تصريح "مفاجئ" من مبعوث ترامب بشأن نتنياهو
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
كشف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، معلومات مثيرة بشأن مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصفقة الرهائن التي تواجه جمودا.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن ويتكوف أشار في مقابلة مع الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون، إن "الجمهور الإسرائيلي يطالب بعودة المختطفين، بينما يتصرف نتنياهو بما يتخالف مع المزاج العام".
وتابعت أن ويتكوف قال خلال المقابلة إن نتنياهو "يعتقد أنه يفعل الشيء الصحيح" من خلال استخدام الضغط العسكري في غزة كوسيلة لإعادة الرهائن.
في المقابل، أكد المبعوث الأميركي أن حماس يجب أن تنزع سلاحها، "وبعد ذلك يمكنها المشاركة سياسيا في غزة".
وردا على تصريحات ويتكوف، والتي وصفت بـ"المفاجئة"، قال مصدر من مكتب نتنياهو للقناة 12 إنه "يعتقد أن رئيس الوزراء ملتزم بإعادة المختطفين" وأن "سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تتمثل في ضرورة القضاء على حماس، وهي سياسة تتماشى مع أهداف الحرب".
توتر بين أميركا وإسرائيل
وفي وقت سابق، كشفت القناة 12 عن تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل على خلفية فشل مفاوضات التهدئة في قطاع غزة، وعودة العمليات العسكرية، وسط انتقادات حادة لتعامل الحكومة الإسرائيلية مع الملف.
وبحسب القناة، فإن الخلافات بين الجانبين لم تتوقف عند التصريحات الأخيرة لويتكوف، بل امتدت لتشمل انتقادات لوزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، أحد أبرز المقربين من نتنياهو، حيث تم اتهامه بتعطيل مسار المفاوضات والتسبب في تأزيم الوضع.
ونقلت القناة عن مصادر إسرائيلية مطلعة قولها إن محور "ديرمر-ويتكوف" فشل في مهمته، مضيفة أن رون ديرمر المسؤول عن إدارة المفاوضات من الجانب الإسرائيلي لا يمتلك الأدوات السياسية المطلوبة لإدارة هذا الملف الحساس، رغم ثقة نتنياهو به.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات ويتكوف غزة دونالد ترامب حماس إسرائيل التهدئة في قطاع غزة نتنياهو المفاوضات ستيف ويتكوف بنيامين نتنياهو إسرائيل أميركا صفقة الرهائن قطاع غزة ويتكوف غزة دونالد ترامب حماس إسرائيل التهدئة في قطاع غزة نتنياهو المفاوضات أخبار إسرائيل
إقرأ أيضاً:
غزة بين مطرقة نتنياهو وسندان ويتكوف
في اللحظة الراهنة، تقف غزة في قلب عاصفة محرقة مزدوجة: من جهة، إصرار حكومة نتنياهو على استمرار الحرب بوصفها «حربًا أبدية»، ومن جهة أخرى، محاولة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف فرض إطار تفاوضي منحاز لا يضمن الحدّ الأدنى من شروط العدالة، بل يُحمّل الفلسطينيين مسؤولية الفشل مسبقًا.
الردّ الفلسطيني، الذي قدّمته الفصائل بذكاء، لم يكن رفضًا أجوف، بل جاء في صيغة تعديلات إيجابية وضعت مطلب وقف إطلاق النار الدائم كأساس لا مناص منه، ليس فقط باسم الفصائل، بل باسم الشعب الفلسطيني والعالم بأسره، الذي يقف الآن في جانب، بينما يقف نتنياهو وترامب في الجانب الآخر.
الإدارة الأمريكية، بشقيها الديمقراطي والجمهوري، متورطة حتى النخاع في استمرار المذبحة. فلا وجود لأي ضغط جاد على نتنياهو، خصوصًا في ظلّ انكفاء إيران، وشلل المقاومة في الضفة، وتواطؤ الموقف العربي الرسمي. كل ذلك وفّر للمحتل مساحة واسعة للمناورة، بينما يكتفي ترامب بتسويق وعود زائفة عن اتفاق قريب، هدفه الحقيقي خدمة نرجسيته، لا حماية أرواح الغزيين، ولا إنقاذ ما تبقّى من أطلال بيوتهم، حيث عصابات الإبادة ترتكب مجزرة ممنهجة ضد العمارات المتبقية في غزة.
في العمق، لا يتعلق الصراع بمقترحات تفاوضية أو بما يُروَّج له كـ«انسحابات حكيمة»، بل هو صراع وجودي. غزة اليوم ليست معركة حدود، بل معركة بقاء، تحمل في رمزيتها صمود النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الخندق، وثبات الشعوب الحرة في مواجهة محاولات المحو. لذا، فإن أي انسحاب أو قبول بهدن شكلية بلا ضمانات دائمة، يعني تسليم غزة لمحرقة الاحتلال، ومحو القضية إلى الأبد، وإلقاء شعبها في خيام صحراء التهجير.
إن بيان الفصائل الأخير لا يعكس فقط مرونة سياسية، بل وعيًا عميقًا بأن أي اتفاق لا يُخرج الناس من الجوع ولا يحمي الأطفال من القصف، هو مجرّد خدعة إعلامية أخرى. ومع ذلك، فهي اليوم مطالبة بتحويل اللحظة إلى إنجاز حقيقي يحمي الشعب، عبر صون الجبهة الداخلية من رعاع العملاء واللصوص، وتمتين العلاقة مع أهل غزة، أيقونة الصبر والثبات على مرّ التاريخ.
لقد باتت الكرة الآن في ملعب ترامب ونتنياهو، لا في يد غزة وأهلها. وليس ثمّ، والله، إلا الصبر والنصر: «والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون».
كاتب فلسطيني