خطط أوروبية لنقل مسؤولية الدفاع عن القارة من أميركا
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
أفادت صحيفة فايننشال تايمز بأن أكبر قوى عسكرية في أوروبا تعكف على وضع خطط لتتولى بموجبها مسؤولية الدفاع عن القارة من الولايات المتحدة لمدة تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات.
وتعد المناقشات التي تدور بهذا الشأن محاولة من الأوروبيين لتجنب فوضى الانسحاب الأميركي الأحادي من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهو خوف أثارته تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي توعد فيها بإضعاف أو الانسحاب من التحالف عبر الأطلسي الذي ظل يوفر الحماية لأوروبا منذ ما يقرب من 8 عقود، بحسب تقرير الصحيفة.
ونقل التقرير عن 4 مسؤولين أوروبيين منخرطين في هذا الموضوع، قولهم إن بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلدان الشمال الأوروبي من بين الدول المشاركة في مناقشات غير رسمية حول هذا الموضوع ولكنها بناءة.
وتهدف تلك المشاورات إلى التوصل لخطة لنقل العبء المالي والعسكري إلى العواصم الأوروبية، ومن ثم عرضها على الولايات المتحدة قبل انعقاد القمة السنوية لقادة الناتو في لاهاي في يونيو/حزيران المقبل.
وكشف التقرير أن الخطة المقترحة تتضمن التزامات صارمة بشأن زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي وبناء القدرات العسكرية، في محاولة لإقناع ترامب بالموافقة على تسليم تدريجي يسمح للولايات المتحدة بالتركيز أكثر على آسيا.
إعلانومع ذلك، ترى الصحيفة البريطانية أن الولايات المتحدة لا غنى عنها، فعلاوة عن امتلاكها رادعا نوويا، فهي ملتزمة بالدفاع عن أوروبا من خلال تزويد العديد من القوات الجوية الأوروبية بأسلحة نووية أميركية، كما توفر قدرات عسكرية لا يمتلكها حلفاؤها الأوروبيون، وتدير قواعد جوية وبحرية وقوات، ولديها 80 ألف جندي ينتشرون في القارة العجوز.
الأمر سيستغرق ما بين 5 إلى 10 سنوات من الإنفاق المتزايد لرفع القدرات الأوروبية إلى مستوى يمكن أن تحل فيه محل معظم الكفاءات الأميركية، ولا يشمل ذلك الرادع النووي
وأشارت فايننشال تايمز إلى أن دولا أوروبية -من بينها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا- شرعت في زيادة إنفاقها الدفاعي أو تسريع الزيادات المخطط لها بالفعل منذ انتخاب ترامب، في حين طرح الاتحاد الأوروبي مبادرات للدول الأعضاء فيه لتسريع وتيرة زيادة الاستثمارات العسكرية.
لكن المسؤولين يقولون إن الأمر سيستغرق ما بين 5 إلى 10 سنوات من الإنفاق المتزايد لرفع القدرات الأوروبية إلى مستوى يمكن أن تحل فيه محل معظم الكفاءات الأميركية، ولا يشمل ذلك الرادع النووي.
وفي حين طمأن الدبلوماسيون الأميركيون نظراءهم الأوروبيين بأن ترامب لا يزال ملتزما بعضوية الناتو وبند الدفاع المتبادل في المادة الخامسة، فإن العديد من العواصم الأوروبية تشعر -حسب فايننشال تايمز- بالقلق من أن البيت الأبيض قد يقرر تقليص نشر قواته أو معداته بسرعة أو الانسحاب من المهام المشتركة في الناتو.
واعتبرت الصحيفة أن المشاورات الجارية، بقيادة فرنسا وبريطانيا، حول تشكيل "تحالف الراغبين" لدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا والاستثمار في الدفاع الأوروبي، مؤشر على توجه الأوروبيين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات
إقرأ أيضاً:
ترامب ينتقد نائبة ديمقراطية ويوسّع الهجوم إلى الصومال!
هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النائبة الديمقراطية إلهان عمر خلال تجمع جماهيري الأربعاء، في ولاية مينيسوتا، واصفًا إياها بـذات العمامة الصغيرة، وقال إنها دائمًا تشتكي ولا تفعل شيئًا مفيدًا.
ووسّع ترامب هجومه ليشمل الصومال، واصفًا إياها بأنها أسوأ دولة في العالم، مدعيًا أن لديها جيشًا ضعيفًا ولا برلمان، ولا شرطة، ولا مؤسسات فعّالة.
وردت إلهان عمر، أول أمريكية من أصل صومالي تنتخب للكونغرس، على تصريحات ترامب واصفة إياه بأنه عار على الأمة، واعتبرت هوسه بها أمرًا غريبًا ويحتاج إلى مساعدة جدية، معتبرة أن ترامب يلجأ إلى الأكاذيب المتعصبة بسبب غياب سياسات اقتصادية قابلة للمدح.
وفي سياق متصل، جدد ترامب انتقاداته لأوروبا بسبب سياسات الهجرة والطاقة، داعيًا المملكة المتحدة إلى زيادة إنتاج النفط في بحر الشمال، وانتقد التوسع في طاقة الرياح في اسكتلندا، محذرًا من أن الهجرة وسياسات الطاقة قد تدمر القارة، رغم تأكيده حبه لأوروبا.
وأشار ترامب إلى أن أوروبا مجموعة دول متداعية يقودها أشخاص ضعفاء، وأكد أنه سيدعم مرشحين سياسيين أوروبيين يتوافقون مع رؤيته للقارة. وذكرت الإدارة الأمريكية مؤخرًا استراتيجيتها الجديدة للأمن القومي، متحدثة عن تراجع الديمقراطية وحرية التعبير في أوروبا، ما أثار موجة غضب واسعة في القارة.
وفي شأن دولي آخر، تعهد ترامب بالتدخل لوقف الاشتباكات الحدودية بين تايلاند وكمبوديا، وأكد أنه سيجري اتصالًا هاتفيًا بقادة البلدين لمنع التصعيد، مستعرضًا قدرته السابقة على إنهاء النزاعات الإقليمية في جنوب شرق آسيا، بعد تجدد العنف على طول الحدود الممتدة نحو 800 كيلومتر، والذي أجبر عشرات الآلاف على الفرار إلى مناطق أكثر أمانًا.
وتأتي تصريحات ترامب في إطار تحركاته الانتخابية الداخلية وخطابه المعادي للهجرة، مع تعزيز صورته القوية أمام أنصاره، كما تعكس انتقاداته لأوروبا توجه الإدارة الأمريكية تجاه سياسات الطاقة والهجرة، بينما يسعى لتأكيد دوره كوسيط في النزاعات الإقليمية الدولية مثل اشتباكات تايلاند وكمبوديا.