أطلقت المعالجة الأيرلندية المتخصصة في طب العظام، ماري إيفرز، مشروعا فنيا لتوثيق أسماء الشهداء في غزة من خلال التطريز اليدوي٬ تكريما لذكرى الفلسطينيين الذين استشهدوا جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع. 

ويهدف هذا المشروع إلى إبراز هوية كل ضحية عبر تطريز أسمائهم وأعمارهم على القماش باستخدام خيوط بألوان العلم الفلسطيني، في رسالة تؤكد أن هؤلاء الشهداء ليسوا مجرد أرقام، بل كانوا أفرادا لهم حياتهم وأحلامهم.



نشأت إيفرز في بيئة قريبة من الشرق الأوسط، حيث تنقلت خلال طفولتها بين دول عدة، مثل سوريا ولبنان ومصر، بسبب عمل والدها ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. 

???? Irish activist Mary Evers is immortalizing the names of Palestinians killed in Gaza—one stitch at a time

???? Using black for men, red for women, and green for children, she embroiders each victim’s name and age onto fabric, turning numbers into lives remembered pic.twitter.com/rbkmTcBgQp — Anadolu English (@anadoluagency) March 24, 2025
وعايشت أسرتها أحداثا محورية، من بينها مجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان عام 1982، ما جعلها شاهدة على تبعات الحروب والدمار في المنطقة.

ومنذ انتقالها إلى لندن عام 1980، عملت في مجال طب العظام لأكثر من ثلاثة عقود قبل أن تتوقف عن العمل إثر تعرضها لحادث دراجة، لتكرّس وقتها لاحقا للنشاط الحقوقي، لا سيما دعم القضية الفلسطينية التي لطالما شغلت وجدانها.

ومع تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي أسفر منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن سقوط أكثر من 163 ألف بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، أطلقت إيفرز في عام 2024 مشروع "شهداء غزة".

ويهدف المشروع إلى توثيق أسماء الضحايا من خلال التطريز، وتعتبر إيفرز أن كل خيط يرمز إلى حياة فقدت، وكل غرزة تمثل ذكرى ترفض النسيان.


وأوضحت إيفرز أن الفكرة استوحيت من أعمال الرسامة البنغالية ياسمين جهان نوبور، التي استخدمت التطريز لتوثيق التاريخ الاستعماري، ما ألهمها لاستخدام الأسلوب ذاته في توثيق المأساة الفلسطينية.
 
كما تأثرت بفن التطريز الفلسطيني الذي يُعد جزءًا من التراث الثقافي للنساء الفلسطينيات، حيث يُستخدم لتخليد الذكريات والأحداث التاريخية.

ويعتمد المشروع على تطريز أسماء الرجال بخيوط سوداء، وأسماء النساء بخيوط حمراء، وأسماء الأطفال بخيوط خضراء، في إشارة إلى ألوان العلم الفلسطيني. وتستغرق عملية تطريز الاسم الواحد نحو ساعة كاملة، ورغم أنها بدأت المشروع بمفردها، إلا أنه تحول إلى حركة جماعية، حيث يشارك فيه اليوم أكثر من 200 متطوع من مختلف أنحاء العالم، سواء بالتطريز أو بدعم المشروع بوسائل مختلفة.

وأشارت إيفرز إلى أن الاهتمام الواسع الذي حظي به المشروع دفعها إلى التفكير في تنظيم معرض خاص لعرض الأعمال المنجزة.

 كما عبرت عن انزعاجها من الصورة المغلوطة التي تنقلها وسائل الإعلام عن الفلسطينيين، مؤكدة أن كل فلسطيني عرفته كان يتمتع باللطف والإنسانية، ولم يكن مؤمنًا بالعنف. 


وأضافت أن أكثر ما أثر فيها هو روح التعاون التي تسود المجتمع الفلسطيني رغم المآسي، حيث يتكاتف الناس لمساعدة بعضهم البعض في البحث عن الضحايا وإنقاذ المصابين.

وأكدت إيفرز أن مشروعها يحمل رسالة إنسانية تهدف إلى تسليط الضوء على قيمة كل إنسان، بعيدًا عن أي تمييز. وقالت: "ما أحاول إبرازه من خلال هذا العمل هو أن لكل فرد روحًا فريدة وحياة لها معنى وتأثير. نحن بحاجة إلى استعادة التعاطف الإنساني، لأن السبيل الوحيد لمواصلة الحياة هو أن نكون داعمين لبعضنا البعض، وأن نتكاتف كمجتمع واحد".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية غزة التطريز الفلسطينيين فلسطين غزة الاحتلال ايرلندا تطريز المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

قوافل الشهداء تتواصل .. وتحذيرات من نفاد وقود المستشفيات خلال 3 أيام

غزة "وكالات": أعلن الدفاع المدني في غزة استشهاد 36 شخصا بنيران إسرائيلية اليوم، بينهم أشخاص قتلوا على مقربة من مركز لتوزيع مواد غذائية في جنوب القطاع،.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إن "حصيلة الشهداء منذ فجر اليوم بلغت 36 شهيدا على الأقل وعشرات المصابين إثر غارات جوية وبنيران الاحتلال الإسرائيلي في مناطق مختلفة في قطاع غزة"، لافتا الى أن بينهم ستة استشهدوا بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي بينما كانوا في طريقهم للحصول على مساعدات غذائية من مركز توزيع في رفح.

في موازاة ذلك، أصدر جيش الاحتلال الاسرائيلي تحذيرا لسكان حيين في شمال قطاع غزة بوجوب إخلائهما تمهيدا لهجوم جديد.

في الأثناء، وصلت السفينة مادلين المحملة بالمساعدات وعلى متنها 12 ناشطا، الى قبالة السواحل المصرية في طريقها إلى قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل، وفق ما أعلن منظمو الحملة اليوم.

من جهتها، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم، بأن كميات الوقود المتوافرة في المستشفيات تكفي لمدة 3 أيام فقط.

وقالت الوزارة في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم، إن "الاحتلال الاسرائيلي يمنع المؤسسات الدولية والأممية من الوصول إلى أماكن تخزين الوقود المخصص للمستشفيات، بحجة أنها تقع في مناطق حمراء" .

وأضافت: "تهدد إعاقة وصول امدادات الوقود للمستشفيات بتوقفها عن العمل والتي تعتمد على المولدات الكهربائية لتزويد الأقسام الحيوية بالطاقة" .

ميدانيا، أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة وكالة فرانس برس بـ"نقل ستة شهداء وعدد من المصابين إثر اطلاق قوات الاحتلال النار عليهم قرب دوار العلم... حيث كانوا ينتظرون التوجه لمركز مساعدات الشركة الأمريكية غربي رفح" في جنوب القطاع المحاصر.

وقال سمير أبو حديد (42 عاما) وهو نازح يقيم حاليا في منطقة المواصي بخان يونس إن "مئات المواطنين تجمعوا قرابة الساعة السادسة صباحا قرب دوار العلم، ثم ازداد العدد لعدة آلاف".

وأضاف "أثناء محاولة البعض التقدم نحو مركز المساعدات، قامت قوات الاحتلال بإطلاق النار من المدرعات المتواجدة قرب المركز في الهواء، ثم أطلقوا النار عشوائيا باتجاه المواطنين".

بدأت "مؤسسة غزة الانسانية" توزيع المساعدات في قطاع غزة في 27أيار/مايو، بعدما رفعت إسرائيل جزئيا الحصار المطبق الذي فرضته اعتبارا من مطلع مارس. لكن هذه العمليات رافقتها فوضى عارمة وسقوط عشرات الشهداء بنيران إسرائيلية بالقرب من مراكز التوزيع المعدودة.

وأغلقت المؤسسة الأربعاء مراكزها لأعمال "الترميم وإعادة التنظيم وتحسين الكفاءة"، فيما أكد الجيش الإسرائيلي أن الطرق المؤدية إلى هذه المراكز هي "مناطق قتال". وأعلنت المؤسسة اليوم استئناف التوزيع.

ورفضت الأمم المتحدة التي تقول إن جميع سكان غزة مهددون بالمجاعة، ومنظمات غير حكومية، التعاون مع مؤسسة غزة الانسانية بسب مخاوف بشأن طريقة عملها وحيادها.

سفينة مساعدات قرب غزة

وتواجه إسرائيل ضغوطا دولية لوضع حد للحرب الدائرة في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، في حين تندّد الأمم المتحدة بأوضاع إنسانية كارثية في القطاع وتحذّر من مجاعة تتهدّده بسبب قيود تفرضها الدولة العبرية على دخول المساعدات الإنسانية.

واليوم كانت سفينة المساعدات "مادلين" تبحر قبالة السواحل المصرية متّجهة إلى غزة في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وفق ما أعلن منظمو حملة أسطول الحرية.

وقالت الناشطة الحقوقية الألمانية ياسمين أكار لوكالة فرانس برس "نبحر حاليا قبالة الساحل المصري. كل شيء على ما يرام".

واعتبرت "اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة" في بيان أصدرته من لندن أن "اقتراب السفينة مادلين من شواطئ غزة يمثل تحديا شجاعا للسياسات الظالمة التي تحاصر المدنيين، ورسالة تضامن من شعوب العالم الحر مع شعبنا الصامد في غزة".

وأكدت اللجنة أن تحالف اسطول الحرية على تواصل دائم مع الجهات القانونية والحقوقية الدولية لضمان سلامة النشطاء على متن السفينة، مشددة على أن "أي اعتداء على السفينة أو عرقلتها يمثل خرقا فاضحا للقانون الإنساني الدولي.

ويستقل السفينة ناشطون أبرزهم السويدية غريتا تونبرغ، والنائبة الفرنسية الفلسطينية في البرلمان الأوروبي ريما حسن.

تأسس تحالف أسطول الحرية عام 2010 وهو حركة تضامن دولية سلمية مع الفلسطينيين تنشط في جمع المساعدات الإنسانية والاحتجاج السياسي ضد الحصار الذي تفرضه إسرائيل على سكان غزة.

وتحمل السفينة مادلين وفق المنظمين عصير فاكهة وحليبا وأرزا ومعلبات وألواح بروتين تبرع بها مئات من مواطني كاتانيا في صقلية.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين الثلاثاء إن القوات الإسرائيلية "جاهزة للدفاع عن مواطني دولة إسرائيل على كل الجبهات، في الشمال، في الجنوب، في الوسط وأيضا في النطاق البحري".

وقال ردا على سؤال حول سفينة أسطول الحرية "نحن جاهزون لهذه الحالة أيضا"، رافضا الخوض في تفاصيل. وتابع "لقد اكتسبنا خبرة في السنوات الأخيرة وسنتصرف وفقا لذلك".

في العام 2010 هاجمت إسرائيل السفينة "مافي مرمرة" التي انطلقت من جنوب تركيا ضمن أسطول دولي كان يحمل مساعدات لغزة، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 28 آخرين.

مقالات مشابهة

  • شاهد.. الحي الذي نشأ فيه لامين جمال نجم برشلونة
  • قوافل الشهداء تتواصل .. وتحذيرات من نفاد وقود المستشفيات خلال 3 أيام
  • الهلال الأحمر يدشن توزيع لحوم الأضاحي لأسر الشهداء والأسر الأشد فقرا في البيضاء
  • العدوان الإسرائيلي يواصل جرائمه.. استشهاد 95 فلسطينيا في غزة خلال 48 ساعة
  • الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني: مقترح “ويتكوف” منحاز بشكل فاضح ضد حماس
  • مؤسسة الشهداء تدشّن مشروع توزيع الأضاحي لأسر الشهداء في الضالع
  • تدشين مشروع توزيع الأضاحي لأُسر الشهداء والمفقودين بذمار
  • نصائح غذائية لتجنب تأثيرات الإفراط في تناول اللحوم خلال عيد الأضحى| خاص
  • أبطال لم نصفق لهم!
  • شهادة رقمية والإستغناء عن التوقيع اليدوي.. أبرز مستجدات امتحانات الباكلوريا