الطبية عالجت خلال الفترة من يناير حتى مايو 2025 نحو 3,767 طفلاً يعانون من سوء التغذية الحاد أو المتوسط المصحوب بمضاعفات، توزّعت على 2,117 حالة في الحديدة، و1,169 حالة في حجة، و454 حالة في تعز.
وكشفت الأرقام أن عام 2024 شهد معالجة 11,894 طفلًا من سوء التغذية، بينهم 4,666 حالة في الحديدة، و3,511 في حجة، و2,535 في عمران، وهو ما يعكس تدهورًا مستمرًا في الوضع الإنساني.
وأكدت المنظمة أن خفض المساعدات الإنسانية لليمن يسهم في تفاقم معاناة عدد لا يُحصى من الأطفال، ويزيد خطر انزلاق ملايين اليمنيين نحو الجوع الحاد وسوء التغذية، داعية الجهات المانحة والمجتمع الدولي إلى استمرار الدعم الإنساني المستدام.
وأمس السبت حذر الاتحاد الأوروبي، من خطر المجاعة في اليمن الذي يشهد صراعا منذ أكثر من 10 سنوات.
وقالت مفوضة الإتحاد الأوروبي، حاجة لحبيب في تغريدة على منصة إكس "في اليمن خطر المجاعة حقيقي ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة".