بكل خيط اسم وقصة.. إيرلندية توثّق ضحايا غزة بالتطريز
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
لإحياء ذكرى الفلسطينيين الذين قضوا جراء الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، ابتكرت المعالجة الإيرلندية المتخصصة بطب العظام، ماري إيفرز، مشروعا لتطريز أسماء الشهداء وتوثيقها بالخيوط.
وتقوم فكرة المشروع على تطريز أسماء وأعمار القتلى على القماش بخيوط من ألوان العلم الفلسطيني، ليتذكر العالم أن لكل ضحية من هؤلاء حياةٌ لا تُختزل في رقم.
نشأت إيفرز في بيئة قريبة من الشرق الأوسط، إذ قضت طفولتها متنقلةً بين عدة دول في المنطقة مثل سوريا ولبنان ومصر، بسبب عمل والدها ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
عاصرت عائلتها أحداثًا مفصلية مثل مجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان (عام 1982)، ما جعلها شاهدة على الدمار الذي تُخلّفه الحروب في هذه البقعة من العالم.
وتقيم إيفرز في لندن منذ عام 1980، حيث درست طب العظام وعملت في هذا المجال لأكثر من 33 عامًا، قبل أن تضطر إلى التوقف عن عملها بعد حادث دراجة.
كرست الطبيبة الإيرلندية نفسها لاحقًا للنشاطات الحقوقية، لا سيما تلك الداعمة للقضية الفلسطينية، التي طالما كانت حاضرة في وجدانها.
وعقب اندلاع حرب الإبادة في غزة المستمرة منذ 17 شهرا أطلقت إيفرز في العام 2024 مشروع "شهداء غزة"، الذي يهدف إلى تخليد ذكرى كل من قُتل في القطاع من خلال مشروع للتطريز اليدوي.
في هذا المشروع يجري تطريز اسم وعمر القتلى، وتحويل كل خيط إلى فعل مقاومة يأبى النسيان، وقد استطاعت بفضل هذا العمل الإنساني أن تحشد دعمًا واسعًا من مختلف دول العالم.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 163 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
** حين يتحوّل الرقم إلى اسم يتغيّر كل شيء
وفي حديثها إلى مراسل الأناضول من داخل ورشتها في لندن، أوضحت ماري إيفرز أن فكرة المشروع بدأت بعدما تأثّرت بأعمال فنية للرسامة البنغالية ياسمين جهان نوبور، التي استخدمت التطريز لتوثيق تاريخ الحقبة الاستعمارية، وهو ما ألهمها لتسخّر نفس الأداة في توثيق المأساة الفلسطينية.
وأضافت إيفرز أنها تأثرت بعمق بفن التطريز الفلسطيني الذي تقوم به النساء منذ عقود، وتطريز الأحداث التاريخية والحياة اليومية والمآسي على الأقمشة.
وقالت: "حين تمنح رقماً اسماً يتغيّر شعور الناس، ذلك يساعدهم على الاتصال العاطفي مع ما يحدث، فكل خيط يمثل حياة وكل غرزة تثبّت ذكرى الشهداء، هذه الذكرى التي تأبى النسيان".
وتستخدم إيفرز خيوطًا سوداء لتطريز أسماء الرجال، وخيوطًا حمراء للنساء، وخيوطًا خضراء للأطفال، في إشارة إلى ألوان العلم الفلسطيني، وتؤكد أن تطريز الاسم الواحد يستغرق نحو ساعة كاملة.
ورغم أنها بدأت المشروع بمفردها، إلا أنه تحوّل بمرور الوقت إلى حركة جماعية تشاركية، إذ يساهم فيه اليوم أكثر من 200 شخص من مختلف أنحاء العالم، بعضهم بالمشاركة في التطريز، وآخرون بدعم المشروع بطرق مختلفة.
وتابعت: "لم تكن لدي خطة لعرض هذا العمل في معرض، لكن ما حظي به من اهتمام واسع جعلني أفكر جديًا في تنظيم معرض خاص للمشروع".
** أكثر ما تأثّرت به التعاون بين الغزيين
وأضافت ماري إيفرز أن أكثر ما يؤلمها دائمًا هو الصورة المغلوطة التي تقدّمها وسائل الإعلام عن الشعب الفلسطيني.
وتابعت: "كل فلسطيني عرفته في حياتي كان شخصًا لطيفًا ومهذّبًا، ولا يؤمن بالعنف ولا يربّي أبناءه على الكراهية، بل العكس تمامًا".
وأردفت قائلة: "المجتمع الفلسطيني مجتمع متجذّر بالإيمان ويقوم على القيم، رغم كل الفظائع التي نشاهدها على الشاشات، فإن أكثر ما أثّر فيّ هو الطريقة التي يساعد بها الناس بعضهم البعض في غزة".
وزادت: "الناس كانوا يحفرون بين الأنقاض، ينتشلون الجثث، ويحملون المصابين إلى المستشفيات. كان هناك شعور قوي جدًا بالتعاون وروح المجتمع، وهذا أحد أهم الأسباب التي دفعتني للبدء بهذا المشروع. أردت أن أعكس هذا النوع من التضامن، لأننا فقدناه في مجتمعاتنا".
وأضافت أنها لطالما أُعجبت بقوة الوعي الجماعي لدى الشعب الفلسطيني، وأن مشاهدتها لكيفية تلاحم الناس في مواجهة الفقد والدمار منحها أملًا جديدًا في الإنسانية.
وعن رسالتها من المشروع، تقول إيفرز: "أعتقد أن الرسالة التي أريد أن أوصلها هي أن كل إنسان له قيمة، وهو جزء من هذا العالم وله روح فريدة وحياة وتأثير، لا أؤمن بالتمييز ولا أتقبّله ولا أفهمه أصلًا".
وتابعت: "ما أحاول أن أُبرزه من خلال هذا العمل هو قيمة الإنسان، وأن أوقظ حس التعاطف، لأننا على ما يبدو قد نسينا أن السبيل الوحيد للمضي قدمًا في هذا العالم هو أن نكون داعمين لبعضنا البعض، وأن نكون مجتمعًا واحدً".
وختمت إيفرز بالإشارة إلى أن أي شخص يرغب في الانضمام إلى المشروع كمتطوّع، يمكنه التواصل عبر حساب الإنستغرام (stitch.their.names.together) أو عبر البريد الإلكتروني ([email protected]).
المصدر: الموقع بوست
إقرأ أيضاً:
وزيرة البيئة: الدلتا من أكثر المناطق الهشة بيئيًا على مستوى العالم
كتبت -داليا الظنيني:
أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن التغيرات المناخية أصبحت واقعًا ملموسًا يؤثر على حياة المصريين يوميًا، مستشهدة بالظواهر الجوية المتطرفة التي شهدتها الإسكندرية مؤخرًا كدليل على هذا التحول البيئي الكبير.
وخلال لقائها مع الإعلامي نشأت الديهي في برنامج "المشهد" على قناة TeN، مساء الأربعاء، أوضحت فؤاد أن البيئة تستجيب بعنف عندما يتصرف الإنسان بتهور"، في إشارة إلى العواقب الوخيمة للتعدي المستمر على الموارد الطبيعية.
وأشارت الوزيرة إلى أن دلتا النيل تُعد من أكثر المناطق هشاشة بيئيًا على مستوى العالم، مما يجعلها عرضة بشكل خاص للتغيرات المناخية.
وأكدت أن تدخلات وزارة الموارد المائية والري، من خلال إنشاء سدود وحواجز حماية بتكلفة تتراوح بين 8 و9 مليارات جنيه على مدار سبع سنوات في محافظات مثل الإسكندرية ومطروح ودمياط، قد خففت من حدة الكوارث التي ضربت الإسكندرية.
وشددت فؤاد على أن التغيرات المناخية لم تعد مجرد دراسات مستقبلية، بل أصبحت تؤثر بشكل مباشر على حياتنا اليومية، متجسدة في موجات حرارية متكررة وطويلة المدى. وأكدت على أهمية قيام الدولة بـالتنبؤ بما سيحدث واتخاذ إجراءات استباقية على المدى الطويل.
وفي سياق متصل، أكدت وزيرة البيئة أن التصحر أصبح في صميم قضية الأمن الغذائي العالمي، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها المباشر على الزراعة والإنتاج. ولضمان استدامة الإنتاج الغذائي في مواجهة هذه التحديات.
أوضحت فؤاد أن اللجوء إلى زراعة محاصيل معدلة وراثيًا يمكنها التكيف مع الظروف المناخية القاسية أصبح ضرورة.
اقرأ أيضًا:
مدبولي عن أمطار الإسكندرية: نتوقع تكرارها على فترات متقاربة وسريعة
"الأوقاف" توجه نصائح للمواطنين بشأن صلاة عيد الأضحى المبارك
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة الإسكندرية الظواهر الجوية التغيرات المناخية وزارة الموارد المائية والريتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: وزير النقل: مشروعات حياة كريمة بالقرى لم تتوقف الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
وزيرة البيئة: الدلتا من أكثر المناطق الهشة بيئيًا على مستوى العالم
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك