ترتبط النجمة الكولومبية شاكيرا بقصة حب مع الجمهور المكسيكي، ويتجلى ذلك في الإقبال الهائل على حفلاتها السبع المقررة هذا الشهر في العاصمة مكسيكو، مما يسهم في تعزيز اقتصاد المدينة التي استحالت محطة بارزة لحفلات النجوم العالميين.

وتشهد العاصمة المكسيكية -التي يبلغ عدد سكانها 9 ملايين نسمة- خلال الشهر الحالي سلسلة حفلات ضخمة تعكس نمو الطلب على العروض الموسيقية، ومن بينها حفل للمغني البريطاني ستينغ (7-8 مارس/آذار)، ومهرجان "فيفا لاتينو" الذي استقطب 160 ألف متفرج بحسب المنظمين يومي 14 و15 مارس/آذار، فضلا عن شاكيرا التي قد تستقطب أكثر من 400 ألف متفرج في حفلاتها التي تستمر حتى 30 مارس/آذار.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جامعة كامبردج تمنح مغني الراب البريطاني ستورمزي دكتوراه فخريةlist 2 of 2فنانون يدعمون عمرو مصطفى في معركة السرطان.. وعمرو دياب يتجاوز خلافات الماضيend of list

وتساهم صناعة الحفلات الموسيقية في تعزيز سمعة مكسيكو بوصفها محطة بارزة لمحبي الحفلات. وقد جاءت ماريا (32 عاما) من هندوراس لمشاهدة نجمتها المفضلة شاكيرا مساء الجمعة في حفلتها الثانية ضمن جولتها العالمية "النساء لم يعدن يبكين" (Las mujeres ya no lloran) في ملعب "جي إن بي" الذي يتسع لـ65 ألف متفرج في مدينة مكسيكو.

وقد أنفقت خبيرة التسويق عبر الإنترنت ما يقرب من ألف دولار، بما يشمل تكاليف الرحلة والإقامة في الفندق لـ4 أيام وتذكرة الحفلة. وقالت إن "الرحلات الجوية المباشرة إلى مكسيكو سيتي كانت ممتلئة، واضطررت إلى التوقف في محطات عدة" قبل بلوغ العاصمة المكسيكية.

إعلان

من جانبها، أنفقت ديفانهي الآتية من شيواوا في شمال المكسيك أكثر من ألف دولار على 5 أيام في العاصمة، بينها 400 دولار مقابل تذكرة الحفلة و200 دولار للطائرة. وقالت "لا نتردد في السفر بمجرد أن يتاح لنا ذلك". وقد أتت مع مجموعة من الصديقات الثلاثينيات. ولا تشكل شيواوا، على الحدود مع ولايتي تكساس ونيو مكسيكو الأميركية، في العادة محطة للفنانين العالميين في جولاتهم.

أما أنخيل القادم من مدينة تيخوانا الحدودية الشهيرة مع الولايات المتحدة (شمال غرب)، فيمضي أيضا عطلة نهاية الأسبوع في العاصمة المكسيكية لمشاهدة المغنية المتحدرة من بارانكيلا الكولومبية. ورغم أن الإقامة مؤمنّة، فإن المهندس المعماري يتوقع إنفاق ما لا يقل عن 800 دولار.

ويقول الرجل الثلاثيني "أفعل ذلك كثيرا. الأمر سهل لي لأن لديّ أقارب هنا في مدينة مكسيكو، مما يقلل مصاريفي"، رغم تكبّده نفقة الطيران لمدة 3 ساعات من تيخوانا إلى مدينة مكسيكو.

كما وصل معجبون بالفنانة عن طريق البر من فيراكروز (على بعد حوالى 400 كيلومتر من العاصمة) أو بويبلا (130 كيلومترا)، واشتروا حزمة تضمنت الدخول إلى الحفلة والنقل بالحافلة إلى مدينة مكسيكو، مع رحلة ذهاب وعودة خلال الليل.

غرفة التجارة

وتشكل هذه الحفلات فرصة جيدة لغرفة التجارة الوطنية بفرعها المحلي، إذ إن الحفلات التي ستقدمها شاكيرا على مسرح "جي إن بي" ستولد "فوائد اقتصادية تبلغ 3.2 مليارات بيزو (160 مليون دولار)" في الفترة من 19 إلى 30 مارس/آذار.

ويعود ما يقرب من نصف هذا المبلغ إلى مبيعات التذاكر، إذ يُتوقع أن يحضر 455 ألف متفرج الحفلات الموسيقية السبع، وفق تقديرات غرفة التجارة.

وأشارت الغرفة -التي اعتادت تقييم تأثير صناعة الترفيه على الاقتصاد المحلي- إلى أن سلسلة حفلات شاكيرا في المكسيك ستدر إيرادات أيضا على الفنادق وأماكن الإقامة الأخرى (43.9 مليون دولار)، والمطاعم (27 مليون دولار)، والشركات (13.5 مليون دولار).

إعلان

وأشارت غرفة التجارة المحلية في تقديراتها إلى أن الحفلات الأربع التي أحيتها تايلور سويفت عام 2023 حققت إيرادات بلغت 50 مليون دولار.

ويُظهر جمهور مدينة مكسيكو اهتماما بمختلف أنواع الموسيقى، من الأميركية اللاتينية إلى الأعمال الناطقة بالإنجليزية. ففي يناير/كانون الثاني الماضي، حققت حفلات الفنان الأرجنتيني فيتو بايز (حفلة عامة مجانية وأخرى مدفوعة) إيرادات تجاوزت 11 مليون دولار.

صدارة شباك التذاكر

وكتبت مجلة "بولستار" المتخصصة في مجال الحفلات الموسيقية، في ديسمبر/كانون الأول الماضي أن "ملعب جي إن بي في مدينة مكسيكو سيتي يهيمن على شباك التذاكر".

وفي عام 2024، حقق الملعب إيرادات بلغت 144.9 مليون دولار من بيع 1.58 مليون تذكرة، وفق الأرقام الصادرة عن المجلة الناطقة باللغة الإنجليزية. ويُعتبر هذا الرقم "لافتا خصوصا أن الملعب أُغلق بسبب ورشة صيانة كبرى بين فبراير/شباط وأغسطس/آب".

يقع ملعب "جي ان بي" بالقرب من حلبة "فورمولا 1″، وهو موقع للحفلات الموسيقية والمهرجانات بتنظيم من شركة "أوسيسا" المكسيكية المتخصصة في الترفيه.

استحوذت شركة "لايف نايشن" الرائدة عالميا على 51% من "أوسيسا" مقابل 444 مليون دولار، وفق أرقام جرى الإعلان عنها في سبتمبر/أيلول 2021.

بالإضافة إلى الحفلات الموسيقية التي تقام في "جي ان بي" أو قاعة "أوديتوريو ناثيونال" وسط المدينة، ترعى العاصمة مكسيكو حفلات موسيقية مجانية في زوكالو، أكبر ساحة في أميركا اللاتينية.

في يونيو/حزيران 2023، حطم فريق فابولوسوس كاديلاك الأرجنتيني الرقم القياسي بـ300 ألف متفرج. وأشارت رئيسة البلدية في ذلك الوقت، الرئيسة المكسيكية الحالية كلوديا شينباوم إلى أن هذه الحفلات درت على الاقتصاد 980 مليون بيزو (48.4 مليون دولار بسعر الصرف الحالي).

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان موسيقى وغناء الحفلات الموسیقیة مدینة مکسیکو ملیون دولار مارس آذار ألف متفرج

إقرأ أيضاً:

البرازيل تسعى لمنع صفقة تعويض كربون بـ180 مليون دولار

يسعى الادعاء البرازيلي إلى إلغاء خطة تعويض الكربون بقيمة 180 مليون دولار لدعم الحفاظ على غابات الأمازون المطيرة، والتي وقعتها ولاية بارا العام الماضي مع تحالف من الشركات الكبرى والحكومات الأجنبية.

وقد تكون هذه القضية بمثابة ضربة لحكومة ولاية بارا، التي تستضيف قمة الأمم المتحدة للمناخ هذا العام، المعروفة باسم "كوب 30" (COP30) فضلا عن سوق ائتمان الكربون الأوسع الذي نظر إلى البرامج الحكومية كوسيلة لمعالجة المخاوف بشأن الاحتيال والإساءة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ماذا يعني تسعير الكربون وكيف يتم؟list 2 of 4اتفاق عالمي لخفض انبعاثات السفن رغم انسحاب واشنطنlist 3 of 4انتقادات لصناعة الطيران العالمية حول حجم انبعاثاتهاlist 4 of 4علماء يقترحون محاصيل معدلة وراثيا لخفض انبعاثات الكربونend of list

ووافقت 5 شركات أخرى على الأقل على شراء الاعتمادات من خلال مبادرة الحفاظ على الغابات "LEAF Coalition" والتي ساعدت شركة التجارة الإلكترونية العملاقة في تأسيسها عام 2021 مع مجموعة من الشركات والحكومات الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وكانت ولاية بارا (الواقعة شمال البرازيل) تهدف إلى بيع ما يصل إلى 12 مليون وحدة بقيمة 15 دولارا لكل منها، وهو ما يمثل قيمة الكربون المخزن في الأشجار التي سينقذها المشروع من إزالة الغابات حتى عام 2026.

وجادل المدعون العامون بأن حكومة الولاية لم تُبلغ المجتمعات التقليدية التي ستتأثر بالصفقة ولم تُتشاور معها. وأضافوا أيضا أن القانون البرازيلي لا يسمح بالبيع المسبق لأرصدة الكربون.

إعلان

واتهم ممثلو الادعاء الولاية بالتسرع في الموافقة على الخطة "قبل انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين، وهو ما أدى إلى لوجود ضغوط كبيرة على الشعوب الأصلية والمجتمعات التقليدية في بارا".

ورفضت حكومة ولاية بارا اتهامات الادعاء العام، قائلة إنها تخطط لإجراء 47 مشاورة مع المجتمعات التي قد تتأثر بالمشروع، ولا أحد منها ملزم بالمشاركة.

وقالت حكومة الولاية في بيان إن أي مبيعات لن يتم الانتهاء منها إلا بعد التحقق من تخفيضات الانبعاثات وإصدار الاعتمادات رسميا، في حين لم ترد منظمة "إيميرجنت" -وهي مجموعة غير ربحية تنسق تحالف "إل إي إيه إف" (LEAF) على طلبات التعليق من وكالة رويترز.

وكان مشروع ولاية بارا أحد أول مخططات ائتمان الكربون "القضائية" في العالم، والذي يغطي ولاية أو بلدا بأكمله بهدف معالجة المخاوف بشأن تأثير ومصداقية المشاريع التي تعتمد على ملاك الأراضي الخاصة.

وأرصدة الكربون هي نظام يسمح لجهة ما بتخفيض انبعاثات غازات الدفيئة من خلال شراء أو بيع وحدات تعادل طنا واحدا من ثاني أكسيد الكربون أو ما يعادله من الغازات الدفيئة الأخرى. ويمكن تداولها في أسواق الكربون.

وتحدد المادة 6 من اتفاق باريس للمناخ آلية لتداول الأرصدة من حقوق انبعاثات الكربون بين الدول، تسمح بإبرام اتفاقيات ثنائية لشراء وبيع أرصدة انبعاثات الكربون، لكن نشطاء البيئة يعتبرون العملية تخدم الشركات الكبرى، ولا تعد حلا جذريا لمواجهة زيادة الاحتباس الحراري.

مقالات مشابهة

  • محافظ الإسماعيلية: المنطقة الحرة فى المحافظة واعدة وبها 163 مشروعًا باستثمارات 900 مليون دولار
  • الأهرامات تتجدد.. مصر تطلق مشروعًا بـ30 مليون دولار لإعادة إحياءها  
  • الأهرامات تتجدد.. مشروع بـ30 مليون دولار يغيّر ملامح تجربة الزائر
  • فيلم فلو يتجاوز 57 مليون دولار في إنجاز غير مسبوق للرسوم المتحركة
  • النشامى سيحصلون على 10.5 مليون دولار
  • تركيا.. صادرات البندق تحقق مليارا و41 مليون دولار في 5 شهور
  • 10.5 مليون دولار مكافأة تأهل النشامى لمونديال 2026
  • تركيا تطلق أول محطة رياح في أفغانستان باستثمار 65 مليون دولار
  • أمريكا تدرس منح 500 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية بناء على طلب إسرائيل
  • البرازيل تسعى لمنع صفقة تعويض كربون بـ180 مليون دولار